..... ستأتي تلك الليلة وسأجمعُ فيها أوراقي وألملمها في حقيبة ذكـــــرياتي وسنعلن المشوار معاً لا أحدَ ثالثنا
فالرحلةُ هذه المرة لي ولذكرياتي وسأجوبُ بها مدنَ الماضي وسأتوقف في كـــلّ محطّاتها...
هذه المرة ستكون ليست ككّل مرة
فالحنين قادم بجيوشه ومصّر على إجتياح مدنَ الذكرى واستيطانها وأنا لا أعلم ما بوسعي أن أفعله فما أنا سوى جنديّة تحاول الهرب من ذلك الجيش القادم بقوة فدخوله مدينتي الذكرى سيرهقني ويؤلمني فأنا فتيّة المشاعرِ والهوى
هذه المرة أخافُ على ممتلكاتي من الأستعمار وأخافُ من ذلك القائد الجبروت " الحنين " حين يأمر بنشر ذكريات السنين لتعجّ العواصف المدنّ وتنهدمُ أسوارها ويجتاحها السيل
آآآآآآآآآآآه لو كنتُ أعلم أن الحنين يمتك تلك القوة لما سهرتُ تلك الليلة وأنا أرتبُ بذكرياتي ولحظاتي وأوقات عمري...
كيف لي أن أرى حزني , فرحي , ألمي , راحتي , عذابي , هناءي , شقاءي , وسعادتي عبرَ سنين الماضي تُنثر في سماء حياتي
وكيف لي أن أعيدُها إلى حقائبي لطالما مرت دقائق أيامي وشهور سنيني وأنا أرتبّها خوفاً عليها من الأننتثار
ماذا سأفعلُ حين يداهمني الحنين ويتكلم عن كلّ لحظة غربة عشتُها بعيدة عن واقعي الأليم..
هل سيتكلم عن سري أم عن داخلي العاصف بالعواطف ؟ هل سيكتفي بالصور المموهة المشتعلة بين ضلوع ذكراي ؟ من أين سيبدأ الحنين هذه المرة ؟
هل سيسحبني معه إلى أوقات فرحي القليلة المّارة كمرور عابر سبيل أم سيزرعُني بأحزاني الغامرة التي صنعت لي قلم يكتب بكل ضنين
آلــــــــــــهي ساعدني فأنا اليوم أغرقُ ببحيرة كلماتـــــــــــي التي أخافُ أن يّشقّ إليها الحنين طـــريقاً فتنتثر صورَ الماضي أمامي لأجـــدَ نفسي في النهاية تحت ذلك المطر وأهمس بكلّ حنين " أحتاجـــك...
صقر الجنوب
أنا أيضا توجد لي أختبارات لكل عاشق وعاشقة
و
لكل منا مفهومه الخاص..........
صقر الجنوب
هنا أجد المتنفس الحقيقي لهذيان حروفي
أشكرك من الأعماق على سماحكــــــ لي بهذا الهذيان
دمت بود يا عزيزي
الأماني / سوسنة الأردن