علمتني الحياة
عضو نشيط
طرق التعامل مع الطفل ذو السلوك السيئ
توفر الإرشادات المناسبة لسلوك الأطفال أمر حيوي . فنظرة الأطفال إلى أنفسهم تتأثر إلى حد كبير بكيفية معاملة الكبار لهم ، كما أن لطرق الإرشاد تأثيراً مباشراً على كيف يعمل الفصل ، بهدوء أو بكثير من الفوضى . وهناك بعض الأساليب المعينة التي تساعد على المحافظة على السلوك الحسن والقضاء على السلوك غير المناسب ، مثل : التعزيز ، التجاهل ، العزل ، العزل الخياري ، الوقاية ، تغيير التوجه ، المناقشة ، الوقت الخاص ، لوحة النجم .
1:التعزيز
إن أول وأهم تقنية تُستعمل للتعامل مع الأطفال هي التعزيز الإيجابي ، يجب استعمال هذه التقنية كثيراً ولكن في ظروف مناسبة ، إضافة إلى ذلك فإنه يجب قرنها دائماً مع الطرق الأخرى المستعملة لتغيير السلوك الخطأ . ويبقى السلوك المناسب عندما يشعر الأطفال بأن هذا الذي يعملونه هو المتوقع منهم .
ملحوظة ، فالابتسامة والتربيت والاتصال بالنظر والضم لها نفس قوة التأكيد اللفظي في إشعار الأطفال بأن البالغين يستحسنون سلوكهم ، وفي الواقع فإنه في بعض الأوقات عندما لا تريد المعلمة مقاطعة نشاط الأطفال ولكنها مع ذلك تريد إظهار الاستحسان فإن التعزيز غير اللفظي هو الطريقة المناسبة .
ومن المهم على وجه الخصوص تعزيز سلوك الطفل عند محاولة تغيير سلوك خطأ ، فعلى المعلمات أن ينتبهن إلى أنه بإنقاص السلوك غير المناسب فإن شيئاً ما يؤخذ من الطفل هو بالتحديد الاهتمام الذي كان الطفل يحصل عليه بسبب ذلك السلوك من قبل ، ولهذا فإنه من المهم عند تغيير السلوك الخطأ جعل الطفل يعرف ما هو مقبول من خلال عملية التعزيز وأن لايُكتفى بالاقتصار على إشعاره بما هو غير مقبول ، فكل سلوك غير مقبول له مضاد مقبول يجب تشجيعه ورعايته من خلال عملية التعزيز الايجابي . فإن كان الطفل بضرب كثيراً فانه يجب تعزيز الطفل بسخاء عند تفاعله مع أترابه بطريقة مقبولة ، وإذا كان الطفل يئن فإنه يجب إطراؤه عندما يتكلم بطريقة مناسبة ، وإن كان الطفل يميل إلى تعطيل نشاطات الفصل فإنه يلزم إشعار الطفل عن كمية مشاركته الجيدة عندما يفعل ذلك .
قد تكون الحاجة إلى التعزيز الكثير هي مساعدة طفل على تعلم سلوك مناسب بسرعة ، وفي واحد من الأمثلة على هذا الاستعمال للتعزيز: ( تم تغيير معدل ضرب الأطفال الآخرين عند طفل عمره 3 سنوات من 40 مرة في الساعة إلى مرة واحدة في المتوسط ، وبما أن هذا الطفل لم يستجب لأي من الطرق التي استعملت فقد تم تطبيق برنامج للإطراء كل نصف دقيقة ، وفي خلال يومين نقص معدل الضرب بشكل سريع ، وعبر الأسابيع التالية أدى التعزيز المستمر بالرغم من اضطراد تناقصه إلى توقف تام للضرب في النهاية ، وقد أخذ تنفيذ هذا البرنامج في التعزيز المستمر الكثير من وقت المعلمة ، ولكنه كان على المدى الطويل موفراً للوقت ، فقد تبع ذلك توفير كبير في الوقت المبذول لمواساة الأطفال الذين مسهم الأذى وللتعامل مع هذا الطفل .
2: التجاهل
إن التجاهل خطة فعالة جداً ولكنها صعبة الاستعمال ، فعندما يقوم طفل بتكرار عمل شئ مضايق للمعلمة أو مثير للفوضى في الفصل فإن استعمال التجاهل هو الأسلوب الجيد . ولكن يجب عدم استعمال التجاهل عندما يكون الأطفال مصدر أذى حقيقي أو محتمل لهم أو لغيرهم ، والتجاهل فعال على وجه الخصوص إذا كان الطفل يطلب اهتمام الكبار بسلوكه السيئ ، فالطفل الذي يجيل النظر ليرى من يشاهده قبل أن يعمد إلى أداء السلوك السيئ هو بوضوح يريد الاهتمام .
والتجاهل التام من قبل جميع البالغين كل مرة يحدث فيها السلوك السيئ صعب التحقيق ولكنه ضروري لتحقيق الفعالية لهذه الخطة ، فرفع حاجبي العينين والتنهد والعلامات غير اللفظية الأخرى ستفسر بكل سهولة على أن السلوك السيئ يؤثر بالفعل على المعلمات مما يجعل الخطة عديمة الفعالية ، وفي حين أن التجاهل طريقة مهمة وقوية للمساعدة على إزالة السلوك المضايق والمثير للفوضى فإنه من المهم أن نتذكر أن إزالة الاهتمام يتطلب استبداله بتعزيز السلوك الحسن .
3:العزل
العزل طريقة يلزم استعمالها باقتصاد وبعناية ، ويجب استعمالها أساساً عندما يسبب الأطفال أذى حقيقياً أو محتملاً للآخرين أو لأنفسهم . فهناك حاجة إلى إيقاف السلوك العدواني في أسرع وقت ممكن ، والعزل هو في كثير من الأحيان ولكن ليس دائماً أفضل طريقة لتحقيق ذلك ، ويجب استخدام العزل فقط عندما يكون الطفل قد كرر السلوك العدواني أكثر من مرتين وكانت المعلمة قد شرحت للطفل أن سلوكاً مثل هذا غير مقبول .
وقبل اتخاذ القرار بشأن استعمال العزل فإنه يلزم أن تتفق المعلمات على استعمال هذه الطريقة بانتظام وبنفس الطريقة ، فمن المهم أن يُناقش هذا من قبل كل المعلمات المعنيات سلفاً للاتفاق على تعريف السلوك الذي من أجله يُستعمل العزل والمكان الذي سيُنفذ فيه العزل والعملية الفعلية للعزل .
وطريقة العزل كالتالي :
1- تأكدي بسرعة أن الطفل الذي استُهدف بالعدوان لم يتضرر جسمياً ،
ويستحسن إن أمكن أن تقوم معلمة أخرى بالاهتمام بالضحية .
2- بهدوء خذي بيد الطفل المعتدي إلى مكان العزل ، قولي له بحزم ولكن بصوت منخفض :
( لن أسمح لك بإيذاء الأطفال الآخرين وعليك الجلوس هنا إلى أن أخبرك متى تنهض )
3- لاحظي الوقت وابتعدي عن الطفل ، لا تتكلمي مع الطفل أو تنظري إليه خلال مدة العزل .
4- لو اقتربت طفلة أخرى من مكان العزل فأبعديها عنه بدون صخب ، وقولي لها :
( إنه يحتاج إلى أن يكون لوحده بعض الوقت ، تستطيعين الحديث إليه عندما يرجع إلى الفصل مرة أخرى )
4- في نهاية الوقت اذهبي حالاً إلى الطفل ، وقولي : ( بإمكانك أن تنهض الآن )
لا تشرعي في تأنيبه ، فالطفل يعرف السبب وراء العزل ،
لتوجيه الطفل نحو سلوك بناء قد تقترحين انخراطه في نشاط جار ،
عززّي الطفل حالما يقوم بنشاط مناسب .
4: العزل الخياري
أحد الأشكال المختلفة للعزل التي استعملت بنجاح مع بعض الأطفال هو العزل الخياري . فقد يجد بعض الأطفال أحياناً أنفسهم وقد غمرتهم الضوضاء ومستوى النشاط والتأثير العام للفصل ويحتاجون إلى فرصة للابتعاد ، وهذا يتطلب تخصيص مكان هادئ قليل الإثارة ، وقد يكون هذا المكان داخل أو خارج الفصل ، فإذا كان داخل الغرفة فهذا يتطلب أن يكون منعزلاً بما فيه الكفاية لإعطاء الطفل الإحساس بالبعد عن النشاط القائم والضوضاء في الفصل .
( ولد عمره سنتين ونصف كان كثير العدوانية والفوضى في الفصل وتأتيه نوبات الغضب 4 أو 5 مرات كل صباح ، ولم يستجب على الإطلاق للمحاولات العادية لتغيير أو تعديل سلوكه ، وقد لاحظت إحدى المعلمات أنه يبدو وكأنه مشحون قبيل حدوث السلوك السلبي ، فبدأت المعلمات في مناقشة احتمال أن يكون الطفل ببساطة غير قادر على التفاعل مع مستوى الإثارة في الفصل أحياناً ، واستحدثن طريقة جديدة ، ففي اليوم التالي قامت إحدى المعلمات بالحديث معه فأخبرته أنها تستطيع أن تلاحظ متى يبدأ الشعور بالاضطراب عنده وسألته إن كان يعرف عندما يبدأ بالإحساس بالغضب !! فأخبرها بأنه يعرف ذلك ، عندئذ أخبرته المعلمة بأنه حينما يبدأ بالشعور بالاضطراب فإن باستطاعته مغادرة الغرفة والذهاب إلى مكان مخصص وهو مكتب إحدى العاملات ، وقد أثثت هذا الغرفة بطاولة صغيرة وكرسي وقليل من اللعب التركيبية ، ولكن طُلب منه أن يُشعر المعلمة في الفصل متى ما غادر . وكان التغيير في الطفل أخاذاً ، فمنذ ذلك اليوم نفسه انخفض سلوكه غير المقبول بسرعة وإن لم يختف تماماً ، وكان يغادر الغرفة بانتظام للذهاب إلى المكان المخصص خارج الفصل ، ولم يسئ أبداً استعمال الفرصة لمغادرة الغرفة ، فلم يذهب إلى مكان آخر إلا لهذه الغرفة ويرجع خلال 5 أو 10 دقائق . وكان يغادر الفصل عدة مرات في اليوم ، واستمر على هذا المنوال لمدة سنتين ، وفي السنة الثالثة قلل الطفل عدد مرات الابتعاد عن الفصل ولكنه حافظ على خيار المغادرة ، وفي هذه المرحلة كان قادراً على التعبير عن شعوره بالتحسن لاستطاعته مغادرة الفصل عندما يشعر بالارتباك )
عندما يبدو أن طرق التعامل مع السلوك السيئ قد فشلت ، فقد تودين أن تأخذي في الاعتبار هذا الخيار ، إلا أنه يجب عدم استعمال العزل الخياري بدون تمييز ولكن يجب تخصيصه للأطفال الذين يجدون صعوبة في التعامل لوقت طويل مع الإثارة المصاحبة لبيئة الفصل في مرحلة ما قبل المدرسة ، وحيث أن سبب السلوك السيئ في هذه الحالة خارجي ، فإن هذه الطريقة تعطي الفرصة للطفل لكي يسيطر على بيئته .
5: الوقاية
إن أفضل طريقة تتبع هي إيقاف سلوك سيئ قبل أن يقع ، ولكن استعمال الوقاية يعني أن الكبار قد راقبوا الطفل عن كثب فتكون لديهم فكرة جيدة عما يسبب السلوك السيئ ، فلو مثلاً لاحظت المعلمات أن الطفل يصاب بالإحباط بسهولة عندما لا ينجح في أداء نشاط معين ومن ثم يعمد إلى مهاجمة من حوله من أصدقائه ، فإن عليهن أن ينتبهن إلى أي مناسبة يكون فيها لدى الطفل مشكلات في أداء نشاط معين ، ولا يعني هذا أنهن يحلّن كل مشكلات الطفل ، بل يعني أنهن يساعدن الطفل على اكتساب المهارات وطرق حل المشكلات .
والوقاية فعالة على وجه الخصوص مع الأطفال الأصغر سناً في مرحلة ما قبل المدرسة الذين لم تتطور لديهم بعد السيطرة على الذات أو القدرة على التعبير عن أنفسهم ، كما هو الحال لدى الأطفال الأكبر سناً .
6:تغيير التوجه
وهناك طريقة للاستعمال مع أطفال مرحلة ما قبل المدرسة الأصغر سناً وعلى وجه الخصوص من عمرهم سنتين وهي تغيير التوجه ، بموجب هذه الطريقة توجه المعلمة انتباه الطفل نحو نشاط آخر أو تقدم له لعبة مماثلة أو بديلة ، فأطفال السنة الثانية من العمر لازالوا يفتقرون إلى المهارات الاجتماعية للتعامل مع متطلبات المدرسة والمشاطرة ، لذا تحتاج المعلمات إلى مساعدتهم على اكتساب هذه المهارات تدريجياً ،
ويجب عدم استخدام تغيير التوجه بشكل اعتيادي مع الأطفال الأكبر سناً في هذه المرحلة ، لأنهم يحتاجون إلى الإرشاد إلى طريقة فعالة لحل المشكلات الاجتماعية .
