ماذا قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عن المسيح الدجال

[فريق صقر الجنوب]

[FONT=&quot]عن أنس رضي الله عنه قال : [/FONT]
[FONT=&quot]قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من نبي إلا وقد أنذر أمته الأعور الكذاب .. ألا إنّه أعور ، وإن ربكم عز وجل ليس بأعور ، مكتوب بين عينيه : " ك . ف . ر" متفق عليه .[/FONT]
[FONT=&quot]بهذا بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه عن المسيح الدجال .[/FONT]
[FONT=&quot]فقال له أصحابه : يا رسول الله ؛ أكثرْتَ الحديث عنه ، فخفنا ، حتى ظنناه قريباً منا ، وكأنه سيطلع علينا بعد قليل من ناحية هذا النخيل . [/FONT]
[FONT=&quot]قال صلى الله عليه وسلم : غيرَ الدجال أخوفني عليكم ، إذا خرج فيكم فأنا حجيجه دونكم – أكفيكم مؤونته - ، وإن يخرج ولست فيكم فامرؤٌ حجيجُ نفسه – فكل منكم مسؤول عن نفسه - ، والله خليفتي على كل مسلم . [/FONT]
[FONT=&quot]قالوا : يا رسول الله صفه لنا . [/FONT]
[FONT=&quot]قال : إنه شاب شديد جعود الشعر ، عينه اليمنى بارزة ناتئة كأنها عَنَبةٌ ، قد ذهب نورُها ، أعور ، يدّعي الألوهية ، مكتوب على جبينه : كافر ... يرى المؤمن ذلك واضحاً .[/FONT]
[FONT=&quot]قالوا : فمن أين يخرج يا رسول الله ؟.[/FONT]
[FONT=&quot]قال : يخرج من طريق بين الشام والعراق ، فيعيث فساداً في الأرض أينما ذهب .[/FONT]
[FONT=&quot]قالوا : فما لبثه في الأرض ؟ - كم يبقى في الأرض – [/FONT]
[FONT=&quot]قال : أربعون يوماً : يوم كسنة ، ويوم كشهر ، ويوم كجمعة ، وسائر أيامه كأيامكم .[/FONT]
[FONT=&quot]قالوا : يا رسول الله ؛ فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم ؟ - فالصلاة للمسلم كالماء للحي ، لا يعيش دونها .[/FONT]
[FONT=&quot]قال : لا : اقدروا له قدْرَه ... - فلا بد من تقسيم الوقت في هذا اليوم ، وكأنه سنة - .[/FONT]
[FONT=&quot]قالوا : فمن يتبعه ؛ يا رسول الله ؟ .[/FONT]
[FONT=&quot]قال : يتبع الدجالَ - من يهود أصفهان – سبعون ألفاً عليهم الطيالسة " ثياب اليهود المزركش بالأخضر " .[/FONT]
[FONT=&quot]قالوا : يا رسول الله ؛ كيف سرعته في الأرض ؟.[/FONT]
[FONT=&quot]قال : كالغيث استدبرته الريح – إسراع المطر الذي تسوقه الريح بشدة ، فيصل إلى كل بقاع الأرض - . [/FONT]
[FONT=&quot]قالوا : أيدخل كل البلاد ويفسدها؟! .[/FONT]
[FONT=&quot]قال : ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال ، إلا مكة والمدينة ، تحول الملائكة بينه وبينهما صافـّين يحرسونهما . فإن وصل المدينة نزل بالسبخة القريبة منها ، فترجف المدينة ثلاث رجَفات ، يُخرج الله منها كل كافر ومنافق .[/FONT]
[FONT=&quot]قالوا : فماذا نفعل ، إن ظهر ونحن أحياء ؟[/FONT]
[FONT=&quot]قال : انفروا في الجبال ، ولا تقفوا في طريقه ، فما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمرٌ أكبر من الدجال ، فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف . [/FONT]
[FONT=&quot]قالوا : فما الذي يفعله ؟![/FONT]
[FONT=&quot]قال : يأتي على القوم ، فيؤمنون به ، ويستجيبون له . فيأمر السماء ، فتمطر، والأرضَ فتنبت، وتعود عليهم إبلهم وبقرهم وأغنامهم ضخمة الأجسام ، ممتدة في الطول والعرض سِمَناً ، ويكثر لبنُها . – وهذا استدراج كبير نسأل الله الثبات على دينه - .[/FONT]
[FONT=&quot]ويمر بالخِربة التي هجرها أهلها منذ غابر الأزمان ، فيقول لها : أخرجي كنوزك ، فتتبعه كنوزها كذكور النحل المجتمعة ، فيزداد أتباعُه به ضلالاً .[/FONT]
[FONT=&quot]ويأتي على القوم ، فيدعوهم ، فيردون عليه قوله ، ويثبتهم الله على الإيمان ، فينصرف الدجال عنهم ، فيصبحون ممحلين ، ينقطع الغيث عنهم ، وتيبس الأرض والكلأ ، ليس في أيديهم شيء من أموالهم ولا أنعامهم ، نسأل الله أن يثبتهم على دينهم .[/FONT]
[FONT=&quot]قالوا : يا رسول الله ؛ أمعه شيء غير هذا ؟.[/FONT]
[FONT=&quot]قال : نعم .... فمن ذلك أن الدجال يخرج ومعه ماء ونار . فأما الذي يراه الناس ماء فنار تحرق ، وأما الذي يراه الناس ناراً فماء بارد وعذب . فمن أدركه منكم فلْيقعْ في الذي يراه ناراً ، فإنه ماء عذب طيب . [/FONT]
[FONT=&quot]قالوا : يا رسول الله ؛ أفلا نحاجه ، ونكذّبه ؟ .[/FONT]
[FONT=&quot]قال : لا يظنّنّ أحدكم أنه قادر على ذلك . فإذا ذهب إليه فتنه ، فتبعه ، فضلّ وكفر .[/FONT]
[FONT=&quot]قالوا : فمن أعظم شهادة عند رب العالمين إذ ذاك ؟.[/FONT]
[FONT=&quot]قال : يتوجه إليه رجل من المؤمنين ، فيتلقّاه مقدّمة جنود الدجال ... فيقولون له : إلى أين تذهب أيها الرجل ؟ فيقول : أعمد إلى هذا الرجل الذي يزعم أنه إله ... فيتعجبون من جوابه ، ويسألونه : أوَ ما تؤمن بربنا ؟! فيقول : هذا ليس رباً ، إنما ربكم الذي خلق السموات والأرض ، وما هذا إلا مارق كافر .[/FONT]
[FONT=&quot]فيثورون فيه ، ويتنادَون لقتله ، ويهمّون بذلك ، لولا أن كبيرهم يذكّرهم أن الدجال أمرهم أن لا يقتلوا أحداً حتى يُعلموه بذلك . فيقيّدونه وينطلقون به إلى الدجال .[/FONT]
[FONT=&quot]فإذا رآه المؤمن صاح بأعلى صوته : أيها الناس ؛ لا يغرنكم هذا الشيطان ، فإنه أفـّاك دجال ، يدّعي ما ليس له ، هذا الذي حذركم منه رسول الله صلى الله عليه وسلم .[/FONT]
[FONT=&quot]فيشتد غضب الدجال ، ويأمر زبانيته ، فيوثقونه مشبوحاً ، ويوسعون ظهره وبطنه ضرباً . فيقول الدجال مغضباً آمراً رجاله أن يُؤذوه ويشجوه ، فيزداد الرجل المؤمن إيماناً .[/FONT]
[FONT=&quot]حينذاك يأمر الدجال رجاله أن ينشروه بالمنشار من رأسه إلى أن يفرق بين رجليه ، فيفعلون ، ويُبعدون القسمين أحدهما عن الآخر ... فيمشي الدجال بينهما مستعرضاً ألوهيته ، فيخر الناس ساجدين له ـ فينتشي عظمة وخُيلاء . [/FONT]
[FONT=&quot]ثم يقول له : قم .. فيقترب النصفان ، فيلتحمان ، فيعود الرجل حياً ، فيقول له الدجال : أتؤمن بي إلهاً ؟ . فيتهلل وجه المؤمن قائلاً : ما ازددت فيك إلا بصيرة ، وقد حدثنا الرسول صلى الله عليه وسلم أنك ستفعل بي ذلك . [/FONT]
[FONT=&quot]ينادي الرجل بأعلى صوته : انتبهوا أيها الناس ، إنه لن يستطيع أن يفعل بعدي بأحد من الناس شيئاً ، لقد بطل سحره ، وعاد رجلاً مسلوب الإرادة كما كان . فيأخذه الدجال ليذبحه ، فلا يستطيع إليه سبيلاً ، لأن الله تعالى جعل ما بين رقبته إلى ترقوته نحاساً ، فيأخذ الدجال بيديه ورجليه فيقذف به . فيحسب الناس أنما قذفه إلى النار ، وإنما ألقي في الجنة .[/FONT]
[FONT=&quot]فهذا أعظم شهادة عند رب العالمين .[/FONT]
[FONT=&quot]قالوا : يا رسول الله ؛ كيف ينقذنا الله من فتنة الدجال ؟[/FONT]
[FONT=&quot]قال : في هذه اللحظة – حين يبلغ السيل الزبى – يرسل الله أخي عيسى ، ليكون السهم الذي يصمّ به عدوّ الله وعدوّكم . [/FONT]
[FONT=&quot]قالوا : وأين يكون عيسى عليه السلام ، يا رسول الله ؟.[/FONT]
[FONT=&quot]قال : إنه في السماء ، رفعه الله تعالى إليه حين مكر اليهود به ، وأرادوا قتله . ورعاه هناك ليعود إلى الأرض في الوقت الذي قدّره الله تعالى ، وللأمر الذي يريده سبحانه .[/FONT]
[FONT=&quot]قالوا : صفه لنا ، يا رسول الله ؟ .[/FONT]
[FONT=&quot]قال : ينزل عند المنارة البيضاء ، شرقيّ دمشق ، يلبس ثوبين جميلين ، واضعاً كفيه على أجنحة ملكين ، إذا طأطأ رأسه انحدر منه ماء الوضوء ، وإذا رفع رأسه انحدر منه قطرات الماء كأنها اللؤلؤ الصافي . فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا أن يموت ،وينتهي نفَسُه إلى حيث ينتهي طَرْفُه. [/FONT]
[FONT=&quot]قالوا : أليس في ذلك الوقت جماعة للمسلمين ؟.[/FONT]
[FONT=&quot]قال : بلى ، إنه المهدي الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، بعد أن مُلئت جَوراً وظلماً . ينصر الله المسلمين على يديه ، إنه من آل بيتي ، من ولد الحسن بن علي ، وهو الذي يفتح روما عاصمة الروم " الإيطاليين " ، يبيد جيوش أوربة الكافرة .[/FONT]
[FONT=&quot]قالوا : ولم يجتاح الدجال البلاد ، والمسلمون أقوياء إذ ذاك ؟! .[/FONT]
[FONT=&quot]قال : ألم أقل لكم : إنها الفتنة الكبرى ، حيث يرتد كثير من المسلمين على يد المسيح الدجال .[/FONT]
[FONT=&quot]قالوا : وأين يكون المهدي ؛ يا رسول الله ؟[/FONT]
[FONT=&quot]قال : في القدس يحاصره الدجال ، ويحاول اقتحامها ليجعلها عاصمته الأبدية ، عاصمة اليهود ودجالهم . والمهدي وجنوده يدافعون عنها ، ويقاتلون ما وسعهم القتال .[/FONT]
[FONT=&quot]قالوا : وماذا يفعل المسيح عليه السلام حين ينزل في دمشق ؟.[/FONT]
[FONT=&quot]قال : ينطلق إلى القدس ، فيدخلها ، فيتعرف المهديّ عليه والمسلمون ، ويفرحون لنزوله ، فيستلم قيادة المسلمين ، ويهاجم الدجال . [/FONT]
[FONT=&quot]قالوا: فماذا يفعل الدجال حين يسمع بعيسى عليه السلام قادماً ؟.[/FONT]
[FONT=&quot]قال : يفر من بين يديه إلى اللد ؛ وهي مدينة في فلسطين ، قريبة من القدس ، لكنّ عيسى عليه السلام يتبعه ، ويطعنه برمحه ، فيذوب بين يديه كما يذوب الملح في الماء ... ويرفع الله الهمّ والغمّ عن المسلمين ، ويحدثهم عيسى رسول الله بدرجاتهم في الجنة ، ويمسح عن وجوههم بيده الشريفة ، فما في الدنيا إذ ذاك أعظم سعادة منهم . [/FONT]

[FONT=&quot]رواه مسلم[/FONT]
[FONT=&quot]رياض الصالحين ، باب المنثورات والمُلح [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]