احمد الصرايره
عضو جديد
-
- إنضم
- 15 ديسمبر 2009
-
- المشاركات
- 4,723
-
- مستوى التفاعل
- 23
-
- النقاط
- 0
-
- العمر
- 42
رمضان بين الماضي والحاضر
اعتاد الناس إذا تحدثوا عن ماضيهم ولو كان قريباً أن يفضلوه على الحاضر بإطلاق؛ وذلك لحبهم الماضي، وحنينهم إليه.
والحنين للماضي -في الجملة- معدود في خصال المروءة..
ولكن تفضيل الماضي على الحاضر بإطلاق ليس دقيقاً، ولا منضبطاً، ولا مطابقاً للواقع بكل حال..
وأذكر أن الحديث في يومٍ ما دار حول رمضان في الماضي والحاضر، وهل رمضان الآن خير مما كان في الماضي أو العكس؟
فكانت الإجابة المتوقعة أن يُقال: إن رمضان في الماضي خيرٌ منه في الحاضر.
ولا يُقصد -بالطبع- برمضان ما كان عليه السلف الأوائل، وإنما المقصود به ههنا ما كان قبل سني الطفرة، أو بعد منتصف القرن الرابع عشر الهجري.
وإذا أراد الإنسان النظر إلى هذا الأمر باعتدال، وشمول، ونظرة معتمدة على الواقعية - فسيرى أن لرمضان السابق بعض المميزات؛ حيث كان أكثر هدوءاً، وأقل صخباً، والناس كانوا أقرب إلى البساطة، وأبعد عن الكلفة.
أما الآن فإن رمضان -وخصوصاً في الليل- أكثر صخباً، وضجيجاً، بحكم كثرة الملهيات والمغريات.
غير أن ذلك لا يغمط رمضان في السنين المتأخرة حقه؛ حيث يمتاز عما كان عليه في الماضي بميزات كثيرة منها: إقبال الناس على صلاة التراويح والقيام؛ فتجد أن المساجد تكتظ بالمصلين على اختلاف طبقاتهم، رجالاً، ونساءً، شباباً، وكهولاً، وشِيباً..
وكذلك يُلاحظ كثرة المعتمرين والمصلين في المسجد الحرام، والمسجد النبوي، وشتى بقاع العالم الإسلامي.
على حين كانت المساجد قبل ثلاثين سنة خاوية لا يصلي فيها التراويح إلا عدد قليل من كبار السن.
وكذلك نجد العناية بصيام الصغار في هذه الأزمنة أكثر من ذي قبل.
بل حتى صيام النفل كصيام الست، ويوم عرفة، وعاشوراء، وأيام البيض، حتى إنك لتشعر في أيام عرفة وعاشوراء وكأنك في شهر رمضان من كثرة الصائمين، وما ينجم عن الصيام من سكينة ووقار.
على حين كان من الناس في الزمن الماضي من قد لا يصوم شهر رمضان.
ومن المظاهر الطيبة التي زاد انتشارها والعناية بها تفطير الصائمين، والعناية بالعمال، والفقراء، والجاليات.
وللقائمين على تلك الأعمال طرق شتى في ذلك كالإفطار في المساجد، والطرق العامة، ومراكز توعية الجاليات، وفي كثير من بيوت المحسنين.
ومن المظاهر الطيبة -أيضاً- كثرة الكلمات والمواعظ التي تُلقى في المساجد، وعبر وسائل الإعلام مما يفيد عامة المسلمين، ويشرح لهم أحكام الصيام، وآدابه، ونوازله.
وقل مثل ذلك في تأليف الكتب، والنشرات.
ومن المظاهر الطيبة كثرة الحَفَظة المتقنين الذين يؤمون الناس من ذوي الأصوات الطيبة، والأداء الحسن الذين يعينون الناس على أداء صلاة التراويح والقيام، وعلى الخشوع، والتدبر لما يُتلى من الآيات.
على حين كان عدد الحفظة قبل سنوات قليلاً، بلْ قلَّ من يتقن حتى مجرد التلاوة.
وهذا راجع -بعد توفيق الله- إلى العناية بكتاب الله، وتحفيظه.
فهذه بعض الأمور التي يتميز بها رمضان في الزمن الحاضر..
