فرحة الاردن
الادارة العامة
- اهم البحوث المدرسية - بحوث مدرسية مميزة
العناكب
العنكبوت حيوان صغير له ثمانية أرجل ويغزل خيوطاً تشبه الحرير. وأكثر ما تشتهر به العناكب هو غزلها لخيوط الشراك التي تستخدمها في صيد الحشرات لتتغذى بها. ولا تسْلم الحشرات حتى الأضخم والأقوى منها من مخاطر شراك العناكب.
تغزل جميع العناكب الخيوط، لكن بعض أنواعها لا تبني شراكاً. فعلى سبيل المثال يغزل العنكبوت المسلح خيطاً واحداً في نهايته قطرة لزجة من الحرير، فعندما تطير حشرة بالقرب منه يقذف العنكبوت هذا الخيط تجاهها لتلتصق الحشرة بطرفه اللزج.
ولجميع العناكب أنياب ولمعظمها غدد سامة، حيث تستخدم العناكب كلاً من هذه الأنياب والغدد في صيد الحيوانات لتتغذى بها. ويمكن للدغة العنكبوت أن تقتل الحشرات والحيوانات الصغيرة، إلا أن قليلاً من العناكب يلحق ضرراً بالإنسان، وذلك لأن العنكبوت، عادة، لا يلدغ الإنسان إلا إذا أثاره بشدة.
وتُعدُّ العناكبُ مفيدةً للإنسان لأنها تتغذى بالحشرات الضارة والجنادب والجراد وكلها تتلف المحاصيل، وكذلك تتغذى بالذباب والبعوض الناقلين للأمراض، وتتغذى العناكب ـ بصفة خاصة ـ بالحشرات إلا أن بعضاً منها يتغذى بأفراخ الضفدع، والأسماك الصغيرة والفئران، كما تتغذى بعض العناكب بعناكب أخرى. وإناث العناكب أقوى وأضخم من ذكورها وتتغذى ـ أحياناً ـ بذكورها.
تعيش العناكب في أي مكان يتوافر به غذاؤها. ويمكن مشاهدتها بالحقول، والغابات، والمستنقعات، والكهوف، والصحاري. وهناك نوع من العناكب يمضي معظم حياته تحت الماء ويعيش نوع آخر بالقرب من قمة جبل إيفرست، أعلى جبل في العالم، وتعيش بعض العناكب داخل المنازل، ومخازن الحبوب، ومختلف المباني، كما تعيش أنواع أخرى على الجدران خارج المباني، وعلى واجهات وأطراف الأبواب والنوافذ.
ويوجد ما يقرُب من 30 ألف نوع من العناكب، وقد تصل إلى 100 ألف نوع. وحجم بعض العناكب أصغر من رأس الدبوس، وبعضها كبير بحيث يصل إلى حجم كف الإنسان. ويصل طول عنكبوت الرتيلاء مع امتداد أطرافه إلى ما يقرب من 25سم.
ويعتقدُ كثيرٌ من الناس أن العناكب حشرات، إلا أن العلماء يصنفونها على أنها من العنكبيات التي تختلف عن الحشرات في عدة أشياء. فالعناكب مثلاً لها ثمانية أرجل بينما للنحل والنمل والخنافس والحشرات الأخرى ستة أرجل فقط. وإضافة إلى ذلك تمتلك معظم الحشرات أجنحة، وقرون استشعار، وهذه غير موجودة في العناكب، وتشمل العنكبيات الأخرى العقارب والحصَّاد والقُمّل، والقراد.
ويصنف العلماءُ العناكب إلى عناكب حقيقية وعناكب الرتيلاء بناءً على فروق معينة بأجسامها مثل طريقة توجيه الأنياب وحركتها. ويمكن وضع العناكب كذلك في مجموعات تبعاً لطريقة حياتها. فهناك عناكب غازلة للنسيج، أي التي تغزل أنسجة لاصطياد الحشرات وعناكب صيادة أي التي تجري خلف الحشرات أو تختبئ مترصدة لها.
أنثى الأرملة السوداء واحدة من العناكب القليلة التي تلحق الضرر بالإنسان. وتوجد على بطن هذا النوع من العناكب رقعة حمراء، أو صفراء تشبه غطاء الساعة الزجاجي. كيف تصنع العناكب الخيوط الحريرية:
تتكون خيوط العنكبوت الحريرية من بروتين يتم تصنيعه في غدد الحرير. ويوجد في العناكب سبعة أنواع من غدد الحرير، وعادة لا يحتوي نوع واحد من العناكب على كل الأنواع السبعة مجتمعة. ويوجد في كل نوع من العناكب ـ على الأقل ـ ثلاثة أنواع من غدد الحرير، ولمعظم العناكب خمسة أنواع. وكل نوع من هذه الغدد ينتج نوعاً مختلفًا من الحرير. كما تنتج بعض غدد الحرير مادةً سائلة تتحول إلى مادة صلبة خارج الجسم، بينما ينتج بعضها حريرًا لاصقاً يبقى كذلك دون تغيير. ولا يذوب حرير العنكبوت بالماء، وهو يعد من أقوى أنواع الألياف الطبيعية على الإطلاق.
وتعمل الغازلات التي تنسج الحرير، بطريقة تشبه عمل أصابع اليد ويستطيع العنكبوت إخراج وإدخال كل الغازلات وباستطاعته أيضًا أن يجمعها معاً. وبسبب امتلاك العنكبوت لغازلات مختلفة، فإنّ بإمكانه أن يجمع الحرير من الغدد المختلفة، وأن يصنع منها خيوطاً رفيعةً جداً، أو حزمة عريضةً وسميكة.
وبإمكان بعض أنواع العناكب غزل خيوط لزجة تشبه العقد المحبب حيث يقوم العنكبوت بنشر خيط جاف مُغطى بحرير لاصق بكميات كبيرة، ثم يطلقه بسرعة هائلة وهذه العملية تمكِّن الحرير اللاصق من تشكيل مجموعة من حبيبات دقيقة على طول الخيط. ويستخدم العنكبوت الخيوط المحببة في نسيج شراكه من أجل الإمساك بالحشرات الطائرة والقافزة.
خيوط الحرير اللَّزجة تشبه العقود المحببة. وتمسك هذه الخيوط بالحشرات التي تلتصق بها. ويُحول الزيت الموجود على جسم العنكبوت دون التصاق الخيوط اللزجة به. ولبعض أنواع العناكب أعضاء غازلة أخرى تدعى الغريبلات وهي صفائح بيضية تستلقي بصورة مسطحة تقريًبا على منطقة البطن أمام الغازلات. وتمر عبرها مئات من الأنابيب الغازلة التي تنتج خيوط حرير دقيقة لزجة.
ويوجد لدى العناكب التي تمتلك غريبلات، صفٌ خاص من الشعيرات المقوَّسة يُدعى المشط الريشي على أرجلها الخلفية، يستعمله العنكبوت لغزل حرير جاف من الغازلات مع حرير لزج من الفريبل، مكوناً شريطاً منبسطاً من هذه الخيوط مجتمعة، يُسمى الحزمة الممشطة وتستعمل تلك العناكب الحزَمُ الممشطة في نسيجها مع ما تغزله من حرير آخر.
كيف تستعمل العناكب الخيوطَ الحريرية:
تعتمد جميع العناكب ـ بما فيها تلك التي لا تغزل نسيجًا ـ على خيوط الحرير بطرق كثيرة، بحيث يتعذر أن تعيش بدونها. وحيثما يذهب العنكبوت فإنه يغزل خيطاً من الحرير يُسمَّى خيط الجذب. ويسمى خيط الجذب هذا أيضًا خيط الحياة، وذلك لأنه يستعمله ـ غالباً ـ في الهروب من الأعداء.
وإذا أحس العنكبوت بخطر يهدد نسيجه فإنه يهرب من النسيج بوساطة خيط الجذب ليختبئ بين الأعشاب، أو يبقى متعلقاً به في الهواء حتى يزول الخطر ثم يعود مرة أخرى إلى نسيجه عبر خيط الجذب.
وتستخدم العناكب الصيادة خيوط جذبها، لتتأرجح بها للوصول إلى الأرض من الأماكن العالية، وتستعمل أيضاً الحرير لغزل كتل صغير ة من الخيوط اللزجة تسمى أقراص الالتصاق تستعملها لتثبيت خيوط جذبها ونسيجها على العديد من الأسطح، وتبني أنواعٌ كثيرة من العناكب أعشاشاً من خيوط الحرير كمساكن لها، حيث يُبَطنُ بعضاً منها ورقة ُ نبات ملفوفةٌ بالحرير، ليجعل منها عُشًا له، بينما يحفر بعض منها جحورًا في الأرض يبطنها بالحرير، وتبني أنواعٌ أخرى أعشاشاً في وسط نسيجها.
يقوم كثير من العناكب غازلة النسيج بغزل حزم لزجة أو صفائح عريضة من خيوط الحرير أثناء الإمساك بالفريسة، بينما تحيط العناكب غازلة النسيج الدائري ضحاياها، بصفائح من الخيوط الحريرية، وكأنها مومياوات بحيث لا تستطيع الإفلات أبداً.
وتغلف معظم إناث العناكب بيضها بما يُسمى كيس البيض الذي يُصنَّع من نوعٍ خاصٍ من خيوط الحرير.
أعشاش العناكب غازلة النسيج الدائري تصنع من ورقة نبات مطوية ومبطَّنة بنسيج حريري، ويختبئ العنكبوت داخل ذلك العش، وهو مُمِسكُ بخيط شركي متصل بنسيجه. العناكب الصيادة:
تتسلل العناكب الصيادة إلى فرائسها، أو تختبئ مترصدّة لها حتى تُباغتها بالانقضاض عليها. ولبعض أنواع العناكب الصيادة، مثل العنكبوت القافز والعنكبوت الذئب، عيونٌ واسعةٌ تستطيع بها رؤية الفريسة من على مسافة بعيدة، لكن بعض العناكب الصيادة الأخرى مثل، عناكب المياه، والرتيلاء، وعناكب السرطان ذات عيون صغيرة. وتساعد القرون الكُلابية القوية العناكب الصيادة في التغلب على الفريسة. كما يقوم بعض العناكب الصيادة بنسج نسيج رفيع يبسطه على الأرض لتصطاد به الحشرات. وتُدرج كل هذه الأنواع ضمن مجموعة العناكب الصيادة، لأنها تلاحق الحشرات التي تهبط على نسيجها.
العناكب القافزة:
تتسلل ثم تنقض على فرائسها. ولهذه العناكب أرجلٌ صغيرةٌ، ولكنها تستطيع القفز بما يزيد على طول جسمها ما يقرب من 40 مرة. وتتصف هذه العناكب بأنها من أجمل العناكب ألواناً على الإطلاق، حيث يغطيها شعر كثيف متعدد الألوان. ولمعظم ذكور العناكب الصيادة كتل من الشعر ذي الألوان الفاقعة على زوج الأرجل الأمامي.
عناكب الماء:
هي العناكب الوحيدة التي تقضي معظم حياتها تحت الماء. وتتنفس هذه العناكب من خلال فقاعات الهواء التي تمسك بها وتكون قريبة منها. وعش عنكبوت الماء الغاطس نسيج حريري يشبه الجرس الصغير، يقوم العنكبوت بملئه، بفقاعات من الهواء تعمل على خروج الماء من العش بالتدريج. ويمكن للحيوان استعمال ذلك الهواء لعدة شهور. وتوجد عناكب الماء في قارة أوروبا، وفي بعض أجزاء من قارة آسيا.
عناكب الماء تعيش تحت الماء في أعشاش حريرية محكمة الإغلاق، وتتغذى وتنسلخ وتتزاوج وتربي صغارها بداخل تلك الأعشاش. عناكب الرتيلاء:
تُعدُّ من أضخم العناكب في العالم. وتعيش معظم أنواعها في أدغال أمريكا الجنوبية، إضافة إلى وجود عدد كبير من أنواع الرتيلاء في المناطق الجنوبية الغربية من الولايات المتحدة. ويحفر عدد كبير من أنواع الرتيلاء حفراً بالأرض ويتخذها أعشاشًا يغطيها بباب على هيئة مصيدة ولذلك تُسمى عناكب الباب المسحور.
عناكب الباب المسحور شائعة في المناطق ذات المناخ الجاف الدافئ، حيث تعيش في مخابئ داخل الأرض، ذات أبواب معلقة بخيوط من الحرير. ويستطيع العنكبوت الرجوع إلى المخبأ ويغلق بابه عليه، وبذلك يكون في مأمن من الأعداء. ويمنع الباب كذلك دخول الماء إلى المخبأ، وبذلك يقي العنكبوت من تسرب مياه الأمطار.وتقوم رتيلاء كاليفورنيا ببناء بروج صغيرة من أعشاب وأغصان على مداخل مخابئها. ويجلس العنكبوت على قمة البرج يراقب الحشرات التي تتحرك في العشب بالقرب منه. ويعيش عدد قليل من الرتيلاء على الأشجار.
كثير من الرتيلاء يحفر مخابئ داخل الأرض ويتخذها أعشاشًا له. وفي هذه الصورة يظهر ذكر رتيلاء من الولايات المتحدة بنصف حجمه الحقيقي. العناكب السماكة:
تعيش بالقرب من المياه، وتقوم باصطياد الحشرات المائية، والأسماك الصغيرة، وأفراخ الضفدع. ولهذه العناكب أجسام كبيرة، وأرجل طويلة رفيعة، وتستطيع أن تمشي على الماء دون أن تغرق، بسبب خفة وزنها. وتستطيع هذه العناكب الغوص تحت الماء ـ أيضًا ـ لفترات قصيرة. وتُعرف بعض أنواع العناكب السماكة باسم العناكب غازلة نسيج الحضَّانة لأن الإناث تغزل نسيجا خاصاً بصغارها.
أنثى أحد العناكب السماكة تحرس كيس البيض بعد أن تغلفه بنسيج حضَّانة خاص. عناكب السرطان:
لها أجسام عريضة قصيرة تشبه السرطانات، وتستطيع أن تتحرك إلى الخلف والجوانب بسهولة كما تفعل السرطانات. وتختبئ بعض أنواع عناكب السرطان ـ الزاهية الألوان ـ داخل الأزهار، لاصطياد النحل والفراشات. ويستطيع قليل من أنواع عناكب السرطان التنكر من خلال تغيير ألوان أجسامها، بحيث يتلاءم مع لون الأزهار.
عناكب الذئب:
عناكب شائعة وصيادة ماهرة، ولدى العديد من أنواعها أجسام ضخمة مشعرة، وتجري بسرعة بحثاً عن الطعام. لكن بعضها يشبه العناكب الأخرى في الشكل، والعادات. فمثلاً تبني بعض عناكب الذئب مساكنها قرب الماء. وهي شبيهة بالعناكب السمَّاكة من حيث الشكل والعادات، بينما تعيش أنواع أخرى في مخابئ في الأرض، أو تغزل أنسجة شبيهة بالقُمع.
صغار العناكب تنتقل بطريقة القفز. تركب صغارُ عنكبوت الذئب على ظهور الأمهات بينما تنتقل صغار العناكب القافزة بالحركة البالونية حيث تقوم برفع بطنها فيعمل الهواء على رفع خيوط الحرير من غازلاتها على الهواء وبذلك يدفع معه العنكبوت الصغير في الهواء. العناكب النساجة:
تعيش العناكب النسَّاجة ـ مثلها مثل العناكـب الصيـادة ـ في الكهوف وعلى الأعشاب والأشجار والشجيرات. ولا تستطيع هذه العناكب الحصول على غذائها عن طريق الصيد، بسبب ضعف نظرها ولذا فهي تلجأ إلى غزل أنسجة لاصطياد الحشرات. وهي لا تمسك بوساطة نسيجها مثل فرائسها لأنها حين سيرها عبر النسيج تمسك خيوطه بوساطة مخلب معقوف خاص يوجد على كل رجل من أرجلها.
العناكب غازلة الأنسجة المتداخلة:
تغزل أنسجة مكوَّنة من خيوط عديدة مبعثرة تلتصق بدعامة مثل، ركنٍ من أركان السقف مثلاً.
تغزل عناكب القبو أنسجة متداخلة في المباني المظلمة المهجورة، وأحد تلك العناكب له أرجل طويلة، ورقيقة يصل طولها إلى أكثر من 5سم.
وتغزل العناكب مشطية الأقدام أنسجة متداخلة ذات جزء وسطي منبسط متماسك الحياكة، يستخدم مصيدة للحشرات ومخبأ للعنكبوت. وقد اكتسبت هذه العناكب اسمها من المشط الشعري الموجود في الزوج الرابع من أرجلها، والذي تستعمله في قذف الحرير السائل نحو الحشرات للإمساك بها. ويتبع هذه المجموعة كلٌ من عنكبوت الأرملة السوداء، والعنكبوت ذو الظهر الأحمر الأسترالي.
وتغزل بعض العناكب أنسجة متداخلة تحتوي على حزم ممشطة من الحرير الجاف واللزج، ومنها عنكبوت وجه الغول اللاصق والذي ينسج نسيجاً مكوناً ـ بشكل أساسي ـ من الحزم الممشطة، ويبلغ حجمه ـ تقريبًا ـ حجم طابع البريد. ويغزل هذا العنكبوت هيكلاً من الحرير الجاف لتثبيت النسيج اللزج في مكانه، ويتدلى هو بالمقلوب، ممسكاً بالنسيج اللزج بأرجله الأربع الأمامية. وعندما تزحف حشرة، أو تطير بالقرب منه، يقوم بمد النسيج اللزج، لمسافة تعادل أضعاف طوله، ثم يقذفه فوق الحشرة.
العناكب ذات البيوت القمعية:
تعيش هذه العناكب في أنسجة كبيرة، تنسجها على الأعشاب الطويلة، أو تحت الصخور، أو تحت جذوع الأشجار الملقاة على الأرض. ويُنْسج أسفل النسيج على هيئة قُمع، ويُعدُّ بمثابة مخبأ على هيئة ملاءة حرير كبيرة منشورة على الأعشاب أو التربة. وعندما تحطُ حشرةٌ ما على الملاءة، يخرج العنكبوت بسرعة من الجزء القُمعي لينقض عليها.
