همسآت شرقية
طاقم الادارة
شرح وتحليل قصيدة ابتسم صف سادس فصل ثاني مادة اللغة العربية
شرح قصيدة ابتسم لإيليا ابو ماضي قال : السماء كئيبة ! وتجهّما قلت : ابتسم ! يكفي التجهم في السما ! قال: الصبا ولّى ! فقلت له : ابتــسم ! لن يرجع الأسف الصبا المتصرما قال : التي كانت سمائي في الهوى صارت لنفسي في الغرام جــهنما خانت عهودي بعدما ملّكـتها قلبي ، فكيف أطيق أن أتبســما ! قلت : ابتسم و اطرب فلو قارنتها لقضيت عمرك كله متألما قال : الــتجارة في صراع هائل مثل المسافر كاد يقتله الـــظما أو غادة مسلولة محــتاجة لدم و تنفث كلما لهثت دما قلت : ابتسم ! ما أنت جالب دائها وشفائها ؛ فإذا ابتسمت فربما أيكون غيرك مجرما ، و تبيت في وجل ، كأنك أنت صرت المجرما ؟ قال : العدى حولي علت صيحاتهم أأُسرّ ، و الأعداء حولي في الحمى ؟ قلت : ابتسم ! لم يطلبوك بذمهم لو لم تكن منهم أجلّ و أعظما قال : المواسم قد بدت أعلامها و تعرضت لي في الملابس و الدمى و عليّ للأحباب فرض لازم لكن كفّي ليس تملك درهما قلت : ابتسم ! يكفيك أنك لم تزل حيا ، و لست من الأحبة معدما قال : الليالي جرّعتني علقما قلت : ابتسم ! و لئن جرعت العلقما فلعل غيرك إن رآك مرنما طرح الكآبة جانبا و ترنما أتُراك تغنم بالتبرم درهما أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما ؟ يا صاح ، لا خطر على شفتيك أن تتثلّما ، و الوجه أن يتحطما فاضحك ! فإن الشهب تضحك و الدجى متلاطم ، و لذا نحب الأنجما ! قال : البشاشة ليس تسعد كائنا يأتي إلى الدنيا و يذهب مرغما قلت : ابتسم ! مادام بينك و الردى شبر ، فإنك بعد لن تتبسما تحليل وشرح قصيدة ابتسم يا لها من كلمات تغوص في أعماق قلبك فتحيي فيه أمل الحياة ، ونغم التفاؤل ، فترسم على محيّاك أجمل ابتسامة . فالشاعر إيليا أبو ماضي يدعو في هذه القصيدة صراحة إلى المرح والحبور ، وقد نسجها على شكل حوار جميل بينه وبين شخص آخر دائم الشكوى والتشاؤم . شرح بعض الكلمات الغامضة * تجهّم : صار عابس الوجه . * غادة مسلولة : امرأة ناعمة مصابة بداء السل . * معدم : المحتاج إلى المال . * العلقم : النبات المرّ * التبرّم : الضجر والقلق . تتثلم : يصير فيهما شق وجرح . الردى : الموت . قصيدة ابتسم للشاعر إيليا أبو ماضي تحمل في أعماقها معاني الأمل والإيجابية اتجاه المشاكل والعوائق التي يصادفها الإنسان فتحيط به وتؤثر على حياته ، هذه المشاكل أبان الشاعر عن خبرة واحترافية في معالجتها ، فلعب دور الطبيب النفساني ، والمرشد الاجتماعي ببراعة منقطعة النظير . فهاهو الرجل يشتكي من الجو الكئيب ، فينصحه بالابتسامة فهي خير ملطّف للجو ، - بل كيف يشتكي من أحوال هي بيد العزيز الحكيم سبحانه ! - وينتقل بعدها إلى الشكوى من كبر السن وحاله كلسان الشاعر : ألا ليت الشباب يعود يوما * فأنبئه بما فعل المشيب فينصحه الشاعر بدواء الابتسامة فهي تحفظ للشباب والشيب صحتهم ونشاطهم ، بل إن البكاء على الشباب لن يعيده ، والأحرى أن ينظر المرء للشيب نظرة حكمة ووقار ، لينتقل