• مرحبًا بكم في منصة منتديات صقر الجنوب التعليمية!
    أهلا ومرحبا بكم في مجتمعنا أنت حاليا تشاهد المعهد كزائر و التي لاتعطيك سوى خيارات التصفح المحدودة الاشتراك لدينا مجاني ولايستغرق سوى لحظات قليلة حتى تتمكن من المشاركة والتفاعل معنا

أكتب ما يحلوا لك على جدار منتديات :. صقر الجنوب :.

إنضم
3 سبتمبر 2024
المشاركات
2,225
مستوى التفاعل
18
النقاط
38
الإقامة
jordan
من اشترى ما لا يحتاج إليه باع ما يحتاج إليه.
 
إنضم
3 سبتمبر 2024
المشاركات
2,225
مستوى التفاعل
18
النقاط
38
الإقامة
jordan
الخبرة .. هي المشط الذي تعطيك إياه الحياة .. عندما تكون قد فقدتَ شعرك
 
إنضم
3 سبتمبر 2024
المشاركات
2,225
مستوى التفاعل
18
النقاط
38
الإقامة
jordan
عظَمة عقلك تخلق لك الحساد .. وعظَمة قلبك تخلق لك الأصدقاء
 
إنضم
3 سبتمبر 2024
المشاركات
2,225
مستوى التفاعل
18
النقاط
38
الإقامة
jordan
دقيقة الألم ساعة .. وساعة اللذة دقيقة
 
إنضم
3 سبتمبر 2024
المشاركات
2,225
مستوى التفاعل
18
النقاط
38
الإقامة
jordan
إذا أردت أن تفهم حقيقة المرأة فانظر إليها وأنت مغمض العينين
 
إنضم
3 سبتمبر 2024
المشاركات
2,225
مستوى التفاعل
18
النقاط
38
الإقامة
jordan
يستطيع الناس أن يعيشوا بلا هواء بضع دقائق وبلا ماء أسبوعين وبلا
طعام حوالى شهرين وبلا أفكار سنوات لا حصر لها.
 
إنضم
3 سبتمبر 2024
المشاركات
2,225
مستوى التفاعل
18
النقاط
38
الإقامة
jordan
نمضى النصف الأول من حياتنا بحثاً عن المال والنجاح والشهرة ونمضى
النصف الثانى منها بحثاً عن الأطباء.
 
إنضم
3 سبتمبر 2024
المشاركات
2,225
مستوى التفاعل
18
النقاط
38
الإقامة
jordan
عندما يمدح الناس شخصاً ، قليلون يصدقون ذلك وعندما يذمونه فالجميع يصدقون.

 
إنضم
3 سبتمبر 2024
المشاركات
2,225
مستوى التفاعل
18
النقاط
38
الإقامة
jordan
خواطر بين يدي - رمضان - سيد الشهور

خواطر بين يدي - رمضان - سيد الشهور

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله ذي النعم الوافرة والخيرات المتكاثرة والصلاة والسلام على رسول الله سيد ولد آدم في الدنيا والآخرة.
أمابعد.
ففي انتظار سيد الشهور شهر رمضان كتبت هذه الخواطر آمل أن نتأملها معاً لحاجتنا إليها كتبتها لنفسي أولا ثم أذكر بها من يقرأها..
فأقول مستعينا بالله.

ما الذي يحصل في أول ليلة من رمضان ؟
الجواب : تبادل التهاني بدخول شهر رمضان الناس تتبادل التهاني بشكل غير مسبوق،
فأكبر نسبة تواصل بالرسائل والمكالمات تتم في ليلة دخول شهر رمضان، كلها تهاني، لماذا الناس يهنئ بعضهم بعضًا؟

لماذا هذه التهاني؟

لو أن أحداً اتصل بي وقال لي مبارك عليك شهر رمضان،
أو أنا اتصلت به للتهنئة.
فسألته أو سألني لماذا تبارك لي برمضان؟ ما هو جوابي؟ وما هو جوابك أنت؟
لماذا هذه التهاني تزف من الكبير والصغير والرجال والنساء والصالح والطالح، كل الناس؟

هذا سؤال لابد أن نجيب عليه،
من المعلوم أنه لا بد للتهنئة من معنى،
من تخرج من دراسة تهنيه
ومن توظف
ومن تزوج
ومن بنى بيتا
من رزق بمولود
ومن تجاوز أمر سوء حصل له. إلــخ كل هؤلاء تهانيهم لها معنى،

إذا كل التهاني لها معنى،
إذاً لماذا تهنئني برمضان؟ ولماذا أنا أهنئك برمضان؟
ما هو المعنى الذي وضعته في بالي عندما أهنئ غيري، أو غيري يهنئني؟ ما هي المعاني؟
تأمل وحاول الإجابة على السؤال.

هل هذه التهنئة مبعثها مثلًا أن رمضان شهر المغفرة؟
يمكن بعض الناس يضع في ذهنه هذا الأمر، يقول صح في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( من صامَ رمضانَ وقامَهُ ، إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ ، ومَن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ)
الحديث في الصحيحين وغيرهما بألفاظ متقاربه وهذا لفظ الترمذي وقد صححه الألباني في صحيح الترمذي
يقول فأنا أهنئكم بشهر سيغفر الله لكم فيه..

عندما يهنئني إنسان هل أستشعر هذه الفرحة؟ فعلًا والله إني أستحق أن أنال التهنئة بشهر رمضان، لأن الله في هذا الشهر سيغفر لي ما تقدم من ذنبي إن صمته إيمانا واحتسابا،.

هل نستشعر معنى مغفرة الله فنفرح بها ونسر؟
تعالوا نرى، هل هذا ينطبق علينا أم لا؟

من المعلوم أن من الأشياء التي تحدث بها المغفرة كثرة الاستغفار، فكيف هو حالنا مع الاستغفار؟
وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان يستغفر الله في اليوم بالمئات، فلو أننا نستشعر قيمة المغفرة، حقيقة لرأيتنا من أكثر الناس استغفارًا، لكننا في الحقيقة من أقل الناس استغفارًا ـ إلا القليل ممن رحم الله ـ ومن راجع حاله بصدق تبين له تقصيره.
فمن قال التهنئه بسبب المغفرة المرجوة نقول لو كانت المغفرة تهمنا حقا لكنا كثيرًا ما نستغفر الله ونتوب .

لو كنا نستشعر خطورة المعاصي والذنوب والسيئات علينا في الدنيا والآخرة لعظمت المغفرة في نفوسنا وعظم عندنا كل عمل تحصل لنا المغفرة بسببه ومن ذلك شهر رمضان فنقول فعلًا إذا غفر الله لنا نجونا، فلذلك نستحق هذه التهنئة.

تأملوا في أحوال أقوام أهمهم أمر المغفرة.

