سلطي وافتخر
عضو جديد
أيها القارئ تمهل, وامنحنا من فيضِ كرمك وضيق وقتك هنيهات؛ فقد تاهت حنايا الروح بفقد من كانوا هم الروح للروح....
واكتب يا زمن العجائب....
فقد مات الضمير و مالت موازين العدل,... لتصير الأسنان حادة و الإنسان سهل المضغ ....فأضحى الجلاد بريئا والضحية متهما....
لم يشفع الجلاد للسيد وليد مصابه الجلل الذي لم يحسب أن خطوط الموت ستقترب من لؤلؤته باكرا, وأطياف الموت ستلاحقها في مكان انتقاه هو لها... مهددة ومتوعدة أن تخطف من هذه الدنيا روحه.
"دانة", ذات السبعة أعوام , "آخر العنقود في عائلة وليد المغتربة" ....ذهبت بلا عودة.... ولم يبق َ في سماء العدل إلا غربان تنعق صباح مساء.
هذه الطفلة الأردنية توفيت قبل ثلاثة شهور... في حادث غرق في احد المسابح في سلطنة عمان
وبما أن الضمير ميت , فكل شئ مباح : كلام الزور ، القتل وحتى السكوت عن القتل..................... .
لم نجد في سرد القصة خيرا من والدها الكابت لحشرجة اشد من موت دانا نفسه... كيف لا فمثلما للموت سكرات, فلوداع الأحبة سكرات... وكما يأكل الصدأ الحديد يأكل الحزن الفؤاد.
يقول السيد وليد:
بتاريخ 12/3/2010 والمصادف يوم الجمعة, قررت العائلة الذهاب في رحلة برفقة احدى العائلات الصديقة الى منتجع سياحي"خمس نجوم" في العاصمة مسقط وتديره شركة سياحية.
و يوجد في هذا المنتجع حوض سباحة وهو عام لكافة الفئات العمرية الا ان هناك طرفا مخصصا للأطفال لا يزيد ارتفاع المياه فيه عن 50 سم, وكان هناك بحدود 15طفلا يتواجدون في حوض السباحة وبعض الاشخاص من الكبار, وهناك لوائح ارشادية موضوعة مفادها ان حارس إنقاذ السباحة يتواجد يومي الخميس والجمعة.
بعد جلوس العائلتين في المكان, طلب الاطفال في غمرة الفرح النزول الى المسبح .
وفعلا سمحت لهم وكنت أراقبهم في المكان المخصص للأطفال واثناء مراقبتي لهم حضر احد موظفي المنتجع الى الطاولة التي اجلس عليها مع الأم وطلب ان اقوم بدفع مبالغ مالية نظير دخول الاطفال المسبح او يتم طلب وجبة غداء عائلية وحتى أتخلص من الموقف قلت له احضر وجبة غداء وبقيت على مراقبتي لأطفالي الا أنه عاد بعد لحظات وقال هذه قائمة الطعام وعليك اختيار الوجبة وعملية اختيار الوجبة كانت مدتها 3 دقائق الا اننا سمعنا أحد الجالسين بجوارنا يصرخ بوجود غريق.
وقمت مندفعا نحو المسبح لأجد ابنتي دانة هي الغريقة وقام احد الزوار المتواجدين في المسبح بانتشالها من المكان المخصص للأطفال ووضعها على حافة المسبح وتجمع كافة الزوار الجالسين للنظر على الطفلة وقام البعض منهم بعمل اسعافات التنفس الاصطناعي لها وطبعا المكان أصبح يعمه الفوضى وكنت انا اطلب من موظفي الشركة احضار المسعف لديهم الا أنهم قالوا لا يوجد لدينا مسعف وقلت احضروا أدوات الإسعافات الأولية مثل اسطوانة اكسجين لإنعاش القلب والرئتين الا انهم لم يستجيبوا للطلب، وما كان مني الا أن قلت وبانفعال لأحدهم يا اخي اذهب واتصل مع الدفاع المدني لنقلها لأقرب مستشفى الا ان ذلك الشخص وهو مسؤول الأمن لديهم رفض بحجة ان الطفلة سوف تستفيق من غيبوبتها بعد لحظات ورفض الله لا يسامحه.... طبعا كل هذه الأحداث والطفلة بحالة غيبوبة ولها اكثر من 25 دقيقة وهي على طرف المسبح فكان من احد الزوار هناك اتصال مع الدفاع المدني وحضروا بعد 15 دقيقة وقاموا على الفور بنقلها الى مستشفى يبعد عن المكان 15 دقيقة يعني وصلنا بعد 50 على وقوع الحادث المهم قام الاطباء بعمل كل الجهود لأنقاذ الطفلة وفعلا تم انعاش القلب وعاد النبض الا ان الطفلة لازالت في غيبوبة وتم تحويلها الى قسم العناية المركزة لصعوبة حالتها الصحية وبعد 8 ايام توفيت تاريخ20/3/ 2010.
لم تتقدم الشركة الراعية للمنتجع , والتي بات مؤكدا انعدام الثوابت فيها وتقهقر المباديء.. اي نوع من الاستفسار او الاطمئنان على الطفلة, بل تلقى تهديدا لمنعه من التقدم للقضاء بالقضية.
والطامة الكبرى كانت..... فالمعتقدات الملتوية لخصت في رسالة من اعضاء مجلس ادارة الشركة باللغة الأنجليزية يقولون فيها" انهم حزينون على موت أبنتي ولكن كل الكائنات الحية بالارض تموت وهي شأنها شأن أي كائن ومات في تلك اللحظة...."
تقدم السيد وليد بعد انقضاء العزاء للقضاء ورفع قضية حيثياتها
ثبتت اثناء التحقيق واعترفت ادارة الشركة بالاخفاق وبكل المخالفات التي ادت لوفاة دانة ..وتحولت القضية الى المحكمة الجزائية على هذا الأساس.
والنتيجة: " تحولت التهمة الى السيد وليد, فالآن هو متهم بالقتل الخطأ لانه سمح لابنته النزول للبركة"!!!!!!!!!!!!!!!
شهيدان , دانة و الضمير "اللي محد ياخذ له بالثأر".........اما دانة فروحها البريئة تناديكم, وتناشد وكلها ثقة بهبة اردنية لإنصاف والدها و عائلتها المنكوبة بعيدا عن ارض الوطن.
رحمك الله يا دانة و الى جنات الخلد إن شاء الله..