الرجل بعدها إلى المشاكل العاطفية ، ويذكر خيانة حبيبته وتنكرها له بعد أن وهبها قلبه ، ويستنكر على الشاعر في هذه الحالة أن يدعوه إلى الابتسامة . قال : التي كانت سمائي في الهوى صارت لنفسي في الغرام جــهنما خانت عهودي بعدما ملّكـتها قلبي ، فكيف أطيق أن أتبســما ! لكن الشاعر وبتفاؤل كبير جدا يؤكد له أن الابتسامة هي الحل الذي سيساعده على نسيان جرح الحبيب ، وإلا فسيقضي عمره كله يتذكر هذه الآلام فيزيد من جرحه عمقا . مثال وتشبيه رائع وبكلمات تنساب جمالا وروعة يتطرق الشاعر إلى أزمة اقتصادية في صورة سؤال من الرجل ، حيث يشتكي من صراع الناس الكبير حول التجارة وكنز الأموال ، كالمسافر الذي كاد يموت عطشا ، أو المرأة المصابة بداء السل في كل دقيقة تسعل دما ، ولعمري أنه أجاد فبرع . قال : الــتجارة في صراع هائل مثل المسافر كاد يقتله الـــظما أو غادة مسلولة محــتاجة لدم و تنفث كلما لهثت دما ويواصل الشاعر حواره مع الرجل الذي يشتكي تارة من تكالب الأعداء عليه ، وتارة من قلة المال ، فيصف له الدواء السحري المجاني المدهش ، وهو الابتسامة ، ويدعوه إلى أن يتأمل الكواكب والنجوم كيف تتبسم بنورها الوهاج ، فتضفي أملا على القلوب الشقية المكلومة . خلاصة القول قصيدة ابتسم لإيليا أبو ماضي تمثل التفاؤل بأسمى معانيه ، وإن عارضه البعض في هذه المبالغة إلا أن المغزى العميق من قصيدته هو دعوة إلى محاربة اليأس الذي قبع في النفوس واستوطن فيها ، فزرع الإحباط في نفس العامل والتاجر والصانع والطبيب والأب والزوج ، كل واحد ألهته مغريات الحياة عن كل ما يدعو إلى التفاؤل . وكأني بالشاعر يقدم الوصفة النبوية العظيمة - تبسمك في وجه أخيك صدقة - ، ولا عجب في ذلك فإيليا أبو ماضي من أبرز أعضاء الرابطة القلمية لأدباء المهجر بقيادة الشاعر جبران خليل جبران . وهو من رواد الفلسفة والفكر الرومنطقي الذي يقوم على العناية بالنفس الإنسانية ، ويلامس جوانبها الروحية والعاطفية ، وهذا ما لمسناه في قصيدة ابتسم ، والتي عنى بانتقاء الألفاظ التي تنفّس عن الإنسان ، بل يلاحظ أنه أكثر من حرف السين لما له من غاية تنفيسية كما أشرنا . أما من ناحية الأساليب البلاغية فقصيدة ابتسم تزخر بألوان مبتسمة من التعابير اللغوية الجميلة ، فمن الأسلوب الخطابي الحواري الذي مكّن الشاعر من إيصال موضوعه بأسهل الطرق ، إلى التشابيه الرائعة التي جعلت القارئ يعيش ذلك الجو المؤنس ( قال : السماء كئيبة - الشهب تضحك ) ، ومن ثم أسلوب الاستفهام الذي يجعل الشاعر يتحكم بأدوار الحوار والأحداث في قصيدته كما يشاء ، ليصل إلى هدفه النهائي ومقصده الكبير ، وهو الدعوة إلى التفاؤل في الحياة . إن حجم التفاؤل الكبير الذي طغى على الشاعر مردّه في الحقيقة الشعور بالقلق والحزن ، أي أنه جعل من حزنه وقودا يولّد تفاؤلا لا ينقطع خيطه ، وفي ذلك يرى الأديب المؤرخ شوقي ضيف أن تفاؤل أبي ماضي لم يكن فارغا من القلق والحيرة والإحساس بالأسى والألم ، واقتران تفاؤله بهذا الإحساس هو الذي أعطاه حدته وتوهجه .
