-
- إنضم
- 6 أغسطس 2015
-
- المشاركات
- 5
-
- مستوى التفاعل
- 0
-
- النقاط
- 0
-
- العمر
- 34
[frame="10 10"]
{1} ابن ماجه عن ابن عمروٍ وأخرجه الدارمي وابن وهب في " المسند " و عبد الله بن المبارك في" الزهد " و عنه الحارث في مسنده و الطيالسي {2} الأول: جامع المسانيد والمراسيل، ابن النجار عن أنس رضي الله عنه، والثاني: مجمع الزوائد عن أبي الدرداء{3} من مقال نشر بالأخبار 20/2/12 للأستاذ جلال دويدار بعنوان : روشتة علاج ماليزية لأوجاع مصر الثورة
أرسى الإسلام المبدأ الأساسي والمنطلق الأول للتغيير أو بلغة العصر لإصلاح الأفراد والمجتمعات في أول آية نزلت من كتاب الله: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ{1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ{2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ{3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ{4} (1-4العلق)
فكانت أول كلمة من القرآن يعلمها صلى الله عليه وسلم لمن آمن به هي اقرأ، وكانت أول آيات صدح بها نبي الإسلام في آذان البشرية في جذب تلك البرية التى خرج منها سيد الأنبياء لهداية البشرية جمعاء ورفع العنت عنها والشقاء هى الأمر بالعلم والتعلُّم وإعمال العقل كما جاء أمر السماء، وقد كان سيِّد المرسلين صلى الله عليه وسلم دائما ما يقول لإصحابه وللأمة من بعدهم: {إِنَّمَا بُعِثْتُ مُعَلمَاً}{1}
ولذا كان من هديه في تربية أصحابه أن يجمعهم من وقت لآخر ليزكِّي نفوسهم ويرقِّق قلوبهم، ويصحِّح أحوالهم، ويزيدهم علماً بربِّهم وبكتاب ربِّهم وبنبيهم وبشرعهم، تطبيقاً لقول الله له: {وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً} النساء63
إنها التربية الإيمانية المستمرة أو إن شئت أن تقول بلغة العصر التنمية البشرية المستدامة على الأسس النبوية والمفاهيم القرآنية
فكان صلى الله عليه وسلم إجمالاً يربيهم ويعلمهم قولاً وفعلاً كيف يصلحون أنفسهم فيكونوا نواة إصلاح أسرهم، فمجتمعهم الصغير، فالكبير، وهذا عين القصد من الدين، لأن الإصلاح هو رِسَالَةُ المُرْسَلِين والنبيين في كلَّ وقت وحين، ذلك لأن الله جعل تأسيس إصلاح أمور الدنيا والدين على الأنبياء والمرسلين، فإن ذهبوا ينوب عنهم في تطبيق مناهجهم لإصلاح العباد والبلاد العلماء العاملون بالشرائع التى جاء بها الأنبياء والمرسلون.
ولذلك فإن السبيل المحقق للنجاح والصلاح والإصلاح هو السبيل الذى جاء به رسول الملك الفتاح صلى الله عليه وسلم، و من يقود المهمة ويقوم عليها هم العلماء العاملون، فالإصلاح هو رسالة العلماء والصالحين والأولياء، من بدء الدنيا إلى أن يرث الله الأرض والسماء، ولذا ورد في الحديث الشريف: {الْعُلَمَاءُ وَرَثَةُ الأَنْبِيَـاءِ} و {العلماءُ خُلَفاءُ اَلأنْبيَـاءِ}{2}
هل الرسل والأنبياء أو علماء الدين سيبنون المصانع أو العمارات أو يستصلحون أرضاً ويملئوها بالزراعات؟ أم سيحضرون لنا ذهباً وجنيهات؟ وقد سبق وأجبنا في الفصل السابق من الكتاب أن المال وحدهُ لا يصنع الإصلاح، ولكن وحتى لا يتوهَّم أحدٌ من تساؤلنا أننا نقلل من شأن من سيشيدون المصانع أو العمارات أو يقيموا الزراعات، فإننى أقول أن أمر سبيل إصلاح الأفراد والمجتمعات لا ينتهي عند العلماء العاملين ورثة الأنبياء والمرسلين، الذين يرسمونه للأمة منهج الإصلاح المبين
ولكنهم بلغة اليوم يضعون الدستور الأساسي لخطة الإصلاح، فيُقعِّدون القواعد والركائز والأسس التي تبنى عليها كلُّ برامج الصلاح والإصلاح، فالعلماء العاملون بالدين يضعون دستور إصلاح الأمة على نهج المرسلين بما يناسب الزمان والمكان. أما الوسائل التنفيذية والمذكرات التفسيرية والحلول العملية والتطبيقية لتلك الخطط الإصلاحية في المناحى الحياتية تكون كما قال الله: {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} النحل43
فعلى الأمة كلها إن أرادت الصلاح والإصلاح أن تتبع منهاج العلماء العاملين القائم على الشرع والدين، ثم تجعل الأمة مرجعيتها بعد ذلك في كل ناحية من نواحي حياتها لأهل الذكر في تلك الناحية، أى كما نقول اليوم لأهل العلم والعلماء والخبرة والدراية.
