سوار
الإدارة العامة
يخشى المسلم دائماً من ذنبه ، فهو حريصٌ في حياته الدّنيا أن يستزيد من الحسنات و يجتنب السّيئات ، فالغاية عنده رضوان الله و الجنّة فهو يسعى لها فيبذل الجهد لتحقيق ذلك ، و لا ريب أنّ الذنوب هي عقباتٌ في طريق المسلم فهو يسعى دائماً أن يتجاوزها بإيمانه و تقوى الله في قلبه ، فالتّقوى عنده حصنٌ حصينٌ له من الوقوع في الذّنوب و المعاصي ، فهو دائماً يسعى لزيادة إيمانه بالتّنفل بالعبادة و التّحلي بالأخلاق الكريمة الحسنة و مساعدة النّاس ، و تراه يلوم نفسه كثيراً إذا ما ارتكبت ذنباً و يبكي إذا ناجى ربّه على ذنبه ليمحوه ، فهو يعلم أنّ الذنوب تنكُت على القلوب فإذا لم يسارع المسلم لمحوها بالاستغفار منها و التّوبة النّصوح تراكمت على قلبه و ربما و صل لمرحلة الرّان أعاذنا الله منها .
فالنّفس اللّوامة هي النّفس التي تلوم ذاتها كثيراً ، فنفس المؤمن اللّوامة تلومه على فعل الذنوب و الشّر و تحثه على سرعة الاستغفار منها ، و تكون دافعاً للمؤمن تشحنه بالقوة و العزيمة ليستكمل عبادته و انتهاج طريق الخير و الطّاعة في أعماله و أقواله كلّها ، و المؤمن بنفسه المتوقّدة يرى ذنبه كبيراً و إن صغُر و الكافر و الضالّ يرى ذنبه صغيراً و إن كبُر ، ففي الحديث إنّ المؤمن يرى ذنبه كأنّه جبلٌ يوشك أن يقع عليه و الكافر يرى ذنبه كأنّه ذبابةٌ حطّت على أنفه فأزاحها بيده فطارت ، فثمّة فرقٌ شاسعٌ ما بين الصورتين .
و هناك نوعٌ آخر من النّفس اللّوامة و هي النّفس الأمّارة بالسّوء التي تحثّ صاحبها على ارتكاب المعاصي و الشّرور ، فتأمره بالسّوء و تنهاه عن الخير ، فتراها دائما تحزن و تجزع إذا فاتتها معصيةٌ و العياذ بالله ، بينما ترى نفس المؤمن مطمئنةً دائماً و مستشعرةً معية الله سبحانه و تعالى لها ، فتراها تشكر الله في السّراء و تصبر في الشّدة و الضّراء ، تفرح بالطّاعة و تجد لذّتها و تحزن بارتكاب المعصية و تستشعر ألمها ، بل وإنّ المسلم تراه مشفقٌ على أهله أن تهلكهم الذنوب بل حتى على أحوال الضّالين ، فهو يحبّ سعادة النّاس جميعاً و فلاحهم في الدّنيا و الآخرة ، قال تعالى ( قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (26) فَمَنَّ اللهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ ) صدق الله العظيم .
منقول