سوار
الإدارة العامة
لأكثر من قرنين من الزمان، حافظ حراس الملكة الإنجليزية على ارتداء قبعات طويلة من الفرو كتقليد عسكري بريطاني لا غنى عنه، حيث كان رماة القنابل، الجنود الويليزيين والإيرلنديين والاسكتلنديين إضافة إلى حرس كولدستريم يرتدون قبعات الفرو الطويلة منذ فترة طويلة من الزمن.
واستمر هذا التقليد الفخري حتى اليوم، حيث يظهر حراس الملكة إليزابيث وهم يعتمرون قبعات طويلة سوداء اللون مصنوعة من الفرو على رؤوسهم.
تاريخ ارتداء قبعات الفرو:
يعود تاريخ ارتداء قبعات القماش إلى القرن السابع عشر الميلادي، حيث كان جنود أوروبا الأصليين يرتدونها خلال الحروب، وغالبا ما كانت هذه القبعات تُصنع من الفرو، ومع حلول النصف الثاني من القرن الثامن عشر، بدأت الجيوش البريطانية والإسبانية والفرنسية بارتداء قبعات الفرو الطويلة
وكان الغرض وقتها هو الظهور بمظهر مثير للفخر وتمييزهم عن الجيوش الأخرى في ساحة المعركة.
وخلال القرن التاسع عشر، أصبح ارتداء قبعات الفرو مقتصرا على الحراس، فظهر حراس الشرف الاسكتلنديين والبريطانيين يرتدون القبعات القماشية الطويلة، كما ارتداها جنود الجيش البريطاني في معركتهم خلال حرب القرم، وتم إدخال القبعات بشكل رسمي إلى لباس الجيش البريطاني عام 1902م.
مباشرة وقبل اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914م، كان الحراس وبعض الوحدات الأخرى في جيوش مختلفة كالجيش البريطاني، البلجيكي، الدنماركي، الهولندي، والجيش الروسي والسويدي يرتدون القبعات ضمن لباسهم العسكري.
وكان رماة القنابل يحرصون على ارتداء القبعات الصوفية الطويلة ليظهروا طوال القامة فيهابهم العدو أمامهم.
ومع تطور وسائل الحروب، استغنت العديد من الجيوش عن ارتداء هذه القبعات خاصة وأنها أصبحت تُعيق استعمال الأسلحة والبنادق، واستبدلها الجنود بخوذات صلبة لحماية رؤوسهم من القنابل والقذائف
لكن التقاليد الإنجليزية بقيت محافظة على ارتداء هذه القبعات داخل بريطانيا وليس في الحروب، ويظهر ذلك جليا عبر ارتداء حراس الشرف وحراس قصر باكنجهام وحراس الملكة إليزايث لهذه القبعات السوداء الطويلة.
صناعة قبعات حراس الملكة إليزابيث:
عادةً ما تُصنع قلنسوات الحراس من جلد الدب الأسود الكندي ومواد حارة ومقاومة للماء لتُحافظ على شكلها المميز الناعم بغض النظر عن ظروف الطقس المتقلبة والكهرباء الساكنة.
وعلى الرغم من اعتراض مؤسسات حقوق الحيوان على صناعة هذه القبعات والتي تُعدم الدببة من أجلها، حاولت وزارة الدفاع البريطانية لعقود طويلة إيجاد بدائل أخرى، لكن النايلون وجلد الغنم المصبوغ لم يُجديا نفعا خاصة خلال فصل الشتاء وموسم الأمطار، حيث تلاشى اللون الأسود وأصبح منظرها غير مرتب.
ويمتاز فرو الدب الأسود الكندي عن غيره من الفراء بأن له طبقة خارجية خشنة تحافظ على الفراء من المياه عبر امتصاص الماء وإبقاء الفرو جافًا، وطبقة داخلية تحافظ على الدفء.
وحيث أن البحث عن البدائل لا زال مستمرا، تنوي وزارة الدفاع خلال الأشهر القليلة القادمة اختبار فرو جديد مصنوع من مزيج من الشعر الطبيعي والاصطناعي، وتحرص الوزارة على الحفاظ على خامة القبعات حتى لو عنى ذلك إبقاء استعمال فرو الدب الكندي حفاظًا على التقاليد والرموز البريطانية القديمة.