وهذا يوجِّه أفهامنا إلى أنه لتكون خطط الإصلاح والنهضة شاملة ودائمة ومتطورة ومؤيدة من الله، فلا بد للأمة أن ترسم خطط تربية أبناءها لتصنع كوادرها العلمية وأهل الذكر الذين يدينون لها ولدستور إصلاحها بالولاء من الألف للياء، فهى خططٌ إصلاحية وتربوية متكاملةٌ متَّفقة مع الدين، وسنة سيد المرسلين، وفقه أهل اليقين من العلماء العاملين، وقد فصَّلنا ما يخصُّ تربية الأبناء بجلاء في كتابنا {تربية القرآن لجيل الإيمان}.
وهنا تحضرنى كلمات قليلة للسيد مهاتير محمد رائد النهضة الحديث لدولة ماليزيا والذي استطاع أن يقود مسيرة الإصلاح في العصر الحديث لتلك الدولة من خلال الفهم الإسلامي الصادق والمستنير قال فيها: {إن أول ما دعا إليه القرآن هو اقرأ، وهذا لا يعنى أن نقرأ القرآن وحده، ولكن هى دعوة للمعرفة التى لا يمكن أن تجعلنا نتجاهل أهمية التعليم والذى يتطلب ألا نعمل بمفردنا وننأى عن معرفة كل شيء}{3}
فكانت أول كلمة من القرآن يعلمها صلى الله عليه وسلم لمن آمن به هي اقرأ، وكانت أول آيات صدح بها نبي الإسلام في آذان البشرية في جذب تلك البرية التى خرج منها سيد الأنبياء لهداية البشرية جمعاء ورفع العنت عنها والشقاء هى الأمر بالعلم والتعلُّم وإعمال العقل كما جاء أمر السماء، وقد كان سيِّد المرسلين صلى الله عليه وسلم دائما ما يقول لإصحابه وللأمة من بعدهم: {إِنَّمَا بُعِثْتُ مُعَلمَاً}{1}
ولذا كان من هديه في تربية أصحابه أن يجمعهم من وقت لآخر ليزكِّي نفوسهم ويرقِّق قلوبهم، ويصحِّح أحوالهم، ويزيدهم علماً بربِّهم وبكتاب ربِّهم وبنبيهم وبشرعهم، تطبيقاً لقول الله له: {وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً} النساء63
إنها التربية الإيمانية المستمرة أو إن شئت أن تقول بلغة العصر التنمية البشرية المستدامة على الأسس النبوية والمفاهيم القرآنية
فكان صلى الله عليه وسلم إجمالاً يربيهم ويعلمهم قولاً وفعلاً كيف يصلحون أنفسهم فيكونوا نواة إصلاح أسرهم، فمجتمعهم الصغير، فالكبير، وهذا عين القصد من الدين، لأن الإصلاح هو رِسَالَةُ المُرْسَلِين والنبيين في كلَّ وقت وحين، ذلك لأن الله جعل تأسيس إصلاح أمور الدنيا والدين على الأنبياء والمرسلين، فإن ذهبوا ينوب عنهم في تطبيق مناهجهم لإصلاح العباد والبلاد العلماء العاملون بالشرائع التى جاء بها الأنبياء والمرسلون.
ولذلك فإن السبيل المحقق للنجاح والصلاح والإصلاح هو السبيل الذى جاء به رسول الملك الفتاح صلى الله عليه وسلم، و من يقود المهمة ويقوم عليها هم العلماء العاملون، فالإصلاح هو رسالة العلماء والصالحين والأولياء، من بدء الدنيا إلى أن يرث الله الأرض والسماء، ولذا ورد في الحديث الشريف: {الْعُلَمَاءُ وَرَثَةُ الأَنْبِيَـاءِ} و {العلماءُ خُلَفاءُ اَلأنْبيَـاءِ}{2}
هل الرسل والأنبياء أو علماء الدين سيبنون المصانع أو العمارات أو يستصلحون أرضاً ويملئوها بالزراعات؟ أم سيحضرون لنا ذهباً وجنيهات؟ وقد سبق وأجبنا في الفصل السابق من الكتاب أن المال وحدهُ لا يصنع الإصلاح، ولكن وحتى لا يتوهَّم أحدٌ من تساؤلنا أننا نقلل من شأن من سيشيدون المصانع أو العمارات أو يقيموا الزراعات، فإننى أقول أن أمر سبيل إصلاح الأفراد والمجتمعات لا ينتهي عند العلماء العاملين ورثة الأنبياء والمرسلين، الذين يرسمونه للأمة منهج الإصلاح المبين
ولكنهم بلغة اليوم يضعون الدستور الأساسي لخطة الإصلاح، فيُقعِّدون القواعد والركائز والأسس التي تبنى عليها كلُّ برامج الصلاح والإصلاح، فالعلماء العاملون بالدين يضعون دستور إصلاح الأمة على نهج المرسلين بما يناسب الزمان والمكان. أما الوسائل التنفيذية والمذكرات التفسيرية والحلول العملية والتطبيقية لتلك الخطط الإصلاحية في المناحى الحياتية تكون كما قال الله: {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} النحل43
فعلى الأمة كلها إن أرادت الصلاح والإصلاح أن تتبع منهاج العلماء العاملين القائم على الشرع والدين، ثم تجعل الأمة مرجعيتها بعد ذلك في كل ناحية من نواحي حياتها لأهل الذكر في تلك الناحية، أى كما نقول اليوم لأهل العلم والعلماء والخبرة والدراية.
وهذا يوجِّه أفهامنا إلى أنه لتكون خطط الإصلاح والنهضة شاملة ودائمة ومتطورة ومؤيدة من الله، فلا بد للأمة أن ترسم خطط تربية أبناءها لتصنع كوادرها العلمية وأهل الذكر الذين يدينون لها ولدستور إصلاحها بالولاء من الألف للياء، فهى خططٌ إصلاحية وتربوية متكاملةٌ متَّفقة مع الدين، وسنة سيد المرسلين، وفقه أهل اليقين من العلماء العاملين، وقد فصَّلنا ما يخصُّ تربية الأبناء بجلاء في كتابنا {تربية القرآن لجيل الإيمان}.
وهنا تحضرنى كلمات قليلة للسيد مهاتير محمد رائد النهضة الحديث لدولة ماليزيا والذي استطاع أن يقود مسيرة الإصلاح في العصر الحديث لتلك الدولة من خلال الفهم الإسلامي الصادق والمستنير قال فيها: {إن أول ما دعا إليه القرآن هو اقرأ، وهذا لا يعنى أن نقرأ القرآن وحده، ولكن هى دعوة للمعرفة التى لا يمكن أن تجعلنا نتجاهل أهمية التعليم والذى يتطلب ألا نعمل بمفردنا وننأى عن معرفة كل شيء}{3}
{1} ابن ماجه عن ابن عمروٍ وأخرجه الدارمي وابن وهب في " المسند " و عبد الله بن المبارك في" الزهد " و عنه الحارث في مسنده و الطيالسي {2} الأول: جامع المسانيد والمراسيل، ابن النجار عن أنس رضي الله عنه، والثاني: مجمع الزوائد عن أبي الدرداء{3} من مقال نشر بالأخبار 20/2/12 للأستاذ جلال دويدار بعنوان : روشتة علاج ماليزية لأوجاع مصر الثورة
التعديل الأخير بواسطة المشرف: