مہجہرد إنہسہآن
ادارة الموقع
باينت آراء خبراء تربويين، حيال بدء تنفيذ وزارة التربية والتعليم، المرحلة الأولى من عملية تطوير المناهج والكتب المدرسية.
واعتبر بعضهم أن المناهج ماتزال قاصرة في تحفيز التفكير والنقد وتعاني من الحشو، فتغيير الوزارة ليس الأمثل، والمناهج الجديدة لم تتضمن تغييراً حقيقيا، نحو تعليم يعزز الانفتاح والتفكير النقدي الخلاق.
وشدد بعضهم على أن قضية تغيير واستقرار المناهج أمر مهم، وعلى التربويين النظر اليها نظرة شمولية وعميقة، بينما رأى آخرون أن مناهج الصفوف: الثلاثة الأولى جيدة، وتساعد الطلبة على إكسابهم مهارات القراءة والكتابة والحساب، وتتناسب مع أعمارهم، بيد أنهم طالبوا مراعاة متطلبات العصر والانفتاح المعرفي.
وشملت الخطة والتي ستنتهي العامين المقبلين، تغيير المناهج للصفوف الثلاثة الأولى، التي كانت الوزارة قد أقرت لها كتبا دراسية جديدة، ابتداء من بداية العام الدراسي الماضي.
وجاء ذلك بعد إعلان وزير التربية والتعليم محمد الذنيبات سابقا، أن نحو 100 ألف طالب على مقاعد الدراسة في هذه المرحلة، لا يستطيعون قراءة الحروف العربية أو الإنجليزية، ويشكلون نحو 22 % من إجمالي عدد الطلاب.
واعتبر وزير التربية الأسبق وليد المعاني أن الكتب المدرسية، تعاني من حشو وقلة معنى وعدم فائدة، بالإضافة إلى أنها لا تتناسب مع الوقت الحالي، مبينا أن التغيير الذي أجرته الوزارة مؤخرا على المناهج والكتب المدرسية ليس الأمثل.
وشدد المعاني على أن قضية تغيير واستقرار المناهج أمر مهم، فكما أنه لا يجوز أن يطرأ تغيير كل يوم، لا يجوز بقاء المناهج كما هي لمدة طويلة، لذلك يجب تطويرها، بحيث تأخذ بالاعتبار التغيرات المجتمعية.
وأضاف المعاني أن الفرصة سانحة أمام الوزارة لإصلاح المناهج والكتب المدرسية، لتصبح أكثر فائدة ومواكبة للعصر، موضحا أن هناك خلطا بين المناهج والكتب المدرسية.
فالمناهج هي عبارة عن مجموعة أسس ومفاهيم مقررة لهذا الكتاب، أما الكتاب المدرسي فهو الوثيقة الإجرائية لمحتوى المناهج، وقد يتناول جميع أسس المناهج أو بعضها.
وطالب المعاني بتطوير المناهج، اجتماعيا وسيكولوجيا وتعدديا، لافتا إلى أن بين أيدي الطلبة الآن، أكبر مصدر للمعرفة وهي الشبكة العنكبوتية والإنترنت.
وشدد على ضرورة إعادة المناهج غير الدراسية التي تنمي وتطور قدرات ومواهب الطلبة، فلا يجوز استثناء حصص الرياضة والفن والموسيقى والرحلات من المناهج.
وبين أن المناهج الجديدة يجب أن توضع عن طريق أشخاص منتخبين من المجتمع، إلى جانب مختصين، لينتج بذلك كتاب جيد المحتوى ومخرج بصورة جاذبة للطلبة.
بدوره، رأى نائب رئيس جامعة كولومبيا الدكتور صفوان المصري أن المناهج الجديدة، لم تتضمن تغييراً حقيقياً نحو تعليم يعزز الانفتاح والتفكير النقدي الخلاق، "بل يبدو أنه تغيير شكلي لا يتطرق إلى مضمون المناهج بشكل موضوعي".
وقال المصري إن إصلاح المناهج يجب أن يكون شاملاً، مبينا أنه على الرغم من أن الكتب الدراسية جزء مهم من المعادلة، لكن أساليب التعليم وطريقة الاختبار والتركيز على مشاركة الطالب الفعالة في التعليم، عناصر رئيسة تضمن جودة نظام التعليم.
وأشار المصري إلى أن أطفالنا يعانون من ضعف أساسي في مهارات وأساليب التفكير، لنهوض المجتمعات ونموها، وهذه الظاهرة لا تقتصر على الأردن فقط، بل منتشرة في الوطن العربي.
وأضاف المصري أن هناك دراسة نشرتها مؤسسة Brookings العام الماضي، أظهرت أن 56 % من طلبة المرحلة الابتدائية و48 % من الطلبة (بشكل عام) في المنطقة العربية، يفتقرون لمبادئ التعليم الأساسية، "أكثر من نصف الأطفال العرب الذين يذهبون للمدارس لا يتعلمون!".
