• مرحبًا بكم في منصة منتديات صقر الجنوب التعليمية!
    أهلا ومرحبا بكم في مجتمعنا أنت حاليا تشاهد المعهد كزائر و التي لاتعطيك سوى خيارات التصفح المحدودة الاشتراك لدينا مجاني ولايستغرق سوى لحظات قليلة حتى تتمكن من المشاركة والتفاعل معنا

60 قصة عن عدل سيدنا عمر بن الخطاب رضى اللة عنة

مہجہرد إنہسہآن

ادارة الموقع
إنضم
27 أغسطس 2009
المشاركات
40,661
مستوى التفاعل
1,578
النقاط
113
الإقامة
الطفيلة الهاشمية
60 قصة عن عدل سيدنا عمر بن الخطاب رضى اللة عنة


مجموعة قصص من حياة الصحابى الجليل عمرو بن الخطاب رضى الله عنه وأرضاه قصة جميلة تبين عدل وحكمة وصفاء ونقاء عمر بن الخطاب رضى الله عنه وأرضاه إخوانى فى الله سوف أبدأ معكم اليوم فى كتابة مختصر لصفات عمر بن الخطاب رضى الله عنه وبعض من فضائله وأسرد لكم أول قصة بإذن المولى جل وعلا

أولا : التعريف بعمر بن الخطاب
عمر بن الخطاب هو : أبو حفص عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدى بن كعب بن لؤى بن غالب القرشى العدوى أمير المؤمنين , وثانى الخلفاء الراشدين , صاحب الكرامات , وقائد الفتوحات , أعز الله به الإسلام , ورفع به عن المؤمنين الآلام , وضرب السياط والحسام , فرق الله به بين الحق والباطل , وله السبق فى الأوائل , وافق رأيه القرآن , وانتشر على يده الدين والإيمان , ويخشاه الشيطان , رجل الشدائد , وقاضى الحوائج , صاحب الوقار والهيبة , وسراج أهل الجنة , الشديد فى لين , المسامح دون تقصير , سريع الدمعة , بهى الطلعة , خادم العجائز , وعون العائز , الإمام العادل , والخليفة الفاضل , شهد الوقائع , وللدين حصن دافع , أول من صلى عند الحرم علنا , وهاجر جهرا , له لسان صدق , وعرف بالحق , لايخشى فى الله لومة لائم , ولحدود الله قائم , يلتقى نسبه مع نسب النبى صلى الله عليه وسلم فى كعب بن لؤى بن غالب , ولد بعد الفيل بثلاث عشرة سنة , وأسلم قبل الهجرة بخمس سنوات .

ثانيا : بعض فضائله
قال النبى صلى الله عليه وسلم :" إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه ".
وقال النبى صلى الله عليه وسلم :" لو كان نبيا بعدى لكان عمر ".
وقال النبى صلى الله عليه وسلم :" كان فيمن قبلكم محدثون , وإن يكن فى أمتى لكان عمر ".
وقال النبى صلى الله عليه وسلم :" إنى لأنظر إلى شياطين الإنس والجن قد فروا من عمر ".

القصة الأولى
المرأة التى سمع الله حديثها
كانت تتلمس الطريق بعصا فى يدها , قوست الأيام ظهرها , وأثقلت كاهلها , استوقفت عمر بن الخطاب رضى عنه الذى كان يتوسط القوم , ومالت به إلى جانب الطريق .
دنا عمر رضى الله عنه ووضع يده على منكبيها , وأرهف إليها السمع , وظل طويلا يصغى إلى صوتها الضعيف الذى سرى متباطئا إلى أذنه , ولم ينصرف حتى قضى لها حاجتها .
وعندما ذهب عمر رضى الله عنه إلى القوم الذين طال وقوفهم , قال رجل : يا أمير المؤمنين حبست رجالات قريش على هذه العجوز ؟!
قال عمر رضى الله عنه : ويحك ! أتدرى من هذه ؟!
قال الرجل : لا
قال عمر رضى الله عنه : هذه إمرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات !! هذه خولة بنت ثعلبة , والله لو لم تنصرف عنى إلى الليل ما إنصرفت حتى تقضى حاجتها












السيرة العطرة سيرة هذا الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضى الله عنه الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم ( والله ما رآك الشيطان سالكاً فجاً إلا سلك فجاً غير فجك } أي: ما تسلك من طريقاً إلا ويسلك الشيطان من الطريق الآخر؛ لأنه صادق مخلص، وهو قوي الشخصية إلى درجة من الهيبة ما يستطاع أن يُتكلم معه، ملوك العرب إذا أتوا إلى عمر وأراد الواحد منهم أن يتكلم خلط بين الكلام، ولا يستطيع أن يتكلم.

هذا عمر رضي الله عنه وقف على راسه رسول كسرى وقال (عدلت فأمنت فنمت ياعمر )

وكان عبدالله بن مسعود يقول : ما كنا نقدر على أن نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر بن الخطاب ، فلما أسلم قاتل قريشا حتى صلى عند الكعبة ، وصلينا معه . حيث انه كان جبارآ غليظآ.

عن عبدالله بن عامر بن ربيعة ، عن أمه ليلى قالت : كان عمر بن الخطاب من أشد الناس علينا في إسلامنا ، فلما تهيأنا للخروج إلى أرض الحبشة ، فأتى عمر بن الخطاب وأنا على بعيري وأنا أريد أن أتوجه فقال أين يا أم عبدالله ؟ فقلت : آذيتمونا في ديننا فنذهب في أرض الله حيث لا نؤذى ، فقال : صحبكم الله ثم ذهب فجاء زوجي عامر بن ربيعة فأخبرته بما رأيت من رقة عمر ، فقال : ترجين أن يسلم والله لا يسلم حتى يسلم حمار الخطاب . رواه الطبراني

والله يااخواني لو اردنا ان نستعرض حياة عمر الفاروق رضى الله عنه للزمنا ايام وشهور اللهم ارضى عن عمر وابى بكر وعثمان وعلى وعن الصحابه اجمعين ومن تبع خطاهم اجمعين





________________________________________
القصة الثانية
العجوزة الشاعرة
فى كوخ صغير يقع أقصى المدينة لاح ضوء مصباح يحاول إختراق الظلام فى ضعف .
إقترب عمر بن الخطاب رضى الله عنه من الكوخ , فإذا بعجوز تجلس فى ثوب أسود تائهة فى العتمة التى لم يستطع المصباح هتكها , تردد فى شجا :

على محمد صلاة الأبرار = صلى عليك المصطفون الأخيار
قد كنت قواما بكى الأسحار = ياليت شعرى والمنايا أطوار
هل تجمعنى وحبيبى الدار

أهاجت هذه الكلمات الماضى الهاجع فى فؤاد عمر بن الخطاب رضى الله عنه وتذكر الأيام الخوالى , فبكى وسحت دموعه هادرة , وقرع الباب عليها .
فقالت : من هذا ؟
قال وهو يغالبه البكاء : عمر بن الخطاب .
قالت : ومالى ولعمر ؟ ومايأتى بعمر هذه الساعة ؟
قال : افتحى - رحمك الله - فلا بأس عليك , ففتحت له فدخل .
فقال : رددى على الكلمات التى قلت آنفا , فرددت عليه , فلما فرغت منها , قال : أسألك أن تدخلينى معكما .
قالت : وعمر فاغفر له ياغفار .
فرضى ورجع .






________________________________________
القصة الثالثة
الصبى الجائع
اهتزت المدينة , وعجت الطرقات بالوافدين من التجار الذين نزلوا المصلى , وامتلأ المكان بالأصوات .
فقال عمر لعبد الرحمن بن عوف رضى الله عنهما : هل لك أن نحرسهم الليلة من السرقة ؟!
فباتا يحرسان ويصليان ماكتبا الله لهما , فسمع عمر بن الخطاب رضى الله عنه صوت صبى يبكى , فتوجه ناحية الصوت , فقال لأمه التى تحاول إسكاته : اتقى الله واحسنى إلى صبيك .
ثم عاد إلى مكانه فارتفع صراخ الصبى مرة أخرى , فعاد إلى أمه وقال لها مثل ذلك , ثم عاد إلى مكانه , فلما كان فى أخر الليل سمع بكائه , فأتى أمه فقال عمر رضى الله عنه فى ضيق : ويحك إنى أراك أم سوء , ومالى أرى إبنك لايقر منذ الليلة ؟!
قالت الأم فى حزن وفاقة : ياعبد الله قد ضايقتنى هذه الليلة إنى أدربه على الفطام , فيأبى .
قال عمر رضى الله عنه فى دهشه : ولم ؟
قالت الأم فى ضعف : لأن عمر لايفرض إلا للفطيم .
ارتعدت فرائص عمر رضى الله عنه خوفا , وقال فى صوت متعثر : وكم له ؟
قالت : كذا وكذا شهرا .
قال عمر رضى الله عنه : ويحك لاتعجليه .
ثم إنصرف فصلى الفجر ومايستبين الناس قراءته من غلبة البكاء , فلما سلم قال : يابؤسا لعمر ! كم قتل من أولاد المسلمين ؟!
ثم أمر لكل مولود فى الإسلام , وكتب بذلك فى الأفاق .