7:المناقشة
أحد الطرق التي تستخدم مع الكثير من الأطفال الأكبر سناً في مرحلة ما قبل المدرسة هي المناقشة ، ففي كثير من الأحيان يكون الطفل ذو الأربع أو خمس سنين من العمر راغباً فعلاً في محاولة حل المشكلات السلوكية مع المعلمة ، لأن الطفلة ذات السلوك السيئ لا تشعر بالغبطة نحو نفسها ، ولو كانت الطفلة راغبة حقيقة في تغيير السلوك فإنك تستطيعين مناقشة هذا معها وبهذا تصبحين بالفعل شريكتها ، ولمناقشة هذا الاقتراح مع الطفلة يستحسن أن تجدي مكاناً هادئاً منعزلاً ، فإن هي بذلت الجهد للتغيير فأنت تحتاجين إلى أن تكوني جاهزة لمساعدتها حتى تجيد المسلك الحسن .
8: الوقت الخاص :
وهناك طريقة فعالة تستخدم مع الطفل الذي يفرط في السلوك المثير للاهتمام وهي تخصيص وقت خاص ، وحيث أن الكثير من العائلات اليوم سواء بأب واحد أو بأبوين عاملين مجهدة ومشغولة كثيراً ، فإن الأطفال لا يحصلون على ما يحتاجونه من الاهتمام ، وقد تكون النتيجة هي إساءة السلوك أو التصرف بطريقة شاذة .
فإن شككتي في أن السلوك السيئ عند طفل ما هو إلا صرخة من أجل الاهتمام ـ أي اهتمام ـ فقد ترين استخدام طريقة الوقت الخاص ، وهذا يعني أن تخصص المعلمة دقائق معدودة كل يوم أو يوماً بعد يوم أو حتى مرتين في الأسبوع ، حيث تمضي بعض الوقت مع هذا الطفل فقط ، وهذا لا يكون عادة سهلاً مع فصل ملئ بالأطفال ، ولكن الجدولة الماهرة قد تساعد ، فقد تتوفر الفرصة في الصباح الباكر أو في آخر النهار قبل وقت الإقفال ، وقد يتيسر الوقت في وقت الراحة أو بعدها ، كذلك فإن الطلب إلى المشرفة المشاركة أو فحص جدول المعلمات يمكن أن تساعد على إيجاد بعض الوقت هنا وهناك للوقت الخاص لطفل أو أكثر .
يجب أن يكون الوقت الخاص للطفل فقط منفرداً مع المعلمة ، وتستطيع المعلمة أن تسأل الطفل عما يريد عمله في الوقت الخاص ، ثم تطبق الاقتراح ، وكم هو مدهش كيف يمكن للاستثمار في وقت ضئيل أن يحقق تخفيضاً كبيراُ في السلوك الشاذ . وبهذا فإن المعلمة على المدى الطويل ستمضي وقتاً أقل للتعامل مع السلوك السيئ وستوجد جواً أكثر إيجابية في الفصل .
9: لوحة النجم :
تؤدي لوحة النجم دورها بفعالية إن هي ساعدت الطفل على حيازة سجل مرئي وملموس يُظهر تقدمه نحو السلوك المرغوب . ولذلك فهي مُعزز مرئي له فعالية أكثر بالنسبة لبعض الأطفال وفي بعض الظروف ، وليس القصد أن يكون للوحة النجم وظيفة عقابية ، ولهذا فإنه يجب أن لا تستعمل لإظهار تخلف الطفل عن القيام بالسلوك المناسب ، بل يجب أن تكون سجلاًُ للنجاح لا للإخفاق .
وهذه اللوحة سهلة الإعداد ، تسجل الأيام على طول جانب اللوحة وفراغات للصق النجم أو أي ملصق آخر عندما يؤدي الطفل السلوك المناسب ، ويمكن ببساطة إضافة نجم كل مرة يقوم فيها الطفل بأداء سلوك معين ، أو يمكن وضعها على اللوحة في حيزات مرتبطة بالوقت ، ويعتمد طول الوقت على السلوك محل الاهتمام .
إن هذه الطرق الإرشادية التي تستخدمها المعلمة هي أساسية في تشكيل سلوك الأطفال ، ويعتمد استعمال هذه الطرق على الطفل وعلى السلوك السيئ أيضاً ، ويمكن استخدام أساليب محددة أو مجموعة مركبة من الطرق للأنواع المختلفة من السلوك .
وعلى المعلمة الاعتماد على حكمتها في تقرير إن كانت الطريقة المقترحة تناسب الطفل والحالة التي تبحث لها عن حل . وعلى الرغم من أننا نستطيع تطبيق بعض المبادئ العامة إلا أن لكل طفل ولكل معلمة ولكل حالة متطلبات مختلفة .
توفر الإرشادات المناسبة لسلوك الأطفال أمر حيوي . فنظرة الأطفال إلى أنفسهم تتأثر إلى حد كبير بكيفية معاملة الكبار لهم ، كما أن لطرق الإرشاد تأثيراً مباشراً على كيف يعمل الفصل ، بهدوء أو بكثير من الفوضى . وهناك بعض الأساليب المعينة التي تساعد على المحافظة على السلوك الحسن والقضاء على السلوك غير المناسب ، مثل : التعزيز ، التجاهل ، العزل ، العزل الخياري ، الوقاية ، تغيير التوجه ، المناقشة ، الوقت الخاص ، لوحة النجم .
1:التعزيز
إن أول وأهم تقنية تُستعمل للتعامل مع الأطفال هي التعزيز الإيجابي ، يجب استعمال هذه التقنية كثيراً ولكن في ظروف مناسبة ، إضافة إلى ذلك فإنه يجب قرنها دائماً مع الطرق الأخرى المستعملة لتغيير السلوك الخطأ . ويبقى السلوك المناسب عندما يشعر الأطفال بأن هذا الذي يعملونه هو المتوقع منهم .
ملحوظة ، فالابتسامة والتربيت والاتصال بالنظر والضم لها نفس قوة التأكيد اللفظي في إشعار الأطفال بأن البالغين يستحسنون سلوكهم ، وفي الواقع فإنه في بعض الأوقات عندما لا تريد المعلمة مقاطعة نشاط الأطفال ولكنها مع ذلك تريد إظهار الاستحسان فإن التعزيز غير اللفظي هو الطريقة المناسبة .
ومن المهم على وجه الخصوص تعزيز سلوك الطفل عند محاولة تغيير سلوك خطأ ، فعلى المعلمات أن ينتبهن إلى أنه بإنقاص السلوك غير المناسب فإن شيئاً ما يؤخذ من الطفل هو بالتحديد الاهتمام الذي كان الطفل يحصل عليه بسبب ذلك السلوك من قبل ، ولهذا فإنه من المهم عند تغيير السلوك الخطأ جعل الطفل يعرف ما هو مقبول من خلال عملية التعزيز وأن لايُكتفى بالاقتصار على إشعاره بما هو غير مقبول ، فكل سلوك غير مقبول له مضاد مقبول يجب تشجيعه ورعايته من خلال عملية التعزيز الايجابي . فإن كان الطفل بضرب كثيراً فانه يجب تعزيز الطفل بسخاء عند تفاعله مع أترابه بطريقة مقبولة ، وإذا كان الطفل يئن فإنه يجب إطراؤه عندما يتكلم بطريقة مناسبة ، وإن كان الطفل يميل إلى تعطيل نشاطات الفصل فإنه يلزم إشعار الطفل عن كمية مشاركته الجيدة عندما يفعل ذلك .
قد تكون الحاجة إلى التعزيز الكثير هي مساعدة طفل على تعلم سلوك مناسب بسرعة ، وفي واحد من الأمثلة على هذا الاستعمال للتعزيز: ( تم تغيير معدل ضرب الأطفال الآخرين عند طفل عمره 3 سنوات من 40 مرة في الساعة إلى مرة واحدة في المتوسط ، وبما أن هذا الطفل لم يستجب لأي من الطرق التي استعملت فقد تم تطبيق برنامج للإطراء كل نصف دقيقة ، وفي خلال يومين نقص معدل الضرب بشكل سريع ، وعبر الأسابيع التالية أدى التعزيز المستمر بالرغم من اضطراد تناقصه إلى توقف تام للضرب في النهاية ، وقد أخذ تنفيذ هذا البرنامج في التعزيز المستمر الكثير من وقت المعلمة ، ولكنه كان على المدى الطويل موفراً للوقت ، فقد تبع ذلك توفير كبير في الوقت المبذول لمواساة الأطفال الذين مسهم الأذى وللتعامل مع هذا الطفل .
2: التجاهل
إن التجاهل خطة فعالة جداً ولكنها صعبة الاستعمال ، فعندما يقوم طفل بتكرار عمل شئ مضايق للمعلمة أو مثير للفوضى في الفصل فإن استعمال التجاهل هو الأسلوب الجيد . ولكن يجب عدم استعمال التجاهل عندما يكون الأطفال مصدر أذى حقيقي أو محتمل لهم أو لغيرهم ، والتجاهل فعال على وجه الخصوص إذا كان الطفل يطلب اهتمام الكبار بسلوكه السيئ ، فالطفل الذي يجيل النظر ليرى من يشاهده قبل أن يعمد إلى أداء السلوك السيئ هو بوضوح يريد الاهتمام .
والتجاهل التام من قبل جميع البالغين كل مرة يحدث فيها السلوك السيئ صعب التحقيق ولكنه ضروري لتحقيق الفعالية لهذه الخطة ، فرفع حاجبي العينين والتنهد والعلامات غير اللفظية الأخرى ستفسر بكل سهولة على أن السلوك السيئ يؤثر بالفعل على المعلمات مما يجعل الخطة عديمة الفعالية ، وفي حين أن التجاهل طريقة مهمة وقوية للمساعدة على إزالة السلوك المضايق والمثير للفوضى فإنه من المهم أن نتذكر أن إزالة الاهتمام يتطلب استبداله بتعزيز السلوك الحسن .
3:العزل
العزل طريقة يلزم استعمالها باقتصاد وبعناية ، ويجب استعمالها أساساً عندما يسبب الأطفال أذى حقيقياً أو محتملاً للآخرين أو لأنفسهم . فهناك حاجة إلى إيقاف السلوك العدواني في أسرع وقت ممكن ، والعزل هو في كثير من الأحيان ولكن ليس دائماً أفضل طريقة لتحقيق ذلك ، ويجب استخدام العزل فقط عندما يكون الطفل قد كرر السلوك العدواني أكثر من مرتين وكانت المعلمة قد شرحت للطفل أن سلوكاً مثل هذا غير مقبول .
وقبل اتخاذ القرار بشأن استعمال العزل فإنه يلزم أن تتفق المعلمات على استعمال هذه الطريقة بانتظام وبنفس الطريقة ، فمن المهم أن يُناقش هذا من قبل كل المعلمات المعنيات سلفاً للاتفاق على تعريف السلوك الذي من أجله يُستعمل العزل والمكان الذي سيُنفذ فيه العزل والعملية الفعلية للعزل .
وطريقة العزل كالتالي :
1- تأكدي بسرعة أن الطفل الذي استُهدف بالعدوان لم يتضرر جسمياً ،
ويستحسن إن أمكن أن تقوم معلمة أخرى بالاهتمام بالضحية .
2- بهدوء خذي بيد الطفل المعتدي إلى مكان العزل ، قولي له بحزم ولكن بصوت منخفض :
( لن أسمح لك بإيذاء الأطفال الآخرين وعليك الجلوس هنا إلى أن أخبرك متى تنهض )
3- لاحظي الوقت وابتعدي عن الطفل ، لا تتكلمي مع الطفل أو تنظري إليه خلال مدة العزل .
4- لو اقتربت طفلة أخرى من مكان العزل فأبعديها عنه بدون صخب ، وقولي لها :
( إنه يحتاج إلى أن يكون لوحده بعض الوقت ، تستطيعين الحديث إليه عندما يرجع إلى الفصل مرة أخرى )
4- في نهاية الوقت اذهبي حالاً إلى الطفل ، وقولي : ( بإمكانك أن تنهض الآن )
لا تشرعي في تأنيبه ، فالطفل يعرف السبب وراء العزل ،
لتوجيه الطفل نحو سلوك بناء قد تقترحين انخراطه في نشاط جار ،
عززّي الطفل حالما يقوم بنشاط مناسب .
4: العزل الخياري
أحد الأشكال المختلفة للعزل التي استعملت بنجاح مع بعض الأطفال هو العزل الخياري . فقد يجد بعض الأطفال أحياناً أنفسهم وقد غمرتهم الضوضاء ومستوى النشاط والتأثير العام للفصل ويحتاجون إلى فرصة للابتعاد ، وهذا يتطلب تخصيص مكان هادئ قليل الإثارة ، وقد يكون هذا المكان داخل أو خارج الفصل ، فإذا كان داخل الغرفة فهذا يتطلب أن يكون منعزلاً بما فيه الكفاية لإعطاء الطفل الإحساس بالبعد عن النشاط القائم والضوضاء في الفصل .
( ولد عمره سنتين ونصف كان كثير العدوانية والفوضى في الفصل وتأتيه نوبات الغضب 4 أو 5 مرات كل صباح ، ولم يستجب على الإطلاق للمحاولات العادية لتغيير أو تعديل سلوكه ، وقد لاحظت إحدى المعلمات أنه يبدو وكأنه مشحون قبيل حدوث السلوك السلبي ، فبدأت المعلمات في مناقشة احتمال أن يكون الطفل ببساطة غير قادر على التفاعل مع مستوى الإثارة في الفصل أحياناً ، واستحدثن طريقة جديدة ، ففي اليوم التالي قامت إحدى المعلمات بالحديث معه فأخبرته أنها تستطيع أن تلاحظ متى يبدأ الشعور بالاضطراب عنده وسألته إن كان يعرف عندما يبدأ بالإحساس بالغضب !! فأخبرها بأنه يعرف ذلك ، عندئذ أخبرته المعلمة بأنه حينما يبدأ بالشعور بالاضطراب فإن باستطاعته مغادرة الغرفة والذهاب إلى مكان مخصص وهو مكتب إحدى العاملات ، وقد أثثت هذا الغرفة بطاولة صغيرة وكرسي وقليل من اللعب التركيبية ، ولكن طُلب منه أن يُشعر المعلمة في الفصل متى ما غادر . وكان التغيير في الطفل أخاذاً ، فمنذ ذلك اليوم نفسه انخفض سلوكه غير المقبول بسرعة وإن لم يختف تماماً ، وكان يغادر الغرفة بانتظام للذهاب إلى المكان المخصص خارج الفصل ، ولم يسئ أبداً استعمال الفرصة لمغادرة الغرفة ، فلم يذهب إلى مكان آخر إلا لهذه الغرفة ويرجع خلال 5 أو 10 دقائق . وكان يغادر الفصل عدة مرات في اليوم ، واستمر على هذا المنوال لمدة سنتين ، وفي السنة الثالثة قلل الطفل عدد مرات الابتعاد عن الفصل ولكنه حافظ على خيار المغادرة ، وفي هذه المرحلة كان قادراً على التعبير عن شعوره بالتحسن لاستطاعته مغادرة الفصل عندما يشعر بالارتباك )
عندما يبدو أن طرق التعامل مع السلوك السيئ قد فشلت ، فقد تودين أن تأخذي في الاعتبار هذا الخيار ، إلا أنه يجب عدم استعمال العزل الخياري بدون تمييز ولكن يجب تخصيصه للأطفال الذين يجدون صعوبة في التعامل لوقت طويل مع الإثارة المصاحبة لبيئة الفصل في مرحلة ما قبل المدرسة ، وحيث أن سبب السلوك السيئ في هذه الحالة خارجي ، فإن هذه الطريقة تعطي الفرصة للطفل لكي يسيطر على بيئته .
5: الوقاية
إن أفضل طريقة تتبع هي إيقاف سلوك سيئ قبل أن يقع ، ولكن استعمال الوقاية يعني أن الكبار قد راقبوا الطفل عن كثب فتكون لديهم فكرة جيدة عما يسبب السلوك السيئ ، فلو مثلاً لاحظت المعلمات أن الطفل يصاب بالإحباط بسهولة عندما لا ينجح في أداء نشاط معين ومن ثم يعمد إلى مهاجمة من حوله من أصدقائه ، فإن عليهن أن ينتبهن إلى أي مناسبة يكون فيها لدى الطفل مشكلات في أداء نشاط معين ، ولا يعني هذا أنهن يحلّن كل مشكلات الطفل ، بل يعني أنهن يساعدن الطفل على اكتساب المهارات وطرق حل المشكلات .
والوقاية فعالة على وجه الخصوص مع الأطفال الأصغر سناً في مرحلة ما قبل المدرسة الذين لم تتطور لديهم بعد السيطرة على الذات أو القدرة على التعبير عن أنفسهم ، كما هو الحال لدى الأطفال الأكبر سناً .
6:تغيير التوجه
وهناك طريقة للاستعمال مع أطفال مرحلة ما قبل المدرسة الأصغر سناً وعلى وجه الخصوص من عمرهم سنتين وهي تغيير التوجه ، بموجب هذه الطريقة توجه المعلمة انتباه الطفل نحو نشاط آخر أو تقدم له لعبة مماثلة أو بديلة ، فأطفال السنة الثانية من العمر لازالوا يفتقرون إلى المهارات الاجتماعية للتعامل مع متطلبات المدرسة والمشاطرة ، لذا تحتاج المعلمات إلى مساعدتهم على اكتساب هذه المهارات تدريجياً ،
ويجب عدم استخدام تغيير التوجه بشكل اعتيادي مع الأطفال الأكبر سناً في هذه المرحلة ، لأنهم يحتاجون إلى الإرشاد إلى طريقة فعالة لحل المشكلات الاجتماعية .
7:المناقشة
أحد الطرق التي تستخدم مع الكثير من الأطفال الأكبر سناً في مرحلة ما قبل المدرسة هي المناقشة ، ففي كثير من الأحيان يكون الطفل ذو الأربع أو خمس سنين من العمر راغباً فعلاً في محاولة حل المشكلات السلوكية مع المعلمة ، لأن الطفلة ذات السلوك السيئ لا تشعر بالغبطة نحو نفسها ، ولو كانت الطفلة راغبة حقيقة في تغيير السلوك فإنك تستطيعين مناقشة هذا معها وبهذا تصبحين بالفعل شريكتها ، ولمناقشة هذا الاقتراح مع الطفلة يستحسن أن تجدي مكاناً هادئاً منعزلاً ، فإن هي بذلت الجهد للتغيير فأنت تحتاجين إلى أن تكوني جاهزة لمساعدتها حتى تجيد المسلك الحسن .
8: الوقت الخاص :
وهناك طريقة فعالة تستخدم مع الطفل الذي يفرط في السلوك المثير للاهتمام وهي تخصيص وقت خاص ، وحيث أن الكثير من العائلات اليوم سواء بأب واحد أو بأبوين عاملين مجهدة ومشغولة كثيراً ، فإن الأطفال لا يحصلون على ما يحتاجونه من الاهتمام ، وقد تكون النتيجة هي إساءة السلوك أو التصرف بطريقة شاذة .
فإن شككتي في أن السلوك السيئ عند طفل ما هو إلا صرخة من أجل الاهتمام ـ أي اهتمام ـ فقد ترين استخدام طريقة الوقت الخاص ، وهذا يعني أن تخصص المعلمة دقائق معدودة كل يوم أو يوماً بعد يوم أو حتى مرتين في الأسبوع ، حيث تمضي بعض الوقت مع هذا الطفل فقط ، وهذا لا يكون عادة سهلاً مع فصل ملئ بالأطفال ، ولكن الجدولة الماهرة قد تساعد ، فقد تتوفر الفرصة في الصباح الباكر أو في آخر النهار قبل وقت الإقفال ، وقد يتيسر الوقت في وقت الراحة أو بعدها ، كذلك فإن الطلب إلى المشرفة المشاركة أو فحص جدول المعلمات يمكن أن تساعد على إيجاد بعض الوقت هنا وهناك للوقت الخاص لطفل أو أكثر .
يجب أن يكون الوقت الخاص للطفل فقط منفرداً مع المعلمة ، وتستطيع المعلمة أن تسأل الطفل عما يريد عمله في الوقت الخاص ، ثم تطبق الاقتراح ، وكم هو مدهش كيف يمكن للاستثمار في وقت ضئيل أن يحقق تخفيضاً كبيراُ في السلوك الشاذ . وبهذا فإن المعلمة على المدى الطويل ستمضي وقتاً أقل للتعامل مع السلوك السيئ وستوجد جواً أكثر إيجابية في الفصل .
9: لوحة النجم :
تؤدي لوحة النجم دورها بفعالية إن هي ساعدت الطفل على حيازة سجل مرئي وملموس يُظهر تقدمه نحو السلوك المرغوب . ولذلك فهي مُعزز مرئي له فعالية أكثر بالنسبة لبعض الأطفال وفي بعض الظروف ، وليس القصد أن يكون للوحة النجم وظيفة عقابية ، ولهذا فإنه يجب أن لا تستعمل لإظهار تخلف الطفل عن القيام بالسلوك المناسب ، بل يجب أن تكون سجلاًُ للنجاح لا للإخفاق .
وهذه اللوحة سهلة الإعداد ، تسجل الأيام على طول جانب اللوحة وفراغات للصق النجم أو أي ملصق آخر عندما يؤدي الطفل السلوك المناسب ، ويمكن ببساطة إضافة نجم كل مرة يقوم فيها الطفل بأداء سلوك معين ، أو يمكن وضعها على اللوحة في حيزات مرتبطة بالوقت ، ويعتمد طول الوقت على السلوك محل الاهتمام .
إن هذه الطرق الإرشادية التي تستخدمها المعلمة هي أساسية في تشكيل سلوك الأطفال ، ويعتمد استعمال هذه الطرق على الطفل وعلى السلوك السيئ أيضاً ، ويمكن استخدام أساليب محددة أو مجموعة مركبة من الطرق للأنواع المختلفة من السلوك .
وعلى المعلمة الاعتماد على حكمتها في تقرير إن كانت الطريقة المقترحة تناسب الطفل والحالة التي تبحث لها عن حل . وعلى الرغم من أننا نستطيع تطبيق بعض المبادئ العامة إلا أن لكل طفل ولكل معلمة ولكل حالة متطلبات مختلفة .