سوار
الإدارة العامة
نور يخترق الظلام ،،،
,
,
راقب الحالة العامة حولك عزيزي، وربما سيؤسفك ما ترى.. ظلام في كل مكان، ليس الظلام الناتج عن انعدام الضوء المادي، وإنما ظلام في الوجوه والعقول وداخل القلوب..!
,
,
تحدث مع زملائك –بمناسبة اقتراب موسم الاختبارات- ولسوف تجد في وجوههم وكلامهم أثر الظلام الذي أحدثك عنه، تشاؤم لعين وتوقع لأصعب الاختبارات وأسوأ الدرجات دائماً.. اقرأ الرسائل الشخصية لأصدقائك على الفيس بوك وتويتر والمسنجر، وغالباً لن يختلف الحال كثيراً.. ستجد الكثير من اليائسين من أن يعتدل أي حال، الذين لا ينتظرون من غد سوى المزيد من السوء، الذين يظنون الظلام والفساد سيدومان إلى الأبد وسينتصران، فإن سألتهم عن السبب سيعددون لك الدليل على كلامهم هذا من فساد سرطاني ومرض وفقر وجوع، وسيطرة للقوي المتجبر على صاحب الحق سواء في بلادنا أو فيما حول المسجد الأقصى، ثم تراهم يعقدون مقارنات سخيفة بين حالنا وحال الدول المتقدمة كأنما هم مخلوقون من تراب الذهب!! ستجد كل هؤلاء يائسين، خاضعين، مظلمي الوجوه والقلوب والأرواح بشكل مخيف، لا ينتظرون سوى المزيد من الظلام ولا يفعلون سوى السب واللعن والمزيد من اللعن كأنما حلّ اللعن مشكلة أو حرك ساكناً..!
,
,
لكن.. رغم كل هذا ورغم كل شئ.. أرجوك لا تفقد الأمل..! لا تفقد الأمل ولا تغمض عينيك من بصيص النور في بحار الظلمات.. لاحظ أن العين البشرية تستطيع رؤية أضعف ضوء من مسافة كيلومتر، وكذلك روحك! فقط لا تغمضها عن ضوء الأمل.. فإن لم تجد نوراً فكن أنت النور!
,
,
نعم، كن أنت النور الذي يخترق الظلام! لا تدع الظلام يسيطر من حولك، بل تحرك.. انشط.. اقضِ على الفساد.. إن وجدتَ جائعاً فأطعمه، إن وجدتَ فاسداً أو مائلاً فأصلحه ولا تسكت عليه فالسكوت موت.. ابدأ بنفسك، انتزع بيدك الظلام من داخلك، لا تسمح لليأس أن يحتل ولو قطرة من روحك.. أرجوك، لا تتلذذ باليأس فهو تفاحة مسمومة.. لم يقتل الأمل أحداً وإنما اليأس هو من يفعل..!
,
,
توقف عن عقد المقارنات بينك وبين غيرك! كفاك كسلاً وجبناً!! غيرك لم يُخلق ناجحاً.. غيرك نجح وانتصر لأنه عاش بالأمل والعمل! اليائس ليس إلا كائناً هلامياً كسولاً لا يريد أن يتحرك ولا يريد هذا من غيره..
,
,
تحول جسداً وروحاً إلى شعاع نور قوي يضئ ما حوله دون توقف.. أضئ طريقك بيدك ولا تنتظر أن يعتدل الحال من تلقاء نفسه ولا تنتظر هذا من أحد بل ابدأ بنفسك ويد الله ستكون معك.. أضئ الطريق لكل الناس حتى يغيروا واقعهم الكئيب إلى ما يريدونه.. فإن انتهت حياتك قبل أن تصل لما تريد فعزاؤك الوحيد أنك كنتَ شعاع نور لغيرك ليكملوا ما بدأت به..! لاحظ أن أحداً من العظماء الذين غيروا العالم لم يفعل هذا وحده، وإنما بأن بدأ بنفسه وتغيّر وغير فيمن حوله، وهم تابعوا طريقه حتى من بعده، حتى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعش ليبلغنا شرعه الكريم بلسانه، وإنما فعل ذلك صحابة كرام ورجال حقيقيون حملوا اللواء حتى وصل إلينا.. تفاعل تسلسلي وكثير من الأمل في غد أفضل، لا أكثر!
,
,
هكذا بدأت حياة البشرية، بدأت بأمل صغير في جعل الحياة أفضل، تحول إلى عزيمة فحركة فعمل فنجاح.. ربما لا تدرك ذلك، لكن إن دققت النظر ستجد أن كل اختراع وكل وسيلة رفاهية حولك بدأت بأمل.. أمل في صنع حياة رائعة لمن هم قادمون في زمن قادم!
,
,
قالها قبلي كونفوشيوس وسأبقى أرددها: أشعل شمعة بدلاً أن تلعن الظلام..! وحتى هذه العبارة لم تصل إلينا إلا بالأمل في أن يخترق النور حجب الظلام..!
,
,
شكراً..
محمد الوكيل