سوار
الإدارة العامة
العمل هو أمرٌ أساسي ورئيسي في حياة الإنسان وهو ما حثّ عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وجميع الديانات السماوية فالعمل مهمٌّ جداً من أجل الحصول على ما يحتاجه الإنسان للحياة، وبالإضافة إلى هذا كلّه يحتاج الإنسان إلى العمل بشكل كبير جداً من أجل إتمام التكامل في المجتمع بأكمله، ولهذا حثّ الإسلام على العمل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ أحبلهُ, ثم يأتي الجبل, فَيَأْتِيَ بِحُزْمَةِ من حَطَبِ عَلَى ظَهْرِهِ, فَيَبِيعَهَا, فَيَكُفَّ اللَّهُ بِهَا وَجْهَه, خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ, أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ"، وذلك لأن للعمل دوراً كبيراً في بناء المجتمع ولهذا يعدّ فضل العمل بفضل العبادة ويحاسب الإنسان القادر على العمل ولم يعمل على هذا يوم القيامة.
وبما أن الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه هم قدوةٌ للبشر أجمعين فلذلك كان الأنبياء عليهم السلام يعملون بأعمال مختلفة مع أنّ لديهم أسمى مهنة في الوجود وهي مهنة الدعوة إلى الله عز وجل، ولم يكن الأنبياء عليهم السلام يعملون فقط بل إنّهم كانوا ماهرين بعملهم ومتقنين له، فهذا نبي الله إدريس عليه السلام كان يعمل خياطاً وحائكاً للثياب فكان أول من خاط الثياب إذ كان الناس من قبله يلبسون الثياب من جلد الحيوانات، وذاك نبي الله نوحٌ عليه السلام كان يعمل بالنجارة فقام بصناعة سفينة نوح التي هي معجزته الخالدة والتي ذكرتها الديانات السماوية جميعها.
أمّا نبي الله داوود عليه السلام فقد كان يعمل في الحدادة وقد كانت هذه هي معجزته عليه السلام إذ كان الحديد يلين بين يديه عليه السلام بطريقة عجيبة فيقوم بتشكيل الحديد كيفما يشاء فيصنع منه الدروع والأسلحة وما يشاء، أمّا الصادق الأمين عليه صلوات الله وسلامه فقد كان يعمل بالتجارة، فكانت خديجة رضي الله عنها تؤمنه على أموالها في رحلة قريش إلى الشام للتجارة وقد كان صلى الله عليه وسلم هو الأمين في تجارته ممّا جعل السيدة خديجة رضي الله عنها تؤمن عليه أكثر لما رأت من أمانته وصدقه في تجارته بعكس من كانت تبتعث بهم بالتجارة إلى الشام والذين كانوا غير أمينين في تجارتهم وأموال، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما بعث الله نبياً إلا رعى الغنم"، فرعى الأنبياء عليهم السلام الأغنام ومنهم نبي الله موسى وإبراهيم وحتى سيدنا محمد عليهم صلوات الله وسلامه أجمعين