سوار
الإدارة العامة
جولة في تقاليد عيد الفطر لدى الدول العربية والاجنبية
تختلف تقاليد العيد من بلد الى اخر في جميع البلدان العربية والاجنبية. وعلى الرغم من تشابه عادات المسلمين خلال عيد الفطر المبارك، إلا أن لدى بعض الشعوب والدول عادات تختص بها دون غيرها، وإن كانت صلاة العيد وزيارات الأقارب وصلة الرحم واحدة في الدول الإسلامية، لأنها صادرة من التشريعات الدينية، لكن كل دولة لها طريقة مختلفة -بعض الشيء- في ممارسة هذه العادات والتقاليد.
العيد في العراق
تبدأ مظاهر العيد في العراق عن طريق نصب الارجوحات "المراجيح" ودواليب الهواء والفرارات وتهيئتها للأطفال. أما النساء فيشرعن بتهيئة وتحضير الكليجة "المعمول" بأنواع حشوها المتعددة، إما بالجوز المبروش أو بالتمر أو بالسمسم والسكر والهيل، مع إضافة "الحوايج"، وهي نوع من البهارات التي تعطيها نكهة معروفة، حيث تقدم الكليجة للضيوف مع [استكان] شاي، وبعض قطع الحلويات والحلقوم أو من السما "المن والسلوى" أو المسقول، وتعمل النساء نوعًا من الكليجة بدون حشو يطلق عليه "الخفيفي"، حيث يضاف إليها قليل من السكر وتدهن بصفار البيض، وتخبز إما بالفرن أو بالتنوُّر.
وتبدأ الزيارات العائلية عقب تناول فطور الصباح بالذهاب إلى بيت الوالدين والبقاء هناك لتناول طعام الغداء، ثم معايدة الأقارب والأرحام ومن ثَم الأصدقاء. ويأخذ الأطفال العيدية من الوالدين أولاً، ثم يذهبون معهما إلى الجد والجدة والأقارب الآخرين، بعدها ينطلقون إلى ساحات الألعاب حيث يركبون دواليب الهواء والمراجيح، ويؤدون بعض الأغنيات الخاصة بهم.
في السعودية
وفي السعودية تبدأ مظاهر العيد قبل العيد نفسه، حيث تبدأ الأسرة بشراء حاجياتها من ألبسة وأطعمة وغيرها، ويتم الإعداد للحلويات الخاصة بالعيد في بعض المناطق، مثل "الكليجة"، والمعمول.
ومع أول ساعة من صباح العيد، يتجمع الناس لصلاة العيد التي تجمع الناس في أحيائهم الخاصة، حيث يقوم الناس بعد أداء الصلاة بتهنئة بعضهم البعض في المسجد، وتقديم التهاني الخاصة، مثل [كل عام وأنتم بخير]، و[تقبل الله طاعاتكم]، وغيرها.
ثم يذهب الناس إلى منازلهم استعداداً للزيارات العائلية، واستقبال الضيوف من الأهل والأقارب. وتنتشر عادة لدى الكثير من الأسر السعودية، الاجتماعات الخاصة في الاستراحات التي تقع في المدينة أو في أطرافها، حيث يتم استئجار [استراحة] يتجمع فيها أعضاء الأسرة الواحدة الكبيرة، والتي تضم الجد والأولاد والأحفاد، حيث تقام الذبائح والولائم، يتبعها اللعب من قبل الصغار والكبار، وتعقد الجلسات العائلية الموسَّعة.
العيد في الإمارات
وفي الإمارات فإن ربة البيت في القرى تبدأ بإعداد المنزل وتنظيفه وترتيبه، رغم أنه في الغالب يكون مرتباً.. لكن من ضروريات العيد أن تتم إعادة ترتيب البيت، وتوضع الحناء على أيدي البنات والسيدات أيضا، ويتم تجهيز الملابس الجديدة للأطفال خاصةً، والجميع بشكل عام. ويتم تجهيز طعام العيد خاصة اللقيمات والبلاليط وغيرها، ثم بعض الحلويات. كما توضع كميات من الفواكه في المجالس لاستقبال الضيوف، وطبعًا في مقدمة ذلك كله التمر والقهوة والشاي.
وفي القرى -أيضًا- يبدأ العيد بالصلاة في الأماكن المفتوحة، وغالبا ما يكون الرجال في كامل زينتهم من ملابس جديدة، وقد يكون هنالك إطلاق نار في "الرزقة"، وهي رقصة شعبية تعبيرًا عن الفرح.
أما في المدن فالاستعدادات متشابهة، لكن الصلاة تكون في مصلى العيد، وهو مفتوح أيضا، لكن لا يشاركون في الرزقة، وإنما ينطلقون بعد الصلاة لتهنئة الأهل والأقارب بالعيد. وعقب صلاة الظهر ينطلق الأطفال والأسر بشكل عام نحو الحدائق والمنتزهات للابتهاج بهذا اليوم، وتكون عبارة التهنئة المعتادة: مبروك عليكم العيد، تقبل الله الطاعات.
