الوصايا العشر لاستغلال شهر الصبر
الوصايا العشر لاستغلال شهر الصبر
لكي تتحمس لاستغلال رمضان في الطاعات اتبع التعليمات التالية:
الإخلاص لله في الصيام: الإخلاص لله تعالى هو روح الطاعات، ومفتاح لقبول الباقيات الصالحات، وسبب لمعونة وتوفيق الله للكائنات، وعلى قدر النية والإخلاص والصدق مع الله وفي إرادة الخير تكون معونة الله لعبده المؤمن، قال ابن القيم - رحمه الله -:
(وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته في ذلك يكون توفيقه سبحانهوتعالى وإعانته ...)
وقد أمرنا الله جل جلاله بإخلاص العمل له وحده دون سواه فقال تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُالدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُالْقَيِّمَةِ )الآية[البينة: 5].
فإذا علم الصائم أن الإخلاص في الصيام سبب لمعونة الله وتوفيقه هذا مما يحفز المؤمن لاستغلال رمضان في طاعة الرحمن سبحانه وتعالى (صيام + إخلاص لله)= حماس وتحفيز.
معرفة أن النبي كان يبشر أصحابه بمقدم هذا الشهرالكريم: وخصلة أخرى تدعوك للتحمس لاستغلال رمضان في طاعة الرحمن ألا وهي معرفة أن الرسول كان يبشر أصحابه فيقول: «جاءكمشهر رمضان شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه ...» الحديث.
وهذا يدل على عظم استغلال رمضان في الطاعة والعبادة، لذا بشر به الرسول الصحابة الكرام, ليستعدوا لاغتنامه.
استشعارالثواب العظيم الذي أعده الله للصائمين ومن ذلك:
أ- أن أجرالصائم عظيم لا يعلمه إلا الله عز وجل: «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم, فإنه ليوأنا أجزي به».
ب- من صام يومًا في سبيل الله باعد الله عنه النار سبعين خريفًا، فكيف بمن صام الشهركاملاً؟!
ج- الصيام يشفع للعبد يوم القيامة حتى يدخل الجنة.
د- في الجنةباب يقال له الريان لا يدخله إلا الصائمون.
هـ- صيام رمضان يغفر جميع ما تقدم من الذنوب.
و- في رمضان تفتح أبواب الجنة, وتغلق أبواب النيران.
ز- يستجاب دعاء الصائم في رمضان.
أخي هلا أدركت الثواب العظيم الذي أعده الله للصائمين, فما عليك إلا أن تشمر عن ساعد الجد،وتعمل بهمة ونشاط لتكون أحد الفائزين بتلك الجوائز العظيمة.
معرفة أن من هدي الرسول في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادات, وكان مما يخص رمضان أن تعلم أن رسولك العظيم كان يكثر من أنواع العبادات من صلاة، وذكر ودعاء وصدقة، وكان يخص هذا الشهر من العبادة بما لا يخص غيره من الشهور الأخرى، فهل لك في رسول الله قدوةوأسوة؟
والله تعالى يقول:
لقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌلِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا{ [الأحزاب:21]
فتكثر من أنواع الطاعات في هذا الشهر.
إدراك المسلم البركة في هذا الشهر الكريم، ومن ملامح هذه البركة حتى تزيدك حماسًا:
أ- البركةفي المشاعر الإيمانية: ترى المؤمن في هذا الشهر قوي الإيمان، حي القلب، دائم التفكر، سريع التذكر، إن هذا أمر محسوس لا نزاع فيه, إنه بعض عطاء الله للصائم.
ب- البركةفي القوة الجسدية: فأنت أخي الصائم رغم ترك الطعام والشراب، كأنما ازدادت قوتك,وعظم تحملك على احتمال الشدائد، ومن ناحية أخرى يبارك الله لك في قوتك, فتؤدي الصلوات المفروضة، ورواتبها المسنونة، وبقية العبادات رغم الجوع والعطش.
ج- البركةفي الأوقات: تأمل ما يحصل من بركة الوقت, بحيث تعمل في اليوم والليلة من الأعمال ما يضيق عنه الأسبوع كله في غير رمضان.
فاغتنم بركةرمضان, وأضف إليها بركة القرآن، واحرص على أن يكون ذلك عونًا لك على طاعة الرحمن،ولزوم الاستقامة في كل زمان ومكان.
وهذا مما يزيدك تحمسًا وتحفزًا على استغلال بركة هذا الشهر.
ومما يعين على التحمل لاستغلال هذا الشهر الفضيل في الطاعة.
استحضارخصائص شهر رمضان:
أخي الحبيب خص الله شهر رمضان عن غيره من الشهور بكثير من الخصائص والفضائل منها:
خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.
تستغفر الملائكة للصائمين حتى يفطروا.
يزين الله في كل يوم جنته, ويقول: «يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى, ثميصيروا إليك».
تفتح أبواب الجنة, وتغلق أبواب النار.
فيه ليلة القدر هي خير من ألف شهر من حرم خيرها, فقد حرم الخير كله.
يغفرللصائمين في آخر ليلة من رمضان.
لله عتقاءمن النار في آخر ليلة من رمضان.
استشعار أن الله تعالى اختص الصوم لنفسه من بين سائر الأعمال, ومزية عظيمةيحصل عليها مستغل رمضان في الخير، تجعل المرء لا يفرط في رمضان ألا وهي أن الله تعالى اختص قدر الثواب والجزاء للصائم لنفسه من بين سائر الأعمال, كما في الحديث قال: قال الله عز وجل: «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي,وأنا أجزيبه...»