سوار
الإدارة العامة
كريم راعي بسيط يرعى الغنم لأحد الأغنياء ويأخذ أجرته اليومية خمسة دراهم، وفي أحد الأيام جاء الغني للراعي وأخبره أنه سيبيع الأغنام ويسافر، وأعطاه مبلغاً كبيراً من المال لقاء خدمته له ولأغنامه..
رفض الراعي كريم المبلغ المقدم إليه قائلاً:
- أرجوك – يا سيدي- لا تحرجني.. لن آخذ سوى أجرتي اليومية المعتادة !!!
دهش الغني من تصرف الراعي، وقبل أن يذهب دعا له الغني بزيادة ماله والبركة فيه!!
أخذ الراعي كريم يفتش عن عمل حتى وصل إلى قرية، ووجد أناساً كثيرين متجمهرين أمام تاجر كبير، وعندما سألهم عن السبب أجابه أحدهم:
- هذا تاجر كبير يعطيه الناس أموالهم فيسافر ويتاجر بها ويجلب لهم البضائع والأرباح!!
فكّر الراعي قليلاً ثم ذهب إلى التاجر وأعطاه الخمسة دراهم وطلب منه أن يشتري له بها شيئاً ينفعه.
نظر التاجر إلى النقود ثم إلى الراعي وقرأ في عينيه الصدق والوفاء فقال له:
- كما تريد.. سأحضر لك شيئاً تستفيد منه بخمسة دراهم!!؟؟؟؟
ذهب التاجر وبدأ يشتري للناس ما طلبوه منه ولم يبق معه سوى خمسة دراهم للراعي، فرأى قطاً سميناً أراد صاحبه أن يبيعه لكثرة أكله، فاشتراه وقفل راجعاً إلى بلاده ..
وفي الطريق مر على قرية ورآه سكان القرية وبيده القط فطلبوا منه أن يبيعهم إياه ليأكل الفئران التي تأكل محاصيلهم الزراعية ولا تبقي لهم شيئاً، وأنهم مستعدون لشرائه بوزنه ذهباً، فوافق التاجر..
عاد التاجر إلى بلده وأعطى كل واحد أمانته ولما جاء الراعي أخذه التاجر واستحلفه بالله أن يخبره سر الخمسة دراهم، فقصّ عليه الراعي ما حصل مع الغني ودعائه له.
قبّل التاجر رأس الراعي بحب قائلاً له:
- عوضك الله خيراً لأنك رضيت برزقك الحلال ولم ترض زيادة على ذلك، وأعطاه الذهب.