-
- إنضم
- 9 يونيو 2010
-
- المشاركات
- 64
-
- مستوى التفاعل
- 4
-
- النقاط
- 0
-
- العمر
- 54
(كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني)
عروة بن الورد ونسبه
نسبه، شاعر جاهلي فارس جواد مشهور...عبسي من غطفان.
عروة بن الورد بن زيد، وقيل: ابن عمرو بن زيد بن عبد الله... ينتهي نسبه الى
مضر بن نزار، شاعر من شعراء الجاهلية وفارس من فرسانها وصعلوك من
صعاليكها المعدودين المقدمين الأجواد.
كان يلقب بعروة الصعاليك لجمعه إياهم وقيامه بأمرهم إذا أخفقوا في غزواتهم ولم يكن
لهم معاش ولا مغزى، وقيل: بل لقب عروة الصعاليك لقوله:
لحي الله صعلوكاً إذا جن ليله........مصافي المشاش آلفاً كل مجزر
يعد الغنــــى من دهره كل ليلة........أصاب قراها من صديق ميســر
ولله صعلوك صفيحة وجـــهه........كضوء شــــهاب القابس المتنور
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه للحطيئة: كيف كنتم في حربكم؟
قال: كنا ألف حازم، قال: وكيف؟ قال: كان فينا قيس بن زهير
وكان حازماً وكنا لا نعصيه، وكنا نقدم إقدام عنترة، ونأتم بشعر عروة بن الورد، وننقاد لأمر
الربيع بن زياد.
قال عبد الملك إنه أجود من حاتم
أخبرني أحمد بن عبد العزيز قال حدثنا عمر بن شبة قال:
ويقال: إن عبد الملك قال: من زعم أن حاتماً أسمح الناس فقد ظلم عروة بن الورد.
يقال بأن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال لمعلم ولده: لاتروهم قصيدة عروة بن الورد
التي يقول فيها:
دعيني للغنى أسعى فإني........رأيت الناس شرهم الفقير
ويقول: إن هذا يدعوهم إلى الاغتراب عن أوطانهم
خبر عروة مع سلمى
أغار عروة بن الورد على مزينة فأصاب منهم امرأةً من كنانة . ورجع وهو
يقول:
تبغ عدياً حيث حلت ديارها......وأبناء عوف في القرون الأوائل
فإلا أنل أوساً فإني حسبها........بمنبطح الأدغال من ذي السلائل
ثم أقبل سائراً حتى نزل ببني النضير، فلما رأوها أعجبتهم فسقوه الخمر، ثم استوهبوها
منه قوهبها لهم، وكان لا يمس النساء، فلما أصبح وصحا ندم فقال:
أرقت وصحبتي بمضيق عميق..........لبرق من تهامة مســـــتطير
سقى سلمى وأين ديار ســلمى..........إذا كانت مجاورة الســــرير
إذا حلت بأرض بني علـــــــي..........وأهلــــــــــي بين إمرة وكير
ذكرت منازلاً من أم وهــــــب..........محل الحي أســــــفل من نقير
وأحدث معهد من أم وهــــــب..........معرسنا بدار نبي بني النضير
وقالوا ما تشـــــــاء فقلت ألهو..........إلــــــى الأصباح آثر ذي أثير
بآنســـــة الحديث رضاب فيها..........بعيد النوم كالعنب العصــــــير
كان عروة بن الورد إذا أصابت الناس سني شديدة تركوا في دارهم المريض والكبير
والضعيف، وكان عروة بن الورد يجمع أشباه هؤلاء من دون الناس من عشيرته في الشدة ثم
يحفر لهم الأسراب ويكنف عليهم الكنف ويكسبهم، ومن قوي منهم-إما مريض يبرأ من
مرضه، أو ضعيف تثوب قوته-خرج به معه فأغار، وجعل لأصحابه الباقين في ذلك نصيباً،
حتى إذا أخصب الناس وألبنوا وذهبت السنة ألحق كل إنسان بأهله وقسم له نصيبه من
غنيمةٍ إن كانوا غنموها، فربما أتى الإنسان منهم أهله وقد استغنى، فلذلك سمي عروة
الصعاليك، فقال في ذلك بعض السنين وقد ضاقت حاله:
لعل ارتيادي في البلاد وبغيتي.......وشدي حيازيم المطية بالرحل
سيدفعني يوماً إلـى رب هجمةٍ.......يدافع عنها بالعقوق وبالبخـــل
ليلى بنت شعواء
كان عروة قد سبى امرأة من بني هلال بن عامر
بن صعصعة يقال لها: ليلى بنت شعواء، فمكثت عنده زماناً وهي معجبة له تريه أنها
تحبه، ثم استزارته أهلها فحملها حتى أتاهم بها، فلما أراد الرجوع أبت أن ترجع معه،
وتوعده قومها بالقتل فانصرف عنهم، وأقبل عليها فقال لها: يا ليلى، خبري صواحبك عني
كيف أنا؛ فقالت: ما أرى لك عقلاً! أتراني قد اخترت عليك وتقول: خبري عني! فقال في
ذلك:
تحن إلى ليلــــــى بجو بلادها.......وأنت عليهـــا بالملا كنت أقدر
وكيف ترجيها وقد حيل دونها.......وقـد جاوزت حياً بتيماء منكرا
لعلك يوماً أن تســــري ندامةً.......علي بما جشمتني يوم غضورا
وهي طويلة.