العناكب غازلة النسيج المِلائي:
تنسج ملاءات منبسطة من الحرير بين أوراق الأعشاب، أو بين أغصان الشجيرات، والأشجار. وتغزل هذه العناكب شباكاً من الخيوط المتقاطعة فوق النسيج الملائي. وعندما تصطدم حشرة طائرة بالشبكة، فإنها تسقط في النسيج الملائي. وغالباً ما تطير الحشرة ـ مباشرة ـ داخل النسيج الملائي، وعندها يجري العنكبوت ـ الذي كان متدلياً أسفل النسيج ـ بسرعة نحو الحشرة ويسحبها عبر النسيج. وتمكث الأنسجة الملائية لأوقات طويلة، وذلك لأن العناكب تصلح أي جزء قد يتمزق منها. وتنسج العناكب القزمة والتي يبلغ طولها أقل من 1,3ملم أنسجة ملائية صغيرة مربعة الشكل، قرب الأنهار والبحيرات.
وتعيش العناكب السوطية أو الذيلية في أستراليا، ومناطق جنوب شرقي آسيا، وهي ذات أجسام طويلة رقيقة، أنبوبية الشكل يتراوح طولها بين 2 و4 سم. وخلال الليل تنسج تلك العناكب مجموعة من الخيوط الحريرية الطويلة الرقيقة، ثم تنتظر فريستها ـ التي هي أساسًا ـ العناكب الصغيرة لتستعمل تلك الخيوط الحريرية كحبال دالّة. وعندما تتسلق العناكب الصغيرة غير الشاكة في الأمر تلك الحبال، ينقض عليها العنكبوت السوطي ليصطادها بوساطة تغليفها داخل حزمة عريضة من الحرير.
العناكب غازلة النسيج الدائري:
وهي تنسج أكثر الأنسجة جمالاً وتعقيداً على الإطلاق. فهي تنسج أنسجتها الدائرية في المناطق المكشوفة ـ غالبًا ـ بين أغصان الأشجار، أو سيقان الأزهار. وتمتد خيوط الحرير الجافة من وسط النسيج الدائري بصورة إشعاعية، مثل أشعة العجلة، ثم تستعمل خيوطاً دائرية من الحرير اللزج حول تلك الأشعة، مصائد للحشرات.
وتقبع بعض أنواع العناكب غازلة النسيج الدائري في وسط النسيج، مترقبة لفرائسها، بينما تلصق أنواع أخرى خيطاً إشاريا وسط النسيج. ويختبئ العنكبوت في عشه، قرب النسيج، ممسكاً بالخيط الإشاري. وعندما تسقط حشرة في النسيج، يهتز الخيط الإشاري منبهاً العنكبوت، الذي يندفع إلى خارج عشه بسرعة كبيرة، للإمساك بالحشرة. وتنسج تلك العناكب نسيجًا دائريًا كل ليلة، يستغرق بناؤه ما يقرب من ساعة، وتأكل النسيج القديم، للمحافظة على الحرير. بينما تصلح أنواع أخرى من تلك العناكب ـ أو تغير ـ أي جزء تالف من نسيجها.
العناكب المسلحة أو العناكب الصائدة بالسنارة تُعدُّ من العناكب غازلة النسيج الدائري، ولكنها تصطاد الحشرات الطائرة بوساطة قذفها بخيط حريري به كرة لزجة في نهايته، ويعتقد أن بعض أنواع العناكب المسلحة تطلق رائحةً تجذب ذكور العثات. وللعناكب الصائدة بالسنارة أجسامٌ ضخمةٌ لونها قشدي به علامات قرمزية وصفراء، وبنية. ويُعد العنكبوت الضخم الأسترالي نوعاً من العناكب المسلحة.
حياة العنكبوت:
لكل نوع من العناكب قصةُ حياة مختلفة. تعيش بعض العناكب سنةً واحدة تقريباً، بينما يعيش العنكبوت الذئب الضخم عدة سنوات. ولقد عاشت إناث بعض أنواع الرتيلاء في الأُسر ما يقرب من 20 عاماً وتصل العناكبُ مرحلة البلوغ في أوقات مختلفة من السنة وبخاصة في فصل الخريف، ثم تتزاوج وتموت خلال فصل الشتاء، بينما يعيش بعضها في الشتاء ليتزاوج في فصل الربيع ثم يموت.
الاستمالة والتزاوج:
بعد اكتمال نمو ذكر العنبكوت يبدأ في البحث عن شريكة للتزاوج، وأحيانًا يفقد الذكر حياته، إذا اعتقدت الأنثى أنه فريسة فتلتهمه. وتفضل ذكور معظم العناكب القيام بأنشطة الاستمالة، التي يتم من خلالها الكشف عن هويتها، ثم جذب الإناث. وتقوم ذكور العناكب بهز خيوط نسيج الأنثى، بينما تقوم بعض ذكور العناكب الصيادة بتحريك أرجلها وأجسامها في رقصة استمالة غير عادية. وتستخدم ذكور العناكب القافزة الشعر الملون على أرجلها للفت انتباه الأنثى، كما تقدم ذكور عناكب النسيج الحاضِن هديةً للأنثى قبل الزواج تتمثل في ذبابة كان قد اصطادها.
البيض:
يتفاوت عدد البيض الذي تضعه أنثى العنكبوت تبعاً لحجم الحيوان نفسه. تضع الأنثى ذات الحجم المتوسط ما يقرب من 100 بيضة، بينما تضع إناث العناكب الضخمة أكثر من 2000 بيضة.
وتقوم إناث كثير من أنواع العناكب بتغليف بيضها بكيس من الحرير، ويختلف حجم وشكل هذا الكيس من نوع لآخر. وتموت الأنثى في كثير من أنواع العناكب بعد نسج كيس البيض مباشرة. وتمكث إناث بعض أنواع العناكب مع البيض حتى يفقس، بينما يقوم بعضها بتعليق كيس البيض على نسيجه وتلصق أخرى كيس البيض بأوراق النباتات. وتحمل إناث بعض أنواع العناكب كيس البيض معها. أما أنثى عنكبوت الذئب فتلصق كيس البيض بغازلاتها وتسحبه معها حيثما تذهب.
صغار العناكب:
تفقس داخل كيس البيض، وتبقى هناك حتى يصبح الطقس دافئاً. فإذا تم وضع البيض خلال فصل الخريف، تبقى صغار العناكب داخل الكيس حتى قدوم فصل الربيع ثم تغادره وبعد ذلك تبدأ بغزل خيوط الجذب مباشرة بعد مغادرتها كيس البيض.
صغار العناكب تفقس من البيض الموجود داخل كيس البيض، ثم تغادر الكيس الواحد تلو الآخر، عبر ثقب دقيق تثقبه في جانب كيس البيض، ثم تبدأ بغزل خيوط الجذب. وتغادر كثير من صغار العناكب إلى أماكن أخرى، عن طريق الحركة البالونية. وتنتقل العناكب الصغيرة إلى مناطق أخرى، ويكون ذلك عن طريق تسلق قمة سياج أو عمود أو أي أشياء مرتفعة أخرى، ثم يوجه العنكبوت غازلاته للهواء حيث يسحب الهواء المتحرك الخيوط الحريرية من الغازلات، ثم تلتقط الرياح تلك الخيوط، حاملة معها صغار العناكب. وتعرف هذه الطريقة بالحركة البالونية. ويستطيع العنكبوت قطع مسافات طويلة بهذه الطريقة. وقد شاهد البحارة عناكب منطلقة بهذه الطريقة البالونية على مسافة 300 كم من اليابسة.
وتنسلخ صغار العناكب (أي تغير جلدها الخارجي) عدة مرات خلال نموها، حيث ينشأ جلد خارجي أكبر من الجلد الخارجي القديم الذي ضاق على جسم العنكبوت. وتنسلخ معظم أنواع العناكب من 5 - 9 مرات، حتى تصل مرحلة البلوغ، ولكن عناكب الرتيلاء تنسلخ أكثر من 20 مرة حتى تصل مرحلة البلوغ.
الأعداء:
تشتمل قائمة أعداء العناكب على الثعابين، والضفادع، والعلاجيم، والسحالي، والطيور، والأسماك، والحيوانات الأخرى، التي تتغذى بالحشرات كما تتغذى بعض الحشرات بالعناكب. وتُعدُّ حشرة الزنبور من ألد أعداء العناكب. وهناك مجموعة من العناكب تسمى القرصان تتغذى بالعناكب فقط.
العناكب
العنكبوت حيوان صغير له ثمانية أرجل ويغزل خيوطاً تشبه الحرير. وأكثر ما تشتهر به العناكب هو غزلها لخيوط الشراك التي تستخدمها في صيد الحشرات لتتغذى بها. ولا تسْلم الحشرات حتى الأضخم والأقوى منها من مخاطر شراك العناكب.
تتفاوت ألوان العناكب وأشكالها وأحجامها بشكل كبير. تغير بعض العناكب لونها الأبيض إلى الأصفر لتتلاءم مع لون الأزهار التي تختبئ بها. كذلك يبدو العنكبوت شوكي الجسم المعلق وكأنه قطعة خشب.
كما أن بعض أنواع العناكب مشطية القدم يقل طولها عن 0,5 ملم وتعتبر من أصغر العناكب في العالم على الإطلاق بينما تعتبر رتيلاء أمريكا الجنوبية أضخم العناكب حيث يبلغ طول الرتيلاء وأرجلها متباعدة 25سم.
وقد ورد ذكر العنكبوت في القرآن الكريم وضرب الله تعالى ببيتها المثل في الضعف والوهن مشبّهًا به أصنام الكفار وآلهتهم وعقائدهم الواهية، قال تعالى ﴿مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ (العنكبوت:41) تغزل جميع العناكب الخيوط، لكن بعض أنواعها لا تبني شراكاً. فعلى سبيل المثال يغزل العنكبوت المسلح خيطاً واحداً في نهايته قطرة لزجة من الحرير، فعندما تطير حشرة بالقرب منه يقذف العنكبوت هذا الخيط تجاهها لتلتصق الحشرة بطرفه اللزج.
ولجميع العناكب أنياب ولمعظمها غدد سامة، حيث تستخدم العناكب كلاً من هذه الأنياب والغدد في صيد الحيوانات لتتغذى بها. ويمكن للدغة العنكبوت أن تقتل الحشرات والحيوانات الصغيرة، إلا أن قليلاً من العناكب يلحق ضرراً بالإنسان، وذلك لأن العنكبوت، عادة، لا يلدغ الإنسان إلا إذا أثاره بشدة.
تعيش العناكب في أي مكان يتوافر به غذاؤها. ويمكن مشاهدتها بالحقول، والغابات، والمستنقعات، والكهوف، والصحاري. وهناك نوع من العناكب يمضي معظم حياته تحت الماء ويعيش نوع آخر بالقرب من قمة جبل إيفرست، أعلى جبل في العالم، وتعيش بعض العناكب داخل المنازل، ومخازن الحبوب، ومختلف المباني، كما تعيش أنواع أخرى على الجدران خارج المباني، وعلى واجهات وأطراف الأبواب والنوافذ.
ويوجد ما يقرُب من 30 ألف نوع من العناكب، وقد تصل إلى 100 ألف نوع. وحجم بعض العناكب أصغر من رأس الدبوس، وبعضها كبير بحيث يصل إلى حجم كف الإنسان. ويصل طول عنكبوت الرتيلاء مع امتداد أطرافه إلى ما يقرب من 25سم.
ويعتقدُ كثيرٌ من الناس أن العناكب حشرات، إلا أن العلماء يصنفونها على أنها من العنكبيات التي تختلف عن الحشرات في عدة أشياء. فالعناكب مثلاً لها ثمانية أرجل بينما للنحل والنمل والخنافس والحشرات الأخرى ستة أرجل فقط. وإضافة إلى ذلك تمتلك معظم الحشرات أجنحة، وقرون استشعار، وهذه غير موجودة في العناكب، وتشمل العنكبيات الأخرى العقارب والحصَّاد والقُمّل، والقراد.
ويصنف العلماءُ العناكب إلى عناكب حقيقية وعناكب الرتيلاء بناءً على فروق معينة بأجسامها مثل طريقة توجيه الأنياب وحركتها. ويمكن وضع العناكب كذلك في مجموعات تبعاً لطريقة حياتها. فهناك عناكب غازلة للنسيج، أي التي تغزل أنسجة لاصطياد الحشرات وعناكب صيادة أي التي تجري خلف الحشرات أو تختبئ مترصدة لها.
تتكون خيوط العنكبوت الحريرية من بروتين يتم تصنيعه في غدد الحرير. ويوجد في العناكب سبعة أنواع من غدد الحرير، وعادة لا يحتوي نوع واحد من العناكب على كل الأنواع السبعة مجتمعة. ويوجد في كل نوع من العناكب ـ على الأقل ـ ثلاثة أنواع من غدد الحرير، ولمعظم العناكب خمسة أنواع. وكل نوع من هذه الغدد ينتج نوعاً مختلفًا من الحرير. كما تنتج بعض غدد الحرير مادةً سائلة تتحول إلى مادة صلبة خارج الجسم، بينما ينتج بعضها حريرًا لاصقاً يبقى كذلك دون تغيير. ولا يذوب حرير العنكبوت بالماء، وهو يعد من أقوى أنواع الألياف الطبيعية على الإطلاق.
كثير من أنواع العناكب يغزل حِزَماً من الخيوط الحريرية ليربط بها الحشرات التي يمسك بها في نسيجه.
ويختزن عنكبوت الحديقة ذو اللونين الأسود والأصفر هذه الحشرة الملفوفة بخيوط حريرية على نسيجه لحين التهامها.
وتعمل الغازلات التي تنسج الحرير، بطريقة تشبه عمل أصابع اليد ويستطيع العنكبوت إخراج وإدخال كل الغازلات وباستطاعته أيضًا أن يجمعها معاً. وبسبب امتلاك العنكبوت لغازلات مختلفة، فإنّ بإمكانه أن يجمع الحرير من الغدد المختلفة، وأن يصنع منها خيوطاً رفيعةً جداً، أو حزمة عريضةً وسميكة.
وبإمكان بعض أنواع العناكب غزل خيوط لزجة تشبه العقد المحبب حيث يقوم العنكبوت بنشر خيط جاف مُغطى بحرير لاصق بكميات كبيرة، ثم يطلقه بسرعة هائلة وهذه العملية تمكِّن الحرير اللاصق من تشكيل مجموعة من حبيبات دقيقة على طول الخيط. ويستخدم العنكبوت الخيوط المحببة في نسيج شراكه من أجل الإمساك بالحشرات الطائرة والقافزة.
ويوجد لدى العناكب التي تمتلك غريبلات، صفٌ خاص من الشعيرات المقوَّسة يُدعى المشط الريشي على أرجلها الخلفية، يستعمله العنكبوت لغزل حرير جاف من الغازلات مع حرير لزج من الفريبل، مكوناً شريطاً منبسطاً من هذه الخيوط مجتمعة، يُسمى الحزمة الممشطة وتستعمل تلك العناكب الحزَمُ الممشطة في نسيجها مع ما تغزله من حرير آخر.
كيف تستعمل العناكب الخيوطَ الحريرية:
تعتمد جميع العناكب ـ بما فيها تلك التي لا تغزل نسيجًا ـ على خيوط الحرير بطرق كثيرة، بحيث يتعذر أن تعيش بدونها. وحيثما يذهب العنكبوت فإنه يغزل خيطاً من الحرير يُسمَّى خيط الجذب. ويسمى خيط الجذب هذا أيضًا خيط الحياة، وذلك لأنه يستعمله ـ غالباً ـ في الهروب من الأعداء.
وإذا أحس العنكبوت بخطر يهدد نسيجه فإنه يهرب من النسيج بوساطة خيط الجذب ليختبئ بين الأعشاب، أو يبقى متعلقاً به في الهواء حتى يزول الخطر ثم يعود مرة أخرى إلى نسيجه عبر خيط الجذب.
وتستخدم العناكب الصيادة خيوط جذبها، لتتأرجح بها للوصول إلى الأرض من الأماكن العالية، وتستعمل أيضاً الحرير لغزل كتل صغير ة من الخيوط اللزجة تسمى أقراص الالتصاق تستعملها لتثبيت خيوط جذبها ونسيجها على العديد من الأسطح، وتبني أنواعٌ كثيرة من العناكب أعشاشاً من خيوط الحرير كمساكن لها، حيث يُبَطنُ بعضاً منها ورقة ُ نبات ملفوفةٌ بالحرير، ليجعل منها عُشًا له، بينما يحفر بعض منها جحورًا في الأرض يبطنها بالحرير، وتبني أنواعٌ أخرى أعشاشاً في وسط نسيجها.
يقوم كثير من العناكب غازلة النسيج بغزل حزم لزجة أو صفائح عريضة من خيوط الحرير أثناء الإمساك بالفريسة، بينما تحيط العناكب غازلة النسيج الدائري ضحاياها، بصفائح من الخيوط الحريرية، وكأنها مومياوات بحيث لا تستطيع الإفلات أبداً.
وتغلف معظم إناث العناكب بيضها بما يُسمى كيس البيض الذي يُصنَّع من نوعٍ خاصٍ من خيوط الحرير.
تتسلل العناكب الصيادة إلى فرائسها، أو تختبئ مترصدّة لها حتى تُباغتها بالانقضاض عليها. ولبعض أنواع العناكب الصيادة، مثل العنكبوت القافز والعنكبوت الذئب، عيونٌ واسعةٌ تستطيع بها رؤية الفريسة من على مسافة بعيدة، لكن بعض العناكب الصيادة الأخرى مثل، عناكب المياه، والرتيلاء، وعناكب السرطان ذات عيون صغيرة. وتساعد القرون الكُلابية القوية العناكب الصيادة في التغلب على الفريسة. كما يقوم بعض العناكب الصيادة بنسج نسيج رفيع يبسطه على الأرض لتصطاد به الحشرات. وتُدرج كل هذه الأنواع ضمن مجموعة العناكب الصيادة، لأنها تلاحق الحشرات التي تهبط على نسيجها.
العناكب القافزة:
تتسلل ثم تنقض على فرائسها. ولهذه العناكب أرجلٌ صغيرةٌ، ولكنها تستطيع القفز بما يزيد على طول جسمها ما يقرب من 40 مرة. وتتصف هذه العناكب بأنها من أجمل العناكب ألواناً على الإطلاق، حيث يغطيها شعر كثيف متعدد الألوان. ولمعظم ذكور العناكب الصيادة كتل من الشعر ذي الألوان الفاقعة على زوج الأرجل الأمامي.
عناكب الماء:
هي العناكب الوحيدة التي تقضي معظم حياتها تحت الماء. وتتنفس هذه العناكب من خلال فقاعات الهواء التي تمسك بها وتكون قريبة منها. وعش عنكبوت الماء الغاطس نسيج حريري يشبه الجرس الصغير، يقوم العنكبوت بملئه، بفقاعات من الهواء تعمل على خروج الماء من العش بالتدريج. ويمكن للحيوان استعمال ذلك الهواء لعدة شهور. وتوجد عناكب الماء في قارة أوروبا، وفي بعض أجزاء من قارة آسيا.
تُعدُّ من أضخم العناكب في العالم. وتعيش معظم أنواعها في أدغال أمريكا الجنوبية، إضافة إلى وجود عدد كبير من أنواع الرتيلاء في المناطق الجنوبية الغربية من الولايات المتحدة. ويحفر عدد كبير من أنواع الرتيلاء حفراً بالأرض ويتخذها أعشاشًا يغطيها بباب على هيئة مصيدة ولذلك تُسمى عناكب الباب المسحور.
تعيش بالقرب من المياه، وتقوم باصطياد الحشرات المائية، والأسماك الصغيرة، وأفراخ الضفدع. ولهذه العناكب أجسام كبيرة، وأرجل طويلة رفيعة، وتستطيع أن تمشي على الماء دون أن تغرق، بسبب خفة وزنها. وتستطيع هذه العناكب الغوص تحت الماء ـ أيضًا ـ لفترات قصيرة. وتُعرف بعض أنواع العناكب السماكة باسم العناكب غازلة نسيج الحضَّانة لأن الإناث تغزل نسيجا خاصاً بصغارها.
لها أجسام عريضة قصيرة تشبه السرطانات، وتستطيع أن تتحرك إلى الخلف والجوانب بسهولة كما تفعل السرطانات. وتختبئ بعض أنواع عناكب السرطان ـ الزاهية الألوان ـ داخل الأزهار، لاصطياد النحل والفراشات. ويستطيع قليل من أنواع عناكب السرطان التنكر من خلال تغيير ألوان أجسامها، بحيث يتلاءم مع لون الأزهار.
عناكب الذئب:
عناكب شائعة وصيادة ماهرة، ولدى العديد من أنواعها أجسام ضخمة مشعرة، وتجري بسرعة بحثاً عن الطعام. لكن بعضها يشبه العناكب الأخرى في الشكل، والعادات. فمثلاً تبني بعض عناكب الذئب مساكنها قرب الماء. وهي شبيهة بالعناكب السمَّاكة من حيث الشكل والعادات، بينما تعيش أنواع أخرى في مخابئ في الأرض، أو تغزل أنسجة شبيهة بالقُمع.
تعيش العناكب النسَّاجة ـ مثلها مثل العناكـب الصيـادة ـ في الكهوف وعلى الأعشاب والأشجار والشجيرات. ولا تستطيع هذه العناكب الحصول على غذائها عن طريق الصيد، بسبب ضعف نظرها ولذا فهي تلجأ إلى غزل أنسجة لاصطياد الحشرات. وهي لا تمسك بوساطة نسيجها مثل فرائسها لأنها حين سيرها عبر النسيج تمسك خيوطه بوساطة مخلب معقوف خاص يوجد على كل رجل من أرجلها.
العناكب غازلة الأنسجة المتداخلة:
تغزل أنسجة مكوَّنة من خيوط عديدة مبعثرة تلتصق بدعامة مثل، ركنٍ من أركان السقف مثلاً.
وتغزل العناكب مشطية الأقدام أنسجة متداخلة ذات جزء وسطي منبسط متماسك الحياكة، يستخدم مصيدة للحشرات ومخبأ للعنكبوت. وقد اكتسبت هذه العناكب اسمها من المشط الشعري الموجود في الزوج الرابع من أرجلها، والذي تستعمله في قذف الحرير السائل نحو الحشرات للإمساك بها. ويتبع هذه المجموعة كلٌ من عنكبوت الأرملة السوداء، والعنكبوت ذو الظهر الأحمر الأسترالي.
وتغزل بعض العناكب أنسجة متداخلة تحتوي على حزم ممشطة من الحرير الجاف واللزج، ومنها عنكبوت وجه الغول اللاصق والذي ينسج نسيجاً مكوناً ـ بشكل أساسي ـ من الحزم الممشطة، ويبلغ حجمه ـ تقريبًا ـ حجم طابع البريد. ويغزل هذا العنكبوت هيكلاً من الحرير الجاف لتثبيت النسيج اللزج في مكانه، ويتدلى هو بالمقلوب، ممسكاً بالنسيج اللزج بأرجله الأربع الأمامية. وعندما تزحف حشرة، أو تطير بالقرب منه، يقوم بمد النسيج اللزج، لمسافة تعادل أضعاف طوله، ثم يقذفه فوق الحشرة.
العناكب ذات البيوت القمعية:
العناكب غازلة النسيج المِلائي:
تنسج ملاءات منبسطة من الحرير بين أوراق الأعشاب، أو بين أغصان الشجيرات، والأشجار. وتغزل هذه العناكب شباكاً من الخيوط المتقاطعة فوق النسيج الملائي. وعندما تصطدم حشرة طائرة بالشبكة، فإنها تسقط في النسيج الملائي. وغالباً ما تطير الحشرة ـ مباشرة ـ داخل النسيج الملائي، وعندها يجري العنكبوت ـ الذي كان متدلياً أسفل النسيج ـ بسرعة نحو الحشرة ويسحبها عبر النسيج. وتمكث الأنسجة الملائية لأوقات طويلة، وذلك لأن العناكب تصلح أي جزء قد يتمزق منها. وتنسج العناكب القزمة والتي يبلغ طولها أقل من 1,3ملم أنسجة ملائية صغيرة مربعة الشكل، قرب الأنهار والبحيرات.