شرح قصيدة ابتسم لإيليا ابو ماضي قال : السماء كئيبة ! وتجهّما قلت : ابتسم ! يكفي التجهم في السما ! قال: الصبا ولّى ! فقلت له : ابتــسم ! لن يرجع الأسف الصبا المتصرما قال : التي كانت سمائي في الهوى صارت لنفسي في الغرام جــهنما خانت عهودي بعدما ملّكـتها قلبي ، فكيف أطيق أن أتبســما ! قلت : ابتسم و اطرب فلو قارنتها لقضيت عمرك كله متألما قال : الــتجارة في صراع هائل مثل المسافر كاد يقتله الـــظما أو غادة مسلولة محــتاجة لدم و تنفث كلما لهثت دما قلت : ابتسم ! ما أنت جالب دائها وشفائها ؛ فإذا ابتسمت فربما أيكون غيرك مجرما ، و تبيت في وجل ، كأنك أنت صرت المجرما ؟ قال : العدى حولي علت صيحاتهم أأُسرّ ، و الأعداء حولي في الحمى ؟ قلت : ابتسم ! لم يطلبوك بذمهم لو لم تكن منهم أجلّ و أعظما قال : المواسم قد بدت أعلامها و تعرضت لي في الملابس و الدمى و عليّ للأحباب فرض لازم لكن كفّي ليس تملك درهما قلت : ابتسم ! يكفيك أنك لم تزل حيا ، و لست من الأحبة معدما قال : الليالي جرّعتني علقما قلت : ابتسم ! و لئن جرعت العلقما فلعل غيرك إن رآك مرنما طرح الكآبة جانبا و ترنما أتُراك تغنم بالتبرم درهما أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما ؟ يا صاح ، لا خطر على شفتيك أن تتثلّما ، و الوجه أن يتحطما فاضحك ! فإن الشهب تضحك و الدجى متلاطم ، و لذا نحب الأنجما ! قال : البشاشة ليس تسعد كائنا يأتي إلى الدنيا و يذهب مرغما قلت : ابتسم ! مادام بينك و الردى شبر ، فإنك بعد لن تتبسما تحليل وشرح قصيدة ابتسم يا لها من كلمات تغوص في أعماق قلبك فتحيي فيه أمل الحياة ، ونغم التفاؤل ، فترسم على محيّاك أجمل ابتسامة . فالشاعر إيليا أبو ماضي يدعو في هذه القصيدة صراحة إلى المرح والحبور ، وقد نسجها على شكل حوار جميل بينه وبين شخص آخر دائم الشكوى والتشاؤم . شرح بعض الكلمات الغامضة * تجهّم : صار عابس الوجه . * غادة مسلولة : امرأة ناعمة مصابة بداء السل . * معدم : المحتاج إلى المال . * العلقم : النبات المرّ * التبرّم : الضجر والقلق . تتثلم : يصير فيهما شق وجرح . الردى : الموت . قصيدة ابتسم للشاعر إيليا أبو ماضي تحمل في أعماقها معاني الأمل والإيجابية اتجاه المشاكل والعوائق التي يصادفها الإنسان فتحيط به وتؤثر على حياته ، هذه المشاكل أبان الشاعر عن خبرة واحترافية في معالجتها ، فلعب دور الطبيب النفساني ، والمرشد الاجتماعي ببراعة منقطعة النظير . فهاهو الرجل يشتكي من الجو الكئيب ، فينصحه بالابتسامة فهي خير ملطّف للجو ، - بل كيف يشتكي من أحوال هي بيد العزيز الحكيم سبحانه ! - وينتقل بعدها إلى الشكوى من كبر السن وحاله كلسان الشاعر : ألا ليت الشباب يعود يوما * فأنبئه بما فعل المشيب فينصحه الشاعر بدواء الابتسامة فهي تحفظ للشباب والشيب صحتهم ونشاطهم ، بل إن البكاء على الشباب لن يعيده ، والأحرى أن ينظر المرء للشيب نظرة حكمة ووقار ، لينتقل الرجل بعدها إلى المشاكل العاطفية ، ويذكر خيانة حبيبته