زهر الياسمين
عضو نشيط
الإذاعة المدرسية
أولا : واقع الإذاعة المدرسية وأهميتها
تعد الإذاعة المدرسية ملمحا مهما في البيئة المدرسية ، وقد برزت كأحد ألوان النشاط المدرسي ، واستطاعت أن تتبوأ مكانا مرموقا في النشاط الموازي ، والذي يعد أساسا متينا من مقومات التربية الحديثة
لكن واقع الإذاعة المدرسية حاليا لا يحقق الطموحات نحو إثارة واكتشاف مواهب التلاميذ ، ذلك أنها تتخذ منهجا تقليديا لا يخرج عن حيز الدرس اليومي ؛ حيث تبدأ عادة بالقرآن الكريم ، ثم حديث شريف ، فكلمة الصباح " من الكتاب المدرسي " وأخيرا حكمة اليوم " والمقاطع الأدبية " المنتقاة من كتاب المطالعة في المراحل الدراسية المختلفة ، في الوقت الذي تعد فيه التربية بالترفيه إحدى مقومات التربية الحديثة
إن الإذاعة المدرسية لا يجاريهاـ من حيث قدرتها على إثارة كوامن الإبداع ـ أية وسيلة أخرى ، كما تعد وسيلة اتصال قوية لخلق العلاقات الاجتماعية والإنسانية إذا أحسن تطويعها إذ تعد أهم القنوات الإعلامية المهمة والسهلة في المحيط المدرسي ، التي يمكن أن تعبر عن الآراء والمواقف والاتجاهات الخاصة بالمجتمع المدرسي ؛ تعرض أخباره ، وإبداعاته ، وتبرز صورته ، وتعالج قضاياه ، وتفيد المجتمع المدرسي والمجتمع الخارجي .
والحقيقة إن الإذاعة المدرسية تستطيع أن تسهم في التكوين المعرفي والاجتماعي للتلاميذ بصورة تفوق الدروس التقليدية ؛ وذلك راجع إلى عدة أسباب منها : إمكانية تنويع برامجها التي تعتمد على الكلمة المسموعة والمؤثر الصوتي ، ، إذ ثبت علميا أن الصوت البشري يثير صورا ذهنية متنوعة ، وإذا صاحب ذلك مؤثرات صوتية فإن ذلك يثير الانفعالات ، ويسهم في مخاطبة وجدان المستمع ، وبالتالي إثارة العواطف الإنسانية ، ويفتق عوامل الخيال
كما أكدت الأبحاث العلمية أن اللغة المسموعة في حياة الطفل على وجه الخصوص يفوق تأثيرها اللغة المكتوبة ، لأنها أكثر صله بفكره ، وتعتمد على المشاعر والأحاسيس ؛ فنجد الصوت الرخو أو الناعم ، وفي مواقف أخرى جهارة الصوت ، وفي أخرى الهمس والترقيق وكلها تجذب انتباه التلاميذ وتنشط خيالهم