وأشارت الدراسة لارتفاع نسبة طلبة المرحلة الإعدادية الذين يفتقرون إلى مبادئ التعليم الأساسية في الأردن من 44 % في العام 2006/ 2007 إلى 48 % العام 2011/ 2012.
ولفت المصري إلى أن الدراسة التي نشرتها صحيفة "الغد" للدكتور ذوقان عبيدات، بينت أن مناهجنا لا ترتبط بالطالب، بل هي سردية تقدم معلومات عامة، لا تدعو للتفكير النقدي أو تثير الاهتمام.
وبين أن مادة الدين الإسلامي تطغى على المناهج والكتب الدراسية، وتدرس من منظور ضيق، يركز على الممارسة لا على الفهم، ما يؤدي لتغييب الفكر الإبداعي والنقدي، وزيادة التعصب وثقافة إقصاء الآخر.
ولفت المصري إلى أنه على الرغم من أن مادة الدين الإسلامي تدرس منفصلة، فتدمج مواضيع وقيم مطروحة في مواد أخرى، كاللغة العربية والتربية الوطنية وغيرهما، ما يودي لهيمنة التعاليم الدينية على المناهج، وحصر التعامل مع المواد والفهم من منطلق ديني.
من ناحيته، قال وزير التربية والتعليم الاسبق ابراهيم بدران ان موضوع المناهج، يجب ألا يؤخذ بتسرع، وأن ينظر التربويون للمنهاج بشمولية وعمق، وأن تؤخذ الملاحظات بالاعتبار عند وضع المنهاج.
وأكد بدران على خروج المناهج من اسلوب التلقين والحفظ الى اسلوب تحفيز عقل الطالب على التفكير والنقد والتحليل.
وشدد على تأهيل المعلمين وتحسين البيئة المدرسية بالتوازي وتغيير المناهج، "فما الفائدة من وجود أحسن كتاب وليس لدينا معلم مؤهل تأهيلا مهنيا وتربويا ونفسيا"، ويجب إعطاء الأولوية لتأهيل المعلم، ليصبح متمكنا ومحبا لمهنته ومقتنعا بدوره.
وأكد بدران على وجود هيئات وطنية مستقلة، تتولى تأليف الكتب وتؤهل المعلمين بالتعاون مع الوزارة، بحيث يكون لها رؤيتها المستقلة، وهذا متعارف عليه في الدول المتقدمة.
ونوه إلى أنه لا يجوز أن تكون الوزارة هي من يقيم ويضع المنهاج ويؤلف الكتب، لإنها ستعود لإنتاج المنهاج السابق نفسه.
من جهتها، اعتبرت معلمة في مدرسة بعمان الغربية، أن المناهج الحالية، تشجع على ما قالت أنه "الفكر الداعشي"، موضحة أن اغلب المواد المكتوبة للحفظ، عبارة عن آيات قرآنية، مشددة على ضرورة أن يكون هناك تنوع فيما يحفظه الطلبة كالقرآن والنشيد والشعر، لتتوسع مداركهم ومفرداتهم.
ولفتت إلى أن الكتب الحالية تفتقد للقراءة الاستمتاعية، لتصبح اللغة العربية خلالها صديقة الطالب، لكن كل القصص الموجودة في الكتب محشوة بالعظات.
وأشارت المعلمة، التي طلبت عدم نشر اسمها، إلى أن كتب الصفوف الثلاثة الأولى خالية من صور حقيقية، فمثلا صور البتراء والعائلة والحيوانات عبارة عن رسومات، وهذا خاطئ، بحيث يجب أن تشتمل الكتب صورا حقيقية حتى يتعلم الطلبة ان هذه الأشياء ملموسة وموجودة في الواقع.
وأشارت إلى أن كتب الرياضيات للصفوف الثلاثة الأولى مجردة، فيما تعرض الرياضيات في الكتب الأجنبية على شكل أحاج وألغاز على الطالب حلها، ما يجعل الطالب يفكر ويحلل، وفي الوقت نفسه يلعب، مؤكدة أن المناهج الحالية تعتمد على الحفظ والتلقين وتبعد عن التحليل والتفكير الناقد.
ووصف الخبير التربوي ذوقان عبيدات في دراسته المناهج والكتب المدرسية بانها "داعشية"، بمعنى انه يغيب عنها الانفتاح والتفكير الناقد والعاطفة والموسيقى والشعر العذب والجمال والحق والخير والنظرة الإنسانية، إضافة لوجود أفكار دينية فيها قد تستغل.
وقال عبيدات في دراسته التي حملت عنوان "دراسة تحليلية: الداعشية في المناهج والكتب المدرسية" إن مناهجنا لا ترتبط بحاجات الطالب، فهي تقدم له على أساس معلومات محترمة لدى المؤلف، ومحايدة جدًا بالنسبة للطالب.
وأشار إلى أن مناهجنا لا تهتم بالمعارف، بل بمعلومات لن تبقى، وكشفت الدراسة أيضا أن الثقافة الدينية واسعة الانتشار في الكتب، لا صلة لها بالتربية الإسلامية، مثل اللغة العربية والتربية الوطنية والثقافة العامة.
ففي كتاب الثقافة العامة، وضعت أكثر من 85 آية قرآنية، وعشرات الأحاديث النبوية، في وحدة دراسية واحدة، لا علاقة لها بالموضوع، حيث كانت الوحدة في الفلسفة والمعرفة.
وفي كتب اللغة العربية والتربية الوطنية المطورة والمعدة حديثا جدًا، بعد إصلاحات وزير التربية، رصد 20 درسًا في اللغة العربية من أصل 46، تعزز الفكر الديني، مثل ضرورة اهتمام المسلم بمساعدة المسلمين، من دون الإشارة لمكونات المجتمع.
من جهتها، أشارت مديرة مدرسة الزهراء الأهلية الثانوية هناء الكردي الى أن المناهج في كل دول العالم، تعتمد على اسس وقواعد تمثل فلسفة الدولة وحاجات الأمة.
وقالت الكردي "عبر متابعاتي لما نشر مؤخرا حول موضوع المناهج، وجدت ان من كتبوا في هذا الموضوع ركزوا على عنصر واحد: المحتوى، وهو في مناهجنا مأخوذ من ديننا الإسلامي (القرآن الكريم والأحاديث النبوية ومن التراث اللغوي للغة العربية)، وقصائد وقصص الجهاد والبطولات، وكذلك مقالات علمية أو أدبية متنوعة، وهي تركز على عاداتنا وتقاليدنا وقيمنا وثقافتنا العربية.
ورأت أن مشكلة الضعف ناجمة عن عناصر اخرى من المنهاج، متمثلة بالاهداف والمحتوى وطرق التدريس والتقويم، فالأهداف توضع حسب فلسفة الدولة وحاجات المجتمع، اما المحتوى فتختاره مجموعة مختصين وباحثين، وقد يوفق الكاتب في اختيار النص ويختاره حسب رؤيته، وهذا يمكن تغييره إذا وجد أفضل منه، فالكتاب في نهاية الأمر، أحد وجوه المنهاج لخدمة المنهاج.
ولفتت إلى أن المشكلة التي يعاني منها التعلم والتعليم، هي طرائق التدريس، وتشمل الوسائل والأنشطة والإجراءات والخبرات، مبينة أن معظم هذه الطرق وبرغم محاولات التغيير، ما تزال دون المستوى، لأنها تقدم للطلبة عن طريق التلقين.
وقالت "أتمنى على الوزارة والباحثين والمختصين، التركيز على طرق التدريس والابتعاد عن التلقين والتدريس النظري، وعليهم اللجوء لطرق علمية حديثة، تنمي عند الطلبة التفكير، بخاصة الناقد والإبداعي وتشجع البحث العلمي، عبر الملاحظة والتجريب والاستقراء والتصنيف والتحليل والتركيب والمقارنة والتحقيق إلخ، ويمكن تدريب الطلبة عليها لتوسيع مداركهم، وتنمية مهاراتهم المتعددة للتفكير الإبداعي وأسلوب حل المشكلة".
وعبرت الكردي عن أملها في أن تركز الوزارة في مؤتمرها المقبل على إيلاء موضوع التفكير العناية القصوى، لما له من أثر على تطوير التعليم ومواكبة العصر منذ الحضانة والروضة والمدرسة الابتدائية الدنيا.
وأشارت إلى أن منهاج الصفوف الأساسية الثلاثة الأولى الذي وضع مؤخرا دون المستوى المطلوب، لأنه وضع على عجل، وكان المنهاج قبل ذلك أفضل، بخاصة بعد إجراء الاختبار التحصيلي من الوزارة.
وقالت "نأمل من الوزارة إعادة منهاج الانسانيات (يشمل الاجتماعيات) لهذه الصفوف، وتكون المادة بين يدي المعلمين، كما نأمل إعادة النظر في مناهج هذه الصفوف بشكل افضل، وأن تضع المدرسة مواضيع حسب حاجات الطلبة، بحيث يكون فيها قصص عن التفكير والحوار والتسامح، وتقبل الآخر ومهارات الاتصال والعمل التعاوني.
وطالبت الكردي بسد الفجوة بين التعليم الأكاديمي والمرحلة الأساسية العليا والمرحلة الثانوية، وان يكون هناك دراسة جادة لذلك، وتكوين لجنة لدراسة المناهج الجامعية والتركيز على ما يفيد امتنا ومجتمعنا وطلابنا.
وفيما يخص منهاج الثقافة الإسلامية، قالت الكردي إن الأمم والشعوب وإن اختلفت في عقائدها، واتجاهاتها الفكرية، لا بد من وجود نقطة التقاء، تجمع بين هذه الشعوب، ليتم التواصل عبرها، والتعاون المشترك للجميع، ونقطة الالتقاء هذه عبارة عن مجموعة قيم إنسانية مشتركة، لا يمكن لعاقل رفضها.
