سوار
الإدارة العامة
صحابية جليلة وبنت أخت فاطمة بنت عمر المخزومية جدة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) لأبيه,
أسلمت الشفاء قبل الهجرة النبوية الشريفة، وهاجرت مع زوجها أبي خثمة العدوي إلى أرض الحبشة، فكانت من المهاجرات الأوائل اللاتي بايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة.
كانت الشفاء من عقلاء النساء وأفضلهنّ، ومن القلائل الذين عرفوا القراءة والكتابة في الجاهلية، وقد حباها الله عقلاً راجحاً وعلماً نافعاً، وكانت تجيد الرقية منذ الجاهلية، أقطعها النبي الكريم داراً عند الدكاكين بالمدينة المنورة فنزلتها مع ابنها سليمان وأصبحت تلك الدار مركزاً علمياً للنساء، تعلم الناس الكتابة والقراءة مبتغية الأجر والثواب من الله تعالى، وتخرج مع الرسول الكريم في غزواته فتداوي الجرحى، ويأتيها الصحابة في بيتها للتطبيب، واشتهرت برقية النمِلة وهي قروح تصيب الجنين.
روت (رضي الله عنها) عدة أحاديث منها: روي عن الشفاء بنت عبدالله أنها قالت: أن رسول الله سئل عن أفضل الأعمال فقال: "إيمان بالله وجهاد في سبيل الله وحج مبرور".
عن سليمان بن أبي خثمه عن الشفاء بنت عبدالله قالت : دخل على بيتي عمر بن الخطاب فوجد عندي رجلين نائمين فقال: ما شأن هذين ما شهدا معنا الصلاة ؟ قلت يا أمير المؤمنين صليا مع الناس، وكان ذلك في رمضان فلم يزالا يصليان حتى أصبحا وصليا الصبح وناما. فقال عمر: لأن أصلي الصبح في جماعة أحب إلي من أن أصلي ليلة حتى أصبح.
روت الشفاء عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعن عمر بن الخطاب، وروى عنها ابنها سليمان وآخرون من أحفادها، وروى لها البخاري في كتاب الأدب وكتاب أفعال العباد كما روى لها أبو داود والنسائي.
كان الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) يجلّها ويقدرها ويأخذ برأيها ومشورتها، وعينها أول قاضية في الإسلام وولاها نظام الحسبة في السوق وجعلها تفصل في المنازعات التجارية والمالية.
توفيت الشفاء سنة عشرين للهجرة، في خلافة عمر بن الخطاب (رضي الله عنهما).