رسائل سياسية عديدة ومتوالية وجهها جلالة الملك مراراً الى حكومة اسرائيل والشعب الاسرائيلي, والرأي العام الدولي والعالم, من منابر مختلفة في الساحة الدولية وفي الاردن ومضمونها, ان الجهود المضنية التي توالت منذ عقد مؤتمر مدريد للسلام وحتى الان لم تصل الى غايتها بعد, وهي السلام الشامل, وان ما تقوم به اسرائيل عملياً على الارض الفلسطينية وبخاصة التوسع في الاستيطان, يمنع ايجاد بيئة ايجابية لتقريب فرص السلام, واطلاق مفاوضات ناجحة بين العرب واسرائيل.
فالاجراءات الاحادية الاسرائيلية هدفها تدمير فرص اقامة دولة فلسطينية, وفرض حل اسرائيلي من طرف واحد على الفلسطينيين والعرب.
ولا تخفى لهجة الغضب والادانة الأردنية لجميع الاجراءات الاسرائيلية الموجهة لتغيير مكانة القدس وتهويدها, واستعداد الاردن اللجوء للقانون الدولي لمواجهة الخروقات الاسرائيلية المناقضة للقانون الدولي, والحقوق المشروعة للفلسطينيين تحت الاحتلال بموجب المعاهدات الدولية.
لا يترك جلالة الملك فرصة سانحة او منبراً دولياً مهماً أو قيادة ذات شأن في الساحة الدولية, أو منبراً اكاديمياً له تأثير الا ويحذر من خلاله من خطورة تلاعب اسرائيل وتجاهلها بالحقائق التي قد يؤدي العبث بها الى اشعال نيران الحرب والصراع في المنطقة وبخاصة الاعتداء على المقدسات الاسلامية ومصادرتها أو الادعاء بأن القدس مدينة يهودية خالصة لليهود وعاصمة أبدية لهم, متجاهلين حقيقة ان الجزء الشرقي منها مدينة اسلامية عربية عريقة احتلت عام 1967, وان ما فرض عليها من قوانين, وتوسع واستيطان واجراءات احادية مخالف للقانون الدولي ومرفوض عربياً ودولياً.
والملفت أنه عندما سادت خيارات السلام والتعايش في الساحة العربية وعندما قدم العرب مبادرة سلمية شاملة تلبي جميع ما طالبت به اسرائيل في السنوات الماضية سادت الساحة الاسرائيلية خيارات التطرف والتوسع والتمسك بالاحتلال ورفض السلام.
فخيار الحرب والصراع لدى اسرائيل استخدم دائما لتثبيت حقائق المراحل السابقة, ولخلق حقائق جديدة تشغل العالم والمنطقة عن السلام بتبعات الصراع والحروب.
وما التهديدات المعلنة التي تصدر من اسرائيل تجاه دول عربية ودول من الاقليم الا تهيئة لاجواء الصراع, ولتسويق ذرائع تصور اسرائيل بأنها مهددة من جوارها العربي والمسلم, رغم أن اسرائيل تمثل التهديد الاساسي لدول المنطقة, فهي دولة ما زالت تحتل اراضي ثلاث دول عربية وترفض أي مقاربة سلمية لحل النزاع في المنطقة.
قد يكون الاردن الأكثر تأثراً من تبعات وردّات فعل ما يجري في الاراضي المحتلة من سياسات محبطة للسلام والأوعى لمخاطر ما يجري على الارض المحتلة واحتمالاته, ويبدو الاردن وجلالة الملك الاكثر حرصاً ايضاً على تبصير العالم بمخاطر ما تفعله اسرائيل في المنطقة وانعكاساته المستقبلية على السلام في المنطقة والسلام في العالم.
لم تعد القضية الفلسطينية قضية محصورة بين الفلسطينيين والاسرائيليين ولا بين العرب واسرائيل بل اصبحت قضية متداخلة, تثير تيارات سياسية ودينية متطرفة, تهدد امن واستقرار العالم وتهدد المصالح الاستراتيجية للعالم في منطقة الشرق الاوسط فقضية فلسطين متداخلة مع جميع الصراعات الحادة التي تدور في بلاد المسلمين, وتتورط فيها جيوش اجنبية, وهي متداخلة مع صراع الاديان ومع الازمات الاقتصادية التي تعصف بالمنطقة وتؤثر على العالم نتيجة الحروب والاستنزاف الاقتصادي وتفاقم خطر حركات الارهاب والاحباط بسبب استمرار العدوان الاسرائيلي وتساهل المجتمع الدولي مع جرائم اسرائيل في المنطقة.
هناك فرصة قريبة للعودة للمفاوضات غير المباشرة واجماع عربي باعطاء فرصة لهذه المفاوضات ضمن مدة محددة لتهيئة الاجواء, وما لم تفِ الولايات المتحدة بتعهداتها بتوفير وحشد جميع الجهود الدولية ووسائل الضغط لتجاوز عقبة التطرف الديني والسياسي الاسرائيلي, قد تضيع هذه الفرصة مرة اخرى لتدفع المنطقة من جديد الى مزيد من الصراع والدمار الذي لن يسلم من شروره أحد.
جلالة الملك حذر العالم مراراً من مخاطر بقاء الوضع الراهن على حاله, وهو يحمّل الاسرة الدولية مسؤولية السكوت على خطر التوسع الاحلالي الاسرائيلي الذي بات يهدد المصالح الحيوية ليس فقط للولايات المتحدة ودول المنطقة, وانما لدول العالم الاخرى التي تتشابك مصالحها مع مصالح دول المنطقة وشعوبها.
مقال بقلم
نصوح المجالى
صحيفه الراى الاردنيه
فالاجراءات الاحادية الاسرائيلية هدفها تدمير فرص اقامة دولة فلسطينية, وفرض حل اسرائيلي من طرف واحد على الفلسطينيين والعرب.
ولا تخفى لهجة الغضب والادانة الأردنية لجميع الاجراءات الاسرائيلية الموجهة لتغيير مكانة القدس وتهويدها, واستعداد الاردن اللجوء للقانون الدولي لمواجهة الخروقات الاسرائيلية المناقضة للقانون الدولي, والحقوق المشروعة للفلسطينيين تحت الاحتلال بموجب المعاهدات الدولية.
لا يترك جلالة الملك فرصة سانحة او منبراً دولياً مهماً أو قيادة ذات شأن في الساحة الدولية, أو منبراً اكاديمياً له تأثير الا ويحذر من خلاله من خطورة تلاعب اسرائيل وتجاهلها بالحقائق التي قد يؤدي العبث بها الى اشعال نيران الحرب والصراع في المنطقة وبخاصة الاعتداء على المقدسات الاسلامية ومصادرتها أو الادعاء بأن القدس مدينة يهودية خالصة لليهود وعاصمة أبدية لهم, متجاهلين حقيقة ان الجزء الشرقي منها مدينة اسلامية عربية عريقة احتلت عام 1967, وان ما فرض عليها من قوانين, وتوسع واستيطان واجراءات احادية مخالف للقانون الدولي ومرفوض عربياً ودولياً.
والملفت أنه عندما سادت خيارات السلام والتعايش في الساحة العربية وعندما قدم العرب مبادرة سلمية شاملة تلبي جميع ما طالبت به اسرائيل في السنوات الماضية سادت الساحة الاسرائيلية خيارات التطرف والتوسع والتمسك بالاحتلال ورفض السلام.
فخيار الحرب والصراع لدى اسرائيل استخدم دائما لتثبيت حقائق المراحل السابقة, ولخلق حقائق جديدة تشغل العالم والمنطقة عن السلام بتبعات الصراع والحروب.
وما التهديدات المعلنة التي تصدر من اسرائيل تجاه دول عربية ودول من الاقليم الا تهيئة لاجواء الصراع, ولتسويق ذرائع تصور اسرائيل بأنها مهددة من جوارها العربي والمسلم, رغم أن اسرائيل تمثل التهديد الاساسي لدول المنطقة, فهي دولة ما زالت تحتل اراضي ثلاث دول عربية وترفض أي مقاربة سلمية لحل النزاع في المنطقة.
قد يكون الاردن الأكثر تأثراً من تبعات وردّات فعل ما يجري في الاراضي المحتلة من سياسات محبطة للسلام والأوعى لمخاطر ما يجري على الارض المحتلة واحتمالاته, ويبدو الاردن وجلالة الملك الاكثر حرصاً ايضاً على تبصير العالم بمخاطر ما تفعله اسرائيل في المنطقة وانعكاساته المستقبلية على السلام في المنطقة والسلام في العالم.
لم تعد القضية الفلسطينية قضية محصورة بين الفلسطينيين والاسرائيليين ولا بين العرب واسرائيل بل اصبحت قضية متداخلة, تثير تيارات سياسية ودينية متطرفة, تهدد امن واستقرار العالم وتهدد المصالح الاستراتيجية للعالم في منطقة الشرق الاوسط فقضية فلسطين متداخلة مع جميع الصراعات الحادة التي تدور في بلاد المسلمين, وتتورط فيها جيوش اجنبية, وهي متداخلة مع صراع الاديان ومع الازمات الاقتصادية التي تعصف بالمنطقة وتؤثر على العالم نتيجة الحروب والاستنزاف الاقتصادي وتفاقم خطر حركات الارهاب والاحباط بسبب استمرار العدوان الاسرائيلي وتساهل المجتمع الدولي مع جرائم اسرائيل في المنطقة.
هناك فرصة قريبة للعودة للمفاوضات غير المباشرة واجماع عربي باعطاء فرصة لهذه المفاوضات ضمن مدة محددة لتهيئة الاجواء, وما لم تفِ الولايات المتحدة بتعهداتها بتوفير وحشد جميع الجهود الدولية ووسائل الضغط لتجاوز عقبة التطرف الديني والسياسي الاسرائيلي, قد تضيع هذه الفرصة مرة اخرى لتدفع المنطقة من جديد الى مزيد من الصراع والدمار الذي لن يسلم من شروره أحد.
جلالة الملك حذر العالم مراراً من مخاطر بقاء الوضع الراهن على حاله, وهو يحمّل الاسرة الدولية مسؤولية السكوت على خطر التوسع الاحلالي الاسرائيلي الذي بات يهدد المصالح الحيوية ليس فقط للولايات المتحدة ودول المنطقة, وانما لدول العالم الاخرى التي تتشابك مصالحها مع مصالح دول المنطقة وشعوبها.
مقال بقلم
نصوح المجالى
صحيفه الراى الاردنيه