1 - عن أبي قتادة رضي الله عنه - عن رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قامَ فيهم فذَكرَ لَهم أنَّ الجِهادَ في سبيلِ اللَّهِ والإيمانَ باللَّهِ أفضلُ الأعمالِ فقامَ رجلٌ فقالَ يا رسولَ اللَّهِ أرأيتَ إن قتلتُ في سبيلِ اللَّهِ أيُكفِّرُ عنِّي خطايايَ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلمSad نعم إن قتلتَ في سبيلِ اللَّهِ وأنتَ صابرٌ محتسبٌ مقبلٌ غيرُ مدبرٍ. ثمَّ قالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: كيفَ قلتَ؟ قال: أرأيتَ إن قتلتُ في سبيلِ اللَّهِ أيُكفِّرُ عنِّي خطايايَ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: نعم وأنتَ صابرٌ محتسبٌ مقبلٌ غيرُ مدبرٍ إلاَّ الدَّينَ فإنَّ جبريلَ قالَ لي ذلِكَ )رواه مسلم.
لما سأل - أرأيت إن أنا قُتلت في سبيل الله؟ - ماذا يريد؟
هل قال أكون في الفردوس الأعلى؟ هل قال أدخل الجنة؟ هل قال كم لي من الحور العين؟ لا لم شيئا من ذلك.
شيئا واحدا فقط فكر فيه، يا رسول الله أرأيت إن أنا قتلت في سبيل الله أيكفر عني خطاياي ؟
هذا الرجل ماذا سيقدم من أجل المغفرة؟
سيقدم روحه يقتل فلا يبالي ، أهم شيء عنده، لو أني ذهبت الآن وقتلت في سبيل الله هل يغفر الله لي؟

أرأيت هذا؟ رجل تهمه المغفرة، يعرف قيمتها، عنده إحساس بمعنى مغفرة الله جل وعلا فلا يبالي بم يقدم مقابلها..

2 - مثال آخر فرعون يقول للسحرة بعد أن آمنوا {لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ* قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ *إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ} سورة الشعراء
افعل ما تريد، تقطع رؤوسنا قطعها، تريد أن تقطع أيدينا وأرجلنا من خلاف اليمنى مع اليسرى واليسرى مع اليمنى وتعلقنا على الشجر حتى نموت افعل ذلك، كل هذا لا نبالي به ،
لماذا؟
{إنا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا}ففي سبيل تحصيل هذه المغفرة ما عندنا مانع يحصل لنا أي شيء،
إذًا يا إخواني المغفرة أمرها عظيم، وإذا تحصلت للعبد في هذا الشهر فقد تحصل على خير كثير فالمغفرة تمهيد لدخول الجنة ﴿أُولئِكَ جَزاؤُهُم مَغفِرَةٌ مِن رَبِّهِم وَجَنّاتٌ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدينَ فيها وَنِعمَ أَجرُ العامِلينَ﴾ [آل عمران: ١٣٦] .
وأقول لمن طمع في المغفرة في رمضان ماذا فعلت لتحظى بها في هذا الشهر ؟
هل المُصِرْ على ذنبه طالب مغفرة؟
هل من يدخل عليه الشهر وهو لم يتب ويقلع عن الذنب طالب مغفرة ؟
لابد من تحقق شروط التوبة وبعدها نطمع في تحقيق المغفرة في شهر الرحمة والمغفرة.
ولكن العجب الذي لا ينقضي أن يطمع طامع في هذه المغفرة وهو لم يفارق من ذنوبه ما يرجو صفح الله عنه ..

فلنقلع عن ذنوبنا ومعاصينا ، ولنندم على فعلها ، ولنعزم على ألا نعود إليها ،
وعندها نتعرض لنفحات الله وهباته في رمضان، ونطمع في المغفرة ، التي إن حرم العبد منها في رمضان فالحرمان سبيل إلى أمر خطير يبينه حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صعِدَ المنبرَ فقال : ( آمين ، آمين ، آمين ) . قيل : يا رسولَ اللهِ ! إنك صعدت المنبرَ فقلتَ : " آمين ، آمين ، آمين " . فقال : إنَّ جبرائيلَ عليه السلامُ أتاني فقال : من أدرك شهرَ رمضانَ فلم يُغفَرْ له فدخل النارَ فأبعدَه اللهُ ، قل : " آمين " ، فقلتُ : " آمين . . "
قال الألباني : في صحيح الترغيب حسن صحيح
يالها من دعوة يدعو بها سيد الملائكة جبريل عليه السلام ويؤمن على دعائه سيد الخلق صلى الله عليه وسلم ألا نخشى سوء عاقبتها؟! .

أحبتي...
ولازلنا في هذه الفقرة، النبي صلى الله عليه وسلم جعل لهذه المغفرة شرطاً فقال كما في حديث أبي هريره عند أحمد والترمذي وهو صحيح «مَن صامَ رمضانَ، وقامَهُ إيمانًا واحتِسابًا؛ غُفِرَ له ما تقدَّمَ مِن ذَنبِهِ، ومَن قامَ لَيلةَ القَدرِ إيمانًا واحتِسابًا؛ غُفِرَ له ما تقدَّمَ مِن ذَنبِهِ.

كم مضى علينا في الأعمار؟ وكم صمنا من الشهور فيما مضى؟ نسأل الله يتقبل، هل منا من وقف يسأل نفسه هل حصلت هذا الشرط لتحصل لي المغفرة أم لا ؟
النبي صلى الله عليه وسلم يضع هذا القيد «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا» من حرف شرط، صام فعل الشرط، صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، ما هو جواب الشرط؟ غفر له ما تقدم من ذنبه.
هل أحد منا معاشر الصائمين فكر ما معنى إيمانًا واحتسابًا؟

هل أفكر كيف أصوم رمضان إيمانًا واحتسابًا؟

( إيمانًا) أي إيمانا بالله، هذا أول شيء، إيمانًا بأنه ربك وأنت العبد، ولذلك تفعل هذا الذي تفعله طاعة وامتثالًا لأمره لأنه سيّدك، لأنه ربك، لأنه إلهك، لأنه معبودك، وأنت عبد، تطيع ما أمرك به.
هذا وجه من وجوه قوله( إيمانًا)
والوجه الثاني ( إيمانًا) بأنه جل وعلا أعلم بما يصلح شأنك، وبما يفرض عليك فتؤمن أن هذا التكليف منطلقه حكمة الله هذا يدخل في إيمانًا، ليس المقصود بهذا التشريع تعذيب الإنسان بل تهذيبه، ولذلك في الحديث الصحيح عن أبي هريرة «من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه»رواه البخاري
أما قوله احتسابًا، فما معنى احتسابًا؟
هذه مسألة مهمة أيضًا، يعني أنت تريد الثواب من الله جل وعلا.
إذاً اعملِ العمل لله وحده وعندما تنتهي منه ترجو قبوله كأنما تقول يا رب هذا عملي جازني وحاسبني عليه.
هل يمكن أن أقوم بعمل لغير الله وأطلب من الله أن يثيبني ويجازيني عليه؟ مستحيل
فأنت لا يمكن تأخذ ثوابا إلا على عمل قصدت به وجه الله وحده.

وأنتقل بعدها لسؤال آخر..

هل التهنئة هنا لأنه شهر الدعاء المستجاب؟
ممكن!
ولم لا يكون كذلك؟ والله سبحانه وتعالى قد جاء بآية عظيمة في الدعاء وجعلها في ثنايا آيات الصيام وهي قوله تعالى ﴿وَإِذا سَأَلَكَ عِبادي عَنّي فَإِنّي قَريبٌ أُجيبُ دَعوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ فَليَستَجيبوا لي وَليُؤمِنوا بي لَعَلَّهُم يَرشُدونَ﴾[البقرة: ١٨٦]
وكأنما هي لفت للنظر أن هناك علاقة بين الصوم والدعاء
وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم يقولSad ثلاثُ دَعَواتٍ مُستجاباتٍ : دعوةُ الصائِمِ ، ودعوةُ المظلُومِ ، ودعوةُ المسافِرِ)
رواه أبو هريرة وصححه الألباني في صحيح الجامع -.

فانتبه أخي الكريم أنت الآن في موسم من مواسم الدعاء، أدع يستجب لك، اسأل ربك ما تريد، فهل هذا هو المقصود بالتهنئة؟ إذا كان الجواب نعم فماذا أعددت من حاجاتك ومطالبك ؟ وهل تعلم متى تسألها ربك؟ وكيف سيكون الدعاء؟ هذا أمر مهم.
إخواني: كم من مشكلة انحلت، والله الذي لا إله غيره بالدعاء في رمضان وكم من حاجة قضيت، كم من مشكلة مالية انتهت؟ كم من مريض شفي وأمر قضي كل ذلك حصل بسبب إلحاح العبد على ربه جل وعلا في شهر الصيام.
لا شك أن الباب مفتوح دائمًا لكن نحن نطمع في شهر الصيام أن يكون الأمر أعظم، لأن صلواتنا أكثر سجداتنا أكثر انقطاع الإنسان للعبادة الإقبال على الله أكبر، الحالة التي يكون عليها الإنسان الذل والتذلل والضعف، ولذلك من المعلوم أن أرجى أوقات الدعاء عند الفطر وقد ورد هذا عن جمع من الصحابة ومعلوم أن أضعف ما يكون الإنسان عند ساعة الإفطار، منكسر جائع عطشان .فعندها يدعو فيستجيب الله جل وعلا.
إذا هذا معنى عظيم آخر من معاني التهنئة فيستحق هذا، لأنه شهر الدعاء فلا بد أن تجهز من الآن ماذا تريد من ربك جل وعلا؟.
لكن قبلها هل تعرف آداب الدعاء وشروطه وموانع الإجابة؟
تعلمها.
هل تأملت في الأدعية التي في القرآن الكريم ويصلح لنا أن ندعو بها فأنت ستدعو بها؟
كم هي محفوظاتك من الأدعية النبوية الصحيحة لتجعلها صلب دعائك ؟
ونقف مع حديث يهمنا جداً فيما يتعلق بموضوع الدعاء
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم Sad ادْعُوا اللهَ وأنتمْ مُوقِنُونَ بالإجابةِ ، واعلمُوا أنَّ اللهَ لا يَستجيبُ دُعاءً من قلْبٍ غافِلٍ لاهٍ)
حسنه الألباني في صحيح الجامع.

لاحظ موقنون متى يكون هذا اليقين؟ وما معنى اليقين؟ معناه لا تدعو وأنت تفكر في كيف ستناله؟ أوتستعظم شيئاً أن تسأله..
للتوضيح
شخص أصيب بمرض خطير جدًا، نقول أدعُ الله أن يشفيك، فيقول يا رب اشفني، ثم يقول لكن الدكتور قال لي أن ما في أمل، هذا يدعو بلا يقين.
آخر يقول مديون وعليّ كذا وكذا ، يعدد لك مما عليه من الدّين، تقول له عليك بالدعاء فيدعو ثم يقول هذي مبالغ كبيرة جداً كيف تذهب؟ ما عنده يقين.
فعدم اليقين حرمك الإجابة والله لو سألت الله بيقين لأتاك الفرج من حيث لا تحتسب،
وتتمة الحديث «واعلموا أن الله لا يستجيب الدعاء ممن قلبه غافل لاه» وهذا أيضاً من عدم اليقين.
ترى داعياً رافعاً يديه مدة يدعو فلو سألته ماذا سألت ربك؟ ماذا طلبت؟ ربما لا يجيبك حسبه أنه دعا وكفى.
وكم من الدعاء رددناه عشرات المرات ولا استجابة والسبب غفلة القلب عند الدعاء أو عدم فهم معنى ما ندعو به.

فأحضر قلبك واعرف دعواتك وافهم معاني ماتدعو به وإلا كان الداعي غافلاً لاهيا لا يستجاب له.

حضر الطلبات والحاجات التي تريدها وادع بها لتجدها عند الله جل وعلا.
أقول- ولله المثل الأعلى- والله يا إخوان لو قيل الملك أو الأمير أو الغني الفلاني فتح بابه لذوي الحاجات الذي عنده طلبات يأتي بها ويتفضل،
كيف سيأتي من له حاجة؟
طبعاً يأتي وقد جمع حاجاته كلها في ذهنه ليطلبها، وما يعرفه يكتبه؛
فكيف برب كريم بابه دائما مفتوح ويقول( ادعوني أستجب لكم)
فهذه فرصة الآن،
إذا نقول نعم نستحق أن نهنئ بعضنا بعضًا برمضان لأنه شهر الدعاء وتحقيق الأمنيات والحاجات.
وهنا مسألة تتعلق بزمان فاضل للدعاء يغفل عنه الكثير.
فمن المعلوم أن رمضان شهر القرآن وكثير من الناس يقبل على التلاوة فيه فمن المواطن المهمة للدعاء أن يكون على إثر قراءة القرآن وفيها هذا الحديث عن عمران بن حصين قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (من قرأَ القرآنَ فلْيسألِ اللهَ بهِ ، فإنَّهُ سَيجِيءُ أقوامٌ يَقرؤُونَ القرآنَ ، يَسألُونَ بهِ الناس) رواه الترمذي وأحمد وهو في صحيح الجامع. فبعد التلاوة ارفع يديك وسل ربك.
ثالثا :
هل الفرحة والتهاني لأن شهر رمضان شهر العتق من النيران؟
لما ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( إذا كانَ أوَّلُ ليلةٍ من شَهْرِ رمضانَ : صُفِّدَتِ الشَّياطينُ ومرَدةُ الجنِّ ، وغُلِّقَت أبوابُ النَّارِ فلم يُفتَحْ منها بابٌ ، وفُتِّحَت أبوابُ الجنَّةِ فلم يُغلَقْ منها بابٌ ، ويُنادي مُنادٍ يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ ، ويا باغيَ الشَّرِّ أقصِرْ وللَّهِ عُتقاءُ منَ النَّارِ ، وذلكَ كلُّ لَيلةٍ)رواه الترمذي وصححه الألباني
الله أكبر كيف لا نفرح ونهنئ بعضنا بعضا بموسم العتق من النيران التي ما خوف الله عباده بشئ أشد منها..
﴿لَهُم مِن فَوقِهِم ظُلَلٌ مِنَ النّارِ وَمِن تَحتِهِم ظُلَلٌ ذلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبادَهُ يا عِبادِ فَاتَّقونِ﴾
[الزمر: ١٦]
لكن تأملوا وقت العتق إنه في الليل فما من ليلة ينقشع ظلامها من ليالي رمضان إلا وقد سطرت فيها قائمة تحمل أسماء (عتقاء الله من النار) وذلك كل ليلة ، ألا يحدونا الأمل أن نكون منهم ؟
اذاً فدعني أسألك في أي شيء ستمضي ليالي رمضان ؟!
من ترون أولى الناس بهذا الإكرام الرباني؟
هل هم أهل اللهو والعبث والسمر وضياع الأوقات أو متابعة الشاشات والفضائيات والجوالات أو الاجتماع في الملاعب والاستراحات.؟
أم هم من باتوا لربهم سجداً وقياماً يتلون كتاب الله ويستغفرون ربهم بالأسحار ويبكون من خشيته في ظلمة الليل..؟ فمن أي الفريقين سنكون

الله الله في حفظ ليالي رمضان من الضياع والعبث.
الله الله في التعرض لنفحات الباري سبحانه فيها خاصة عشرها الأخيرة
عسى نفحة من نفحات الرحيم تصيب العبد فيعتق الله رقبته من النار فلا يشقى بعدها أبداً.

رابعا : هل نتبادل التهاني لأن العبادة في رمضان لها لذة تختلف عن لذتها في غير رمضان؟
لا شك أن هذا هو المفروض.
ينبغي أن يكون للصوم لذة، وللصلاة لذة، وللقيام لذة، وللطاعات لذة، في شهر رمضان ليست لغيره.
يا ليت هذا الأمر يحصل لنا، نعم من حاول أن يجد هذه اللذة سيجدها والله ولا شك، العبادات لها لذة لا تعدلها لذة، لكن ما كلٌ يوفق إليها، لا نريد رمضان جاف من المعاني العظيمة.
لا نريد صيام جاف، لا نريد قيام جاف، نريد لذة لهذه العبادات تؤثر فينا، في سلوكنا، في سمتنا، في بكائنا، في خشوعنا، في حركة قلوبنا، في رقي الإيمان عندنا، في تغيرنا بعد رمضان نحو الأفضل هذه الأمور كلها لا تحصل إلا إذا تلذذنا بهذه العبادات.
ولذلك وجدنا في سلفنا من كانوا يتمنون أن السنة كلها رمضان، فهل عندنا مثل ذلك؟ لا يمكن الإنسان أن يتمنى دوام عبادة أو يدوم عليها أو يكثر منها إلا إذا شعر بلذتها.
رمضان للعبادة في نهاره معاني، ولها في ليله معاني أخرى .

خامساً : هل أقول نفرح برمضان ونتبادل التهاني لأن رمضان فرصة للتغيير ، فيقول الواحد منا نويت في هذا الشهر أن أغير، نويت أن أقمع هذه النفس التواقة للمعاصي والسيئات، فأترك أشياء كنت أفعلها، فرمضان أنسب وقت لتركها والإقلاع عنها مستعينًا بالله، ثم بالدعاء.
فرصة أن أغير من حالي فأفعل أشياء كنت أتكاسل عنها مما أمرني الله به فكنت مفرطاً فيه.
رمضان فرصة لتعميق الرقابة الذاتية بيننا وبين الله. ومحاولة بلوغ مقامة الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك..
نحن حال الصوم نترك الطعام والشراب ومشتهيات النفس لمن؟
سبحان الله الواحد منا بين الناس صائم، وفي شقته صائم، وفي غرفته الخاصة صائم وفي مطبخه أمامَه أكله وشرابه والله ما يطلع عليه أحد، ولا يمكن أن يضع يده على كأس الماء، ولا يمكن يتذوق أي شيء حتى يؤذن المغرب، وحساس جدًا. للتأكد من صحة صومه. ما يبدأ بالإفطار حتى يتأكد من دخول الوقت لماذا كل هذا؟
من الذي يعلم بك إن أكلت وأنت في بيتك؟ من يدري عنك لو شربت وأنت في غرفتك؟ من يدري عنك لو استمتعت بأهلك وأنت معهم في بيتك؟ من يتابعك ويحاسبك؟
تترك ذلك كله لأجل من؟ لأجل الله، ولذلك في الحديث القدسي عن أبي هريرة إن الله تعالى يقول «إلا الصوم لي فإنه لي وأنا أجزي به» رواه مسلم
نعم الصوم لله فقط، ليس لأحد سواه إذا فهذا تدريب على أن تراقب الله في كل أحيانك، ليس فقط في الصيام.
فتترك ما حرم الله عليك في خلواتك لأنك تعلم أن الذي كان مطلعًا عليك وأنت صائم، مطلع عليك في أحوالك كلها،
كذلك نتعود على إدراك صلاة الجماعة، على أن يكون لك علاقة قوية بكتاب الله، كم هجرنا القرآن، فرصة في رمضان. أن نقرأ ونتدبر ونتلذذ بقراءته فتتعلق به قلوبنا.
المحافظة على الأذكار
لزوم المسجد لطاعة الله
حفظ الجوارح من الحرام لأن رمضان يهذبها.

أم أن الفرحة والتهاني التي نتبادلها بسبب الأجواء الرمضانية التي لا توجد إلا في رمضان على مستوى المجتمع، على مستوى الأسرة، على مستوى العائلة، على مستوى المأكولات، والمشروبات والجلسات والتمشيات والسهرات، إن كان كذلك فهذه مشكلة.
وأغلب ظني والله أعلم في وقتنا هذا الذي نحن فيه أن كثيرا من الناس تهانيها لا تدور إلا حول هذا الموضوع.
ولذلك أصحاب الفضائيات أعدوا العدة لإشباع هذا الجانب لدى الكثير لماذا؟ لأنهم مع الأسف الشديد استشعروا منا هذا الشيء استشعروا أن الأمة فرحتها برمضان هي حول هذه المواضيع.
رمضان غير، مسلسلات رمضان غير، وسهرات رمضان غير، وطلعات رمضان غير،ولأجل ذلك الآن فنادق الكبيرة في بعض المناطق تجعل سهرات تجعل مقاهي تجعل ملاهي. وما يسمى بالكافيهات لها استعداد خاص برمضان.. الحذر من ذلك كله فوالله إن خسارة رمضان بمثل هذا لا تعدلها خسارة
ولا يكن هذا قصارى ما نفرح بسببه برمضان.

قبل الختام يبقى سؤال مهم جدًا.
ما هو أفضل رمضان مر بك في حياتك؟
طبعاً من ناحية التعبد والطاعة.
كم صمت رمضان فيما مضى؟
عشرين ثلاثين خمسة وعشرين خمسة عشر، عشرة كم؟
ما هو أفضل رمضان مر عليك في حياتك، هذا سؤال مهم جدًا، سؤال وجيه، فأين الجواب؟ لا أدري!
الجواب عندك، لكني أقول إعمل ، إحرص ، اجتهد أن يكون رمضان القادم والمقبل عليك بعد أيام أفضل رمضان مر عليك في حياتك، فلا تدري تعيش لمثله أم لا؟

والأعمال بالخواتيم،
احذر أن تكون في رمضان القادم أقل درجة مما قبله والله ما هذا بفلاح،
بل اجتهد كل الاجتهاد، واحرص كل الحرص أن يكون رمضان القادم أفضل رمضان مر بك فيما مضى من عمرك.
أنظر واستعرض ما أفضل رمضان مر عليك؟
مشكلة إذا كنا يمر علينا رمضان قمة في الأداء والعبادة وفي الطاعة وفي الامتثال وفي كل ما يحبه الله جل وعلا ويرضاه، ثم نأتي رمضان بعده وننزل عن هذا المستوى ، هذا خلل كبير لا بد أن تكون مرتفع، بكل شيء،
كم ختمت القرآن رمضان الماضي؟
مرة واحدة مثلا، رمضان الحالي اجتهد فيه لتختم مرتين،

لزومك للمسجد كيف كنت؟ تحدد من الآن، لابد يكون لك علاقة بالمسجد في هذا الشهر تختلف عما مضى.
والله عبادة لزوم المسجد من ألذ العبادات لمن تمتع بها، لكن قليل من يستمتع بها، ولو أن الإنسان عود نفسه عليها لاستشعر أموراً والله ما يستشعرها في أي مكان، ولا في أي بقعة غير بيوت الله.
تغشاك الرحمة وأنت في مسجد من المساجد، الملائكة تدعو لك بالمغفرة والرحمة فهذه العبادة لا بد أن تتميز بها في هذا الشهر،
ومعلوم أن الاعتكاف يرتبط برمضان وهو أفضل أنواع لزوم المسجد فاحرص عليه.

ومن الوسائل المعينة على ذلك الاستعانة بالله والدعاء ألح على الله أن يجعل هذا الشهر هو أفضل رمضان مر عليك فيما مضى من عمرك،
وقد جرب البعض مثل هذا الأمر، وقال: ألحيت على الله بالدعاء فوجدت استجابة، وجدت فعلًا أنني في هذا الشهر الذي ألححت على الله بالدعاء وفقت لأعمال لم أكن قد وفقت إليها في رمضانات مضت.

وانبه على خطإ يقع فيه بعض الناس، ألا وهو الحرص على النوافل مع تفريط البعض في ماهو أهم وهي الفرائض، ينام عن الفجر والعصر ويحرص على التراويح.
ما ينفعك هذا، لو حافظت على الفرائض وحسب وما صليت نوافل ولا تراويح لكان أحب إلى الله من ملايين النوافل مع تضييع الفرائض فعند البخاري «وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه»
كذلك يترك الإنسان بعض المعاصي الصغيرة لانه في رمضان ، لكنه واقع في كبائر، فهذا خطأ لا بد يكون عندي ترتيب أولويات في الفعل والترك
احرص على ترك الكبائر والحذر منها أكثر من حرصك على ترك الصغائر، لأن من سوء عاقبة الكبيرة أنها تكتب عليك وتحرمك حتى من مغفرة الصغائر.
الله جل وعلا يقول في كتابه: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ}سورة النساء
انظر الشرط {إِنْ تَجْتَنِبُوا}،

وفي الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الصلواتُ الخمْسُ ، والجُمعةُ إلى الجُمعةِ و رَمضانُ إلى رمضانَ ، مُكفَِّراتٌ لما بينهُنَّ إذا اجْتُنِبتْ الكبائِرَ) صحيح الجامع.
تذكر : لحظات رمضان هي أغلى وأنفس اللحظات فإياك من تضييعها واحذر من سارق الوقت الجوال فكم ضاعت من الأعمار بسببه فالخسارة في رمضان أعظم.
ختاما نستقبل شهرنا بالتوبة يا عباد الله، كل هذه الأمور التي نتكلم عنها، نحتاج فيها إلى التوبة الصادقة.
التوبة التي تمحو الذنوب والخطايا توبة صادقة ، لماذا؟ لأن الذنوب تحول بين العبد وبين القيام بالطاعات، وبين التلذذ بها، يحول بينه وبين ذلك ما ران على قلبه من الذنوب والخطايا والسيئات.
لذلك أيها الإخوة نتذكر هذا الحديث عند أحمد وغيره عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه» صححه الشيخ ابن باز في مجموع الفتاوى.
ليس الرزق والله مالًا فقط، بل والله إن العمل الصالح رزق، والله الذي لا إله غيره ما يقوم أي عبد بطاعة إلا قد رزقه الله حبها والإتيان بها.
فلذلك نقول لا تحرم نفسك هذا الرزق بسبب الذنوب والمعاصي، أيضًا مما أوصي به: املأ قلبك عزيمة بالاجتهاد في الطاعات،
انظر النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدعو ربه كما في حديث ابن عباس Sad ربِّ اجعلْني لك شَكَّارًا لك ذَكَّارًا لك رهَّابًا لك مِطواعًا لك مُخبِتًا إليك أَوَّاهًا مُنيبًا)رواه الترمذي وقال حسن صحيح
سبع حاجات يطلبها النبي صلى الله عليه وسلم لاحظ بصيغة ماذا؟ بصيغة المبالغة، اجعلني لك ذكارا كثير الذكر، لك شكارا كثير الشكر، رهابا كثير الرهبة والخوف، مطواعا كثير الطاعة.إليك أواهًا وهو الذي يعود ويرجع إلى الله فكل ما أذنب عاد، منيبا، أي مخبتا يا الله ما أعظم هذه الأشياء،
كذلك املأ قلبك بعزيمة صادقة
أنك تريد أن تشكر الله، تذكر الله، تقرأ القرآن، تتصدق، تعمل الطاعات،
ما فائدة هذه العزيمة؟
العزيمة أين مكانها القلب؟
من الذي يطلع على القلب؟
الله وحده سبحانه وتعالى.
وقد قال ﴿طاعَةٌ وَقَولٌ مَعروفٌ فَإِذا عَزَمَ الأَمرُ فَلَو صَدَقُوا اللَّهَ لَكانَ خَيرًا لَهُم﴾[محمد: ٢١]
إذا كنت صادقا مع الله ، أبشر.
إذا علم الله منك أنك صادق في عزيمتك، والله الذي لا إله غيره يفتح لك هذه الأبواب للطاعات،
هذه فائدة أولى للعزيمة.
والفائدة الثانية أنك إذا حيل بينك وبين هذا الذي عزمت عليه بأي سبب لا تملك رده فأبشر فالله يعطيك ما عزمت عليه، تقلبات الحياة لا يعلمها الإنسان ولا يدري العبد ما الذي يجري عليه.
قد يحول بينك وبين القيام بهذه الأشياء التي عزمت عليها سبب من الأسباب نسأل الله يكتب لنا ولكم السلامة والعافية، إذا حيل بينك وبينها كتب الله لك ما عزمت عليه، ما دمت صادقًا في عزيمتك، ما حال بينك وبينها إلا عدم القدرة على أن تفعل.
إذًا توبة صادقة، عزيمة صادقة على استغلال شهر الصيام،
ومن المهم أيضا تصفية القلب من الأحقاد وترك التهاجر وإزالة الغل والحسد والبغضاء، فإنها تحرم العبد المغفرة. قال النبي ﷺ: “تُعرض الأعمال في كل اثنين وخميس، فيغفر الله لكل امرئ لا يشرك بالله شيئًا، إلا رجل كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا” (رواه مسلم).
والدعاء الدعاء في هذا الوقت بأن يبلغك الله رمضان، وفي أوله تدعو أن يبلغك تمامه، وأن يعينك على ما ذكرنا، فهذه أمور مهمة، إشارات عابرة وخواطر مختصره نفعنا الله بها أجمعين والحمدلله رب العالمين..

 
إنضم
3 سبتمبر 2024
المشاركات
2,225
مستوى التفاعل
18
النقاط
38
الإقامة
jordan
همسات رمضانية




الحمد لله وحده والصلاة على من لانبي بعد نبينا محمد وعلى آله وصحبه
الهمسة الأولى : دع عنك الكسل:
انهض فقد بدأ السباق... انهض قبل أن تجد نفسك في المركز الأخير ... انهض إن كنت تطمح أن تكون من الفائزين يوم توزع الجوائز يوم العيد ... دع عنك الكسل وإن كان طعمه أحلى من العسل فإن في آخره علقم ينسيك ماكان فيه من حلى، ما هي إلا أياماً معدودة وساعات محسوبة تمر مر السحاب وينفض الموسم وتودع شهر الطاعات وموسم البركات ومضاعفة الأجور والحسنات. إن لذة الكسل ساعة وتزول وتعقبها حسرة لا تزول ونصب الطاعة ساعة وتزول وتليها فرحة لا تزول .. اسأل صاحب الطاعة بعد انقضائها هل بقى من تعبها شيء؟ واسأل نفسك هل بقى من لذة الكسل لك شيء؟! والعاقبة للتقوى.
لا تجعل رمضان كرجب وشعبان سواء، فإن الله لم يجعلهم سواء. انظر إلى الصالحين ونافسهم في الخيرات ولا تقل أنا أفضل من فلان وفلان، لا تدع باباً للخير إلا وتطرقه، نافس على الصف الأول، تصدق ،أكثر من ذكر الله . لا تترك من قيام الليل ولا ركعة، خصص وقتاً لقراءة القرآن ولا تكتفي منه بالصفحة والصفحتين ولا بالجزء والجزئين فإن هناك من يختمه في رمضان عشر مرات ، فانهض واستمد العون من الله واسأله القبول وألح في الدعاء وبالله التوفيق.
الهمسة الثانية : أي عاقل يفرط في هذا الكنز؟!
عن معاذ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ، قالوا: بلى يارسول الله قال: ( ذكر الله) . رواه أحمد في المسند وصححه الألباني.
وفي الترمذي أن رجلاً قال يارسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي وأنا قد كبرت فأخبرني بشيء أتشبث به قال"لايزال لسانك رطبا بذكر الله تعالى". وفي البخاري عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مثل الذي يذكر ربه والذي لايذكر ربه مثل الحي والميت". وعن معاذ مرفوعا: "ماعمل آدمي عملاً أنجى له من عذاب الله عز وجل من ذكر الله تعالى".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر" رواه البخاري وفي مسلم: عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لأن أقول سبحان الله والحمدلله ولاإله إلا الله والله أكبر أحب إلى مماطلعت عليه الشمس".
سمعنا هذه الأحاديث كثيرا .. ولكن ماذا عملنا ؟ ألسنا مصدقين بها؟ بلى .. إذن لماذا التفريط؟ أليس من الحكمة أن نتزود بالحسنات الآن قبل أن نأتي يوم الحساب نعض أصابع الندم ونتمنى الحسنة والحسنتين؟ اللهم يسر أمرنا واهدنا رشدنا.
الهمسة الثالثة: عليك بالدعاء
احرص على استغلال الأوقات والأحوال التي يستجاب فيها الدعاء ، ومن تلك الأحوال حال الصيام ، خصوصا إذا كان وقت دعاءك في وقت من أوقات الإجابة كما بين الأذان والإقامة ، وآخر ساعة من نهار الجمعة ، أو في حال من أحوال الإجابة كحال السجود . فإن مظنة الإجابة عند ذلك تكون أكبر والله أعلم . وربما تدعو دعوة واحدة تخرج منك لحظة صفاء وتجرد وتوجه وابتهال وانكسار بين يدي الله عز وجل قد تحول مجرى حياتك تحولاً جذرياً، وتنقلك من دركات الشقاء إلى مراتب السعادة. وتعتق بها رقبتك من النار فإن لله في كل ليلة من ليالي رمضان عتقاء من النار كما جاء في الحديث. إذن فلنجتهد في الدعاء ، ولعل من المناسب هنا أن نذكر بأهم أدب من آداب الدعاء وهو البدء والختام بحمد الله والثناء عليه ثم الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونتخير من الدعاء أعمه وأجمعه ، وأجمع الأدعية هي الأدعية التي كان يدعو بها الرسول صلى الله عليه وسلم . ويمكن معرفتها عن طريق كتب السُنّة ، وهناك كتيب للشيخ سعيد بن علي بن وهف القحطاني جمع فيه أدعيه كثيره من الكتاب والسنه وهو بعنوان " الدعاء من الكتاب والسنة" .نسأل الله العظيم رب العرش الكريم باسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يغفر لنا ويرحمنا وأن يتوفانا وهو راض عنا.
الهمسة الرابعة: احفظ عليك هذا
الصيام عن الطعام والشراب هو من أسهل أنواع الصيام إذا ماقورن بصيام الجوارح. فمثلاً ليس من السهل أن يتمكن كل أحد من حفظ لسانه عن الكلام في أعراض الناس أو الهمز واللمز أو السباب والشتم. وليس من السهل على كل أحد أن يحفظ بصره فلا ينظر إلى ما حرّم الله. أو يحفظ سمعه فلا يسمع ما حرّم الله.
وإذا كان الصيام عن الطعام والشراب مأمور به العبد في شهر الصوم فقط فإن صيام الجوارح مأمور به في كل وقت، والأحاديث في ذلك كثيرة منها قول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه لما سأله: أو مؤاخذون بما نقول يارسول الله ؟ قال: ثكلتك أمك يامعاذ! وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم. وقوله صلى الله عليه وسلم : إن العبد ليتكم بالكلمة لايلقي لها بالاً يهوي بها في النار سبعين خريفاً . والآيات والأحاديث في حفظ البصر وحفظ السمع عما حرم الله مشهورة ومعلومة.
ولكن هلا دربنا أنفسنا ونحن في مدرسة الصوم كيف نسيطر على جوارحنا وكيف نكبح جماحها ونلوي زمامها حتى لاتنزلق بنا في مهاوي الردى، وبذلك نكسب من هذا التدريب عادة حميدة نسير عليها فيما تبقى من أعمارنا حتى نلقى ربنا؟ نسأل الله أن يوفقنا لذلك إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير
الهمسة الخامسة: احرص على أداء العمرة :
عن أبي هريرة رضي اله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" متفق عليه . وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" عمرة في رمضان تعدل حجة - أو حجة معي" متفق عليه.
هذه من بركات هذا الشهر المبارك ونفحات الرب تبارك وتعالى التي يمتن بها على عباده في رمضان والسعداء هم الذين يتعرضون لهذه النفحات ويستفيدون منها.
ولعل من المناسب أن نبين نقطتين قد تغيب عن البعض منا. الأولى أنه ليس هناك تفضيل للعمرة في العشر الآواخر عن بيقة الشهر وبالتالي ليس لها أفضلية في ليلة سبع وعشرين عن أي ليلة من ليالي الشهر وهذا المفهوم الخاطيء للأسف هو سبب تزاحم المعتمرين في ليلة سبع وعشرين. والنقطة الثانية: التحلل من الإحرام بعد العمرة ومعلوم أن التحلل يكون بحلق شعر الرأس أو بالتقصير منه، ولكن الخطأ الذي يقع فيه عدد كبير من المعتمرين هو الإكتفاء بقص شعرات معدودات من الرأس اعتقاداً منهم بأن هذا تقصير وهذا بلا شك ليس تقصير . فلنتنبه لهذا ونسأل الله للجميع القبول
الهمسة السادسة: متى ؟ إن لم يكن في رمضان..
صعد رسول الله صلى الله عليه و وسلم درجات منبره الثلاث وكان في كل درجة يقول آمين فتعجب الصحابة رضوان الله عليهم وسألوه فقال عليه الصلاة والسلام: أتاني جبريل فقال يامحمد: رغم أنف عبد أدرك رمضان ولم يغفر له قل آمين فقلت: آمين، ثم قال: رغم أنف عبد أدرك والديه أحدهما أو كلاهما فلم يدخلاه الجنة قل: آمين فقلت: آمين، ثم قال: رغم أنف عبد ذكرت عنده فلم يصل عليك قل: آمين فقلت: آمين".
والشاهد في موضوعنا قوله رغم أنف عبد أدرك رمضان ولم يغفر له ، كأن جبريل يستغرب كيف يكون هذا لذا فهو يدعو على ذلك الشقى المحروم الذي فرط في فرصة المغفرة خلال هذا الشهر المبارك حتى انقضى ومضى ولم يتعرض فيه لنفحة من نفحات الرب تبارك وتعالى والتي كانت واحدة منها كفيلة بغفران ذنوبه، فلا يحرم بركة رمضان إلا محروم، ظالم لنفسه. كيف لنا والفرص كلها سانحة للعودة إلى الله والتوبة والمغرة من الذنوب.. الشياطين وقد صفدت والأجور وقد ضوعفت وأبواب الجنة وقد فتحت وأبواب الجحيم وقد أغلقت، فيه ليلة خير من ألف ليلة. لله فيه في كل ليلة عتقاء من النار. ومن صامه إيمانا واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه.
فهل بعد هذا الخير عذر لمعتذر؟ اللهم لا. نسأل الله بمنه وجوده وكرمه أن يكتبنا فيه من الفائزين ويعتق رقابنا ورقاب آبائنا وأمهاتنا وإخواننا وأزواجنا وذرياتنا من النار.
الهمسة السابعة : يا ضعيف الإرادة قد فضحك رمضان:
في رمضان تقوى إراداتنا وتشتد عزائمنا ونعمل ما كنا عاجزين عنه في غير رمضان، ومن ذلك حفظ الجوارح وعلى رأسها اللسان والبصر عن الكلام فيما حرم الله أو النظر إلى الحرام وكذلك نؤدي العبادات والطاعات ما كنا عاجزين عن أداء ولو جزء يسير منه ومن ذلك قيام الليل مثلاً ففي حين أننا نقضي مع الإمام كل ليلة ما يقارب الساعة والربع في صلاة العشاء والتراويح وتزداد إلى ثلاث ساعات في العشر الأواخر ما بين قيام أو تهجد نجد أننا غير قادرين على ذلك في غير رمضان فما السبب؟ إنها الإرادة والعزيمة، فمتى ما أراد الإنسان أن يعمل عملاً فإنه بإمكانه أن يعمله ومتى ما أوهم نفسه أنه لا يستطيع فلن يعمله. ولعل الحديث يجرنا إلى إخواننا المدخنين فكثير منهم يحتجون بعدم قدرتهم على ترك هذه العادة رغم قناعتهم بخطرها على المال والصحة وقبل ذلك التعرض لغضب الله من جراء مقارفة هذا الأمر المحرم وما يتضمنه من إسراف وتبذير للمال وإزهاق للروح بتعريضها للأمراض الخبيثة. فالمدخن يصبر في رمضان ما لا يقل عن 13 إلى 14 ساعة في حين أنه في الأيام العادية لا يستطيع أن يصبر أكثر من ساعتين... فما السبب ؟ إنها الإرادة والإرادة فقط فلو عزم على تركه لتركه ولكن ......... نسأل الله أن يتوب علينا جميعا وأن يبصرنا بعيوبنا وأن يلهمنا رشدنا إنه ولي ذلك والقادر عليه
الهمسة الثامنة : لا يكن صومك عادة:
من الناس من يصوم رمضان لأنه اعتاد فعل ذلك منذ الصغر أو لأن المجتمع حوله يمسك عن الأكل والشرب خلال هذا الشهر فاعتاده فهو يفعله آلياً دون أن يفكر أو يتأمل أو يستحضر في ذهنه وفكره عظم هذه العباده وأنه دخل في عباده فرضها عليه ربه وأنه يتقرب بها طاعة له وطمعاً في مغفرته ورغبة فيما أعده للصائمين من الأجر والمثوبة، لا يستحضر هذه المعاني أبداً.
وفئة أخرى تصوم وهي كارهة للصوم والعياذ بالله ولا ترى فيه سوى أنه مشقة وعناء على النفس، فتجدهم يعدون الساعات والأيام منتظرين خروج الشهر.
فالمسألة إذن تدور على النية، لذا فإننا نجد أن الله عز وجل رتب الأجر العظيم والمثوبة الكبيرة على من صامه إيماناً واحتساباً فقد جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه". ومعنى إيماناً واحتساباً: يعني إيماناً بالله ورضاً بفرضية الصوم واحتساباً لثوابه وأجره. فهلا تنبهنا لهذا وأخلصنا النية، نسأل الله ذلك.
الهمسة التاسعة : تفرغ وقلل من هذه الأمور:
مما يروى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه إذا رأى هلال رمضان قال: (اللهم أهله علينا بالسلامة من الأسقام، وبالفراغ من الأشغال، ورضنا فيه بالقليل من النوم والطعام).
دعوات جليلات، قليلات الكلمات ولكنهن عظيمات المعنى ، فهو رضي الله عنه يدعو الله عز وجل أن يسلمه من الأمراض وأن يمن عليه بالفراغ من أشغال الدنيا وأن يقنعه بالقليل من النوم والطعام لكي يتفرغ للعبادة في هذا الشهر المبارك الذي عرف فضله وقدره وأجره. فالمريض لا يقوى على الصيام ولا القيام ولا الذكر ولا قراءة القرآن فيحرم الخير الكثير المتاح في هذا الشهر، وكذا صاحب الأعمال الكثيرة والأشغال المتواصلة يمضي عليه الوقت سريعاً وهو غارق في مشاغله، وأيضاً الصحيح السليم الذي يكثر في هذا الشهر من المأكولات فيمتلئ بها بطنه فتصعب عليه الحركة ويتعبه القيام مع المصلين في الصف في قيام الليل، والذي يمضي جل وقته في النوم يحرم نفسه تلاوة القرآن والتزود من معينه الذي لا ينضب من الحسنات فكل حرف منه بحسنة والحسنة بعشر أمثالها. نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستغلون دقائق وساعات هذا الشهر المبارك وأن يسلمنا فيه من الأسقام ويفرغنا فيه من الأشغال ويرضينا فيه بالقليل من النوم والطعام.
الهمسة العاشرة: مضى رمضان فهل من وقفة محاسبة:
بالأمس استبشرنا بهلال شهر رمضان واليوم ودعنا ثلث الشهر، عشرة أيام مرت كطرفة عين وستمر بقية الأيام وربما بسرعة أكبر ونفاجأ بأن الشهر الكريم قد ودع ولن يعود إلا بعد عام وقد ندركه عندما يعود وقد لا ندركه فربما يكون هذا العام آخر عهدنا برمضان والأعمار بيد الله. أفليس من المناسب أن نقف مع أنفسنا في لحظة صدق ونفكر ماذا قدمنا من أعمال فيما مضى من أيام، كم قرأنا من القرآن حتى الآن؟ كيف كانت محافظتنا على صلاة الجماعة؟ كيف كانت محافظتنا على صلاة التراويح؟ بر الوالدين؟ صلة الرحم؟ الصدقة؟ غض البصر؟ حفظ السمع؟ إفطار صائم؟ مساعدة المحتاجين؟ الدعاء للمجاهدين؟ ..الخ من أعمال البر والخير التي تضاعف أجورها في رمضان؟ فمن وجد في نفسه خيراً فليحمد الله وليستزيد ، ومن وجد غير ذلك فليتدارك نفسه وليلحق بالركب فما زال في الزمن بقية والفرصة قائمة فليشمر وليعزم وليتقوى بالصبر والاحتساب حتى لا يندم إذا ما رحل رمضان وهو مازال مقيم على الكسل والتقصير. نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يمد في أعمارنا في طاعته وأن يبارك في أوقاتنا وأن يوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه وأن يجعل عملنا في رضاه إنه ولي ذلك والقادر عليه .