وتعيش العناكب السوطية أو الذيلية في أستراليا، ومناطق جنوب شرقي آسيا، وهي ذات أجسام طويلة رقيقة، أنبوبية الشكل يتراوح طولها بين 2 و4 سم. وخلال الليل تنسج تلك العناكب مجموعة من الخيوط الحريرية الطويلة الرقيقة، ثم تنتظر فريستها ـ التي هي أساسًا ـ العناكب الصغيرة لتستعمل تلك الخيوط الحريرية كحبال دالّة. وعندما تتسلق العناكب الصغيرة غير الشاكة في الأمر تلك الحبال، ينقض عليها العنكبوت السوطي ليصطادها بوساطة تغليفها داخل حزمة عريضة من الحرير.
العناكب غازلة النسيج الدائري:
وتقبع بعض أنواع العناكب غازلة النسيج الدائري في وسط النسيج، مترقبة لفرائسها، بينما تلصق أنواع أخرى خيطاً إشاريا وسط النسيج. ويختبئ العنكبوت في عشه، قرب النسيج، ممسكاً بالخيط الإشاري. وعندما تسقط حشرة في النسيج، يهتز الخيط الإشاري منبهاً العنكبوت، الذي يندفع إلى خارج عشه بسرعة كبيرة، للإمساك بالحشرة. وتنسج تلك العناكب نسيجًا دائريًا كل ليلة، يستغرق بناؤه ما يقرب من ساعة، وتأكل النسيج القديم، للمحافظة على الحرير. بينما تصلح أنواع أخرى من تلك العناكب ـ أو تغير ـ أي جزء تالف من نسيجها.
العناكب المسلحة أو العناكب الصائدة بالسنارة تُعدُّ من العناكب غازلة النسيج الدائري، ولكنها تصطاد الحشرات الطائرة بوساطة قذفها بخيط حريري به كرة لزجة في نهايته، ويعتقد أن بعض أنواع العناكب المسلحة تطلق رائحةً تجذب ذكور العثات. وللعناكب الصائدة بالسنارة أجسامٌ ضخمةٌ لونها قشدي به علامات قرمزية وصفراء، وبنية. ويُعد العنكبوت الضخم الأسترالي نوعاً من العناكب المسلحة.
حياة العنكبوت:
لكل نوع من العناكب قصةُ حياة مختلفة. تعيش بعض العناكب سنةً واحدة تقريباً، بينما يعيش العنكبوت الذئب الضخم عدة سنوات. ولقد عاشت إناث بعض أنواع الرتيلاء في الأُسر ما يقرب من 20 عاماً وتصل العناكبُ مرحلة البلوغ في أوقات مختلفة من السنة وبخاصة في فصل الخريف، ثم تتزاوج وتموت خلال فصل الشتاء، بينما يعيش بعضها في الشتاء ليتزاوج في فصل الربيع ثم يموت.
الاستمالة والتزاوج:
بعد اكتمال نمو ذكر العنبكوت يبدأ في البحث عن شريكة للتزاوج، وأحيانًا يفقد الذكر حياته، إذا اعتقدت الأنثى أنه فريسة فتلتهمه. وتفضل ذكور معظم العناكب القيام بأنشطة الاستمالة، التي يتم من خلالها الكشف عن هويتها، ثم جذب الإناث. وتقوم ذكور العناكب بهز خيوط نسيج الأنثى، بينما تقوم بعض ذكور العناكب الصيادة بتحريك أرجلها وأجسامها في رقصة استمالة غير عادية. وتستخدم ذكور العناكب القافزة الشعر الملون على أرجلها للفت انتباه الأنثى، كما تقدم ذكور عناكب النسيج الحاضِن هديةً للأنثى قبل الزواج تتمثل في ذبابة كان قد اصطادها.
البيض:
يتفاوت عدد البيض الذي تضعه أنثى العنكبوت تبعاً لحجم الحيوان نفسه. تضع الأنثى ذات الحجم المتوسط ما يقرب من 100 بيضة، بينما تضع إناث العناكب الضخمة أكثر من 2000 بيضة.
وتقوم إناث كثير من أنواع العناكب بتغليف بيضها بكيس من الحرير، ويختلف حجم وشكل هذا الكيس من نوع لآخر. وتموت الأنثى في كثير من أنواع العناكب بعد نسج كيس البيض مباشرة. وتمكث إناث بعض أنواع العناكب مع البيض حتى يفقس، بينما يقوم بعضها بتعليق كيس البيض على نسيجه وتلصق أخرى كيس البيض بأوراق النباتات. وتحمل إناث بعض أنواع العناكب كيس البيض معها. أما أنثى عنكبوت الذئب فتلصق كيس البيض بغازلاتها وتسحبه معها حيثما تذهب.
صغار العناكب:
تفقس داخل كيس البيض، وتبقى هناك حتى يصبح الطقس دافئاً. فإذا تم وضع البيض خلال فصل الخريف، تبقى صغار العناكب داخل الكيس حتى قدوم فصل الربيع ثم تغادره وبعد ذلك تبدأ بغزل خيوط الجذب مباشرة بعد مغادرتها كيس البيض.
وتنسلخ صغار العناكب (أي تغير جلدها الخارجي) عدة مرات خلال نموها، حيث ينشأ جلد خارجي أكبر من الجلد الخارجي القديم الذي ضاق على جسم العنكبوت. وتنسلخ معظم أنواع العناكب من 5 - 9 مرات، حتى تصل مرحلة البلوغ، ولكن عناكب الرتيلاء تنسلخ أكثر من 20 مرة حتى تصل مرحلة البلوغ.
الأعداء:
تشتمل قائمة أعداء العناكب على الثعابين، والضفادع، والعلاجيم، والسحالي، والطيور، والأسماك، والحيوانات الأخرى، التي تتغذى بالحشرات كما تتغذى بعض الحشرات بالعناكب. وتُعدُّ حشرة الزنبور من ألد أعداء العناكب. وهناك مجموعة من العناكب تسمى القرصان تتغذى بالعناكب فقط.