فإذا نظرنا هذه النظرة كنا أقرب إلى التفاؤل، وتحري الخيرِ، وأبعدَ عن النظرة السوداء التي تقول: هلك الناس.
د. محمد بن إبراهيم الحمد
والحنين للماضي -في الجملة- معدود في خصال المروءة..
ولكن تفضيل الماضي على الحاضر بإطلاق ليس دقيقاً، ولا منضبطاً، ولا مطابقاً للواقع بكل حال..
وأذكر أن الحديث في يومٍ ما دار حول رمضان في الماضي والحاضر، وهل رمضان الآن خير مما كان في الماضي أو العكس؟
فكانت الإجابة المتوقعة أن يُقال: إن رمضان في الماضي خيرٌ منه في الحاضر.
ولا يُقصد -بالطبع- برمضان ما كان عليه السلف الأوائل، وإنما المقصود به ههنا ما كان قبل سني الطفرة، أو بعد منتصف القرن الرابع عشر الهجري.
وإذا أراد الإنسان النظر إلى هذا الأمر باعتدال، وشمول، ونظرة معتمدة على الواقعية - فسيرى أن لرمضان السابق بعض المميزات؛ حيث كان أكثر هدوءاً، وأقل صخباً، والناس كانوا أقرب إلى البساطة، وأبعد عن الكلفة.
أما الآن فإن رمضان -وخصوصاً في الليل- أكثر صخباً، وضجيجاً، بحكم كثرة الملهيات والمغريات.
غير أن ذلك لا يغمط رمضان في السنين المتأخرة حقه؛ حيث يمتاز عما كان عليه في الماضي بميزات كثيرة منها: إقبال الناس على صلاة التراويح والقيام؛ فتجد أن المساجد تكتظ بالمصلين على اختلاف طبقاتهم، رجالاً، ونساءً، شباباً، وكهولاً، وشِيباً..
وكذلك يُلاحظ كثرة المعتمرين والمصلين في المسجد الحرام، والمسجد النبوي، وشتى بقاع العالم الإسلامي.
على حين كانت المساجد قبل ثلاثين سنة خاوية لا يصلي فيها التراويح إلا عدد قليل من كبار السن.
وكذلك نجد العناية بصيام الصغار في هذه الأزمنة أكثر من ذي قبل.
بل حتى صيام النفل كصيام الست، ويوم عرفة، وعاشوراء، وأيام البيض، حتى إنك لتشعر في أيام عرفة وعاشوراء وكأنك في شهر رمضان من كثرة الصائمين، وما ينجم عن الصيام من سكينة ووقار.
على حين كان من الناس في الزمن الماضي من قد لا يصوم شهر رمضان.
ومن المظاهر الطيبة التي زاد انتشارها والعناية بها تفطير الصائمين، والعناية بالعمال، والفقراء، والجاليات.
وللقائمين على تلك الأعمال طرق شتى في ذلك كالإفطار في المساجد، والطرق العامة، ومراكز توعية الجاليات، وفي كثير من بيوت المحسنين.
ومن المظاهر الطيبة -أيضاً- كثرة الكلمات والمواعظ التي تُلقى في المساجد، وعبر وسائل الإعلام مما يفيد عامة المسلمين، ويشرح لهم أحكام الصيام، وآدابه، ونوازله.
وقل مثل ذلك في تأليف الكتب، والنشرات.
ومن المظاهر الطيبة كثرة الحَفَظة المتقنين الذين يؤمون الناس من ذوي الأصوات الطيبة، والأداء الحسن الذين يعينون الناس على أداء صلاة التراويح والقيام، وعلى الخشوع، والتدبر لما يُتلى من الآيات.
على حين كان عدد الحفظة قبل سنوات قليلاً، بلْ قلَّ من يتقن حتى مجرد التلاوة.
وهذا راجع -بعد توفيق الله- إلى العناية بكتاب الله، وتحفيظه.
فهذه بعض الأمور التي يتميز بها رمضان في الزمن الحاضر..
فإذا نظرنا هذه النظرة كنا أقرب إلى التفاؤل، وتحري الخيرِ، وأبعدَ عن النظرة السوداء التي تقول: هلك الناس.
د. محمد بن إبراهيم الحمد