وفي اليمن
وتبدو مظاهر العيد في اليمن في العشرة الأواخر من رمضان الكريم، حيث ينشغل الصغار والكبار بجمع الحطب ووضعه على هيئة أكوام عالية؛ ليتم حرقها ليلة العيد تعبيرا عن فرحتهم بقدوم عيد الفطر، وحزنًا على وداع الشهر الفضيل.
ونجد أهل القرى في اليمن ينحرون الذبائح ويوزعون لحومها على الجيران والأصدقاء، والجلوس في مجالس طيلة أيام العيد لتبادل الحكايات المختلفة. أما في المدن فيذهبون لتبادل الزيارات العائلية عقب صلاة العيد، وتقدَّم للأولاد العيدية.
والأكلات اليمنية التي لا يكاد بيت يخلو منها فهي "السَّلتة" وتتألف من الحلبة المدقوقة وقطع البطاطا المطبوخة مع قليل من اللحم والأرز والبيض، وتحرص النسوة اليمنيات على تقديم أصناف من الطعام للضيوف في العيد، ومنها: بنت الصّحن أو السّباية، وهي عبارة عن رقائق من الفطير متماسكة مع بعضها البعض ومخلوطة بالبيض والدهن البلدي والعسل الطبيعي.
وتختلف عادات العيد في اليمن بين المدن والقرى، حيث تأخذ هذه العادات في القرى طابعا اجتماعيا أكبر، عبر التجمع في إحدى الساحات العامة، وإقامة الرقصات الشعبية والدبكات؛ فرحًا بقدوم العيد.
العيد في مصر
وتتمثل تقاليد العيد في مصر بتزيين الأحياء الشعبية بمظاهر العيد، ويعود الأطفال مع والديهم محملين بالملابس الجديدة التي سيرتدونها صباح عيد الفطـر. وتجد الازدحام على أشده قبل العيد في جميع المخابز؛ لأنها تستعد لعمل كعك العيد، الذي هو سمة من سمات العيد في مصر، وتتفنن النساء في عمله مع الفطائر الأخرى والمعجنات والحلويات التي تقدم للضيوف.
أما بيوت الله فتنطلق منها التكبيرات والتواشيح الدينية، حيث يؤدي الناس صلاة العيد في الساحات الكبرى والمساجد العريقة في القاهرة، وعقب صلاة العيد يتم تبادل التهاني بقدوم العيد المبارك، وتبدأ الزيارات ما بين الأهل والأقارب، وتكون فرحة الأطفال كبيرة وهم يتسلمون العيدية من الكبار، فينطلقون بملابسهم الجميلة فرحين لركوب المراجيح ودواليب الهواء، والعربات التي تسير في شوارع المدن وهم يطلقون زغاريدهم وأغانيهم المحببة، فرحين بهذه الأيام الجميلة.
العيد في السودان
أما العيد في السودان، ففي منتصف شهر رمضان المبارك، يقوم البيت على قدم وساق للاستعداد للمناسبة العظيمة، حيث تعد أصناف الحلوى وألوان الكعك والخبز، مثل الغريبة والبيتي فور والسابليه والسويسرول بكميات وافرة تكفي لإكرام الزائرين الذين يتوافدون بعيد صلاة العيد، والتي تُؤدَّى في الساحات قرب المساجد، ويشهدها الجميع، ويتبادلون التهاني، ويحلل بعضهم بعضا، ويتجاوزن عمّا سلف وكان في السابق.
ثم يتوافد رجال الحي في كثير من القرى إلى منزل أحد الكبار، أو أي مكان متفق عليه، كلٌّ يحمل إفطاره، ثم يخرجون جماعات لزيارة المرضى وكبار السن. وكذلك تفعل النساء والأطفال، حيث يقضون نهار اليوم الأول في الزيارات والتهاني للجيران، قبل أن ينطلق الجميع بعد الغداء وصلاة العصر لزيارة الأهل والأقارب والأصحاب في الأحياء الأخرى.
وتستمر الزيارات طوال الأيام الأولى من شوال، حيث تنظم الرحلات العائلية والشبابية، ويقضي الجميع أوقاتا جميلة مع بعضهم البعض على ضفاف نهر النيل. ويحرص كثير من السودانيين المقيمين في المدن على قضاء عطلة العيد في قراهم ومراتع صباهم بين أهلهم وأحبابهم. كذلك مما يميز العيد في السودان ما يعرف باسم "العيدية"، وهي قطع من النقود التي يمنحها الأب أو الأعمام أو الأخوال والكبار - للصغار، الذين يشترون بها ما يشاءون من ألعاب وحلويات.
قد نتفق أو نختلف في بداية شهر شوال، بمعنى موعد أول أيام عيد الفطر، ولكن الذي لا يختلف عليه المسلمون في أنحاء العالم المختلفة، شرقه وغربه، أن عيد الفطر آتٍ لا محالة، لينال من خرج من رمضان فائزًا جائزته ونرجو أن يكون جميع المسلمين من الفائزين إن شاء الله.
لذلك يصر أبناء الجاليات الإسلامية في دول العالم المختلفة على الاحتفال بعيد الفطر المبارك في ظل ظروف الحياة المختلفة، عن تلك التي يحياها نظراؤهم في بلدان العالم الإسلامي المختلفة.
وعلى كل الأحوال، فإن فرحة العيد وبهجته لا تغيب عن إخواننا المسلمين في بقاع الأرض المختلفة بعيدا عن ديار الإسلام، مهما كان طابع الحياة التي يحيونها، والظروف التي يعيشون فيها؛ لذلك دعونا نجول في بعض الدول التي تعيش بها أقليات مسلمة، ونرى كيف يحتفلون بعيد الفطر.
وعلى سبيل المثال يرفض مسلمو أوربا عموما أن تغيب عنهم بهجة العيد بأية صورة؛ ولذلك فإنهم يحرصون على الاحتفال به من خلال العديد من العادات التي تتشابه في الكثير منها مع تلك التي يمارسها المسلمون في أنحاء العالم المختلفة في ذلك الاحتفال السنوي.
يبدأ مسلمو أوربا الاحتفال بعيد الفطر عن طريق الذهاب لأداء صلاة العيد التي يحرص عليها الكبار والصغار رجالاً ونساءً، وبعد الانتهاء منها يقومون عادةً بتهنئة بعضهم البعض بالعيد، وهو الأمر الذي يثير استغراب الكثير من الأوربيين في ظل الحياة المفككة الخالية من روح الألفة، والمودة، والتآلف التي تحكم علاقات الأوربيين بعضهم مع بعض.
ومن دول أوربية إلى أخرى يظل القاسم المشترك رغبة المسلمين في إظهار فرحتهم العارمة بعيد الفطر، رافضين في الوقت نفسه أية محاولات تجرى لتذويب هويتهم.
ونبدأ جولتنا بمسلمي ألمانيا التي تحرص أعداد كبيرة منهم عقب الانتهاء من أداء صلاة العيد على أن يجتمعوا ويتناولوا طعام الإفطار معًا وسط أجواء من السعادة التي تغمر الجميع بمقدم العيد، وبعد هذا يخرجون للمتنزهات للاحتفال بالعيد في جماعات، وذلك قبل أن يعودوا لتناول طعام الغذاء في منازلهم في ترابط لا يجدونه سوى في العيد.
وللعيد في برلين نكهة مختلفة إذا ما قارناه بالمدن الألمانية الأخرى، والسبب يعود طبعًا لتركُّز التواجد العربي في برلين؛ فالمقاهي العربية في أيام العيد تكتظ بروّادها الذين يجتمعون بأصدقائهم للسهر وتبادل التهاني، وتتبادل الأسر العربية الزيارات فيما بينها، وتفتح أكثر المحالّ التجارية إلى وقت متأخر من الليل، وتنشط سوق بيع الحلوى والتي بات أغلبها يُصنع في برلين، بعد أن كان يُستورد من الدول العربية، حتى إن كثيرًا من العائلات العربية يصنع "كعك العيد" في البيت.
ومع ذلك يجمع أغلب مسلمي برلين على أن بهجة العيد هنا أقل من بهجته في أوطانهم، لدرجة أنه على البعض مزاولة أعمالهم بشكل طبيعي حتى في أيام العيد، وبالكاد يذكره الإنسان لولا أنه يصوم رمضان، كما يقول أحد الإخوة المقيمين هناك: إنهم لا يعرفون من العيد سوى "كل عام وأنت بخير"، وما ترافقه من مظاهر مادية.
أما في نيوزيلندا فتحتل صلاة العيد مكانة خاصة لدى المسلمين الذين يحرصون على أدائها في مكان واحد, ويتبادلون عقب انتهائها التهاني، في الوقت الذي يحرصون فيه على التعرف على بعضهم البعض، رغم أصولهم المختلفة.
وفي فرنسا فإن المسلمين يبدأون الاحتفال بالعيد في وقت مبكر عن طريق قيامهم قبل نهاية رمضان بالتدافع على المتاجر المختلفة لشراء مستلزمات العيد، وهو ما لفت بشدة نظر الفرنسيين خلال السنوات الماضية، وهو الأمر الذي دفع العديد من المتاجر الفرنسية للإعلان عن تخفيضات واسعة للمشترين من المسلمين في نهاية رمضان.
كما يحرص مسلمو فرنسا أيضا على أن يكون عيد الفطر فرصة سنوية يعلنون خلالها عن تمسكهم بهويتهم الإسلامية؛ لذلك فإن الكثيرين منهم يقومون بتهنئة بعضهم البعض بالعيد باللغة العربية.
مساجد فرنسا تحتفل هي الأخرى بعيد الفطر على طريقتها الخاصة، حيث يتم تزيينها منذ وقت مبكر لاستقبال العيد الذي يقوم المسلمون بتأدية صلاتهم بين جدرانها، وفي ظل عدم اعتماد السلطات الفرنسية ليوم عيد الفطر كعطلة رسمية، فإن الطلاب المسلمين يتغيبون عن مدارسهم، وهو الأمر الذي تتسامح معه العديد من المدارس الفرنسية.
وعندما نجول في بريطانيا نجد أن المسلمين يقومون بالتنسيق معًا منذ وقت مبكر للاحتفال بالعيد الذي يتبادلون خلاله التهاني، وتوزيع الهدايا على الأطفال الذين يكونون الأكثر فرحًا بقدوم العيد، الذي يصر الكثير من المسلمين على عدم الذهاب إلى أعمالهم خلاله.
وإذا انتقلنا إلى السويد نرى المسلمين يقدمون لأبنائهم الأموال لشراء الحلويات التي يقبلون على تناولها في العيد وسط سعادة بالغة، إضافةً إلى هذا فإن مسلمي السويد يحرصون على اصطحاب أبنائهم الصغار إلى المساجد لأداء صلاة العيد لترسيخ هويتهم الإسلامية، كما يقوم المسلمون أيضًا بمنع أبنائهم من التوجه للمدارس يوم العيد، الذي لا يعدّ عطلة رسمية للمسلمين.
أما في بلجيكا فيؤدي ما يزيد على نصف مليون مسلم صلاة عيد الفطر في 380 مسجدًا، ويتطرق الأئمة إلى قضايا العنصرية ضد المسلمين، ويطالبون الشباب بالحفاظ على الهدوء واستخدام الحوار وعدم اللجوء إلى العنف.
وفي أمريكا لم تمنع القيود المختلفة التي يتعرض لها المسلمون هناك احتفالهم بعيد الفطر الذي يقوم الرئيس الأمريكي بتهنئتهم به سنويًّا، ويقومون بأداء صلاة العيد في المساجد والمراكز الإسلامية المختلفة وتبادل التهاني.
ولا ننسى في تجوالنا هذا أن نعرِّج على إخوتنا المسلمين في آسيا؛ ففي اليابان -مثلاً- يحتفل المسلمون بالعيد بشكل أساسي من خلال أداء صلاة العيد، التي كانت حتى وقت قريب تقام في المساجد، ولم تكن حينها تسع كافة المصلين فكانوا يضطرون لأدائها على دفعات متتالية، ولكن مؤخرًا سمحت الحكومة اليابانية للمصلين بأداء صلاة العيد في الملاعب الرياضية والحدائق والمتنزهات، وهو ما زاد من فرحتهم بالعيد الذي تحول إلى واحد من أهم وسائل الدعوة للإسلام في اليابان.
أما في أرجاء الصين المختلفة فيحتفل ملايين المسلمين بعيد الفطر، وهو العيد الذي يوافق انتهاء صوم رمضان البالغ الأهمية بالنسبة لهم، وهناك في منطقة "نينغشيا" ذاتية الحكم لقومية "هوي" بشمال غربي الصين يرتدي أكثر من مليوني مسلم ملابس العيد والقلنسوة البيضاء، مولِّين وجهتهم شطر المساجد بمناطقهم المحلية لسماع خطب الأئمة بمناسبة صلاة العيد، ويحصل الفقراء الذي يحيطون بأبواب المساجد على بعض المساعدات من روّاد المسجد.
ويقوم المسلمون بزيارة بعضهم لبعض في العيد، ويحصل العاملون منهم في الإدارات الحكومية والشركات على يوم عطلة إضافي، ويعتبر صغار المسلمين العيد فرصة لتعلم الفضائل من أهاليهم، كتهنئة المسنين بالعيد، وإظهار احترامهم, وكذلك إعطاء الصدقات للفقراء.
كما يحتفل المسلمون في منطقة الإيجور -حيث يعيش المسلمون هناك تحت خط الفقر في معسكرات السخرة أو على هامش الحياة في مراعيهم ومزارعهم البدائية، يتجرعون بطش وتنكيل الحكم الشيوعي الوثني الملحد، رغم حصولهم على حق الحكم الذاتي- ومن المعلوم أن تلك المنطقة هي موطن كبير آخر للمسلمين في الصين، وكذلك احتفلت مقاطعات صينية أخرى بالعيد بالكثير من الحلوى والكعك.
يذكر أنه خلال شهر رمضان، وهو تاسع الشهور في التقويم الإسلامي، يصوم المسلمون من الفجر حتى غروب الشمس، ولا يصوم الأطفال وكبار السن والضعفاء. ويرى الكثيرون من إخواننا المسلمين هناك أن العيد فرصة جيدة لزيارة الأصدقاء والأقرباء، ولتبادل المشاعر بينهم.
يوجد في الصين حاليًا 20 مليون مسلم، نصفهم تقريبًا من جماعة هوي العرقية التي تتعرض للبطش والتعذيب والقمع.
وهنا نصل إلى محطتنا الأخيرة في روسيا، حيث الأحوال ليست بأفضل منها في الصين، ورغم ذلك يحتفل المسلمون بحشود على نطاق واسع، ويؤدون الصلاة في الشوارع والميادين القريبة من المساجد فوق الثلوج، حيث تصل درجة الحرارة في بعض المناطق إلى ما بين 10 و25 درجة تحت الصفر.
العيد في العراق
تبدأ مظاهر العيد في العراق عن طريق نصب الارجوحات "المراجيح" ودواليب الهواء والفرارات وتهيئتها للأطفال. أما النساء فيشرعن بتهيئة وتحضير الكليجة "المعمول" بأنواع حشوها المتعددة، إما بالجوز المبروش أو بالتمر أو بالسمسم والسكر والهيل، مع إضافة "الحوايج"، وهي نوع من البهارات التي تعطيها نكهة معروفة، حيث تقدم الكليجة للضيوف مع [استكان] شاي، وبعض قطع الحلويات والحلقوم أو من السما "المن والسلوى" أو المسقول، وتعمل النساء نوعًا من الكليجة بدون حشو يطلق عليه "الخفيفي"، حيث يضاف إليها قليل من السكر وتدهن بصفار البيض، وتخبز إما بالفرن أو بالتنوُّر.
وتبدأ الزيارات العائلية عقب تناول فطور الصباح بالذهاب إلى بيت الوالدين والبقاء هناك لتناول طعام الغداء، ثم معايدة الأقارب والأرحام ومن ثَم الأصدقاء. ويأخذ الأطفال العيدية من الوالدين أولاً، ثم يذهبون معهما إلى الجد والجدة والأقارب الآخرين، بعدها ينطلقون إلى ساحات الألعاب حيث يركبون دواليب الهواء والمراجيح، ويؤدون بعض الأغنيات الخاصة بهم.
في السعودية
وفي السعودية تبدأ مظاهر العيد قبل العيد نفسه، حيث تبدأ الأسرة بشراء حاجياتها من ألبسة وأطعمة وغيرها، ويتم الإعداد للحلويات الخاصة بالعيد في بعض المناطق، مثل "الكليجة"، والمعمول.
ومع أول ساعة من صباح العيد، يتجمع الناس لصلاة العيد التي تجمع الناس في أحيائهم الخاصة، حيث يقوم الناس بعد أداء الصلاة بتهنئة بعضهم البعض في المسجد، وتقديم التهاني الخاصة، مثل [كل عام وأنتم بخير]، و[تقبل الله طاعاتكم]، وغيرها.
ثم يذهب الناس إلى منازلهم استعداداً للزيارات العائلية، واستقبال الضيوف من الأهل والأقارب. وتنتشر عادة لدى الكثير من الأسر السعودية، الاجتماعات الخاصة في الاستراحات التي تقع في المدينة أو في أطرافها، حيث يتم استئجار [استراحة] يتجمع فيها أعضاء الأسرة الواحدة الكبيرة، والتي تضم الجد والأولاد والأحفاد، حيث تقام الذبائح والولائم، يتبعها اللعب من قبل الصغار والكبار، وتعقد الجلسات العائلية الموسَّعة.
العيد في الإمارات
وفي الإمارات فإن ربة البيت في القرى تبدأ بإعداد المنزل وتنظيفه وترتيبه، رغم أنه في الغالب يكون مرتباً.. لكن من ضروريات العيد أن تتم إعادة ترتيب البيت، وتوضع الحناء على أيدي البنات والسيدات أيضا، ويتم تجهيز الملابس الجديدة للأطفال خاصةً، والجميع بشكل عام. ويتم تجهيز طعام العيد خاصة اللقيمات والبلاليط وغيرها، ثم بعض الحلويات. كما توضع كميات من الفواكه في المجالس لاستقبال الضيوف، وطبعًا في مقدمة ذلك كله التمر والقهوة والشاي.
وفي القرى -أيضًا- يبدأ العيد بالصلاة في الأماكن المفتوحة، وغالبا ما يكون الرجال في كامل زينتهم من ملابس جديدة، وقد يكون هنالك إطلاق نار في "الرزقة"، وهي رقصة شعبية تعبيرًا عن الفرح.
أما في المدن فالاستعدادات متشابهة، لكن الصلاة تكون في مصلى العيد، وهو مفتوح أيضا، لكن لا يشاركون في الرزقة، وإنما ينطلقون بعد الصلاة لتهنئة الأهل والأقارب بالعيد. وعقب صلاة الظهر ينطلق الأطفال والأسر بشكل عام نحو الحدائق والمنتزهات للابتهاج بهذا اليوم، وتكون عبارة التهنئة المعتادة: مبروك عليكم العيد، تقبل الله الطاعات.
وفي اليمن
وتبدو مظاهر العيد في اليمن في العشرة الأواخر من رمضان الكريم، حيث ينشغل الصغار والكبار بجمع الحطب ووضعه على هيئة أكوام عالية؛ ليتم حرقها ليلة العيد تعبيرا عن فرحتهم بقدوم عيد الفطر، وحزنًا على وداع الشهر الفضيل.
ونجد أهل القرى في اليمن ينحرون الذبائح ويوزعون لحومها على الجيران والأصدقاء، والجلوس في مجالس طيلة أيام العيد لتبادل الحكايات المختلفة. أما في المدن فيذهبون لتبادل الزيارات العائلية عقب صلاة العيد، وتقدَّم للأولاد العيدية.
والأكلات اليمنية التي لا يكاد بيت يخلو منها فهي "السَّلتة" وتتألف من الحلبة المدقوقة وقطع البطاطا المطبوخة مع قليل من اللحم والأرز والبيض، وتحرص النسوة اليمنيات على تقديم أصناف من الطعام للضيوف في العيد، ومنها: بنت الصّحن أو السّباية، وهي عبارة عن رقائق من الفطير متماسكة مع بعضها البعض ومخلوطة بالبيض والدهن البلدي والعسل الطبيعي.
وتختلف عادات العيد في اليمن بين المدن والقرى، حيث تأخذ هذه العادات في القرى طابعا اجتماعيا أكبر، عبر التجمع في إحدى الساحات العامة، وإقامة الرقصات الشعبية والدبكات؛ فرحًا بقدوم العيد.
العيد في مصر
وتتمثل تقاليد العيد في مصر بتزيين الأحياء الشعبية بمظاهر العيد، ويعود الأطفال مع والديهم محملين بالملابس الجديدة التي سيرتدونها صباح عيد الفطـر. وتجد الازدحام على أشده قبل العيد في جميع المخابز؛ لأنها تستعد لعمل كعك العيد، الذي هو سمة من سمات العيد في مصر، وتتفنن النساء في عمله مع الفطائر الأخرى والمعجنات والحلويات التي تقدم للضيوف.
أما بيوت الله فتنطلق منها التكبيرات والتواشيح الدينية، حيث يؤدي الناس صلاة العيد في الساحات الكبرى والمساجد العريقة في القاهرة، وعقب صلاة العيد يتم تبادل التهاني بقدوم العيد المبارك، وتبدأ الزيارات ما بين الأهل والأقارب، وتكون فرحة الأطفال كبيرة وهم يتسلمون العيدية من الكبار، فينطلقون بملابسهم الجميلة فرحين لركوب المراجيح ودواليب الهواء، والعربات التي تسير في شوارع المدن وهم يطلقون زغاريدهم وأغانيهم المحببة، فرحين بهذه الأيام الجميلة.
العيد في السودان
أما العيد في السودان، ففي منتصف شهر رمضان المبارك، يقوم البيت على قدم وساق للاستعداد للمناسبة العظيمة، حيث تعد أصناف الحلوى وألوان الكعك والخبز، مثل الغريبة والبيتي فور والسابليه والسويسرول بكميات وافرة تكفي لإكرام الزائرين الذين يتوافدون بعيد صلاة العيد، والتي تُؤدَّى في الساحات قرب المساجد، ويشهدها الجميع، ويتبادلون التهاني، ويحلل بعضهم بعضا، ويتجاوزن عمّا سلف وكان في السابق.
ثم يتوافد رجال الحي في كثير من القرى إلى منزل أحد الكبار، أو أي مكان متفق عليه، كلٌّ يحمل إفطاره، ثم يخرجون جماعات لزيارة المرضى وكبار السن. وكذلك تفعل النساء والأطفال، حيث يقضون نهار اليوم الأول في الزيارات والتهاني للجيران، قبل أن ينطلق الجميع بعد الغداء وصلاة العصر لزيارة الأهل والأقارب والأصحاب في الأحياء الأخرى.
وتستمر الزيارات طوال الأيام الأولى من شوال، حيث تنظم الرحلات العائلية والشبابية، ويقضي الجميع أوقاتا جميلة مع بعضهم البعض على ضفاف نهر النيل. ويحرص كثير من السودانيين المقيمين في المدن على قضاء عطلة العيد في قراهم ومراتع صباهم بين أهلهم وأحبابهم. كذلك مما يميز العيد في السودان ما يعرف باسم "العيدية"، وهي قطع من النقود التي يمنحها الأب أو الأعمام أو الأخوال والكبار - للصغار، الذين يشترون بها ما يشاءون من ألعاب وحلويات.
قد نتفق أو نختلف في بداية شهر شوال، بمعنى موعد أول أيام عيد الفطر، ولكن الذي لا يختلف عليه المسلمون في أنحاء العالم المختلفة، شرقه وغربه، أن عيد الفطر آتٍ لا محالة، لينال من خرج من رمضان فائزًا جائزته ونرجو أن يكون جميع المسلمين من الفائزين إن شاء الله.
لذلك يصر أبناء الجاليات الإسلامية في دول العالم المختلفة على الاحتفال بعيد الفطر المبارك في ظل ظروف الحياة المختلفة، عن تلك التي يحياها نظراؤهم في بلدان العالم الإسلامي المختلفة.
وعلى كل الأحوال، فإن فرحة العيد وبهجته لا تغيب عن إخواننا المسلمين في بقاع الأرض المختلفة بعيدا عن ديار الإسلام، مهما كان طابع الحياة التي يحيونها، والظروف التي يعيشون فيها؛ لذلك دعونا نجول في بعض الدول التي تعيش بها أقليات مسلمة، ونرى كيف يحتفلون بعيد الفطر.
وعلى سبيل المثال يرفض مسلمو أوربا عموما أن تغيب عنهم بهجة العيد بأية صورة؛ ولذلك فإنهم يحرصون على الاحتفال به من خلال العديد من العادات التي تتشابه في الكثير منها مع تلك التي يمارسها المسلمون في أنحاء العالم المختلفة في ذلك الاحتفال السنوي.
يبدأ مسلمو أوربا الاحتفال بعيد الفطر عن طريق الذهاب لأداء صلاة العيد التي يحرص عليها الكبار والصغار رجالاً ونساءً، وبعد الانتهاء منها يقومون عادةً بتهنئة بعضهم البعض بالعيد، وهو الأمر الذي يثير استغراب الكثير من الأوربيين في ظل الحياة المفككة الخالية من روح الألفة، والمودة، والتآلف التي تحكم علاقات الأوربيين بعضهم مع بعض.
ومن دول أوربية إلى أخرى يظل القاسم المشترك رغبة المسلمين في إظهار فرحتهم العارمة بعيد الفطر، رافضين في الوقت نفسه أية محاولات تجرى لتذويب هويتهم.
ونبدأ جولتنا بمسلمي ألمانيا التي تحرص أعداد كبيرة منهم عقب الانتهاء من أداء صلاة العيد على أن يجتمعوا ويتناولوا طعام الإفطار معًا وسط أجواء من السعادة التي تغمر الجميع بمقدم العيد، وبعد هذا يخرجون للمتنزهات للاحتفال بالعيد في جماعات، وذلك قبل أن يعودوا لتناول طعام الغذاء في منازلهم في ترابط لا يجدونه سوى في العيد.
وللعيد في برلين نكهة مختلفة إذا ما قارناه بالمدن الألمانية الأخرى، والسبب يعود طبعًا لتركُّز التواجد العربي في برلين؛ فالمقاهي العربية في أيام العيد تكتظ بروّادها الذين يجتمعون بأصدقائهم للسهر وتبادل التهاني، وتتبادل الأسر العربية الزيارات فيما بينها، وتفتح أكثر المحالّ التجارية إلى وقت متأخر من الليل، وتنشط سوق بيع الحلوى والتي بات أغلبها يُصنع في برلين، بعد أن كان يُستورد من الدول العربية، حتى إن كثيرًا من العائلات العربية يصنع "كعك العيد" في البيت.
ومع ذلك يجمع أغلب مسلمي برلين على أن بهجة العيد هنا أقل من بهجته في أوطانهم، لدرجة أنه على البعض مزاولة أعمالهم بشكل طبيعي حتى في أيام العيد، وبالكاد يذكره الإنسان لولا أنه يصوم رمضان، كما يقول أحد الإخوة المقيمين هناك: إنهم لا يعرفون من العيد سوى "كل عام وأنت بخير"، وما ترافقه من مظاهر مادية.
أما في نيوزيلندا فتحتل صلاة العيد مكانة خاصة لدى المسلمين الذين يحرصون على أدائها في مكان واحد, ويتبادلون عقب انتهائها التهاني، في الوقت الذي يحرصون فيه على التعرف على بعضهم البعض، رغم أصولهم المختلفة.
وفي فرنسا فإن المسلمين يبدأون الاحتفال بالعيد في وقت مبكر عن طريق قيامهم قبل نهاية رمضان بالتدافع على المتاجر المختلفة لشراء مستلزمات العيد، وهو ما لفت بشدة نظر الفرنسيين خلال السنوات الماضية، وهو الأمر الذي دفع العديد من المتاجر الفرنسية للإعلان عن تخفيضات واسعة للمشترين من المسلمين في نهاية رمضان.
كما يحرص مسلمو فرنسا أيضا على أن يكون عيد الفطر فرصة سنوية يعلنون خلالها عن تمسكهم بهويتهم الإسلامية؛ لذلك فإن الكثيرين منهم يقومون بتهنئة بعضهم البعض بالعيد باللغة العربية.
مساجد فرنسا تحتفل هي الأخرى بعيد الفطر على طريقتها الخاصة، حيث يتم تزيينها منذ وقت مبكر لاستقبال العيد الذي يقوم المسلمون بتأدية صلاتهم بين جدرانها، وفي ظل عدم اعتماد السلطات الفرنسية ليوم عيد الفطر كعطلة رسمية، فإن الطلاب المسلمين يتغيبون عن مدارسهم، وهو الأمر الذي تتسامح معه العديد من المدارس الفرنسية.
وعندما نجول في بريطانيا نجد أن المسلمين يقومون بالتنسيق معًا منذ وقت مبكر للاحتفال بالعيد الذي يتبادلون خلاله التهاني، وتوزيع الهدايا على الأطفال الذين يكونون الأكثر فرحًا بقدوم العيد، الذي يصر الكثير من المسلمين على عدم الذهاب إلى أعمالهم خلاله.
وإذا انتقلنا إلى السويد نرى المسلمين يقدمون لأبنائهم الأموال لشراء الحلويات التي يقبلون على تناولها في العيد وسط سعادة بالغة، إضافةً إلى هذا فإن مسلمي السويد يحرصون على اصطحاب أبنائهم الصغار إلى المساجد لأداء صلاة العيد لترسيخ هويتهم الإسلامية، كما يقوم المسلمون أيضًا بمنع أبنائهم من التوجه للمدارس يوم العيد، الذي لا يعدّ عطلة رسمية للمسلمين.
أما في بلجيكا فيؤدي ما يزيد على نصف مليون مسلم صلاة عيد الفطر في 380 مسجدًا، ويتطرق الأئمة إلى قضايا العنصرية ضد المسلمين، ويطالبون الشباب بالحفاظ على الهدوء واستخدام الحوار وعدم اللجوء إلى العنف.
وفي أمريكا لم تمنع القيود المختلفة التي يتعرض لها المسلمون هناك احتفالهم بعيد الفطر الذي يقوم الرئيس الأمريكي بتهنئتهم به سنويًّا، ويقومون بأداء صلاة العيد في المساجد والمراكز الإسلامية المختلفة وتبادل التهاني.
ولا ننسى في تجوالنا هذا أن نعرِّج على إخوتنا المسلمين في آسيا؛ ففي اليابان -مثلاً- يحتفل المسلمون بالعيد بشكل أساسي من خلال أداء صلاة العيد، التي كانت حتى وقت قريب تقام في المساجد، ولم تكن حينها تسع كافة المصلين فكانوا يضطرون لأدائها على دفعات متتالية، ولكن مؤخرًا سمحت الحكومة اليابانية للمصلين بأداء صلاة العيد في الملاعب الرياضية والحدائق والمتنزهات، وهو ما زاد من فرحتهم بالعيد الذي تحول إلى واحد من أهم وسائل الدعوة للإسلام في اليابان.
أما في أرجاء الصين المختلفة فيحتفل ملايين المسلمين بعيد الفطر، وهو العيد الذي يوافق انتهاء صوم رمضان البالغ الأهمية بالنسبة لهم، وهناك في منطقة "نينغشيا" ذاتية الحكم لقومية "هوي" بشمال غربي الصين يرتدي أكثر من مليوني مسلم ملابس العيد والقلنسوة البيضاء، مولِّين وجهتهم شطر المساجد بمناطقهم المحلية لسماع خطب الأئمة بمناسبة صلاة العيد، ويحصل الفقراء الذي يحيطون بأبواب المساجد على بعض المساعدات من روّاد المسجد.
ويقوم المسلمون بزيارة بعضهم لبعض في العيد، ويحصل العاملون منهم في الإدارات الحكومية والشركات على يوم عطلة إضافي، ويعتبر صغار المسلمين العيد فرصة لتعلم الفضائل من أهاليهم، كتهنئة المسنين بالعيد، وإظهار احترامهم, وكذلك إعطاء الصدقات للفقراء.
كما يحتفل المسلمون في منطقة الإيجور -حيث يعيش المسلمون هناك تحت خط الفقر في معسكرات السخرة أو على هامش الحياة في مراعيهم ومزارعهم البدائية، يتجرعون بطش وتنكيل الحكم الشيوعي الوثني الملحد، رغم حصولهم على حق الحكم الذاتي- ومن المعلوم أن تلك المنطقة هي موطن كبير آخر للمسلمين في الصين، وكذلك احتفلت مقاطعات صينية أخرى بالعيد بالكثير من الحلوى والكعك.
يذكر أنه خلال شهر رمضان، وهو تاسع الشهور في التقويم الإسلامي، يصوم المسلمون من الفجر حتى غروب الشمس، ولا يصوم الأطفال وكبار السن والضعفاء. ويرى الكثيرون من إخواننا المسلمين هناك أن العيد فرصة جيدة لزيارة الأصدقاء والأقرباء، ولتبادل المشاعر بينهم.
يوجد في الصين حاليًا 20 مليون مسلم، نصفهم تقريبًا من جماعة هوي العرقية التي تتعرض للبطش والتعذيب والقمع.
وهنا نصل إلى محطتنا الأخيرة في روسيا، حيث الأحوال ليست بأفضل منها في الصين، ورغم ذلك يحتفل المسلمون بحشود على نطاق واسع، ويؤدون الصلاة في الشوارع والميادين القريبة من المساجد فوق الثلوج، حيث تصل درجة الحرارة في بعض المناطق إلى ما بين 10 و25 درجة تحت الصفر.