وقال ابن الأعرابي: أجدب ناس من بين عبس في سنة أصابتهم فأهلكت أموالهم وأصابهم
جوع شديد وبؤس، فأتوا عروة بن الورد فجلسوا أمام بيته، فلما بصروا به صرخوا وقالوا:
يا أبا الصعاليك، أغثنا؛ فرق لهم وخرج ليغزو بهم ويصيب معاشاً، فنهته امرأته عن ذلك
لما تخوفت عليه من الهلاك، فعصاها وخرج غازياً، فمر بمالك بن حمار الفزاري ثم
الشمخي؛ فسأله: أين يريد؟ فأخبره، فأمر له بجزور فنحرها فأكلوا منها؛ وأشار عليه مالك
أن يرجع، فعصاه ومضى حتى انتهى إلى بلاد بين القين، فأغار عليهم فأصاب هجمة عاد
بها على نفسه وأصحابه؛ وقال في ذلك:
أرى أم حسان الغداة تلومني..........تخوفني الأعداء والنفس أخوف
تقول سليمى لو أقمت لسـرنا..........ولم تدر أنــــــــــى للمقام أطوف
لعـــل الذي خوفتنا من أمامنا..........يصادفه فـــــــــي أهله المتخلف
وقال في ذلك أيضاً:
أليس ورائي أن أدب على العصا...........فيشمت أعدائي ويسأمني أهلي
رهينة قعر البيت كل عشـــــــــية...........يطيف بي الولدان أهدح كالرأل
أقيموا بين لبنـــي صدور ركابكم...........فكل منايا النفس خـير من الهزل
فإنكم لن تبلغوا كل همتــــــــــــي...........ولاأربى حتـى تروا منبت الأثل
لعل ارتيادي في البلاد وحيلتـــي...........وشـــدي حيازيم المطية بالرحل
سيدفعني يوماً إلـــــى رب هجمةٍ...........يدافع عنهــــــا بالعقوق وبالبخل </I>
عروة بن الورد ونسبه
نسبه، شاعر جاهلي فارس جواد مشهور...عبسي من غطفان.
عروة بن الورد بن زيد، وقيل: ابن عمرو بن زيد بن عبد الله... ينتهي نسبه الى
مضر بن نزار، شاعر من شعراء الجاهلية وفارس من فرسانها وصعلوك من
صعاليكها المعدودين المقدمين الأجواد.
كان يلقب بعروة الصعاليك لجمعه إياهم وقيامه بأمرهم إذا أخفقوا في غزواتهم ولم يكن
لهم معاش ولا مغزى، وقيل: بل لقب عروة الصعاليك لقوله:
لحي الله صعلوكاً إذا جن ليله........مصافي المشاش آلفاً كل مجزر
يعد الغنــــى من دهره كل ليلة........أصاب قراها من صديق ميســر
ولله صعلوك صفيحة وجـــهه........كضوء شــــهاب القابس المتنور
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه للحطيئة: كيف كنتم في حربكم؟
قال: كنا ألف حازم، قال: وكيف؟ قال: كان فينا قيس بن زهير
وكان حازماً وكنا لا نعصيه، وكنا نقدم إقدام عنترة، ونأتم بشعر عروة بن الورد، وننقاد لأمر
الربيع بن زياد.
قال عبد الملك إنه أجود من حاتم
أخبرني أحمد بن عبد العزيز قال حدثنا عمر بن شبة قال:
ويقال: إن عبد الملك قال: من زعم أن حاتماً أسمح الناس فقد ظلم عروة بن الورد.
