مہجہرد إنہسہآن
ادارة الموقع
عائشة - رضي الله عنها - هي زوجة الرسول (صلى الله عليه و سلم ) و أم المؤمنين ، و ابنة أبي بكر الصديق ، كانت أحب زوجات الرسول إلى قلبه و هي أكثر من روت عليه الأحاديث ، و قد كانت في لحظة من حياة الرسول تساعده و تقف بجانبه كمثال الزوجة الصالحة المخلصة ، اتهمت عائشة -رضي الله عنها - بالزنا ، وقد برأ الله تعالى ما اتهمت به في قصة من قصص القرآن الكريم و تسمى حادثة الإفك . في غزوة المصطلق خرجت عائشة مع الرسول (صلى الله عليه و سلم) و بعد انتهاء الغزوة و عودة الرسول و من معه إلى المدينة ، تأخرت السيدة عائشة رضى الله عنها عن الموكب بفترة قصيرة تبحث عن عقد قد فقدته ، و عندها رجع الموكب ، تخلفت السيدة عائشة رضى الله عنها و لم يشعر أحد من الموكب بتأخرها ، و بقيت وحيدة في الطرقات و لكن الله تعالى لم يتركها وحدها ، فوجدها شخص يدعى صفوان بن المعطل و أعادها إلى بيتها . لكن أعداء النبى (صلى الله عليه و سلم ) لم يدعوها و شأنها ، و كذبوا نشروا الشائعات عنها ، و اتهموها بممارسة الزنا مع صفوان ، فتألم الرسول و هجرها و استمر بسؤال أقربائة و أقربائها عما حدث ، فيجيبوا بأن عائشة من المستحيل أن تقدم على مثل هذا الفعل ، فازداد الشك عند رسول الله و كان يدعو الله دائماً أن يبرأها من هذا الفعل ، فذهب ليتحدث مع السيدة عائشة فى بيت أبيها و أخبرها إن كان يا عائشة ما حدث صحيح فاستغفري ربك و توبي إليه ، فنظرت السيدة عائشة في عيون أبيها أبو بكر و أمها و قالت لهم : ألا تجيبان على الرسول (صلى الله عليه و سلم ) ؟ فقال لها أبوها : والله ما ندرى ما نقول ، فأخبرتهم السيدة عائشة : والله لا أتوب إلى الله مما ذكرت ابداً ، والله يعلم أني بريئة ، ووالله ما أقول أكثر مما قال أبو يوسف { فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ } . هنا بعث الله الوحي على الرسول (صلى الله عليه و سلم ) ليخبره بأن السيدة عائشة بريئة من هذه الحادثة الكاذبة و أنزل الله فى هذا الموقف قرآناً ، حيث قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَخَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} في آية رقم 11 من سورة النــور ، و هنا انزاح هم الرسول عن قلبه و ابتسم و قال لـ عائشة رضى الله عنها فقالت لها أمها : آلا تشكرين رسول الله ؟ فقالت لها السيدة عائشة رضى الله عنها : بل أشكر الله الذي برأني و أنزل فيّ قرآناً يبرأني من هذا الذنب العظيم. قذف المحصنات من السبع الموبقات ، و هو يعد من أبشع الأفعال التي يقدم عليها ضعيفي الإيمان ، لذلك توعد الله تعالى لمن يقدموا على هذا الفعل بالغضب الشديد و العذاب الشديد ، و حادثة الإفك تم فيها قذف السيدة عائشة أم المؤمنين و هذا من أبشع المواقف التي قد مرت بها عائشة ، فهي من المستحيل أن تفعل فعل كهذا ، لذلك نزل الله بآية تبرؤها من هذا الفعل الشنيع ، و هي عبرة لمن يعتبر ، و ليمتنع الناس عن قذف المحصنات ونشر الشائعات .