ولفتت إلى أن السلام الإسلامي أو العالمي، يمر عبر نظام واضح للعلاقة مع الآخر، تحكمه قيم العدالة والمساواة، وتحوطه أخلاقيات الوفاء بالعهود، والأمانة، والصدق، وتقوده مبادئ التعاون، والعمل المشترك.
ونوهت إلى ان مناهج التعليم لمادة الثقافة الإسلامية تبني القيم الكونية، كالديمقراطية، والمساواة والحرية والتسامح واحترام الآخر، ولكن هناك وجود في مقرراتها الدراسية لمفاهيم جدلية كمفهوم "الجهاد".
وطالبت بوجود وحدة بين المساجد والكنائس، يمكن أن يطلق عليها "بيت العائلة الأردنية"، وأن تكون هذه "مبادرة جديدة تدعو لإعداد برنامج جديد للتعليم الديني عبر التركيز على القيم المشتركة بين المسلمين والمسيحيين".
وأوضحت انه على الطالب معرفة الديانات الاخرى كـ"البوذية والمسيحية واليهودية"، وبشكل واقعي اساسه معرفة الآخر واحترام كرامته وقدسيته.
وأكدت الكردي على اهمية تقديم المادة في الصفوف الاساسية الاولى على نحو قصصي هادف، يخدم المنهاج وتساعد الطلبة في تدريبهم على المهارات والتفكير، وتنمي لديهم قيم الصدق والأمانة والتعاون والانتماء للوطن.
ودعت الى التركيز على منهاج الاجتماعيات والإنسانيات، بحيث تتضمن مواضيع عن الاردن والتعرف على انواع الديانات والثقافات العالمية الاخرى، فضلا عن تعليم المعلمين والمعلمات على استراتيجيات التدريس الحديثة.
كما ودعت الى مشاركة الاهل وتوعيتهم في متابعة دراسة ابنائهم، وإرشادهم لأفضل الطرق الدراسية، وزيادة دور الاعلام وأهميته في التعليم لما له من اثر قوي وإعطاء اهمية اكبر من الوزارة للمدارس الخاصة.
وبين مدير مدرسة ذات الصوري ارشيد العبداللات ان من يؤلفون الكتب المدرسية بعيدون عن الميدان التربوي، فاغلبيتهم اساتذة جامعات، والفئة الاقل هم من المعلمين، ما يجعل الكتب بعيدة عما يحتاجه الطالب والميدان، وقال "يجب على المناهج الجديدة مراعاة متطلبات العصر والانفتاح المعرفي".
وفيما لم يتسن لـ"الغد" بعد عدة محاولات الحصول على تعقيب من وزارة التربية والتعليم حول المناهج، فان ادارة المناهج والكتب المدرسية في الوزارة كانت عقبت عبر "الغد" على دراسة عبيدات، ولفتت في ردها الى انه "بدء بإعادة تأليف المناهج في العلوم الاجتماعية وفق ثوابت الدستور الذي كفل حرية التعبير، والتعددية السياسية.
ومن هنا، وجهت لجان التأليف والإشراف على جعل المناهج الجديدة، تركز على مفهوم المواطنة الصادقة والتسامح بين أبناء المجتمع الواحد، وكذلك التركيز على أن المجتمع واحد، يتساوى فيه المواطنون في الحقوق والواجبات، واحترام الرأي والرأي الآخر والعيش المشترك والتعددية
كما وجهت الى أن الأردن مجتمع واحد يعيش فيه المسلم والمسيحي معاً تحت مظلة سيادة القانون، كما ورد في وحدات (نحيا معاً) في أدلة التربية الاجتماعية والوطنية ومفاهيم: حقوق المواطن وواجباته، والتسامح والتعاون، وحقوق المواطن وحرياته، والحرية الشخصية، وحرية القيام بالشعائر الدينية، وحرية الرأي، والحق في تأليف الأحزاب السياسية، والنظام والديمقراطية، وتطور الحياة الحزبية) في كتب التربية الوطنية والمدنية للصفين الثامن والعاشر.
كذلك تركز المناهج الجديدة على الاعتدال والوسطية، كما جاءت مفاهيمها في رسالة عمان التي تبين صورة الإسلام الحقيقية، بعيداً عن التفسيرات الأخرى التي قد توظف لأهداف مختلفة، مثل: وحدة رسالة عمان في كتاب الثقافة العامة ودرس رسالة عمان في كتاب الثقافة الإسلامية وكتاب اللغة العربية للصف العاشر، ودروس التسامح في أدلة التربية الاجتماعية والوطنية للصفوف الثلاثة الأولى، ومفاهيم نبذ العنف ومحاربة التمييز والتعصب بمختلف أشكاله وصوره، وضرورة التعايش والتسامح بين الشعوب في كتاب التربية الوطنية والمدنية للصف العاشر.
وأشارت إلى أنه فيما يخص اللغة العربية، فإنه من المعروف للجميع أن القرآن الكريم وعاء اللغة العربية وأن من أراد أن يفهم العربية فهماً صحيحاً لا بد له من الاستعانة بالقرآن الكريم، ومع ذلك لم تغفل لجان التأليف التي تعيد تأليف المناهج عن الاستفادة من موروث الأدب نثراً وشعراً.