يقال بأن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال لمعلم ولده: لاتروهم قصيدة عروة بن الورد
التي يقول فيها:
دعيني للغنى أسعى فإني........رأيت الناس شرهم الفقير
ويقول: إن هذا يدعوهم إلى الاغتراب عن أوطانهم
خبر عروة مع سلمى
أغار عروة بن الورد على مزينة فأصاب منهم امرأةً من كنانة . ورجع وهو
يقول:
تبغ عدياً حيث حلت ديارها......وأبناء عوف في القرون الأوائل
فإلا أنل أوساً فإني حسبها........بمنبطح الأدغال من ذي السلائل
ثم أقبل سائراً حتى نزل ببني النضير، فلما رأوها أعجبتهم فسقوه الخمر، ثم استوهبوها
منه قوهبها لهم، وكان لا يمس النساء، فلما أصبح وصحا ندم فقال:
أرقت وصحبتي بمضيق عميق..........لبرق من تهامة مســـــتطير
سقى سلمى وأين ديار ســلمى..........إذا كانت مجاورة الســــرير
إذا حلت بأرض بني علـــــــي..........وأهلــــــــــي بين إمرة وكير
ذكرت منازلاً من أم وهــــــب..........محل الحي أســــــفل من نقير
وأحدث معهد من أم وهــــــب..........معرسنا بدار نبي بني النضير
وقالوا ما تشـــــــاء فقلت ألهو..........إلــــــى الأصباح آثر ذي أثير
بآنســـــة الحديث رضاب فيها..........بعيد النوم كالعنب العصــــــير
كان عروة بن الورد إذا أصابت الناس سني شديدة تركوا في دارهم المريض والكبير
والضعيف، وكان عروة بن الورد يجمع أشباه هؤلاء من دون الناس من عشيرته في الشدة ثم
يحفر لهم الأسراب ويكنف عليهم الكنف ويكسبهم، ومن قوي منهم-إما مريض يبرأ من
مرضه، أو ضعيف تثوب قوته-خرج به معه فأغار، وجعل لأصحابه الباقين في ذلك نصيباً،
حتى إذا أخصب الناس وألبنوا وذهبت السنة ألحق كل إنسان بأهله وقسم له نصيبه من
غنيمةٍ إن كانوا غنموها، فربما أتى الإنسان منهم أهله وقد استغنى، فلذلك سمي عروة
الصعاليك، فقال في ذلك بعض السنين وقد ضاقت حاله:
لعل ارتيادي في البلاد وبغيتي.......وشدي حيازيم المطية بالرحل
سيدفعني يوماً إلـى رب هجمةٍ.......يدافع عنها بالعقوق وبالبخـــل
ليلى بنت شعواء
كان عروة قد سبى امرأة من بني هلال بن عامر
بن صعصعة يقال لها: ليلى بنت شعواء، فمكثت عنده زماناً وهي معجبة له تريه أنها
تحبه، ثم استزارته أهلها فحملها حتى أتاهم بها، فلما أراد الرجوع أبت أن ترجع معه،
وتوعده قومها بالقتل فانصرف عنهم، وأقبل عليها فقال لها: يا ليلى، خبري صواحبك عني
كيف أنا؛ فقالت: ما أرى لك عقلاً! أتراني قد اخترت عليك وتقول: خبري عني! فقال في
ذلك:
تحن إلى ليلــــــى بجو بلادها.......وأنت عليهـــا بالملا كنت أقدر
وكيف ترجيها وقد حيل دونها.......وقـد جاوزت حياً بتيماء منكرا
لعلك يوماً أن تســــري ندامةً.......علي بما جشمتني يوم غضورا
وهي طويلة.
وقال ابن الأعرابي: أجدب ناس من بين عبس في سنة أصابتهم فأهلكت أموالهم وأصابهم
جوع شديد وبؤس، فأتوا عروة بن الورد فجلسوا أمام بيته، فلما بصروا به صرخوا وقالوا:
يا أبا الصعاليك، أغثنا؛ فرق لهم وخرج ليغزو بهم ويصيب معاشاً، فنهته امرأته عن ذلك
لما تخوفت عليه من الهلاك، فعصاها وخرج غازياً، فمر بمالك بن حمار الفزاري ثم
الشمخي؛ فسأله: أين يريد؟ فأخبره، فأمر له بجزور فنحرها فأكلوا منها؛ وأشار عليه مالك
أن يرجع، فعصاه ومضى حتى انتهى إلى بلاد بين القين، فأغار عليهم فأصاب هجمة عاد
بها على نفسه وأصحابه؛ وقال في ذلك:
أرى أم حسان الغداة تلومني..........تخوفني الأعداء والنفس أخوف
تقول سليمى لو أقمت لسـرنا..........ولم تدر أنــــــــــى للمقام أطوف
لعـــل الذي خوفتنا من أمامنا..........يصادفه فـــــــــي أهله المتخلف
وقال في ذلك أيضاً:
أليس ورائي أن أدب على العصا...........فيشمت أعدائي ويسأمني أهلي
رهينة قعر البيت كل عشـــــــــية...........يطيف بي الولدان أهدح كالرأل
أقيموا بين لبنـــي صدور ركابكم...........فكل منايا النفس خـير من الهزل
فإنكم لن تبلغوا كل همتــــــــــــي...........ولاأربى حتـى تروا منبت الأثل
لعل ارتيادي في البلاد وحيلتـــي...........وشـــدي حيازيم المطية بالرحل
سيدفعني يوماً إلـــــى رب هجمةٍ...........يدافع عنهــــــا بالعقوق وبالبخل </I>