في نهاية العام الماضي لم يكن هناك أجمل مما يقدمه فريق برشلونة في عالم كرة القدم، وكانت مكافأة المائدة المستديرة للفريق الكتالوني، هي التتويج بكل البطولات الست التي شارك فيها وآخرها فوزه بمونديال الأندية في أبوظبي، بعد موسم استثنائي حصد فيه الأخضر واليابس في مشوار مظفر، دفع الكثيرين حول العالم للتخلي عن تحزبهم لناد بعينه، حتى بات البارسا منتخب العالم.. محبوب لدى كل الجنسيات، بعد أن امتلك مفاتيح الإبداع والفن الجميل.
ومع انطلاقة الموسم الجاري، بقيت بقية من عشاق ريال مدريد، تغذي بذرة تفاؤل في أرض قاحلة بإمكانية ترويض هذا الوحش الكتالوني لاسيما بعد أن استقطب النادي الملكي نجوماً عالميين أمثال البرتغالي كريستيانو رونالدو في صفقة تعد الأغلى في تاريخ كرة القدم وأيضاً البرازيلي كاكا أحد أهم صانعي اللعب في العالم.
وبدأ العام الحالي ولم يتغير شيء حيث استمر فريق برشلونة يطيح المنافسين، الواحد تلو الآخر، سواء في دوري الأبطال حين اكتسح أرسنال الانجليزي، أو في الليجا الإسبانية حين تغلب على الريال في الكلاسيكو، لتتولد قناعة لدى الجميع بأن هذا الفريق لا أحد يقدر عليه، فقد بات عقدة، ويوماً بعد يوم يزداد ضراوة وشراسة، ويضرب بلا هوادة، يقوده في الصفوف الأمامية الساحر ميسي الذي ورث السحر من زمن الإغريق.
وبطبيعة الحال باتت كرة القدم طالما أن البارسا فيها، تفتقد الإثارة والندية، حيث أصبح من المسلمات فوز برشلونة على أي فريق يواجهه، حتى جاء أمس الأول لتتغير مفاهيم كرة القدم حين قاد الداهية البرتغالي مورينيو فريق الانتر الايطالي للفوز على برشلونة بالثلاثة مقابل هدف في نصف نهائي دوري الأبطال.
وإذا كنا دائماً ما نقول إن المدرب لا يشكل سوى 20% من قيمة الفريق، ويبقى الجزء الأكبر للاعبين، إلا أن البرتغالي مورينيو من وجهة نظري صنف آخر من المدربين، فهو أيضاً ساحر، ومعه تختلف الحسبة كلياً، إذ يشكل نصف الفريق إن لم يكن أكثر.
ومشوار مورينيو مع البطولات والانتصارات، أبعد ما يكون عن الصدفة، فقد فاز مع بورتو البرتغالي في دوري أبطال أوروبا ، ومع تشيلسي مرتين بالدوري وعدة كؤوس محلية واقترب كثيراً من الفوز بدوري الأبطال، وحين انتقل إلى انتر ميلان في نفس الموسم حقق لقب الدوري، ليثير ضجة أشعلتها تصريحاته النارية والمثيرة للجدل، حتى قرأنا في يوم من الأيام أن مظاهرة قامت في إيطاليا تطالب برلسكوني رئيس الوزراء الإيطالي بضرورة أن تكون تصريحاته مثل المدرب البرتغالي حيث إن الشعب الإيطالي بات يشعر بالملل من التصريحات “الفارغة”.
إنه مورينيو الذي لم يمارس كرة القدم كلاعب محترف أبداً، ولكنه عندما تحول إلى مدرب لم يصبح مدرباً محترفاً فقط، وإنما أسطورة المدربين.
مقال بقلم
محمد البادع