واعتبر بعضهم أن المناهج ماتزال قاصرة في تحفيز التفكير والنقد وتعاني من الحشو، فتغيير الوزارة ليس الأمثل، والمناهج الجديدة لم تتضمن تغييراً حقيقيا، نحو تعليم يعزز الانفتاح والتفكير النقدي الخلاق.
وشدد بعضهم على أن قضية تغيير واستقرار المناهج أمر مهم، وعلى التربويين النظر اليها نظرة شمولية وعميقة، بينما رأى آخرون أن مناهج الصفوف: الثلاثة الأولى جيدة، وتساعد الطلبة على إكسابهم مهارات القراءة والكتابة والحساب، وتتناسب مع أعمارهم، بيد أنهم طالبوا مراعاة متطلبات العصر والانفتاح المعرفي.
وشملت الخطة والتي ستنتهي العامين المقبلين، تغيير المناهج للصفوف الثلاثة الأولى، التي كانت الوزارة قد أقرت لها كتبا دراسية جديدة، ابتداء من بداية العام الدراسي الماضي.
وجاء ذلك بعد إعلان وزير التربية والتعليم محمد الذنيبات سابقا، أن نحو 100 ألف طالب على مقاعد الدراسة في هذه المرحلة، لا يستطيعون قراءة الحروف العربية أو الإنجليزية، ويشكلون نحو 22 % من إجمالي عدد الطلاب.
واعتبر وزير التربية الأسبق وليد المعاني أن الكتب المدرسية، تعاني من حشو وقلة معنى وعدم فائدة، بالإضافة إلى أنها لا تتناسب مع الوقت الحالي، مبينا أن التغيير الذي أجرته الوزارة مؤخرا على المناهج والكتب المدرسية ليس الأمثل.
وشدد المعاني على أن قضية تغيير واستقرار المناهج أمر مهم، فكما أنه لا يجوز أن يطرأ تغيير كل يوم، لا يجوز بقاء المناهج كما هي لمدة طويلة، لذلك يجب تطويرها، بحيث تأخذ بالاعتبار التغيرات المجتمعية.
وأضاف المعاني أن الفرصة سانحة أمام الوزارة لإصلاح المناهج والكتب المدرسية، لتصبح أكثر فائدة ومواكبة للعصر، موضحا أن هناك خلطا بين المناهج والكتب المدرسية.
فالمناهج هي عبارة عن مجموعة أسس ومفاهيم مقررة لهذا الكتاب، أما الكتاب المدرسي فهو الوثيقة الإجرائية لمحتوى المناهج، وقد يتناول جميع أسس المناهج أو بعضها.
وطالب المعاني بتطوير المناهج، اجتماعيا وسيكولوجيا وتعدديا، لافتا إلى أن بين أيدي الطلبة الآن، أكبر مصدر للمعرفة وهي الشبكة العنكبوتية والإنترنت.
وشدد على ضرورة إعادة المناهج غير الدراسية التي تنمي وتطور قدرات ومواهب الطلبة، فلا يجوز استثناء حصص الرياضة والفن والموسيقى والرحلات من المناهج.
وبين أن المناهج الجديدة يجب أن توضع عن طريق أشخاص منتخبين من المجتمع، إلى جانب مختصين، لينتج بذلك كتاب جيد المحتوى ومخرج بصورة جاذبة للطلبة.
بدوره، رأى نائب رئيس جامعة كولومبيا الدكتور صفوان المصري أن المناهج الجديدة، لم تتضمن تغييراً حقيقياً نحو تعليم يعزز الانفتاح والتفكير النقدي الخلاق، "بل يبدو أنه تغيير شكلي لا يتطرق إلى مضمون المناهج بشكل موضوعي".
وقال المصري إن إصلاح المناهج يجب أن يكون شاملاً، مبينا أنه على الرغم من أن الكتب الدراسية جزء مهم من المعادلة، لكن أساليب التعليم وطريقة الاختبار والتركيز على مشاركة الطالب الفعالة في التعليم، عناصر رئيسة تضمن جودة نظام التعليم.
وأشار المصري إلى أن أطفالنا يعانون من ضعف أساسي في مهارات وأساليب التفكير، لنهوض المجتمعات ونموها، وهذه الظاهرة لا تقتصر على الأردن فقط، بل منتشرة في الوطن العربي.
وأضاف المصري أن هناك دراسة نشرتها مؤسسة Brookings العام الماضي، أظهرت أن 56 % من طلبة المرحلة الابتدائية و48 % من الطلبة (بشكل عام) في المنطقة العربية، يفتقرون لمبادئ التعليم الأساسية، "أكثر من نصف الأطفال العرب الذين يذهبون للمدارس لا يتعلمون!".
وأشارت الدراسة لارتفاع نسبة طلبة المرحلة الإعدادية الذين يفتقرون إلى مبادئ التعليم الأساسية في الأردن من 44 % في العام 2006/ 2007 إلى 48 % العام 2011/ 2012.
ولفت المصري إلى أن الدراسة التي نشرتها صحيفة "الغد" للدكتور ذوقان عبيدات، بينت أن مناهجنا لا ترتبط بالطالب، بل هي سردية تقدم معلومات عامة، لا تدعو للتفكير النقدي أو تثير الاهتمام.
وبين أن مادة الدين الإسلامي تطغى على المناهج والكتب الدراسية، وتدرس من منظور ضيق، يركز على الممارسة لا على الفهم، ما يؤدي لتغييب الفكر الإبداعي والنقدي، وزيادة التعصب وثقافة إقصاء الآخر.
ولفت المصري إلى أنه على الرغم من أن مادة الدين الإسلامي تدرس منفصلة، فتدمج مواضيع وقيم مطروحة في مواد أخرى، كاللغة العربية والتربية الوطنية وغيرهما، ما يودي لهيمنة التعاليم الدينية على المناهج، وحصر التعامل مع المواد والفهم من منطلق ديني.
من ناحيته، قال وزير التربية والتعليم الاسبق ابراهيم بدران ان موضوع المناهج، يجب ألا يؤخذ بتسرع، وأن ينظر التربويون للمنهاج بشمولية وعمق، وأن تؤخذ الملاحظات بالاعتبار عند وضع المنهاج.
وأكد بدران على خروج المناهج من اسلوب التلقين والحفظ الى اسلوب تحفيز عقل الطالب على التفكير والنقد والتحليل.
وشدد على تأهيل المعلمين وتحسين البيئة المدرسية بالتوازي وتغيير المناهج، "فما الفائدة من وجود أحسن كتاب وليس لدينا معلم مؤهل تأهيلا مهنيا وتربويا ونفسيا"، ويجب إعطاء الأولوية لتأهيل المعلم، ليصبح متمكنا ومحبا لمهنته ومقتنعا بدوره.
وأكد بدران على وجود هيئات وطنية مستقلة، تتولى تأليف الكتب وتؤهل المعلمين بالتعاون مع الوزارة، بحيث يكون لها رؤيتها المستقلة، وهذا متعارف عليه في الدول المتقدمة.
ونوه إلى أنه لا يجوز أن تكون الوزارة هي من يقيم ويضع المنهاج ويؤلف الكتب، لإنها ستعود لإنتاج المنهاج السابق نفسه.
من جهتها، اعتبرت معلمة في مدرسة بعمان الغربية، أن المناهج الحالية، تشجع على ما قالت أنه "الفكر الداعشي"، موضحة أن اغلب المواد المكتوبة للحفظ، عبارة عن آيات قرآنية، مشددة على ضرورة أن يكون هناك تنوع فيما يحفظه الطلبة كالقرآن والنشيد والشعر، لتتوسع مداركهم ومفرداتهم.
ولفتت إلى أن الكتب الحالية تفتقد للقراءة الاستمتاعية، لتصبح اللغة العربية خلالها صديقة الطالب، لكن كل القصص الموجودة في الكتب محشوة بالعظات.
وأشارت المعلمة، التي طلبت عدم نشر اسمها، إلى أن كتب الصفوف الثلاثة الأولى خالية من صور حقيقية، فمثلا صور البتراء والعائلة والحيوانات عبارة عن رسومات، وهذا خاطئ، بحيث يجب أن تشتمل الكتب صورا حقيقية حتى يتعلم الطلبة ان هذه الأشياء ملموسة وموجودة في الواقع.
وأشارت إلى أن كتب الرياضيات للصفوف الثلاثة الأولى مجردة، فيما تعرض الرياضيات في الكتب الأجنبية على شكل أحاج وألغاز على الطالب حلها، ما يجعل الطالب يفكر ويحلل، وفي الوقت نفسه يلعب، مؤكدة أن المناهج الحالية تعتمد على الحفظ والتلقين وتبعد عن التحليل والتفكير الناقد.
ووصف الخبير التربوي ذوقان عبيدات في دراسته المناهج والكتب المدرسية بانها "داعشية"، بمعنى انه يغيب عنها الانفتاح والتفكير الناقد والعاطفة والموسيقى والشعر العذب والجمال والحق والخير والنظرة الإنسانية، إضافة لوجود أفكار دينية فيها قد تستغل.
وقال عبيدات في دراسته التي حملت عنوان "دراسة تحليلية: الداعشية في المناهج والكتب المدرسية" إن مناهجنا لا ترتبط بحاجات الطالب، فهي تقدم له على أساس معلومات محترمة لدى المؤلف، ومحايدة جدًا بالنسبة للطالب.
وأشار إلى أن مناهجنا لا تهتم بالمعارف، بل بمعلومات لن تبقى، وكشفت الدراسة أيضا أن الثقافة الدينية واسعة الانتشار في الكتب، لا صلة لها بالتربية الإسلامية، مثل اللغة العربية والتربية الوطنية والثقافة العامة.
ففي كتاب الثقافة العامة، وضعت أكثر من 85 آية قرآنية، وعشرات الأحاديث النبوية، في وحدة دراسية واحدة، لا علاقة لها بالموضوع، حيث كانت الوحدة في الفلسفة والمعرفة.
وفي كتب اللغة العربية والتربية الوطنية المطورة والمعدة حديثا جدًا، بعد إصلاحات وزير التربية، رصد 20 درسًا في اللغة العربية من أصل 46، تعزز الفكر الديني، مثل ضرورة اهتمام المسلم بمساعدة المسلمين، من دون الإشارة لمكونات المجتمع.
من جهتها، أشارت مديرة مدرسة الزهراء الأهلية الثانوية هناء الكردي الى أن المناهج في كل دول العالم، تعتمد على اسس وقواعد تمثل فلسفة الدولة وحاجات الأمة.
وقالت الكردي "عبر متابعاتي لما نشر مؤخرا حول موضوع المناهج، وجدت ان من كتبوا في هذا الموضوع ركزوا على عنصر واحد: المحتوى، وهو في مناهجنا مأخوذ من ديننا الإسلامي (القرآن الكريم والأحاديث النبوية ومن التراث اللغوي للغة العربية)، وقصائد وقصص الجهاد والبطولات، وكذلك مقالات علمية أو أدبية متنوعة، وهي تركز على عاداتنا وتقاليدنا وقيمنا وثقافتنا العربية.
ورأت أن مشكلة الضعف ناجمة عن عناصر اخرى من المنهاج، متمثلة بالاهداف والمحتوى وطرق التدريس والتقويم، فالأهداف توضع حسب فلسفة الدولة وحاجات المجتمع، اما المحتوى فتختاره مجموعة مختصين وباحثين، وقد يوفق الكاتب في اختيار النص ويختاره حسب رؤيته، وهذا يمكن تغييره إذا وجد أفضل منه، فالكتاب في نهاية الأمر، أحد وجوه المنهاج لخدمة المنهاج.
ولفتت إلى أن المشكلة التي يعاني منها التعلم والتعليم، هي طرائق التدريس، وتشمل الوسائل والأنشطة والإجراءات والخبرات، مبينة أن معظم هذه الطرق وبرغم محاولات التغيير، ما تزال دون المستوى، لأنها تقدم للطلبة عن طريق التلقين.
وقالت "أتمنى على الوزارة والباحثين والمختصين، التركيز على طرق التدريس والابتعاد عن التلقين والتدريس النظري، وعليهم اللجوء لطرق علمية حديثة، تنمي عند الطلبة التفكير، بخاصة الناقد والإبداعي وتشجع البحث العلمي، عبر الملاحظة والتجريب والاستقراء والتصنيف والتحليل والتركيب والمقارنة والتحقيق إلخ، ويمكن تدريب الطلبة عليها لتوسيع مداركهم، وتنمية مهاراتهم المتعددة للتفكير الإبداعي وأسلوب حل المشكلة".
وعبرت الكردي عن أملها في أن تركز الوزارة في مؤتمرها المقبل على إيلاء موضوع التفكير العناية القصوى، لما له من أثر على تطوير التعليم ومواكبة العصر منذ الحضانة والروضة والمدرسة الابتدائية الدنيا.
وأشارت إلى أن منهاج الصفوف الأساسية الثلاثة الأولى الذي وضع مؤخرا دون المستوى المطلوب، لأنه وضع على عجل، وكان المنهاج قبل ذلك أفضل، بخاصة بعد إجراء الاختبار التحصيلي من الوزارة.
وقالت "نأمل من الوزارة إعادة منهاج الانسانيات (يشمل الاجتماعيات) لهذه الصفوف، وتكون المادة بين يدي المعلمين، كما نأمل إعادة النظر في مناهج هذه الصفوف بشكل افضل، وأن تضع المدرسة مواضيع حسب حاجات الطلبة، بحيث يكون فيها قصص عن التفكير والحوار والتسامح، وتقبل الآخر ومهارات الاتصال والعمل التعاوني.
وطالبت الكردي بسد الفجوة بين التعليم الأكاديمي والمرحلة الأساسية العليا والمرحلة الثانوية، وان يكون هناك دراسة جادة لذلك، وتكوين لجنة لدراسة المناهج الجامعية والتركيز على ما يفيد امتنا ومجتمعنا وطلابنا.
وفيما يخص منهاج الثقافة الإسلامية، قالت الكردي إن الأمم والشعوب وإن اختلفت في عقائدها، واتجاهاتها الفكرية، لا بد من وجود نقطة التقاء، تجمع بين هذه الشعوب، ليتم التواصل عبرها، والتعاون المشترك للجميع، ونقطة الالتقاء هذه عبارة عن مجموعة قيم إنسانية مشتركة، لا يمكن لعاقل رفضها.
ولفتت إلى أن السلام الإسلامي أو العالمي، يمر عبر نظام واضح للعلاقة مع الآخر، تحكمه قيم العدالة والمساواة، وتحوطه أخلاقيات الوفاء بالعهود، والأمانة، والصدق، وتقوده مبادئ التعاون، والعمل المشترك.
ونوهت إلى ان مناهج التعليم لمادة الثقافة الإسلامية تبني القيم الكونية، كالديمقراطية، والمساواة والحرية والتسامح واحترام الآخر، ولكن هناك وجود في مقرراتها الدراسية لمفاهيم جدلية كمفهوم "الجهاد".
وطالبت بوجود وحدة بين المساجد والكنائس، يمكن أن يطلق عليها "بيت العائلة الأردنية"، وأن تكون هذه "مبادرة جديدة تدعو لإعداد برنامج جديد للتعليم الديني عبر التركيز على القيم المشتركة بين المسلمين والمسيحيين".
وأوضحت انه على الطالب معرفة الديانات الاخرى كـ"البوذية والمسيحية واليهودية"، وبشكل واقعي اساسه معرفة الآخر واحترام كرامته وقدسيته.
وأكدت الكردي على اهمية تقديم المادة في الصفوف الاساسية الاولى على نحو قصصي هادف، يخدم المنهاج وتساعد الطلبة في تدريبهم على المهارات والتفكير، وتنمي لديهم قيم الصدق والأمانة والتعاون والانتماء للوطن.
ودعت الى التركيز على منهاج الاجتماعيات والإنسانيات، بحيث تتضمن مواضيع عن الاردن والتعرف على انواع الديانات والثقافات العالمية الاخرى، فضلا عن تعليم المعلمين والمعلمات على استراتيجيات التدريس الحديثة.
كما ودعت الى مشاركة الاهل وتوعيتهم في متابعة دراسة ابنائهم، وإرشادهم لأفضل الطرق الدراسية، وزيادة دور الاعلام وأهميته في التعليم لما له من اثر قوي وإعطاء اهمية اكبر من الوزارة للمدارس الخاصة.
وبين مدير مدرسة ذات الصوري ارشيد العبداللات ان من يؤلفون الكتب المدرسية بعيدون عن الميدان التربوي، فاغلبيتهم اساتذة جامعات، والفئة الاقل هم من المعلمين، ما يجعل الكتب بعيدة عما يحتاجه الطالب والميدان، وقال "يجب على المناهج الجديدة مراعاة متطلبات العصر والانفتاح المعرفي".
وفيما لم يتسن لـ"الغد" بعد عدة محاولات الحصول على تعقيب من وزارة التربية والتعليم حول المناهج، فان ادارة المناهج والكتب المدرسية في الوزارة كانت عقبت عبر "الغد" على دراسة عبيدات، ولفتت في ردها الى انه "بدء بإعادة تأليف المناهج في العلوم الاجتماعية وفق ثوابت الدستور الذي كفل حرية التعبير، والتعددية السياسية.
ومن هنا، وجهت لجان التأليف والإشراف على جعل المناهج الجديدة، تركز على مفهوم المواطنة الصادقة والتسامح بين أبناء المجتمع الواحد، وكذلك التركيز على أن المجتمع واحد، يتساوى فيه المواطنون في الحقوق والواجبات، واحترام الرأي والرأي الآخر والعيش المشترك والتعددية
كما وجهت الى أن الأردن مجتمع واحد يعيش فيه المسلم والمسيحي معاً تحت مظلة سيادة القانون، كما ورد في وحدات (نحيا معاً) في أدلة التربية الاجتماعية والوطنية ومفاهيم: حقوق المواطن وواجباته، والتسامح والتعاون، وحقوق المواطن وحرياته، والحرية الشخصية، وحرية القيام بالشعائر الدينية، وحرية الرأي، والحق في تأليف الأحزاب السياسية، والنظام والديمقراطية، وتطور الحياة الحزبية) في كتب التربية الوطنية والمدنية للصفين الثامن والعاشر.
كذلك تركز المناهج الجديدة على الاعتدال والوسطية، كما جاءت مفاهيمها في رسالة عمان التي تبين صورة الإسلام الحقيقية، بعيداً عن التفسيرات الأخرى التي قد توظف لأهداف مختلفة، مثل: وحدة رسالة عمان في كتاب الثقافة العامة ودرس رسالة عمان في كتاب الثقافة الإسلامية وكتاب اللغة العربية للصف العاشر، ودروس التسامح في أدلة التربية الاجتماعية والوطنية للصفوف الثلاثة الأولى، ومفاهيم نبذ العنف ومحاربة التمييز والتعصب بمختلف أشكاله وصوره، وضرورة التعايش والتسامح بين الشعوب في كتاب التربية الوطنية والمدنية للصف العاشر.
وأشارت إلى أنه فيما يخص اللغة العربية، فإنه من المعروف للجميع أن القرآن الكريم وعاء اللغة العربية وأن من أراد أن يفهم العربية فهماً صحيحاً لا بد له من الاستعانة بالقرآن الكريم، ومع ذلك لم تغفل لجان التأليف التي تعيد تأليف المناهج عن الاستفادة من موروث الأدب نثراً وشعراً.