القصة الرابعة

العجوز العمياء
فى بيت صغير بأطراف المدينة , عاشت إمرأة عجوز عمياء ليس لها من حطام الدنيا إلا شاة , ودلو , وحصير من الخوص أكل الزمان أطرافها , وكان عمر بن الخطاب رضى الله عنه يتعاهد هذه المرأة من الليل , فيستسقى لها ويصلح حالها , وظل على ذلك فترة .
وذات يوم جاء عمر بن الخطاب رضى الله عنه إلى البيت , فوجد كل شئ مرتبا ومعدا , فعلم أن غيره سبقه إليها فأصلح ماأرادت , فجاءها غير مرة وكل مرة يجد أن غيره سبقه إلى البيت فنظفه , وأصلحه .
فاختبأ عمر رضى الله عنه فى ناحية قريبا من البيت ليعرف من هذا الذى يسبقه , ظل قابعا مده , وفجأة رأى رجلا يقترب من البيت فطرق الباب , ثم دخل ... إنه أبو بكر الصديق رضى الله عنه وهو يومئذ خليفة المسلمين .
خرج عمر رضى الله عنه من مكمنه وقد إستبان له الأمر يحدث نفسه إعجابا بالصديق رضى الله عنه : أنت لعمرى ... أنت لعمرى .





القصة الخامسة
أعرابى يطوف بأمه
إرتفعت أصوات الطائفين فى الأجواء , يعطرون البيت بالتكبير والتهليل , إختلطت نبراتهم الضارعة بدموعهم الهادرة , واندفع خلف هؤلاء الهائمين فى حب الله أعرابى مديد القامة , عريض المنكبين , مفتول العضلات , ريان الشباب , يحمل فوق كاهله أمه العجوز التى تربعت فى معول ( مقطف ) كبير وهو يردد قائلا :


أنا مطيتها لا أنفر = وغذا الركاب ذعرت لا أذعر
وما حملتنى وأرضعتنى أكثر = لبيك اللهم لبيك ... ...

فقال على بن أبى طالب الذى وقف فى جانب البيت الحرام مع عمر بن الخطاب رضى الله عنهما يراقبان الطائفين : يا أبا حفص ادخل بنا الطواف لعل الرحمة تنزل فتعمنا .
فانطلقا يطوفان خلف الأعرابى , وعلى بن أبى طالب رضى الله عنه يرد عليه قائلا :
إن تبرها فالله أشكر = يجزيك بالقليل الأكثر


القصة السادسة



شاب يتحدث من قبره
كان بالمدينة شاب , غض الإهاب , أرهفه الزهد , يلازم المسجد ليسمع الحديث غضا طريا من أفواه الصحابة رضوان الله عليهم , أعجب به عمر بن الخطاب رضى الله عنه .
وكان له أب شيخ كبير , فإذا صلى العشاء انصرف إليه , وكان طريقه على باب امرأة , افتتنت به , فمر بها ذات يوم , فمازالت تغويه حتى تبعها , فلما هم أن يدخل البيت خلفها , تذكر قول الحق سبحانه وتعالى :" إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون " فخر مغشيا عليه , فحمل إلى أبيه .
ظل الشاب مغشيا عليه حتى ذهب ثلث الليل , ولما فاق سأله أبوه عما حدث فأخبره .
فقال له أبوه : يا بنى وأى آيه قرأت ؟
فقرأ الشاب الأيه فخر مغشيا عليه , وعندما إجتمع أهله وجيرانه يحركونه وجدوه ميتا , فغسلوه وكفنوه ودفنوه ليلا .
وفى الصباح رفع الأمر إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنه , فجاء إلى أبيه فعزاه ثم أتى قبر الشاب , وصاح قائلا :
يافلان :" ولمن خاف مقام ربه جنتان ".
فأجابه صوت الفتى من القبر : ياعمر قد أعطانيها ربى فى الجنة مرتين.



القصة السابعة

اليوم أسبق أبا بكر
وقف النبى عليه الصلاة والسلام خطيبا يحث الصحابة ( رضوان الله عليهم ) على الإنفاق والصدقة , وكان من بين هؤلاء الصحابة عمر بن الخطاب رضى الله عنه الذى انشرح صدره وتهلل وجهه , لأنه وافق مالا عنده .
فقال عمر رضى الله عنه : اليوم أسبق أبا بكر رضى الله عنه .
فقام مسرعا يسبق الريح , ثم عاد وقد تعلقت بيده صرة كبيرة من المال وضعها بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم
نظر النبى إلى هذه الصرة الكبيرة ثم استقبله بنظره قائلا : ماأبقيت لأهلك ؟
قال عمر رضى الله عنه : أبقيت لهم مثله .
ثم انصرف عمر رضى الله عنه إلى جوار النبى صلى الله عليه وسلم , وما هى إلا هنيهه إلا دخل أبو بكر رضى الله عنه المسجد حاملا صرة أكبر وأعظم من التى جاء بها عمر رضى الله عنه , فوضعها بين يدى النبى صلى الله عليه وسلم .
تبسم النبى صلى الله عليه وسلم قائلا : ماأبقيت لأهلك ؟!
أجابه بكلمات خاشعة : أبقيت لهم الله ورسوله .
حرك عمر رضى الله عنه رأسة إعجابا بالصديق قائلا : لاأسبقك إلى شئ أبدا يا أبا بكر .






القصة الثامنة
لن أبرئ بعدك أحدا
دخل عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه على أم المؤمنين أم سلمة رضى الله عنها , وكان ذا مال كثير , فقالت رضى الله عنها كأنها تحضه على الإنفاق :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن من أصحابى من لايرانى بعد أن أموت أبدا .
ارتعدت فرائص عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه , وانحشرت الكلمات بين أوتار حنجرته , ونهض من عندها مذعورا حتى دخل على عمر بن الخطاب رضى الله عنه .
فقال عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه : اسمع ماتقول أمك .. وأخبره بما قالت ...
أوجس عمر خيفة , وأحس الأرض تميد به , فقام مسرعا حتى أتى أم المؤمنين أم سلمة رضى الله عنها .
فقال وهو جاث : أنشدك بالله أمنهم أنا ؟!!!!!!!!
قال أم سلمة رضى الله عنها : لا ولن أبرئ بعدك أحدا .






القصة التاسعة
المرأة المجذومة
مضت أسراب الناس يطوفون بالبيت الحرام , تختلط دموعهم بصيحات التكبير والتهليل , ووسط هذا الزحام , أبصر عمر رضى الله عنه إمرأة مجذومة تطوف .
فقال عمر رضى الله عنه : ياأمة الله لاتؤذى الناس , لو جلست ببيتك .
إستجابت المرأة لصوت أمير المؤمنين , ومكثت فى بيتها لاتبرحه حتى مات عمر بن الخطاب رضى الله عنه , فمر بها رجل بعد ذلك , فقال لها : إن الذى كان قد نهاك قد مات فاخرجى .
قالت : ماكنت لأطيعه حيا وأعصيه ميتا .
فظلت فى بيتها حتى ماتت .



القصة العاشرة
غيرة عمر رضى الله عنه
فى تواضع العظماء جلس النبى صلى الله عليه وسلم , تنساب من شفتيه همهمات التسبيح , وينبعث من صدره دوى الحديث رهوا , وحوله هالة من أصحابه .
فقال صلى الله عليه وسلم : بينما أنا نائم رأيتنى فى الجنة , فإذا بإمرأة تتوضأ إلى جانب قصر .
فقلت : لمن هذا القصر ؟!
فقيل : لعمر .
فقال صلى الله عليه وسلم : فذكرت غيرته فوليت مدبرا .
فبكى عمر بن الخطاب رضى الله عنه وأرضاه وهو يقول : أعليك أغار يارسول الله ؟!






القصة الحادية عشر
عمر رضى الله عنه يعالج إبل الصدقة
فى يوم صائف , اشتدت فيه وطأة الحر , ونفذ لهيب الشمس يصب سعيره على الرمال , قدم وفد من العراق , يتقدمهم الأحنف بن قيس رضى الله عنه يطلبون أمير المؤمنين , فوجدوه قد طرح عمامته , وطوق وسطه بعباءته يطبب بعيرا من إبل الصدقة .
ولما رأى الأحنف قال : ياأحنف ضع ثيابك , وهلم فأعن أمير المؤمنين على هذا البعير , فيه حق لليتيم والمسكين والأرملة .
فقال رجل من القوم أذهلهم الموقف : يغفر الله لك ياأمير المؤمنين , فهلا تأمر عبدا من عبيد الصدقة فيكفيك هذا ؟
فقال عمر رضى الله عنه فى تواضع : وأى عبد هو أعبد منى , ومن الأحنف ؟! إنه من ولى أمر المسلمين فهو عبد المسلمين يجب عليه لهم مثل مايجب على العبد لسيده من النصيحة وأداء الأمانة .






القصة الثانية عشر
إحملنى معك ياغلام
تحت وهج الشمس الحارقة , اندفع عمر رضى الله عنه خارج المدينة , واضعا رداءه على رأسه , فمر به غلام على حمار . فقال : ياغلام إحملنى معك .
توقف الغلام عن السير , ووثب عن الحمار , وقال فى إنكسار :
اركب ياأمير المؤمنين .
قال : لا إركب أنت وأركب أنا خلفك , تريد أن تحملنى على المكان المنخفض وتركب أنت على المكان الخشن .
وبعد إلحاح من الغلام على ركوب أمير المؤمنين أولا , وهو خلفه , وإصرار أمير المؤمنين أن يركب الغلام أولا , وأمير المؤمنين خلفه , إستجاب الغلام لرأى أمير المؤمنين .
ودخل المدينة راكبا خلف الغلام , والناس ينظرون إليه .




القصة الثالثة عشر
عمر رضى الله عنه يؤدب ولده
دخل ابن لعمر رضى الله عنه عليه وقد ترجل ولبس ثيابا حسانا , فضربه عمر بالدرة حتى أبكاه , فقالت له حفصة رضى الله عنها : لم ضربته ؟ قال عمر رضى الله عنه : رأيته قد أعجبته نفسه فأحببت أن أصغرها إليه .





القصة الرابعة عشر
عمر رضى الله عنه يحمل قربة الماء
نفض عمر رضى الله عنه غبار النوم عن كاهله , وراح يتفقد الرعية , فإذا بإمرأة تحمل على ظهرها قربة , تخترق الظلام بأقدام حافية .
سألها عمر رضى الله عنه عن شأنها : فأخبرته أنها صاحبة عيال وليس عندها خادم , فتخرج بالليل تسقيهم الماء , وتكره أن تخرج بالنهار خوفا عليهم .
فرق عمر رضى الله عنه لحالها , وحمل عنها القربة حتى بلغ منزلها .
ثم قال : اغدى على عمر غدوة يأمر لك بخادم .
فقالت : لاأصل إليه .
قال : إنك ستجدينه إن شاء الله .
فغدت عليه فإذا هى به , فعرفته , فولت هاربة , فأمر لها بخادم , ونفقه , وأرسلهما فى إثرها .




القصة الخامسة عشر
لاسمع لك ولا طاعة
بعث إلى أمير المؤمنين أثواب كثيرة جديدة , فقسمها بين الناس فأصاب كل رجل ثوب , ثم صعد المنبر وعليه حله ، والحلة ثوبان .
فقال : أيها الناس اسمعوا .
فقال سلمان رضى الله عنه : لاسمع لك ولاطاعة .
فقال عمر رضى الله عنه فى غرابة : ولم ياأبا عبد الله ؟
قال : إنك قسمت علينا ثوبا وأعطيت لنفسك ثوبان .
قال عمر رضى الله عنه : لاتعجل ياأبا عبد الله .
ثم صاح : ياعبد الله بن عمر .
قال ابن عمر رضى الله عنهما : لبيك ياأمير المؤمنين .
فقال : نشدتك الله الثوب الذى ائتزرت به أهو ثوبك ؟
قال : اللهم نعم .
فقال سلمان رضى الله عنه : الأن نسمع ونطيع .




القصة السادسة عشر
أطعام بعد طعام ؟
تناقلت الأفواه أن يزيد بن أبى سفيان رضى الله عنهما يأكل ألوان الطعام , وسرى النبأ أنحاء يثرب حتى بلغ أمير المؤمنين رضى الله عنه .
فقال لمولى له اسمه يرفأ : إذا علمت أنه قد حضر عشاؤه فأعلمنى .
فلما حضر عشاؤه أعلمه , فأتى عمر يزيد بن أبى سفيان رضى الله عنهما , فسلم عليه واستأذن , فأذن له , فدخل , فقرب عشاؤه , فجاء بثريد ولحم فأكل عمر رضى الله عنه معه , ثم قرب شواء فبسط يزيد يده وكف عمر رضى الله عنه .
ثم قال عمر رضى الله عنه معاتبا : الله يايزيد بن أبى سفيان !!
أطعام بعد طعام ؟ والذى نفس عمر بيده لئن خالفتم عن سنتهم ليخالفن بكم عن طريقهم .






القصة السابعة عشر
المرأة وزوجها الغائب
عند السحر , مضى عمر بن الخطاب رضى الله عنه يسيح فى دروب المدينة , يتحسس الأجواء الساكنة , والبيوت التى غشيها الليل , فاسترعى سمعه صوت امرأة سكبت كل عواطفها فى بيتين من الشعر , قائلة :

تطاول هذا الليل واسود جانبه وأرقـنـى أن لاحبـيـب ألاعـبــه
فلـولا حـذار الله لاشـئ مثلـه لزعزع من هذا السرير جوانبه


حرك هذان البيتان وجدان عمر رضى الله عنه , فاستأذن عليها , وقال : مالك ؟
قالت فى أسى : أغربت زوجى منذ أشهر , وقد اشتقت إليه .
قال فى حزم : أردت سوءا .
قالت : معاذ الله !
قال : فاملكى عليك نفسك , فإنما هو البريد إليه .
فبعث إليه ثم دخل على حفصة رضى الله عنها فقال : إنى سائلك عن أمر فافرجيه عنى , ثم همس : فى كم تشتاق المرأة إلى زوجها ؟
خفضت أم المؤمنين حفصة رضى الله عنها رأسها واستحيت , فأقبل عليها عمر رضى الله عنه , ليخفف عنها وطأة الحرج قائلا : إن الله لايستحى من الحق !!
أمسك الحياء لسانها , فأشارت بيديها ثلاثة أشهر , وإلا فأربعة أشهر .
فكتب عمر رضى الله عنه : أن لاتحبس الجيوش فوق ثلاثة أشهر .






القصة الثامنة عشر
أصابت إمرأة وأخطأ عمر
ارتقى عمر رضى الله عنه المنبر ذات يوم تنبعث منه همهمات التسبيح والتحميد , يمم وجهه شطر الجموع المتراصة وراح يقول :
لاتغالوا فى صداق النساء , وإنه لايبلغنى عن أحد أنه ساق أكثر من شئ ساقه رسول الله صلى الله عليه وسلم أو سيق إليه إلا جعلت فضل ذلك فى بيت المال , ثم نزل فعرضت له إمرأة من قريش .
فقالت : ياأمير المؤمنين لكتاب الله أحق أن يتبع أم قولك ؟
قال : كتاب الله , فما ذاك ؟
قالت : نهيت الناس آنفا أن يتغالوا فى صداق النساء , وقال الله تعالى فى كتابه :" وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وأتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا ".
فقال عمر رضى الله عنه : كل أحد أفقه من عمر .
ثم رجع إلى المنبر , فقال للناس : إنى كنت نهيتكم أن تغالوا فى صداق النساء , فليفعل كل رجل فى ماله مابدا له .

القصة التاسعة عشر
إن الشيطان ليخاف منك ياعمر
خرج النبى صلى الله عليه وسلم فى بعض مغازيه , فلما عاد منتصرا ظافرا , جاءت جارية سوداء .
فقالت : يارسول الله إنى كنت نذرت إن ردك الله سالما أن أضرب بين يديك بالدف وأتغنى .
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : إن كنت نذرت فأضربى وإلا فلا .
فأمسكت الجارية بالدف , وأخذت تضرب , فدخل أبو بكر رضى الله عنه وهى تضرب , ثم دخل على رضى الله عنه وهى تضرب , ثم دخل عثمان رضى الله عنه وهى تضرب , ثم دخل عمر رضى الله عنه , فألقت الدف على الرض ثم قعدت عليه خوفا ورهبة منه .
فقال النبى صلى الله عليه وسلم : إن الشيطان ليخاف منك ياعمر .


القصة العشرون
عمر رضى الله عنه يصارع الشيطان
جلس ابن مسعود رضى الله عنه , فى سكينة , ووقار , وحوله رهط من الصحابة والتابعين , يقص عليهم الطرائف , ويروى لهم النوادر .
فقال : لقى رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الشيطان فى زقاق من أزقة المدينة , فدعاه الجنى إلى المصارعة , فصرعه الصحابى رضى الله عنه .
فقال الجنى : دعنى .
فتركه الصحابى .
ثم قال الجنى ثانية : هل لك فى المعاودة ؟
فتصارعا , فصرع الصحابى الجنى , وجلس على صدره .
ثم قال الصحابى : أراك شخصا ضئيلا كأن ذريعتيك ( يديك ) ذريعتا كلب أو جنى !!
قال الجنى : والله إنى منهم ( أى من الجن ) .
فقال الصحابى : ماأنا بالذى أدعك حتى تخبرنى ماالذى يعيذنا منكم .
قال الجنى : آية الكرسى .
فقال رجل لابن مسعود رضى الله عنه : من ذلك الرجل ؟
فقال : ومن عسى أن يكون إلا عمر .

القصة الحادية والعشرون
صدق عوف
فى كوكبة من الصحابة جلس عمر بن الخطاب رضى الله عنه وهو يومئذ أمير المؤمنين ... تحلقوا حوله يتجاذبون أطراف الحديث ... ويتنقلون بين رياض السيرة العطرة .
فقالوا يمدحون عمر رضى الله عنه : والله مارأينا رجلا أقضى بالقسط ولاأقول بالحق , ولاأشد على المنافقين منك ياأمير المؤمنين , فأنت خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
غضب عوف بن مالك رضى الله عنه الذى كان يجلس بينهم , وتميز غضبا من قولهم فثار صائحا : كذبتم والله !! لقد رأينا خيرا منه بعد النبى صلى الله عليه وسلم .
قال عمر رضى الله عنه : من هو ياعوف ؟!!
قال عوف رضى الله عنه : أبو بكر رضى الله عنه .
قال عمر رضى الله عنه : صدق عوف وكذبتم , والله لقد كان أبو بكر أطيب من ريح المسك , وأنا أضل من بعير أهلى .

القصة الثانية والعشرون
لن آكل السمن حتى يشبع الناس
اشترت امرأة عمر بن الخطاب رضى الله عنه سمنا بستين درهما .
فلما رآه قال : ماهذا ؟
قالت : سمن , اشتريته من مالى وليس من نفقتك .
فقال : لن أذوقه حتى يشبع منه الناس .


القصة الثالثة والعشرين
عمر رضى الله عنه يعرف نفسه بنفسه
بخطى متثاقلة و وجسد أرهقه الحزن , صعد عمر بن الخطاب رضى الله عنه المنبر , وصاح بالقوم الذين ضاق بهم المسجد :
أيها الناس : لقد رأيتنى وأنا أرعى غنم خالات لى من بنى مخزوم نظير قبضة من تمر .
ثم نزل من فوق المنبر , وارتفعت همهمات الدهشة : لماذا جمعنا عمر ؟! وماهذا الكلام الذى يقوله ؟! والله مافهمنا شيئا .
فتقدم عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه قاطعا هذا الهمس , وجلس بين يديه سائلا : ماذا أردت إلى هذا ياأمير المؤمنين ؟
حرك عمر رضى الله عنه شفتيه المرتعشتين : ويحك ياابن عوف خلوت بنفسى , فقالت : أنت أمير المؤمنين , وليس بينك وبين الله أحد , فمن ذا أفضل منك ؟! فأردت أن أعرفها قدرها .



القصة الرابعة والعشرين
اتق الله يا أمير المؤمنين
قام أمير المؤمنين , ورجل خلاف , فقال الرجل فى غضب : اتق الله يا أمير المؤمنين .
فقال رجل من القوم : أتقول لأمير المؤمنين اتق الله !
فقال عمر رضى الله عنه : دعه فليقلها لى , نعم ماقال , ولا خير فيكم إذا لم تقولوها لنا , ولاخير فينا إذا لم نقبلها منكم .




القصة الخامسة والعشرين
فيك عيبان
صعد عمر رضى الله عنه المنبر ذات يوم , وصاح بالناس يريد منهم النصح :
أنشدكم الله , لايعلم رجل منى عيبا إلا عابه
فارتفعت الهمهمات , وكثر اللغط , فقام رجلا قائلا :
فيك عيبان .
تهلل وجه عمر رضى الله عنه ةابتسم قائلا : وماهما يرحمك الله ؟
قال الرجل : لك قميصان تلبس واحدا وتخلع الآخر , وتجمع بين لونين من ألوان الطعام , ولايسع ذلك الناس .
فقال عمر رضى الله عنه : والله لن أجمع بين قميصين , ولابين طعامين .
فظل كذلك - رحمه الله - حتى لقى الله .



القصة السادسة والعشرين
لم يكن لى ثوب غيره
امتلأ المسجد عن آخره , وبدأ الناس يتبادلون النظرات المتسائلة فى صمت : لماذا تأخر أمير المؤمنين , وأين هو الأن ؟
وبعد لحظات دخل عمر رضى الله عنه المسجد , وصعد المنبر , وأقبل على الناس متعذرا :
إنما حبسنى غسل ثوبى هذا كان يغتسل , ولم يكن لى ثوب غيره .



عدالة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
لما نزلت بالمسلمين شدة أيام خلافة الفاروق رضي اللع عنه وارضاه
كان طعام عمر الزيت وكان مداوماً على أكل الزيت حتى اصفر وجهه الذي كان كقطعة القمر حتى صارت بطنه تحدث أصواتاً فكان يقول لبطنه صوتي او لا تصوتي لن تذوقي اللحم حتى يشبع أطفال المسلمين .



القصة السابعة والعشرين
فطنة جرير
تربع عمر بن الخطاب رضى الله عنه على أسفل جدار صغير وحوله هالة من أصحابة ، تنساب الكلمات من أفواههم , حاملة العظة والطرفة , وبينما هم كذلك ارتفعت بينهم رائحة كريهة .
فقال عمر رضى الله عنه : عزمت على صاحب هذه الريح أن يقوم فيتوضأ .
تبادل القوم النظرات , وأحسوا بالحرج , فقال جرير بن عبد الله رضى الله عنه : ياأمير المؤمنين نتوضأجميعا ... أراد بذلك أن لايعرف من الذى أخرج الريح , فلا يصاب بالحرج .
ابتسم عمر بن الخطاب رضى الله عنه قائلا : رحمك الله !! نعم السيد كنت فى الجاهلية , نعم السيد أنت فى الإسلام .


القصة الثامنة والعشرين
لو ملت لعدلناك
عند مشربة بن حارثة رأى عمر بن الخطاب محمد بن سلمة رضى الله عنهما , وكان رجلا لايخشى فى الله شيئا , ويقول الحق و ولو كان فيه موته .
فقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه : كيف ترانى يامحمد ؟
قال محمد بن سلمة رضى الله عنه : أراك كما أحب , وكما يحب من يحب لك الخير , أراك قويا على جمع المال , عفيفا عنه , عدلا فى قسمه , ولو ملت لعدلناك كما يعدك السهم فى الثقاب .
فقال عمر رضى الله عنه فرحا : الحمد لله الذى جعلنى فى قوم إذا ملت عدلونى .



القصة التاسعة والعشرين
اجعل بينى وبينك رجلا
نشب خلاف بين عمر بن الخطاب , وأبى بن كعب رضى الله عنهما , فقال عمر رضى الله عنه : اجعل بينى وبينك رجلا .
قبل أبى بن كعب رضى الله عنه فجعل بينهما زيد بن ثابت رضى الله عنه , فأتياه , فقال عمر رضى الله عنه : أتيناك لتحكم بيننا , وفى بيته يؤتى الحكم .
فلما دخلا عليه وسع زيد بن ثابت رضى الله عنه صدر فراشه لأمير المؤمنين , وقال مشيرا بيده ك هاهنا ياأمير المؤمنين .
تغير وجه عمر رضى الله عنه وقال : هذا أول جور جرت فى حكمك , ولكن أجلس مع خصمى .
فجلس عمر وأبى بن كعب رضى الله عنهما بين يدى زيد بن ثابت رضى الله عنه وادعى أبى وأنكر عمر رضى الله عنهما , فقال زيد لأبى فى رجاء : اعف عن أمير المؤمنين من اليمين , وما كنت لأسألك لأحد غيره .
بادر عمر رضى الله عنه زيد بن ثابت وأبى بن كعب , فحلف اليمين , ثم أقسم ثانية : لايدرك زيد القضاء حتى يكون عمر ورجل من عرض ( عامة ) المسلمين عنده سواء .

القصة الثلاثون
عمر رضى الله عنه يخوض المخاضة
ذهب أمير المؤمنين رضى الله عنه إلى الشام , وقبيل الوفود المحتشدة لأستقباله عرضت له مخاضة ( بركة ماء ) , فنزل عن بعيره , وخلع نعليه وأرسلهما وراء ظهره , ثم خاض الماء ممسكا بخطام بعيره , وظل كذلك حتى بلغ الوفود .
فقال أبو عبيده رضى الله عنه : قد صنعت صنيعا عظيما عند أهل الأرض , يعنى أهل الشام .
فضرب عمر رضى الله عنه بيده على صدره قائلا : أواه .. لوغيرك يقولها ياأبو عبيده ... إنكم كنتم أذل الناس وأحقر الناس وأقل الناس , فأعزكم الله بالإسلام , فهما تطلبوا العزة بغيركم يذلكم الله .



القصة الحادية والثلاثون
أتعبت من بعدك
فى شوارع المدينة , خرج عمر بن الخطاب رضى الله عنه يعدو فى عجل , فلقاه على بن أبى طالب رضى الله عنه قائلا : إلى أين ياأمير المؤمنين ؟
يجيبه عمر رضى الله عنه دون أن يتوقف : بعير أفلت من إبل الصدقة .
قلب على رضى الله عنه يديه قائلا : أتعبت من بعدك .
فقال عمر رضى الله عنه : والذى بعث محمدا بالحق , لو أن عنزا ذهبت بشاطئ الفرات لأخذ بها عمر يوم القيامة .

القصة الثانية والثلاثون
فضل أسامة بن زيد رضى الله عنهما
كان بوسع التاريخ أن يمر عليه سريعا كما مر على آلاف , بل ملايين غيره ,ولكنه توقف عنده ليضيف إليه صفحات خالدة , مازال يرن صداها حتى اليوم .. إنه أسامة بن زيد رضى الله عنهما .
فقد فرض له عمر بن الخطاب رضى الله عنه أكثر مما فرض لإبنه عبد الله رضى الله عنه .
فقال عبد الله رضى الله عنه : ياأبت فرضت لأسامة بن زيد أربعة آلاف , وفرضت لى ثلاثة آلاف , وما كان لأبيه أكثر مما كان لك , وليس له من الفضل أكثر مما لى .
قال عمر رضى الله عنه : هيهات ... إن أباه أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيك , وكان هو أحب إلى رسول الله منك .
فرضى عبد الله بن عمر رضى الله عنهما بما فرض له من عطاء .

القصة الثالثة والثلاثون
عففت فعفوا
لما وضع بين يدى عمر رضى الله عنه سيف كسرى ومنطقته وزبرجه قال : إن أقواما أدوا هذا لذووا أمانة .
فقال على بن أبى طالب رضى الله عنه الذى كان يجلس لجواره : إنك عففت فعفت الرعية .





القصة الرابعة والثلاثون
عمر رضى الله عنه يقبل رأس ابن حذافه
فى السنة التاسعة عشرة للهجرة أرسل عمر بن الخطاب رضى الله عنه جيشا لحرب الروم وفيهم رجل يقال له : عبد الله بن حذافه من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم , فأسره الروم , وذهبوا به مكبلا فى قيوده إلى ملكهم .
فقالوا له : هذا الرجل من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم .
نزل الملك عن عرشه , وتقدم فى بطء إلى عبد الله بن حذافة الذى قام فى وسط البلاط فى عزة وثبات , مازادته القيوم إلا هيبة وقوة و تصفحه الملك بنظراته النافذة , وشرد فى هؤلاء المسلمين الذين هانت عندهم الدنيا , وأداروا ظهورهم للنشوة والمتعة , اقترب الملك من عبد الله بن حذافة قائلا : هل لك أن تتنصر وأشركك فى ملكى ومالى ؟
قال عبد الله فى ثبات : لو أعطيتنى جميع ماتملك وجميع ماملكته العرب على أن أرجع عن دين محمد صلى الله عليه وسلم طرفة عين مافعلت .
قال الملك فى حدة : إذن أقتلك .
قال عبد الله : أنت وذاك .
فأمر به فصلب , وقال للرماة : ارموه قريبا من يديه ورجليه .
فأمطر الرماة عبد الله بن حذافة بالسهام , والملك يعرض عليه التنصر , فما زاده ذلك إلا إيمانا , ثم أمر به فأنزل , ثم أمر أن يسجن وكان يقدموا له لحم الخنزير والخمر فلم يأكل حتى إنحنيت رقبته وقرب هلاكه فدعاه الملك وقال له أعلم أن دينكم يبيح لكم لحم الخنزير والخمر فى الضرورة عندما لايوجد غيرهم فقال له نعم أعلم ذلك ولكن خشيت أن أشمت أعداء الإسلام بالإسلام فأطعموة وأعادوه للسجن وأدخلوا عليه ملكة جمال الروم وهى عارية كيوم ولدتها أمها وكانت ترمى بنفسها عليه فكان يفر منها وظلت هكذا فترة حتى يئست منه وخرجت وقالت : أأدخلتمونى على بشر أم على حجر والله لايعلم أأنثى أنا أم ذكر .
ثم دعا الملك بقدر فصب فيه زيت حتى احترق , ثم دعا بأسيرين من المسلمين , فأمر بأحدهما فألقى وظل يتقلب حتى ذاب لحمه وبانت عظامه , وهو يعرض عليه , فكان أشد إباء من قبل .
ثم أمر به أن يلقى فيه , فلما ذهب الجنود به بكى , وسالت دموعه , فقيل للملك : إنه قد بكى .
فظن أنه خاف وجذع , فقال ضاحكا : ردوه .
فعرض عليه النصرانية , فأبى .
فقال الملك متعجبا ذاهلا : ماأبكاك إذن ؟!
قال عبد الله : أبكانى أنى قلت فى نفسى : تلقى الساعة فى هذا القدر فتذهب نفس واحدة و فكنت أشتهى أن يكون بعدد كل شعرة فى جسدى أنفس تلقى فى سبيل الله .
هز الملك رأسه إعجابا وحيرة من هذا الرجل الذى احتقر الموت , ثم تقدم ناحيته هامسا : هل لك أن تقبل رأسى وأخلى عنك ؟
قال عبد الله فرحا : تخلى عنى وعن جميع أسارى المسلمين ؟!
قال الملك : وعن جميع أسارى المسلمين .
قال عبد الله : فقلت فى نفسى : عدو من أعداء الله أقبل رأسه يخلى عنى وعن جميع أسارى المسلمين , لاأبالى .
ثم تقدم عبد الله بن حذافة , فقبل رأسه , فدفع إليه الأسارى , فقدم بهم على عمر بن الخطاب رضى الله عنه , فأخبره بخبره .
تهلل وجه عمر رضى الله عنه , وانشرح صدره صائحا : حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حذافة , وأنا أبدأ .
فنهض عمر رضى الله عنه وانحنى يقبل رأس عبد الله بن حذافة رضى الله عنه وأرضاه .





القصة الخامسة والثلاثون
الفارس والغنائم
هجعت الحرب , وخمدت قرقعة السيوف , وتناثرت أشلاء القتلى , وارتفعت راية الإيمان خفاقة تعلن نصر المسلمين , فانطلق الأبطال يجمعون الغنائم التى ازدحمت بها ساحة المعركة .
وكان من بين هؤلاء الفرسان رجل مغوار لايشق له غبار , أصاب من الأعداء خلقا كثيرا , فأعطاه أبو موسى الأشعرى رضى الله عنه نصيبه ولم يوفه , فأبى أن يأخذه إلا جميعه , لايترك منه خردلة , فضربه أبو موسى عشرين سوطا وحلق رأسه .
جمع الرجل شعره المتناثر على الأرض فى صرة , وذهب به إلى المدينة , فلما دخل على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه أخرج الرجل شعره من جيبه , فضرب به صدر عمر رضى الله عنه .
فقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه : مالك ؟
فذكر الرجل قصته , ثار بركان الغضب الراقد فى صدر أمير المؤمنين , فكتب إلى أبو موسى الأشعرى :
سلام عليك , أما بعد : فإن فلان بن فلان أخبرنى بكذا وكذا , وإنى أقسم عليك إن كنت فعلت مافعلت فى ملأ من الناس جلست له فى ملأ من الناس فاقتص منك , وإن كنت فعلت مافعلت فى خلاء فاقعد له فى خلاء فليقتص منك .



القصة السادسة والثلاثون
الملك الهارب
أعلن جبلة بن الأيهم ملك غسان إسلامه , ووفد على عمر بن الخطاب رضى الله عنه بأبهة الملك والسلطنة , فتلقاه بالترحيب , وأنزله منزلة عظيمة .
وبينما كان جبلة بن الأيهم يطوف يوما بالبيت الحرام , وطئ على إزاره المهيب أعرابى من بنى فزارة , فضربه على وجهه , فشكاه الأعرابى إلى أمير المؤمنين الذى استدعى جبلة .
وقال فى حزم وعدل : إما أن ترضيه و وإما ان يضربك كما ضربته .
استعظم ذلك على جبلة بن الأيهم , وتولى كبرا , وقال فى زهو : ألا تفرقوا بين الملك والسوقة ؟!!
قال عمر رضى الله عنه : لا ... قد جمع بينكما الإسلام .
قال جبلة : إذن أتنصر , فقال عمر رضى الله عنه : ضربت عنقك !!
فلما رأى جبلة حزم عمر رضى الله عنه , وصلابته , طلب منه فرصة إلى الغد , فأخذ قومة وفر هاربا تحت جنح الظلام إلى القسطنطينية ولحق بهرقل .


القصة السابعة والثلاثون
بشر صاحبك بغلام
أزاح أمير المؤمنين عن جسده رداء الليل , وراح يشق الظلام الحالك , وإذا به يسمع أنين إمرأة ينبعث من بيت من شعر لم يكن بالأمس .
دنا عمر رضى الله عنه فرأى رجلا يجلس القرفصاء أمام الباب فسلم عليه , ثم قال : من الرجل ؟
قال : رجل من أهل البادية جئت إلى أمير المؤمنين أصيب من فضله .
قال عمر رضى الله عنه : ماهذا الصوت الذى أسمعه فى البيت ؟
فقال الرجل : انطلق يرحمك الله لحاجتك .
قال عمر رضى الله عنه : على ذلك ... ماهذا الصوت ؟
فقال الرجل : امرأة تلد .
قال عمر رضى الله عنه : عندها أحد ؟
فقال الرجل : لا .
فنهض عمر رضى الله عنه مسرعا حتى أتى منزله , فقال لزوجته أم كلثوم بنت على رضى الله عنهما : هل لك فى أجر ساقه الله إليك ؟
قالت : ماهو ؟
قال : إمرأة غريبة تلد ليس عندها أحد .
قالت : نعم إن شئت .
قال : فخذى معك مايصلح المرأة لولادتها من الخرق والدهن وجيئينى بقدر شحم ودقيق , فجاءت به , وحمل عمر رضى الله عنه ذلك كله وقال لإمرأته : انطلقى ... فمشت خلفه حتى بلغا بيت الشعر .
فقال لها : ادخلى إلى المرأة .
وجاء حتى قعد إلى الرجل , وأشعل النار تحت القدر , وأخذ ينفخ والدخان يتخلل لحيته حتى أنضجها , وولدت المرأة , وصدح صوت الطفل .
فقالت أم كلثوم : ياأمير المؤمنين ... بشر صاحبك بغلام .
فلما سمع الأعرابى كلمة أمير المؤمنين , فشهق بشدة , وتنحى هيبة لعمر رضى الله عنه .
فقال له عمر رضى الله عنه : مكانك كما كنت .
وحمل القدر , ووضعها عند الباب , ثم قال : أشبعيها , ففعلت ثم أخرجت القدر فوضعتها على الباب , فقام عمر رضى الله عنه فأخذها فوضعها بين يدى الرجل وقال كل ... كل ... فإنك قد سهرت من الليل .
ثم قال عمر رضى الله عنه لأمرأته : اخرجى .
وقال للرجل : إذا كان غدا فأتنا نأمر لك بما يصلحك , ففعل الرجل , فأجازه وأعطاه .





القصة الثامنة والثلاثون
الشيخ التائب
ذات مساء , خرج الفاروق رضى الله عنه حاملا درته بين يديه يتبعه ابن مسعود رضى الله عنه , فإذا هو بضوء نار , فأتاه حتى دخل دارا , فإذا بشيخ اشتعل رأسه شيبا , جالس وبين يديه شراب وأمه تغنى , فلم يشعر حتى هجم عليه عمر رضى الله عنه .
فقال : ما رأيت كالليلة منظرا أقبح من شيخ ينتظر أجله !!
رفع الرجل رأسه قائلا : ياأمير المؤمنين إن ماصنعته أنت أقبح ! تجسست , وقد نهيت عن التجسس , ودخلت بغير إذن .
قال عمر رضى الله عنه : صدقت .
ثم خرج تجهش عيناه بالبكاء ويقول فى حزن : ثكلت عمر أمه , إن لم يغفر له ربه , كان يستخفى به من أهله , فيقول : الآن رآنى عمر فيتتابع فيه .
وهجر الشيخ مجلس عمر رضى الله عنه حينا , فبينما عمر رضى الله عنه جالس فى ثلة من الناس إذا بالرجل قد جاء شبه المستخفى حتى جلس فى أخريات المجلس , فرآه عمر رضى الله عنه .
قال : على بهذا الشيخ .
فأتى فقيل له : أجب أمير المؤمنين .
قام الرجل , وقد تساوره خوف من عمر رضى الله عنه , وأنه سيوقع به العذاب , بما رأى منه .
فقال عمر رضى الله عنه : أدنه منى , فما زال يدنيه حتى أجلسه إلى جنبه , والتقم أذنه هامسا : أما والذى بعث محمدا بالحق رسولا ماأخبرت أحدا من الناس بما رأيت منك , ولاابن مسعود فإنه كان معى .
قال الرجل فاغرا فاه : ياأمير المؤمنين أدن منى أذنك , فالتقم أذنه , ولا أنا والذى بعث محمدا بالحق رسولا ماعدت إليه حتى جلست مجلسى هذا .
فرفع عمر رضى الله عنه صوته يكبر , فما يدرى الناس من أى شئ يكبر .




القصة التاسعة والثلاثون
انطلق بنا إلى فلان
فقد عمر رضى اللع عنه رجلا كان يغشى مجلسه مدة , فخشى أن يكون قد أصابه مكروه , فقال لعبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه : انطلق بنا إلى منزل فلان فننظر .
فأتيا منزل الرجل , ووجدا بابه مفتوحا , وهو جالس , وامرأته تصب له فى الإناء شرابا .
همس عمر لابن عوف رضى الله عنهما : هذا الذى شغله عنا .
قال ابن عوف رضى الله عنه : ومايدريك مافى الإناء ؟
قال عمر رضى الله عنه طاردا ماتسرب إليه من الوساوس : أتخاف أن يكون هذا هو التجسس ؟
قال ابن عوف رضى الله عنه مؤكدا : بل هو التجسس .
قال عمر رضى الله عنه : ومالتوبة من هذا ؟
قال ابن عوف رضى الله عنه : لاتعلمه بما اطلعت عليه من أمره , ولايكونن فى نفسك إلا خيرا .
ثم انصرفا من حيث قدما .



القصة الأربعون
عمر رضى الله عنه يتسور بيتا
فى ساعة متأخرة من الليل , اتدفع عمر بن الخطاب رضى اله عنه فى شعاب المدينة , يهتك الظلام بخطوات ثابتة , فسمع صوت رجل فى بيت يتغنى بكلمات ساقطة , فتسور عمر بن الخطاب رضى الله عنه البيت عليه .
وقال : ياعدو الله , أظننت أن الله يسترك وأنت فى معصية .
فقال الرجل : ياأمير المؤمنين لاتعجل على , إن كنت عصيت الله واحدة , فقد عصيت الله فى ثلاث :
تجسست وقد قال تعالى :" ولاتجسسوا " , وتسور ت على وقال الله تعالى :" وأتوا البيوت من أبوابها " , ودخلت بغير إذن وقال الله تعالى :" لاتدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ".
قال عمر رضى الله عنه : فهل عندك من خير إن عفوت عنك ؟!
قال الرجل : نعم .
فعفا عنه وخرج وتركه .




القصة الحادية والأربعون
رجل تهتف به النساء
فى هاجرة الليل , سمع عمر بن الخطاب رضى الله عنه امرأة , وهى تهتف من خدرها :

هل من سبيل إلى خمر فأشربها أم هل سبيل إلى نصر بن حجـاج
إلى فتـى ماجـد الأعـراق مقتبـل سهـل المحيـا كريـم غيـر ملـجـاج


فقال عمر رضى الله عنه وقد بدت عليه علامات الغضب : لايكون معى رجل تهتف به النساء فى خدورهن , على بنصر بن حجاج .
وعندما قدم عليه نصر بن حجاج قص شعره , فخرجت وجنتان كأنهما شقتا قمر , وأمره عمر رضى الله عنه أن يطوق رأسه بعمامه , ففعل .
ثم قال له : لاتساكننى ببلد أنا فيه
فبعثه عمر رضى الله عنه إلى البصرة .
خشيت المرأة التى سمعها عمر رضى الله عنه على نفسها , فدست إليه أبياتا تقول فيها :

فبعث إليها عمر رضى الله عنه : قد بلغنى عنك خير , وإنى لم أخرجه من أجلك , ولكن بلغنى أنه يدخل على النساء , فلست آمنهن .













القصة الثانية والأربعون
ماذا تقول لربك ؟!
أطلق رجل حنجرته صائحا : ياأمير المؤمنين انطلق معى فأعدنى على فلان فإنه ظلمنى .
فرفع عمر رضى الله عنه الدرة فضرب بها رأس الرجل وقال : تدعون عمر وهو معرض لكم حتى إذا اشتغل بأمر من أمور المسلمين أتيتموه : أعدنى ... أعدنى .
وانصرف الرجل وهو يتذمر غيظا .
فقال عمر رضى الله عنه : على بالرجل .
فأعطاه الدره وقال له : امسك ... لتقتص منى .
قال الرجل : لا ولكن أدعها لله ولك .
فقال عمر رضى الله عنه : ليس كذلك , إما تدعها لله وإرادة ماعنده , أو تدعها لى فأعلم ذلك .
قال الرجل : أدعها لله .
فقال عمر رضى الله عنه : انصرف .
ثم ذهب عمر رضى الله عنه يمشى حتى دخل منزله , ونحن معه , فافتتح الصلاة , فصلى ركعتين و ثم جلس فقال :
يا ابن الخطاب ... كنت وضيعا فرفعك الله , وكنت ضالا فهداك الله , وكنت ذليلا فأعزك الله , ثم حملك على رقاب المسلمين فجاء رجل يستعديك فضربته , ماتقول لربك غدا إذا أتيته .
قال الأحنف رضى الله عنه : فجعل عمر يعاتب نفسه معاتبة ظننت أنه من خير أهل الأرض .





القصة الثالثة والأربعون
رسالة من عمر رضى الله عنه إلى نيل مصر
فى شهر بؤونة من الأشهر القبطية , اجتمع أهل مصر عند عمر و بن العاص رضى الله عنه وقالوا : أيها الأمير , إن لنيلنا هذا سنة لايجرى إلا بها .
فقال لهم : وماهى ؟!
قالوا : إنه إذا كان اثنتى عشرة ليلة تخلو من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر بين أبويها , فأرضيناها , وجعلنا عليها شيئا من الحلى والثياب أفضل مايكون , ثم ألقينا بها فى النيل .
بدت علامات الغضب الممزوج بالحزن على وجه عمرو بن العاص رضى الله عنه وقال : إن هذا لايكون فى الإسلام , فإن الإسلام يهدم ماقبله .
فأقام أهل مصر شهر بؤونة وأبيب ومسرى النيل لايجرى بقليل أو كثير من الماء , حتى هموا بالرحيل .
فكتب عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنهما بذلك , فأرسل إليه عمر رضى الله عنه : قد أصبت , إن الإسلام يهدم ماقبله , وقد بعثت إليك ببطاقة , فالقها فى داخل النيل إذا أتاك كتابى .
ولما قدم الكتاب على عمرو بن العاص رضى الله عنه فتح البطاقة فإذا فيها :
من عبد الله , عمر أمير المؤمنين إلى نيل أهل مصر
أما بعد : فإن كنت تجرى من قبلك فلا تجر , وإن كان الواحد القهار يجريك فنسأل الله الواحد القهار أن يجريك .
فألقى عمرو بن العاص رضى الله عنه البطاقة فى النيل قبل يوم الصليب بيوم , وقد تهيأ أهل مصر للرحيل , فأصبحوا يوم الصليب وقد أجراه الله ستة عشرة ذراعا , وقطعت تلك السنة السوء عن أهل مصر .

الفصة الرابعة والأربعون
عمر رضى الله عنه يستغيث بأمير مصر
اختفت السحب من السماء , وابتلعت الأرض ماءها , وحاصر الجدب الجزيرة العربية , وضرب الفقر بأطنابه على المدينة , ومزق الجوع أفئدة الأطفال الرضع , وأكباد الشيوخ الرتع .
فكتب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه إلى عامله بمصر عمرو بن العاص رضى الله عنه :
من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى العاص بن العاص , سلام :
أما بعد : فلعمرى ياعمرو ماتبالى إذا شبعت أنت ومن معك أن أهلك أنا ومن معى , فياغوثاه , ثم ياغوثاه .
اضطرب عمرو بن العاص رضى الله عنه من رسالة أمير المؤمنين , وأحس بالأسف , ولم يهنأ بطعام ولاشراب حتى جهز الزاد والزواد للمسلمين فى شبه الجزيرة , ثم كتب إلى أمير المؤمنين :
لعبد الله عمر أمير المؤمنين من عمرو بن العاص أما بعد :
فيالبيك , ثم يالبيك , وقد بعثت إليك بعير أولها عندك وأخرها عندى , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .



القصة الخامسة والأربعون
عمر وبعث أسامة رضى الله عنهما
لم يجاوز جيش أسامة بن زيد رضى الله عنه الخندق حتى ارتفع صوت الناعى فى سماء المدينة : مات رسول الله صلى الله عليه وسلم .
توقف الجيش عن السير , وأقبل أسامة رضى الله عنه على عمر بن الخطاب رضى الله عنه قائلا : ارجع إلى خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم , فاستأذنه , يأذن لى فليرجع الناس , فإن معى وجوههم وحدهم , ولا آمن على خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم , وأثقال المسلمين أن يتخطفهم المشركون .
وقالت الأنصار : فإن أبى إلا أن نمضى , فأبلغه عنا واطلب إليه أن يولى أمرنا رجلا أقدم سنا من أسامة .
خرج عمر بأمر أسامة , فأتى أبا بكر , فأخبره بما قال أسامة .
قال أبو بكر رضى الله عنه : لو اختطفتنى الكلاب والذئاب لم أرد قضاء قضاه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال عمر رضى الله عنه : فإن الأنصار أمرونى أن أبلغك أنهم يطلبون إليك أن تولى أمرهم رجلا أقدم سنا من أسامة .
فوثب أبو بكر رضى الله عنه كالأسد الثائر , وكان جالسا , فأخذ بلحية عمر رضى الله عنه وصاح : ثكلتك أمك وعدمتك ياابن الخطاب ! استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم وتأمرنى أن أنزعه ؟!
انصرف عمر رضى الله عنه يجر خلفه رداء الخجل , فلما أقبل على الأنصار قالوا له : ماصنعت ؟!
فقال عمر رضى الله عنه : امضوا ثكلتكم أمهاتكم , مالقيت فى سبيلكم اليوم من خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم !.


القصة السادسة والأربعون
سراقة يلبس تاج كسرى
لبس سراقة بن مالك درعه , وتوشح سيفه , وامتطى صهوة فرسه , واندفع ينهب الأرض بحثا عن النبى صلى الله عليه وسلم , ولكنه مالبث أن عثر عليه , وعندما أبصرت عينه معجزاته صلى الله عليه وسلم .
قال : والله يامحمد إنى لأعلم أنه سيظهر دينك , ويعلو أمرك فعاهدنى إذا أتيتك فى ملكى أن تكرمنى , وأكتب لى بذلك .
فأمر النبى صلى الله عليه وسلم الصديق رضى الله عنه , فكتب له على لوح عظيم .
وقال له النبى صلى الله عليه وسلم : كيف بك ياسراقة إذا لبست سوارى كسرى ؟!
ثم أسلم سراقة وقدم المدينة على النبى صلى الله عليه وسلم , ودارت الأيام دورتها , وانتصر المسلمون فى القادسية , وحملت الغنائم إلى المدينة , وكان من بينها تاج كسرى , وثيابه المنسوجة بخيوط الذهب , وثيابه المنظوم بالجواهر , وسواره اللذان لم تر العين مثلهما قط .
فصاح عمر رضى الله عنه : أين سراقة بن مالك ؟!
فأتى إليه وألبسه قميص كسرى وسواريه , وقلده سيفه , ووضع على رأسه تاجه , وأخذ يتبختر بهم , والدموع تسيل من عينيه , ولسان حاله يقول : صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ثم رفع عمر رضى الله عنه رأسه إلى السماء قائلا : اللهم إنك منعت هذاالمال رسولك , وكان أحب إليك منى وأكرم , ومنعته أبو بكر وكان أحب إليك منى وأكرم , وأعطيتنيه , فأعوذ بك أن تكون قد أعطيتن




عمر الملهم رضى الله عنه
يوم الجمعة , انطلق صوت عمر بن الخطاب رضى الله عنه الجهورى يعظ الناس , وينصح لهم , وبينما هم كذلك هتف : ياسارية بن زنيم الجبل , ياسارية بن زنيم الجبل , ظلم من استرعى الغنم ... ثلاثا .
رفع القوم رؤوسهم فى غرابة , ولسان حالهم يقول: مابال عمر ؟ وأين سارية هذا ؟
ثم نزل عمر رضى الله عنه , فالتف الناس حوله يسألونه , فقال : وقع فى قلبى أن المشركين هزموا إخواننا , وأنهم يمرون بجبل , فإن احتموا به قاتلوا من وجه واحد , وان جاوزوا هلكوا , فخرج منى ماسمعتموه .
فجاء البشير بعد شهر فأخبر أنهم هزموا , فبينما نحن كذلك إذ سمعنا صوتا ينادى ياسارية الجبل ... ثلاثا , فأسندنا ظهرنا إلى الجبل فهزمهم الله .

القصة الثامنة والأربعون
كلكم فى الجنة إلا رجلا
ذات يوم كان عمر رضى الله عنه جالسا فقال : لونادى مناد من السماء :
ياأيها الناس : إنكم داخلون الجنة كلكم أجمعون إلا رجلا واحدا لخفت أن أكون أنا هو , ولو نادى مناد : ياأيها الناس إنكم داخلون النار إلا رجلا لرجوت أن لاأكون أنا هو .

القصة التاسعة والأربعون
من كرامات عمر رضى الله عنه
هجرت السحب السماء , واشتد القحط , فمات الزرع , وجف الضرع , فخرج عمر رضى الله عنه بالناس , فصلى بهم ركعتين , وخالف بين طرفى ردائه , فجعل اليمين على اليسار واليسار على اليمين , ثم بسط يديه , ثم راح يناجى ربه بدموع منهمرة : اللهم إنا نستغفرك ونستسقيك فما برح مكانه حتى مطروا .
وبعد وقت أقبل الأعراب , فأتوا عمر رضى الله عنه فقالوا : ياأمير المؤمنين , بينما نحن بوادينا فى يوم كذا وساعة كذا , إذ أظلنا غمام فسمعنا فيه صوتا : أتاك الغوث أبا حفص , أتاك الغوث أبا حفص .

القصة الخمسين
أعثرات عمر تتتبع ؟
كان الظلام صارخا عندما خرج عمر بن الخطاب رضى الله عنه يعدو متخفيا إلى أطراف المدينة , وقبل أن يتيه فى سواد الليل رآه طلحة رضى الله عنه , فانطلق خلفه .
دخل عمر رضى الله عنه بيتا صغيرا , ومكث فيه وقتا طويلا , فانصرف طلحة رضى الله عنه , وفى الصباح ذهب إلى ذلك البيت , فإذا بعجوز عمياء مقعدة .
فقال طلحة رضى الله عنه : مابال هذا الرجل يأتيك ؟! يعنى عمر رضى الله عنه .
فقالت المرأة : إنه يتعاهدنى منذ كذا وكذا , يأتينى بما يصلحنى ويخرج عنى الأذى .
هز طلحة رضى الله عنه رأسه فى أسف قائلا : ثكلتك أمك ياطلحة أعثرات عمر تتتبع ؟


القصة الحادية والخمسين
بركة دعاء عمر رضى الله عنه
كان رجل من أهل الشام له صوت فى القتال كزئير الأسد , وكانت صيحاته فى الجيش خيرا من ألف فارس , إذا هتف اندفعت خلفه الجموع , وكان بفد على أمير المؤمنين فى المدينه ففقده , فقال : مافعل فلان بن فلان ؟
قالوا : ياأمير المؤمنين تتابع هذا الشراب , فدعا عمر كاتبه فقال : اكتب من عمر بن الخطاب إلى فلان بن فلان سلام عليك , فإنى أحمد الله الذى لاإله إلا هو , غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذو الطول , لا إله إلا هو إليه المصير .
ثم قال لأصحابه : ادعو الله لأخيكم أن يقبل بقلبه ويتوب الله عليه .
فلما بلغ الرجل كتاب عمر رضى الله عنه جعل يقرؤه ويردده ويقول : غافر الذنب , وقابل التوب , شديد العقاب , ثم بكى طويلا حتى بللت دموعه لحيته , فما رؤى بعد ذلك يشرب الخمر , ببركة دعاء عمر رضى الله عنه .

القصة الثانية والخمسين
أدرك أهلك فقد إحترقوا
إلى جانب الطريق , وقف عمر رضى الله عنه مع رجل ثائر الرأس , بارز عظام الوجنتين , عليه وعثاء السفر .
فقال له : مااسمك ؟
قال الرجل : جمرة .
قال : ابن من ؟
فقال : ابن شهاب .
قال : ممن ؟
فقال : من الحرقة ... وهى ناحية بعمان .
قال : أين تسكن ؟
فقال : بحرة النار ... ناحية قرب المدينة .
قال : بأيتها ؟
فقال : بذات لظى .
قال عمر رضى الله عنه : أدرك أهلك فقد احترقوا .
فكان كما قال رضى الله عنه .

القصة الثالثة والخمسين
عمر رضى الله عنه والراهب
مر عمر رضى الله عنه بصومعة راهب , فوقف ونودى بالراهب , فقيل له : هذا أمير المؤمنين .
فجاء الراهب يسعى وهو نحيف ضعيف من الضر والإجتهاد وترك الدنيا , فبكى عمر رضى الله عنه لحاله .
فقيل له : إنه نصرانى .
قال : قد علمت ولكنى تذكرت قول الله تعالى :" عاملة ناصبة , تصلى نارا حامية ". فرحمت نصبه واجتهاده وهو فى النار .

القصة الرابعة والخمسين
عمر رضى الله عنه يمرض شهرا
على حمار له خرج عمر رضى الله عنه ذات ليلة , يجوب فى أزفة المدينة , ينظر أحوال الناس , فمر بدار رجل من الأنصار , فوافقه قائما يصلى , فوقف يسمع قرأته , فقرأ :" والطور , وكتاب مسطور , فى رق منشور , والبيت المعمور , والسف المرفوع , والبحر المسجور , إن عذاب ربك لواقع , ماله من دافع ".
فقال عمر رضى الله عنه : قسم ورب الكعبة حق , ثم نزل عن حماره واستند إلى حائطه , فمكث مليا , ثم رجع إلى منزله , فمرض شهرا يعوده الناس لايدرون مامرضه .




القصة الخامسة والخمسين
عمر رضى الله عنه والهرمزان
فى انكسار وذلة وقف الهرمزان عظيم الفرس مكبلا بالأغلال بين يدى عمر رضى الله عنه .
فقال له : تكلم .
فقال الهرمزان : أتكلم بلام حى أم كلام ميت ؟!
قال عمر رضى الله عنه : كلام حى .
فقال الهرمزان : كنا نحن وأنتم فى الجاهلية , لم يكن لنا ولالكم دين فكنا نردكم معشر العرب بمنزلة الكلاب , فإذا أعزكم الله بالدين وبعث رسوله منكم لم نطعكم .
قال عمر رضى الله عنه : أتقول هذا وأنت أسير فى أيدينا ؟!.. اقتلوه .
فقال الهرمزان : أفيما علمكم نبيكم أن تؤمنوا أسيرا ثم تقتلوه .
قال عمر رضى الله عنه : متى أمنتك ؟
فقال الهرمزان : قلت لى تكلم بكلام حى , والخائف على نفسه لايكون حيا .
قال عمر رضى الله عنه آسفا : قاتله الله .. أخذ الأمان ولم أفطن به .

القصة السادسة والخمسين
اليهودى الخائن
لما قدم عمر رضى الله عنه الشام , فقام إليه رجل من أهل الكتاب فقال : ياأمير المؤمنين , إن رجلا من المؤمنين صنع بى ماترى , وكان الرجل مشجوجا مضروبا .
غضب عمر رضى الله عنه غضبا شديدا , ثم قال لصهيب رضى الله عنه : انطلق وانظر من الذى ضربه .
فانطلق صهيب فإذا هو عوف بن مالك الأشجعى .
وعندما حضر عوف بن مالك بين يدى عمر رضى الله عنه قال له : مالك ولهذا ؟
قال : ياأمير المؤمنين رأيت هذا يسوق بإمرأة مسلمة على حمار , فنخس بها لقع , فلم تقع , فدفعها فسقطت على الأرض فأكبت عليها .
فقال له : ائتنى بالمرأة فلتصدق ماقلت .
فأتى أبوها وزوجها لعمر بن الخطاب رضى الله عنه وصدقا عوف بن مالك , فأمر عمر رضى الله عنه باليهودى فصلب .
وقال : ماعلى هذا صالحناكم , ثم قال : أيها الناس اتقوا الله فى ذمة محمد صلى الله عليه وسلم , فمن فعل منهم هذا فلا ذمة له .





القصة السابعة والخمسين
عمر رضى الله عنه يقتص للمظلوم
اندفع رجل بين يدى عمر بن الخطاب رضى الله عنه , يستغيث بصوت منتخب , ودموع يحجبها الكبرياء أن تسيل .
فقال : ياأمير المؤمنين عائد بك من الظلم .
زوى عمر رضى الله عنه مابين عينيه غضبا , وأقبل على الرجل يطمئنه : عذت معاذا , أى لجأت إلى مايحميك .
قال الرجل فى حزن : سابقت ابن عمرو بن العاص فسبقته , فجعل يضربنى بالسوط , ويقول : أنا ابن الأكرمين .
كتب عمر إلى عمرو بن العاص رضى الله عنهما يأمره بالقدوم هو وابنه , فقدم يتبعه ابنه .
وقف عمر رضى الله عنه صائحا : أين المصرى ؟
تقدم الرجل فى خطى متقاربة ترتجف من هول الموقف .
فقال عمر رضى الله عنه فى عزة : خذ السوط فاضرب .
أمسك الرجل بالسوط , وأرسله إلى السماء , ثم هوى به على ظهر ابن عمرو بن العاص الذى شد إلى جذع نخلة , وعمر يقف بجوار المصرى يقول له : اضرب ابن الأكرمين .
قال أنس رضى الله عنه : فضرب والله ! لقد ضربه ونحن نحب ضربه , فما أقلع عنه حتى تمنينا أنه يرفع عنه .
ثم قال عمر رضى الله عنه : ضع على صلعة عمرو .
فقال الرجل : ياأمير المؤمنين إنما ابنه الذى ضربنى , وقد استقدت منه .
نظر عمر لعمرو رضى الله عنهما وقال : منذ كم استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟!
فقال عمرو رضى الله عنه وقد طأطأ رأسه : ياأمير المؤمنين لم أعلم ولم يأتنى .

القصة الثامنة والخمسين
حكمت فعدلت
أرسل قيصر رسولا إلى عمر رضى الله عنه لينظر أحواله وأفعاله , فلما دخل المدينة لم يجد قصرا ولابيتا يدل على أن هنا ملكا , فسأل أهل المدينة : أين ملككم ؟
قالوا : مالنا ملك , بل لنا أمير قد خرج إلى ظاهر المدينة .
فخرج الرسول فى طلب عمر رضى الله عنه , فوجده نائما فى ظل شجرة يفترش الأرض , واضعا رأسه على درته , وليس عنده حارس .
فلما رآه على هذه الحالة , وقع الخشوع فى قلبه .
رجل لايقر للملوك قرار من هيبته , وتكون هذه حالته !
ولكنت عدلت فأمنت فنمت ياعمر , وملكنا يجور فلا جرم أنه لايزال ساهرا خائفا , أشهد أن دينك الدين الحق , ولولا أننى أتيت رسولا لأسلمت ولكنى أعود وأسلم .


القصة التاسعة والخمسين
عمر رضى الله عنه يقبل ولده
استعمل عمر رضى الله عنه رجلا من بنى أسد على بلد , فجاء يأخذ عهده بالولاية , فأتى عمر ببعض ولده وقبله .
قال الأسدى متعجبا : أتقبل هذا ياأمير المؤمنين !! والله ماقبلت ولدا قط .
فلما رأى عمر رضى الله عنه غلظة الرجل قال : فأنت والله بالناس أقل رحمة , هات عهدنا لاتعمل لى عمل أبدا .

القصة الستين
عمر رضى الله عنه يجلد ابنه
فى ليلة حالكة السواد , طاف الشيطان فيها برأس عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب وأبى سروعة عقبة بن الحارث , فأدارا بين أيديهم شرابا , فشربا حتى سكرا , فلما أصبحا , انطلقا يهرولان إلى عمرو بن العاص رضى الله عنه وهو أمير مصر .
فقالا فى بكاء ونحيب :طهرنا , فإنا قد سكرنا من شراب شربناه .
قال عمر ابن العاص رضى الله عنه : ادخلا الدار أطهركما .
فدخلا الدار , وحلقا رأسهما , ثم جلدا , ولما سمع عمر بن الخطاب رضى الله عنه بذلك , فكتب إلى عمرو ابن العاص رضى الله عنه : ان ابعث إلى بعبد الرحمن على قتب ( رحل صغير على قد سنام البعير ) , ففعل ذلك , وعندما قدم على عمر رضى الله عنه جلده وعاقبه لمكانه منه , ولم يطبق عليه الحد مرة أخرى , ثم أرسله فلبث شهرا صحيحا , ثم أصابه قدرة فمات
 

سوار

الإدارة العامة
إنضم
22 مايو 2011
المشاركات
10,026
مستوى التفاعل
156
النقاط
63
الإقامة
عمّان عاصمة الحب
بآرك الله فيك
وجزآك كل خير على ما قدمت ,,,
 
أعلى