لم يكن صباحا اعتياديا فدون موعد اشرقت الشمس باشعتها لتلفح وجهي المتعب فتحت عيني واغمضتها متمللة وحاولت العودة للنوم مرة اخرى ولكن دون جدوى فالشعاع الساقط على ناظري منعني من متابعة نومي وكأنه يريد ايقاظي من سبات عميق كنت اهرب اليه من اشياء لا تعجبني نهظت متثاقلة وانطلقت الى نافذتي المطلة على مبسم الشمس في صحوتها ابحث عن رفيقتي التي تعلوها كل صباح حمامتي لكنها لم تكن موجودة دخل الريب الى نفسي اذ انها للمرة الاولى لم تلق علي تحية الصباح كسابق عهدها
انطلقت الى مقبض الباب والذي احكمت اغلاقه كي اكون بعيدة عن الضجيج حركت المقبض وخرجت باحثة عن والداي اللذين يتسمران امام التلفاز في مثل هذا الوقت ولكن لا اثر لهما حركت راسي نافية ما داهم فكري من تنبوءات بسر ذاك الغياب اتجهت الى النافذة المطلة على الشارع العام علني ارى ما يشير الى الحياة ولكن سكون هو كل ما حولي وعلى غير عادتهم اهل قريتي كلهم يختبئون في منازلهم وكأن رمضان فرض عليهم السجن عدت ادراجي يائسة وبدأت بحركات جنونية لاستعيد نشاطي واقوم ببعض الاعمال المنزلية الروتينية
لم تأخذ مني طويلا من الوقت وهأنا ادون ما مر بي في صباح هذا اليوم لا انكر ان شعور بالرغبة بخربشة غير اعتيادية ينتاب نفسي
وسبحان الله هاهو صوت حمامتي العزيزة يعلو بالقرب من نافذتي تلك الوحيدة التي حظيت بنص من صمت (ورقاء حارتنا) ربما هو الاقرب لنفسي لاني حاكيتها كأنا ........ صباحاتكم مشرقة بالامل