وتنكرها له بعد أن وهبها قلبه ، ويستنكر على الشاعر في هذه الحالة أن يدعوه إلى الابتسامة . قال : التي كانت سمائي في الهوى صارت لنفسي في الغرام جــهنما خانت عهودي بعدما ملّكـتها قلبي ، فكيف أطيق أن أتبســما ! لكن الشاعر وبتفاؤل كبير جدا يؤكد له أن الابتسامة هي الحل الذي سيساعده على نسيان جرح الحبيب ، وإلا فسيقضي عمره كله يتذكر هذه الآلام فيزيد من جرحه عمقا . مثال وتشبيه رائع وبكلمات تنساب جمالا وروعة يتطرق الشاعر إلى أزمة اقتصادية في صورة سؤال من الرجل ، حيث يشتكي من صراع الناس الكبير حول التجارة وكنز الأموال ، كالمسافر الذي كاد يموت عطشا ، أو المرأة المصابة بداء السل في كل دقيقة تسعل دما ، ولعمري أنه أجاد فبرع . قال : الــتجارة في صراع هائل مثل المسافر كاد يقتله الـــظما أو غادة مسلولة محــتاجة لدم و تنفث كلما لهثت دما ويواصل الشاعر حواره مع الرجل الذي يشتكي تارة من تكالب الأعداء عليه ، وتارة من قلة المال ، فيصف له الدواء السحري المجاني المدهش ، وهو الابتسامة ، ويدعوه إلى أن يتأمل الكواكب والنجوم كيف تتبسم بنورها الوهاج ، فتضفي أملا على القلوب الشقية المكلومة . خلاصة القول قصيدة ابتسم لإيليا أبو ماضي تمثل التفاؤل بأسمى معانيه ، وإن عارضه البعض في هذه المبالغة إلا أن المغزى العميق من قصيدته هو دعوة إلى محاربة اليأس الذي قبع في النفوس واستوطن فيها ، فزرع الإحباط في نفس العامل والتاجر والصانع والطبيب والأب والزوج ، كل واحد ألهته مغريات الحياة عن كل ما يدعو إلى التفاؤل . وكأني بالشاعر يقدم الوصفة النبوية العظيمة - تبسمك في وجه أخيك صدقة - ، ولا عجب في ذلك فإيليا أبو ماضي من أبرز أعضاء الرابطة القلمية لأدباء المهجر بقيادة الشاعر جبران خليل جبران . وهو من رواد الفلسفة والفكر الرومنطقي الذي يقوم على العناية بالنفس الإنسانية ، ويلامس جوانبها الروحية والعاطفية ، وهذا ما لمسناه في قصيدة ابتسم ، والتي عنى بانتقاء الألفاظ التي تنفّس عن الإنسان ، بل يلاحظ أنه أكثر من حرف السين لما له من غاية تنفيسية كما أشرنا . أما من ناحية الأساليب البلاغية فقصيدة ابتسم تزخر بألوان مبتسمة من التعابير اللغوية الجميلة ، فمن الأسلوب الخطابي الحواري الذي مكّن الشاعر من إيصال موضوعه بأسهل الطرق ، إلى التشابيه الرائعة التي جعلت القارئ يعيش ذلك الجو المؤنس ( قال : السماء كئيبة - الشهب تضحك ) ، ومن ثم أسلوب الاستفهام الذي يجعل الشاعر يتحكم بأدوار الحوار والأحداث في قصيدته كما يشاء ، ليصل إلى هدفه النهائي ومقصده الكبير ، وهو الدعوة إلى التفاؤل في الحياة . إن حجم التفاؤل الكبير الذي طغى على الشاعر مردّه في الحقيقة الشعور بالقلق والحزن ، أي أنه جعل من حزنه وقودا يولّد تفاؤلا لا ينقطع خيطه ، وفي ذلك يرى الأديب المؤرخ شوقي ضيف أن تفاؤل أبي ماضي لم يكن فارغا من القلق والحيرة والإحساس بالأسى والألم ، واقتران تفاؤله بهذا الإحساس هو الذي أعطاه حدته وتوهجه .
التعديل الأخير بواسطة المشرف: