همسآت شرقية
طاقم الادارة
جلس الإمام مالك في المسجد النبوي كعادته يروي أحاديث رسول الله صلي الله عليه وسلم والطلاب حوله يستمعون فصاح صائح:
جاء للمدينة فيل عظيم (ولم يكن أهل المدينة قد رأوا فيلا قبل ذلك المدينة ليست موطنا للفيلة)
فهرع الطلبة كلهم ليروا الفيل وتركوا مالكآ
إلا يحي بن يحي الليثي فقط فقال مالك:
لم لم تخرج معهم؟ هل رأيت الفيل قبل ذلك؟
قال يحي:
إنما رحلت لأري مالكآ لا لأري الفيل...
لو تأملنا هذه القصة لوجدنا أن واحدآ فقط من الحضور هو من علم لماذا أتي؟! وما هو هدفه؟!
لذا لم يتشتت ولم يبدد طاقاته يمنة ويسره، أما الآخرون فخرجوا يتفرجون!
فانظر لعظم الفرق بينهما
أن من حدد الهدف واستعان بالله وصل
فكانت رواية الإمام يحي بن يحي الليثي عن مالك هي المعتمد للموطأ، أما غيره من الطلبة المتفرجين فلم يذكرهم لنا التاريخ
وفي زماننا يتكرر الفيل،
ولكن بصور مختلفة وطرائق شتي وخصوصآ في رمضان فالناس في رمضان صنفان:
صنف قد حدد هدفه فهو يعلم ماذا يريد من رمضان؟! وما هي الثمرة التي يتمني تحصيلها؟!
وصنف آخر غافل لاه مفرط تستهويه أنواع الفيلة المختلفة
فالقنوات الفضائية فيلة
والمسلسلات والأفلام الهابطة فيلة،
والأغاني والغيبة والنميمة وأنواع المحرمات فيلة،
والمضيعون للأوقات فيلة،
والفيس بوك والواتساب والإنستجرام فيلة هذا الزمان!
فاحذر الفيلة وبريقها
فإنها ستسلب منك أفضل أوقات العام وحدد لك هدفآ في رمضان
استعن بالله ولا تعجز ولا تتشتت
فإن المحروم من حرم الأجر في موسم الأجور
والمغبون من ضيع السلعة الغالية بثمن بخس.