الهمسة الحادية عشر : لعلكم تتقون:
يقول الله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) التقوى .. تطرق أسماعنا هذه الكلمة ومشتقاتها كثيراً فقد ورد ذكرها في القرآن الكريم نحو 87 مرة، ووردت في الأحاديث النبوية كثيراً ونسمعها في خطب الجمعة والمواعظ فما معناها ياترى؟ ومن هم المتقون وماصفاتهم؟ تعددت التفاسير لهذه الكلمة ولكنها كلها تدور حول أنهم هم الذين يجعلون بينهم وبين عذاب الله وقاية بامتثال أوامره واجتناب نواهيه وأما صفاتهم فقد وردت في سورة البقرة في قول الله تعالى
Sad
الم * ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون * أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون*) ومعنى يؤمنون بالغيب: أي يصدقون بماغاب عنهم ولم تدركه حواسهم من البعث والجنة والنار والصراط والحساب. ومعنى يقيمون الصلاة أي يؤدونها على الوجه الأكمل بشروطها وأركانها وخشوعها وآدابها. وأما جزاء المتقين فاسمع قول الله تعالى: ( مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار أكلها دائم وظلها تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار) وقوله تعالى
Sad
إن المتقين في جنات وعيون) وقوله تعالى: ( إن للمتقين مفازا * حدائق وأعنابا * وكواعب وأتراباً * وكأساً دهاقا * لايسمعون فيها لغواً ولاكذابا * جزاءً من ربك عطاءً حسابا*) . فاللهم ارزقنا صوماً يحقق لنا التقوى واجعلنا ممن المتقين الذين لاخوف عليهم ولاهم يحزنون.
الهمسة الثانية عشر: كيف نبقى عليهم مصفدين؟:
منذ بداية الشهر الكريم والمساجد تكتظ بجموع المصلين في جميع الفروض ويكثر المقبلون على كتاب الله قراء ة وتدبراً ويجلس الناس لسماع المواعظ وحلقات الذكر بعد الصلوات بشكل لم يكن معتاداً في غير رمضان فماهو السبب ياترى؟ لعله ليس سبباً واحداً ولكنني أريد أن أركزعلى سبب واحد أرى أنه من أهم الأسباب لهذه الظاهرة ألا وهو أن مردة الشياطين يصفدون مع دخول شهر رمضان كما جاء في الحديث أنه إذا هل شهر رمضان فتحت أبواب الجنة وأغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين فلا يخلصون إلى ماكانوا يخلصون إليه. فسبحان الله كم من ألوف من المسلمين قد وقعوا ضحية للشياطين تجتالهم ذات اليمين وذات الشمال تباعد بينهم وبين المساجد وتحول بينهم وبين قراءة القرآن وتشغلهم عن ذكر الله، تحبب إليهم المعاصي وتكره إليهم الطاعة. ولا لوم على إبليس الرجيم فإنه قد تعهد أمام رب العالمين ( قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين) ، ولكن اللوم عليك ياأبن آدم كيف تسلم زمامك لعدوك يقودك إلى حتفك وهلاكك. أما وقد صفد الله شيطانك في هذا الشهر ورأيت كيف تغير حالك وحسن مآلك فلا تدعه يعود إليك بعد رمضان، حصن نفسك دونه وقف له بالمرصاد ، يقول رسول الله صلى اله عليه وسلم"وآمركم أن تذكروا الله فإن ذلك مثل رجل خرج العدو في أثره سريعاً حتى إذا أتى إلى حصن حصين فأحرز نفسه كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله" وفي حديث آخر أن من قال: لاإله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له حرز من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي. اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وأعنا على أنفسنا وعلى الشيطان اعصمنا من كل سوء .
الهمسة الثالثة عشر: ماالسر في عظم ثواب الصيام؟:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
Sad
قال الله عز وجل كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به: يدع شهوته وطعامه من أجلي. للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه. ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك" رواه مسلم. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً" متفق عليه. والسؤال: لماذا كان للصيام هذه المنزلة العالية والميزة العظيمة حتى ينسبه الله عز وجل له، وهذا نسب تشريف بلا ريب ويخبرنا بأنه تبارك وتعالى سيتولى جزاء الصيام؟ قيل والله أعلم أن السبب في ذلك أن الصيام يحمل صفة الإخلاص وهذه الصفة هي الأساس في كل عمل. وتزيد درجة قبول العمل أو تقل بمقدار مافيه من الإخلاص ولأن الصائم يمسك عن الطعام والشراب مع قدرته عليه في السر دون أن يراه أحد إلا أنه يمسك إخلاصا لوجه الله وامتثالا لأمره ، فلذلك نال هذه الدرجة الرفيعة وهذا القدر الكبير من الثواب. اللهم إنا نسألك الإخلاص في القول والعمل والسر والعلن وأن تجعل أعمالنا خاصة لوجهك الكريم .
الهمسة الرابعة عشر: إياك والفتور !:
عادةً ما يبدأ الناس رمضان بعزيمة قوية وإقبال على المساجد وتبكير إلى الصلوات المفروضة وحرص على صلاة التراويح وتلاوة للقرآن ولكن ما إن ينتصف الشهر حتى توهن العزائم وتبرد المشاعر ويتراخى كثير من الناس عما كانوا يواظبون عليه منذ بداية الشهر إما بسبب انصرافهم إلى الأسواق لتجهيز أغراض العيد أو بسبب التكاسل والفتور وهذا مالا ينبغي على من أراد أن يكون من الفائزين بجوائز هذا الشهر المبارك، كما أن السباق لم ينته بعد، بل أن المرحلة المتبقية هي الأهم فأمامنا العشر الأواخر وهي أفضل ليالي الشهر بل أفضل ليالي العام كله، وكان من هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أنه" إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا الليل كله، وأيقظ أهله، وجد وشد المئزر" متفق عليه. ومعنى شد المئزر أي كناية عن الاجتهاد في العبادة. وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره، وفي العشر الأواخر منه ما لا يجتهد في غيره" رواه مسلم. كما أن فيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، العبادة فيها أفضل من عبادة ثلاثة وثمانين عاماً يقول فيها النبي صلى الله عليه وسلم: " من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه" متفق عليه. اللهم اجعلنا من المداومين على الطاعات الموفقين لليلة القدر، اللهم اعتق رقابنا ورقاب آبائنا وأمهاتنا واخواننا وأزواجنا وذرياتنا من النار واجعلنا في هذا الشهر من المقبولين الفائزين برحمتك يا أرحم الراحمين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.








 
أعلى