سوار
الإدارة العامة
قصة بسيطة لكن عظيمة تحمل بين سطورها
درسًا عميقًا في التوازن بين الواجبات، البر، والعطاء.
فيها روح الرضا وحكمة توزيع الرزق، وتُرينا كيف أن
البساطة قد تخبئ وراءها كنزًا من القيم والمبادئ .
في يوم من الأيام، قرر أحد الملوك أن يتنزه في أرجاء مملكته ليتفقد أحوال رعيته. وبينما كان يسير في
الحقول، لفت نظره فلاح بسيط يعمل في الأرض بنشاط وحيوية، يغني وهو يحرث، والابتسامة لا تفارق وجهه.
اقترب منه الملك بدهشة وقال:
– السلام عليك أيها الفلاح النشيط! أراك سعيدًا بعملك… هل هذه الأرض ملكك؟
ردّ الفلاح وهو يمسح عرقه بابتسامة مشرقة:
– لا يا سيدي، أنا أعمل فيها بأجرٍ يومي، أربعة دنانير فقط.
تعجب الملك وسأله:
– وهل تكفيك؟!
فقال الفلاح بثقة ورضا:
– نعم يا مولاي، أُقسِّمها كالتالي: دينار أعيش منه، ودينار أسدد به ديني،
ودينار أُسلفه، ودينار أُنفقه في سبيل الله.
ازدادت دهشة الملك وسأله:
– فسّر لي ذلك، يا رجل!
فأجابه الفلاح بابتسامة تنم عن حكمة عميقة:
– الدينار الأول أعيش به أنا وزوجتي وأطفالي.
– أما الدينار الثاني، فأدفعه لأبي وأمي، فهما ديني الذي لن أوفيه أبدًا.
– والدينار الثالث أُسلفه لأطفالي، أنفقه عليهم اليوم ليعيدوه لي حبًا ووفاءً عندما أكبر.
– أما الدينار الرابع، فأصرفه على أختَيّ المريضتين، فهذا في سبيل الله.
أُعجب الملك بحكمة هذا الفلاح المتواضع، وأمر على الفور بشراء الأرض التي يعمل
فيها، ووهبها له، وعيّنه رئيسًا للمزارعين في القصر الملكي .
التعديل الأخير بواسطة المشرف: