مہجہرد إنہسہآن
ادارة الموقع
القدس على حافة الانفجار مع افتتاح "كنيس الخراب" ووضع أحجار الأساس للهيكل المزعوم قرب الأقصى والدعوة إلى يوم غضب ونفير ومواجهة بالدم اليوم
صورة حجري أساس الهيكل المزعومالحقيقة الدولية – نابلس - قيس أبو سمرة – غزة – علي البطة – القاهرة – مصطفى عمارة
دعت قوى سياسية وهيئات وشخصيات دينية إلى النفير اليوم الثلاثاء للدفاع عن المسجد الأقصى، في إعقاب دعوة الاحتلال الصهيوني ليهود العالم لاقتحام المسجد وتأسيس ما يسمى بكنيس الخراب، ووضع أحجار الأساس للهيكل المزعوم، الذي يبعد أمتارا قليلة عن المسجد.
وأكد مسؤولون فلسطينيون أن القدس باتت على حافة الانفجار مع افتتاح السلطات الصهيونية ما يسمى "كنيس الخراب" قرب المسجد الأقصى ، والذي يعد افتتاحه الخطوة الأولى نحو بناء الهيكل المزعوم.
وفي حين رد فلسطينيون على تحرك الاحتلال بمواجهات في رام الله دعت حركة حماس إلى "النفير" نصرة للمقدسات ، فيما طالبت حركة الجهاد الإسلامي بـ"المواجهة بالدم" ، في وقت حذرت فيه منظمة التحرير الفلسطينية من اندلاع "انتفاضة ثالثة" إذا اقتحم قطعان اليهود المتطرفين باحات المسجد الأقصى.
وانتشر الجنود الصهاينة عند أبواب البلدة القديمة بالقدس تحسبا من حصول تظاهرات عنيفة احتجاجا على تدشين كنيس الخراب ، وحصرت الشرطة الإسرائيلية الدخول الى البلدة القديمة بالقدس والحرم الشريف بمن هم فوق سن الخمسين.
ووسط تصاعد حدة التوتر في القدس تجمع آلاف اليهود المتطرفين للمشاركة في احتفال افتتاح كنيس الخراب.
وشارك مئات الصهاينة في تدشين الكنيس ، في قلب مدينة القدس على بعد 300 متر من الأقصى ، على رأسهم رئيس الكنيست روفن ريفلين ووزراء وكبار حاخامات اسرائيل. وشهدت شوارع القدس القديمة مواجهات بين المقدسيين وقوات الاحتلال احتجاجا على تدشين الكنيس ، وكانت مواجهات سابقة قد جرت قرب رام الله ، أسفرت عن إصابة 20 فلسطينيا بجراح.
وجرت مراسم الاحتفال تحت إجراءات أمن مشددة. وقال ايتامار بن جفير أحد زعماء المستوطنين ان الاحتفال رسالة للبيت الأبيض. وأضاف بن جفير "هذه رسالة لاوباما وللإدارة الأمريكية كلها. نحن موحدون في القدس. القدس لنا وستظل لنا وهذه الأمور يجب أن تقال بوضوح للإدارة الأمريكية.. كل أرض إسرائيل ملكنا والقدس لنا إلى الأبد".
وقد بدت القدس القديمة والسوق الرئيسي فيها مهجورا حيث عم الإضراب العام أمس المدينة احتجاجا على محاولة اليهود المتطرفين افتتاح الكنيس ، وشهدت المدينة منذ ساعات الصباح تواجدا عسكريا مكثفا لقوات الشرطة وحرس الحدود الإسرائيلية تحسبا لوقوع مصادمات.
غزة تقرر الانتفاض في يوم القدس
ودعا المؤتمر الوطني للحفاظ على الثوابت ونصرة القدس إلى وقفة تضامن مع المسجد الأقصى والمدينة المقدسة عند العاشرة من صباح اليوم الثلاثاء للتعبير عن الغضب تجاه الاعتداءات الإسرائيلية في القدس المحتلة والأقصى .
وأكد رئيس المؤتمر الذي عقد في وقت متأخر من مساء اليوم الاثنين في قاعة مركز رشاد الشوا الثقافي بغزة بحضور العشرات من قادة القوى الفلسطينية ، القيادي بحركة حماس محمود الزهار خلال قراءته توصيات المؤتمر على ضرورة تخصيص خطبة الجمعة المقبلة من أجل فضح جرائم الاحتلال واستنهاض المجتمع للدفاع عن القدس.
وشدد على ضرورة الوقف السريع لكافة أشكال المفاوضات مع الكيان الإسرائيلي واعتماد خيار المقاومة كخيار استراتيجي من أجل تحقيق الأهداف الأساسية للشعب الفلسطيني.
وناشد المؤتمر قادة الأمة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي بالوقوف الجاد أمام سياسة الكيان الإسرائيلي تجاه مدينة القدس، داعيًا جميع الفصائل المقاومة إلى الاستمرار في مواجهة الاحتلال وعدم الركون للهدوء.
وأوصى المؤتمر بضرورة إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني في ظل استغلالها من قبل الكيان الإسرائيلي لممارسة سياسته التهويدية، والتأكيد على أن الوحدة الفلسطينية أصبحت مطلباً فلسطينيًا بالإجماع يجب العمل من أجل تحقيقه في أقرب وقت ممكن.
من جهته قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي نائب رئيس المؤتمر محمد الهندي:" على مدار ثلاثة أيام جاء المستوطنين لفيفاً من بقاع الأرض تحت حماية جيش الاحتلال الصهيوني ليشهدوا خرابهم.
وقال على مدار سنوات المفاوضات العجاف والمؤسسات الصهيونية تنهش أساسات المسجد الأقصى والعرب والمسلمون مدهوشون كأن شيء لا يعنيهم. وأضاف لم نسمع كلمة صائبة من أي مسؤول، وتساءل أين المؤتمر الإسلامي؟ وأين لجنة القدس؟ وأين جامعة الدول العربية؟. من ما تتعرض له المدينة المقدسة.
وأشار إلى أن كل من يريد نشر أوهام السلام فكنيس الخراب معلق فوق رأسه، وكل من يريد أن يراهن على أمريكا يضبط اليوم والتلموذ بين كفيه.
وتابع الهندي قائلاً:" نراهن على المرابطين في بيت المقدس البيوت العامرة والصدور العارية، موجهاً تحياته للمقدسيين والمنزرعين في أرضهم عام 48 دفاعا عن مقدسات الأمة. وكل قيادات الداخل ومن استشهد وقضى دفاعاً عن المقدسات والحقوق الفلسطينية.
واختتم الدكتور الهندي بأن ما تتعرض له المقدسات من جرائم صهيونية هي دعوة للنفير والاستنفار.
وقال عضو القيادة السياسية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رباح مهنا إن المؤتمر يأتي من أجل استنهاض الأمة العربية والإسلامية للدفاع عن المقدسات الإسلامية، موضحاً أن قيادته مستمرة في قيادتها للكفاح المسلح في وجه الاحتلال.
وطالب مهنا بضرورة التوحد من خلال حملة وطنية تهدف لحشد القوى الفلسطينية من أجل النهوض بالمشروع الوطني، داعياً لتعزيز روح المقاومة المسلحة.
كما أكدت الجبهة أن بقاء السفارات الإسرائيلية داخل الدول العربية تعد بمثابة المشاركة في تهويد المقدسات، داعيةً الأمة العربية للخروج عن صمتها ورفض التطبيع مع الكيان الإسرائيلي.
وقال مهنا: "إن ما أقدم علية الاحتلال بحق المقدسات هو نتيجة متوقعة لحالة الضعف التي تحياها الأمة"، محذرةً من استمرار هذه الحالة التي ستؤدي إلى استمرار الكيان الإسرائيلي في سياسته ضد القدس.
بدوره قال محيي الدين أبو دقة المتحدث باسم قوات الصاعقة:"إننا في منظمة الصاعقة نحذر من الاستمرار في المخططات الإسرائيلية، ونطالب الجميع القادة والشعب في التصدي لهذه الممارسات وأن يقف الجميع وقفة رجل واحد يعيد للأمة عزتها وكرامتها.
وأدان بشدة الصمت العربي والإسلامي من هذا المخطط التهويدي للمسجد الأقصى وطالبهم بتحمل مسؤولياتهم، كما حمل السلطة الفلسطينية تشجيعهم للاحتلال في تهويد القدس. وطالبهم بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي ووقف المفاوضات.
من جانبه قال أبو إبراهيم القيس من لجان المقاومة الشعبية في رسالة وجهها إلي الجامعة العربية " إذا بقي فيكم لشرف فعليكم أن تتراجعوا عن ذلك القرار الذي اتخذتموه مؤخرا حول استئناف المفاوضات الغير مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي ومتابعة الأحداث التي تجري في المسجد الأقصى المبارك".
وطالب القيس الجيوش العربية إلي النهضة والاستفاقة من حالة الخذلان التي تعيشها الشعوب منذ زمن طويل"
ولفت إلي أن الصمت الذي يجري في العالم العربي ما هو إلا خيانة لله وللرسول، وما حصار غزة والمقاومة في الضفة وأراضي 48 والقدس وفي البلاد العربية إلا جزء من تلك الخيانة"
وشدد مصطفي البطراوي القيادي في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني على أن " القدس هي رأس ثوابتنا وندعو الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج لمزيد من التضحية والصمود وتعزيز الصمود الذي يحمي المقاومة والحفاظ علي ثوابتنا الوطنية".
وأكد البطراوي ضرورة إعادة النظر إلي أولوية العمل النضالي بكافة وسائله وأشكاله من توجيه وتطوير تدعيم للمقاومة المسلحة في هذا الوقت بالذات.
وطالب " القمة العربية باتخاذ قرارات سريعة وعاجلة وتنفذها علي الفور من اجل الحفاظ علي المسجد الأقصى والتراث الإسلامي ".
بدوره أكد محسن أبو رمضان في كلمة مؤسسات المجتمع المدني (شبكة المنظمات الأهلية في غزة) على " ضرورة التصدي لهذه الهجمة للحفاظ علي المقدسات ومن اجل أن نصرخ للوحدة والتلاحم بوجه الاحتلال الذي يبدأ هذه العنجهية من زمن قديم كسلسة متواصلة ".
وأوضح "إلي أن القرار الأمثل للتصدي لهذا الاحتلال هو إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة وتشكيل وحدة وطنية ميدانية لخوض النضال الشعبي لمواجهة إسرائيل والبدء بحوار وطني جاد علي قاعدة إنهاء المفاوضات العبثية
وتابع قوله قائلا نري أن استمرار النضال وفقا القتال والقانونية وبتفعيل تقرير غولدستون موضحات بان الاحتلال الإسرائيلي هو المستفيد من الانقسام الفلسطيني ومن الخلاف العربي والصمت الدولي وآن الأوان لنهوض".
الأردن يدين بشدة
وأدان الاردن بشدة قيام سلطات الاحتلال الاسرائيلي بافتتاح ما يسمى "كنيس الخراب" بجوار المسجد الاقصى والدعوات الاسرائيلية لاقتحامه والاتجاه نحو وضع حجر الاساس للهيكل المزعوم. وقال وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور نبيل الشريف ان القدس بالنسبة للاردن خط احمر وانه يرفض كل الاجراءات التي تقوم بها اسرائيل وتستهدف تغيير هوية مدينة القدس خصوصا الاماكن المقدسة.
كنيس الخراب والهيكل المزعوم
"نصعد إلى الهيكل بدولة إسرائيل، ونبني البيت المقدس الثلاثاء".. جملة كتبتها جماعة "نادي جبل الهيكل" اليهودية على حجرين قالت إنهما حجري أساس للهيكل المزعوم سيتم نقلهما اليوم الثلاثاء إلى حيث ينوون بناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى المبارك، بينما دعت جماعات يهودية المقدسيين إلى الخروج من المدينة لأنها "أرض الشعب اليهودي، تحقيقاً لما جاء في القرآن والتوراة"، على حد زعمهم.
ونشر ما يعرف بـ"نادي جبل الهيكل" على موقعه الإلكتروني صورة للحجرين، ويظهر في الصورة التي حصلت "إسلام أون لاين.نت" عليها حجران كبيران محملان في شاحنة، ويبدوا أنهما حجرا الأساس اللذان ترغب الجماعات اليهودية بوضعهما كما هو متوقع يوم غد الثلاثاء للإعلان عن بدء بناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى.
كما كتبت العبارة التي تحملها الصورة في الدعوات التي وزعت لحضور افتتاح كنيس الخراب اليوم قرب الأقصى، وأرفقت الدعوات بعبارات توراتية تؤكد أن الصعود إلى جبل الهيكل واجب ديني على الجميع المشاركة فيه، لما للمكان من "قدسية عند الرب".
"كنيس الخراب".. ماذا ينتظر المسلمون ؟
يحاول الصهاينة منذ أمد بعيد طمس الطابع الإسلامي لمدينة القدس، وإضفاء الصبغة اليهودية عليها؛ تمهيدًا لبناء المعبد داخل مدينة داود المزعومة، وذلك بإحداث المتاحف الصهيونية التي تتحدث عن تاريخ مصطنع للشعب اليهودي داخل البلدة العتيقة، ومن خلال الأنفاق التي أصبحت كنسًا ومزاراتٍ يؤمّها اليهود من الأصقاع كافة، والتي باتت تهدِّد بيوت المقدسيين والمسجد الأقصى بأسواره ومعالمه، والتي تشكِّل شبكة عنكبوتية أوجدت مدينة بأكملها أسفل البلدة العتيقة.
وقد أقام الصهاينة خلال السنوات الأخيرة عددًا من الكنس الصهيونية والمتاحف التي حلَّت محل الأوقاف الإسلامية بجوار المسجد الأقصى، مثل:
- كنيس حمام العين يوهيل يتسحاق (خيمة إسحاق): بناه الصهاينة على أنقاض حمام العين، وأسموه يوهيل يتسحاق، أي: خيمة إسحاق افتتح في عام 2008م.
- كنيس مصلى المدرسة التنكزية: تُعد المدرسة التنكزية أحد معالم المسجد الأقصى بناها تنكز الناصري خلال العام 724 هجري، قام الصهاينة بتحويلها إلى كنيس خلال عام 2008م.
- كنيس قدس الأقداس مقابل قبة الصخرة: أحد الكنس الموجودة داخل نفق الحائط الغربي، وهي تقابل قبة الصخرة، قام الصهاينة خلال نهاية العام 2008م بتحويلها إلى كنيس يهودي!.
- كنيس قنطرة ويلسون أسفل المدرسة التنكزية: سُميت بذلك نسبة إلى مكتشفها تشارلز ويلسون عام 1865م، وحولها الصهاينة خلال العام 2005م إلى كنيس تقام فيه حفلات الزواج والبلوغ!.
- قافلة الأجيال: متحف صهيوني تم افتتاحه في عام 2006م أسفل المدرسة التنكزية، يتكون من ثلاثة فصول وسبعة فضاءات يبث تاريخًا مزورًا لليهود على طول 3500 عام.
- متحف البيت المحروق: أحد المتاحف التهويدية الموجودة في حارة الشرف داخل القدس العتيقة، يحاول الصهاينة من خلاله بث فكرة الوجود اليهودي خلال 70 ميلاديًّا وملكيتهم للأراضي!
- قلعة داود: قلعة باب الخليل، قلعة قديمة جدًّا في القدس، بناها هيرودس لأول مرة، والقلعة اليوم إسلامية بحتة حولها الصهاينة إلى متحف لتنطلق منه كل رحلات التهويد!.
وغيرها الكثير في محيط الأقصى؛ حتى بات عدد الكنس في البلدة العتيقة يضاهي عدد المساجد والكنائس فيها، ومن هذه الكُنُس التي ما زالت تُبنى لتخدم قضية التهويد والمزاعم الصهيونية القائمة على أساس نبوءات حاخامات مزعومة.
كنيس ها حوربا.. كنيس الخراب
يبنى هذا الكنيس في مدينة القدس العتيقة كأحد المعالم البارزة جدًّا والمرتفعة فيها، بجانب المسجد العمري الكبير داخل البلدة العتيقة في القدس الشريف على أنقاض حارة الشرف الإسلامية؛ التي قام الصهاينة بتحويلها إلى حارة اليهود بعد أن هدمت وبدِّلت معالمها، ويعدُّ هذا الكنيس أكبر كنيس يهودي بارز في البلدة القديمة، ويتألَّف من أربع طوابق، ويتميَّز هذا الكنيس بشكله الضخم، وقبته المرتفعة جدًّا التي تقارب ارتفاع كنيسة القيامة، وتغطي على قبة المصلَّى القبلي داخل المسجد الأقصى للناظر للمسجد من اتجاه الغرب.
تاريخ كنيس الخراب
لا شك أنَّ الروايات التاريخية اليهودية تسعى إلى عرض التاريخ العبري من خلال نبوءات حاخامات يهود أرادوا إيهام العالم أنَّ له موطئ قدم في الأحياء الإسلامية والمسيحية بمدينة القدس، وما هذه الروايات إلا محض افتراء وكذب تبرِّر لهم سرقة التراث الإسلامي، وسط صمت الدول والحكومات العربية والإسلامية، ولا مبالاة الدول والحكومات الغربية، وربما تورطها في إعطاء الضوء الأخضر لبعض تلك الخطط.
ولن ننساق وراء هذه الروايات الصهيونية المغرضة الساعية إلى تغيير معالم مدينة القدس وتهويدها، ولكننا في معرض الحديث عنها وإبراز وكشف زيفها وبعدها عن الواقع، وفيما يلي عرض لتلك الرواية الصهيونية:
النبوءة الصهيونية وفق أحد حاخاماتهم:
تبدأ المزاعم الصهيونية في إعادة بناء هذا الكنيس من رواية لأحد الحاخامات عرفت بنبوءة إيليا بن شلومو زلمان المعروف بجاؤون فيلنا (ר "אליהו בן שלמה זלמן)، والتي ادعى فيها في القرن الثامن عشر ميلادي، أن بناء المعبد (الهيكل) يكون في النصف الثاني من الشهر الثالث من العام 2010م، كما أشار فيلنا إلى أن بناء المعبد (الهيكل) يأتي بعد تدشين معبد حوربا (كنيس الخراب) الموجود في الحي اليهودي في مدينة القدس العتيقة.
وقد ادّعى بعض الصهاينة بأن بناء هذا الكنيس، هو بشارة إلى أن الهيكل سيبنى مرةً أخرى، وقد روج بعض المستوطنين الصهاينة لهذه الأوهام على أمل منهم أن تأتي الساعة التي ينقضُّون فيها على المسجد الأقصى بعد أن فرغوا من بناء كنيس الخراب.هذه الادعاءات والأوهام التي تمثلت في بناء كنيس الخراب، واقتراب الموعد الحاسم لبناء الهيكل باتت تمثل دستورًا يطبق على الأرض عند المتدينين الصهاينة وبعض السياسيين لدى الدولة العبرية.
بداية القصة وفصولها:
يعود تاريخ هذا الكنيس، حسب رواية بعض حاخامات اليهود إلى القرن الثامن عشر ميلادي؛ حيث قَدِمَتْ مجموعة من اليهود بلغ تعدادهم بين 300 إلى 1000 شخص من بولندا (الأشكيناز) في 14 تشرين الأول/أكتوبر 1700 م، وقاموا بجمع أموال طائلة لرشوة بعض عمال الدولة العثمانية؛ للحصول على تصريح(1) حتى يقوموا ببناء معبد حوربا، لكن المجموعة فشلت في دفع ثمن الأرض التي تم شراؤها، الأمر الذي دفع أصحاب الحقوق إلى التحرك للمطالبة بأراضيهم؛ نتيجة لذلك تركت المجموعة اليهودية مبنى المعبد من دون أن تكمل بناءه، وتحول الكنيس إلى خراب، وظلَّ 89 عامًا والمعبد خرابًا؛ ولذلك سمي بـ(كنيس الخراب) نسبة للخرابة التي أحدثها هدم المعبد.
وأعيدت الأرض المحيطة به لأصحابها، وهم عائلة فلسطينية من آل البكري، وفي عام 1808م، جاء إلى القدس مجموعة يهود من تلاميذ (جاؤون فيلنا)(2) حاولوا بناء الكنيس من جديد، إلا أنهم فشلوا في ذلك لمنع السلطات العثمانية عملية البناء كون الأراضي المحيطة يسكنها عرب ومسلمون؛ حتى جاء زلزال عام 1834م، لينتهز اليهود الفرصة ويُسمح لهم ببناء الكنيس من جديد في عام 1836م؛ حيث تحركت عائلة الثري اليهودي روتشلد- المعروف بتمويله للبناء اليهودي في فلسطين- بتمويل إعادة بناء هذا المعبد، وظلَّت هناك بعض القضايا العالقة على مساحة هذا الكنيس والأراضي المحيطة به التي يسكنها أهل القدس.
وشرع اليهود في بناء هذا الكنيس في عام 1857م، وقد اكتمل بناء الكنيس في 1864م؛ حيث استمر البناء ببطء طوال ثماني سنوات.
وظل الكنيس على حاله حتى 25/5/1948م عندما حاصر الجيش الأردني بقيادة عبد الله التل مجموعة من قوات الهاجانا، وطلب من الصليب الأحمر أن يخرج جميع المتمركزين داخل كنيس حوربا؛ حتى لا تقوم القوات الأردنية بقصف الكنيس، فاستغل الصهاينة الكنيس كمعسكر حربي، ورفضت قوات الهاجانا الخروج من الكنيس، وفي 26/5/1948م أعطى عبد الله التل قوات الهاجانا مهلة 12 ساعة للخروج، وإلا يقصف الكنيس، وبالفعل تمَّ طرد عصابات الهاجانا التي تمركزت داخله.
بعد أن احتل الصهاينة مدينة القدس العتيقة عام 1967م بدأت تظهر المطالبات بإعادة بناء كنيس حوربا من جديد، إلا أن حاخامات الدولة اكتفوا ببناء قوس تذكاري لهذا الكنيس، كونه لا يشكل معلما مهمًّا، وظل الحال على هذا حتى بدأت النظرة الصهيونية للمدينة تأخذ طابع الإسراع ببناء المعبد، وتحويل المدينة إلى مدينة يهودية بالمنظور والتاريخ، ظهرت فكرة إعادة إحياء بناء كنيس حوربا من جديد في بداية عام 2000م، على الرغم من وجود معارضة من العلمانيين وبعض اليهود المتدينين، إلا أنَّ المشروع أُقرّ في بدايات العام 2003م، وقدِّرت تكلفة المشروع بـ(7.3 ملايين دولار) تدفع الحكومة الصهيونية منها 2.8 مليون دولار، والمتبقي يدفعه المتبرعون.
المنظمات الفاعلة
تتواصل محاولات المستوطنين المستمرة لاقتحام المسجد الأقصى، ووضع صورة مجسمة لهيكل سليمان المزعوم، وبالتزامن مع تزايد عدد الجماعات اليهودية الساعية لبناء الهيكل، وهدم المسجد الأقصى والمعروفة باسم (أمناء الهيكل).
ومن أبرز المنظمات الصهيونية الفاعلة اليوم من أجل تنظيم زيارات اليهود للحرم القدسي والتحضير العملي لمشروع بناء الهيكل:
(أنصار الهيكل)- (الحركة لبناء الهيكل)- (معهد الهيكل)- (حاي وكيام)- (نساء من أجل الهيكل)- (حراس الهيكل) وغيرها.
المصدر : الحقيقة الدولية
صورة حجري أساس الهيكل المزعومالحقيقة الدولية – نابلس - قيس أبو سمرة – غزة – علي البطة – القاهرة – مصطفى عمارة
دعت قوى سياسية وهيئات وشخصيات دينية إلى النفير اليوم الثلاثاء للدفاع عن المسجد الأقصى، في إعقاب دعوة الاحتلال الصهيوني ليهود العالم لاقتحام المسجد وتأسيس ما يسمى بكنيس الخراب، ووضع أحجار الأساس للهيكل المزعوم، الذي يبعد أمتارا قليلة عن المسجد.
وأكد مسؤولون فلسطينيون أن القدس باتت على حافة الانفجار مع افتتاح السلطات الصهيونية ما يسمى "كنيس الخراب" قرب المسجد الأقصى ، والذي يعد افتتاحه الخطوة الأولى نحو بناء الهيكل المزعوم.
وفي حين رد فلسطينيون على تحرك الاحتلال بمواجهات في رام الله دعت حركة حماس إلى "النفير" نصرة للمقدسات ، فيما طالبت حركة الجهاد الإسلامي بـ"المواجهة بالدم" ، في وقت حذرت فيه منظمة التحرير الفلسطينية من اندلاع "انتفاضة ثالثة" إذا اقتحم قطعان اليهود المتطرفين باحات المسجد الأقصى.
وانتشر الجنود الصهاينة عند أبواب البلدة القديمة بالقدس تحسبا من حصول تظاهرات عنيفة احتجاجا على تدشين كنيس الخراب ، وحصرت الشرطة الإسرائيلية الدخول الى البلدة القديمة بالقدس والحرم الشريف بمن هم فوق سن الخمسين.
ووسط تصاعد حدة التوتر في القدس تجمع آلاف اليهود المتطرفين للمشاركة في احتفال افتتاح كنيس الخراب.
وشارك مئات الصهاينة في تدشين الكنيس ، في قلب مدينة القدس على بعد 300 متر من الأقصى ، على رأسهم رئيس الكنيست روفن ريفلين ووزراء وكبار حاخامات اسرائيل. وشهدت شوارع القدس القديمة مواجهات بين المقدسيين وقوات الاحتلال احتجاجا على تدشين الكنيس ، وكانت مواجهات سابقة قد جرت قرب رام الله ، أسفرت عن إصابة 20 فلسطينيا بجراح.
وجرت مراسم الاحتفال تحت إجراءات أمن مشددة. وقال ايتامار بن جفير أحد زعماء المستوطنين ان الاحتفال رسالة للبيت الأبيض. وأضاف بن جفير "هذه رسالة لاوباما وللإدارة الأمريكية كلها. نحن موحدون في القدس. القدس لنا وستظل لنا وهذه الأمور يجب أن تقال بوضوح للإدارة الأمريكية.. كل أرض إسرائيل ملكنا والقدس لنا إلى الأبد".
وقد بدت القدس القديمة والسوق الرئيسي فيها مهجورا حيث عم الإضراب العام أمس المدينة احتجاجا على محاولة اليهود المتطرفين افتتاح الكنيس ، وشهدت المدينة منذ ساعات الصباح تواجدا عسكريا مكثفا لقوات الشرطة وحرس الحدود الإسرائيلية تحسبا لوقوع مصادمات.
غزة تقرر الانتفاض في يوم القدس
ودعا المؤتمر الوطني للحفاظ على الثوابت ونصرة القدس إلى وقفة تضامن مع المسجد الأقصى والمدينة المقدسة عند العاشرة من صباح اليوم الثلاثاء للتعبير عن الغضب تجاه الاعتداءات الإسرائيلية في القدس المحتلة والأقصى .
وأكد رئيس المؤتمر الذي عقد في وقت متأخر من مساء اليوم الاثنين في قاعة مركز رشاد الشوا الثقافي بغزة بحضور العشرات من قادة القوى الفلسطينية ، القيادي بحركة حماس محمود الزهار خلال قراءته توصيات المؤتمر على ضرورة تخصيص خطبة الجمعة المقبلة من أجل فضح جرائم الاحتلال واستنهاض المجتمع للدفاع عن القدس.
وشدد على ضرورة الوقف السريع لكافة أشكال المفاوضات مع الكيان الإسرائيلي واعتماد خيار المقاومة كخيار استراتيجي من أجل تحقيق الأهداف الأساسية للشعب الفلسطيني.
وناشد المؤتمر قادة الأمة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي بالوقوف الجاد أمام سياسة الكيان الإسرائيلي تجاه مدينة القدس، داعيًا جميع الفصائل المقاومة إلى الاستمرار في مواجهة الاحتلال وعدم الركون للهدوء.
وأوصى المؤتمر بضرورة إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني في ظل استغلالها من قبل الكيان الإسرائيلي لممارسة سياسته التهويدية، والتأكيد على أن الوحدة الفلسطينية أصبحت مطلباً فلسطينيًا بالإجماع يجب العمل من أجل تحقيقه في أقرب وقت ممكن.
من جهته قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي نائب رئيس المؤتمر محمد الهندي:" على مدار ثلاثة أيام جاء المستوطنين لفيفاً من بقاع الأرض تحت حماية جيش الاحتلال الصهيوني ليشهدوا خرابهم.
وقال على مدار سنوات المفاوضات العجاف والمؤسسات الصهيونية تنهش أساسات المسجد الأقصى والعرب والمسلمون مدهوشون كأن شيء لا يعنيهم. وأضاف لم نسمع كلمة صائبة من أي مسؤول، وتساءل أين المؤتمر الإسلامي؟ وأين لجنة القدس؟ وأين جامعة الدول العربية؟. من ما تتعرض له المدينة المقدسة.
وأشار إلى أن كل من يريد نشر أوهام السلام فكنيس الخراب معلق فوق رأسه، وكل من يريد أن يراهن على أمريكا يضبط اليوم والتلموذ بين كفيه.
وتابع الهندي قائلاً:" نراهن على المرابطين في بيت المقدس البيوت العامرة والصدور العارية، موجهاً تحياته للمقدسيين والمنزرعين في أرضهم عام 48 دفاعا عن مقدسات الأمة. وكل قيادات الداخل ومن استشهد وقضى دفاعاً عن المقدسات والحقوق الفلسطينية.
واختتم الدكتور الهندي بأن ما تتعرض له المقدسات من جرائم صهيونية هي دعوة للنفير والاستنفار.
وقال عضو القيادة السياسية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رباح مهنا إن المؤتمر يأتي من أجل استنهاض الأمة العربية والإسلامية للدفاع عن المقدسات الإسلامية، موضحاً أن قيادته مستمرة في قيادتها للكفاح المسلح في وجه الاحتلال.
وطالب مهنا بضرورة التوحد من خلال حملة وطنية تهدف لحشد القوى الفلسطينية من أجل النهوض بالمشروع الوطني، داعياً لتعزيز روح المقاومة المسلحة.
كما أكدت الجبهة أن بقاء السفارات الإسرائيلية داخل الدول العربية تعد بمثابة المشاركة في تهويد المقدسات، داعيةً الأمة العربية للخروج عن صمتها ورفض التطبيع مع الكيان الإسرائيلي.
وقال مهنا: "إن ما أقدم علية الاحتلال بحق المقدسات هو نتيجة متوقعة لحالة الضعف التي تحياها الأمة"، محذرةً من استمرار هذه الحالة التي ستؤدي إلى استمرار الكيان الإسرائيلي في سياسته ضد القدس.
بدوره قال محيي الدين أبو دقة المتحدث باسم قوات الصاعقة:"إننا في منظمة الصاعقة نحذر من الاستمرار في المخططات الإسرائيلية، ونطالب الجميع القادة والشعب في التصدي لهذه الممارسات وأن يقف الجميع وقفة رجل واحد يعيد للأمة عزتها وكرامتها.
وأدان بشدة الصمت العربي والإسلامي من هذا المخطط التهويدي للمسجد الأقصى وطالبهم بتحمل مسؤولياتهم، كما حمل السلطة الفلسطينية تشجيعهم للاحتلال في تهويد القدس. وطالبهم بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي ووقف المفاوضات.
من جانبه قال أبو إبراهيم القيس من لجان المقاومة الشعبية في رسالة وجهها إلي الجامعة العربية " إذا بقي فيكم لشرف فعليكم أن تتراجعوا عن ذلك القرار الذي اتخذتموه مؤخرا حول استئناف المفاوضات الغير مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي ومتابعة الأحداث التي تجري في المسجد الأقصى المبارك".
وطالب القيس الجيوش العربية إلي النهضة والاستفاقة من حالة الخذلان التي تعيشها الشعوب منذ زمن طويل"
ولفت إلي أن الصمت الذي يجري في العالم العربي ما هو إلا خيانة لله وللرسول، وما حصار غزة والمقاومة في الضفة وأراضي 48 والقدس وفي البلاد العربية إلا جزء من تلك الخيانة"
وشدد مصطفي البطراوي القيادي في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني على أن " القدس هي رأس ثوابتنا وندعو الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج لمزيد من التضحية والصمود وتعزيز الصمود الذي يحمي المقاومة والحفاظ علي ثوابتنا الوطنية".
وأكد البطراوي ضرورة إعادة النظر إلي أولوية العمل النضالي بكافة وسائله وأشكاله من توجيه وتطوير تدعيم للمقاومة المسلحة في هذا الوقت بالذات.
وطالب " القمة العربية باتخاذ قرارات سريعة وعاجلة وتنفذها علي الفور من اجل الحفاظ علي المسجد الأقصى والتراث الإسلامي ".
بدوره أكد محسن أبو رمضان في كلمة مؤسسات المجتمع المدني (شبكة المنظمات الأهلية في غزة) على " ضرورة التصدي لهذه الهجمة للحفاظ علي المقدسات ومن اجل أن نصرخ للوحدة والتلاحم بوجه الاحتلال الذي يبدأ هذه العنجهية من زمن قديم كسلسة متواصلة ".
وأوضح "إلي أن القرار الأمثل للتصدي لهذا الاحتلال هو إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة وتشكيل وحدة وطنية ميدانية لخوض النضال الشعبي لمواجهة إسرائيل والبدء بحوار وطني جاد علي قاعدة إنهاء المفاوضات العبثية
وتابع قوله قائلا نري أن استمرار النضال وفقا القتال والقانونية وبتفعيل تقرير غولدستون موضحات بان الاحتلال الإسرائيلي هو المستفيد من الانقسام الفلسطيني ومن الخلاف العربي والصمت الدولي وآن الأوان لنهوض".
الأردن يدين بشدة
وأدان الاردن بشدة قيام سلطات الاحتلال الاسرائيلي بافتتاح ما يسمى "كنيس الخراب" بجوار المسجد الاقصى والدعوات الاسرائيلية لاقتحامه والاتجاه نحو وضع حجر الاساس للهيكل المزعوم. وقال وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور نبيل الشريف ان القدس بالنسبة للاردن خط احمر وانه يرفض كل الاجراءات التي تقوم بها اسرائيل وتستهدف تغيير هوية مدينة القدس خصوصا الاماكن المقدسة.
كنيس الخراب والهيكل المزعوم
"نصعد إلى الهيكل بدولة إسرائيل، ونبني البيت المقدس الثلاثاء".. جملة كتبتها جماعة "نادي جبل الهيكل" اليهودية على حجرين قالت إنهما حجري أساس للهيكل المزعوم سيتم نقلهما اليوم الثلاثاء إلى حيث ينوون بناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى المبارك، بينما دعت جماعات يهودية المقدسيين إلى الخروج من المدينة لأنها "أرض الشعب اليهودي، تحقيقاً لما جاء في القرآن والتوراة"، على حد زعمهم.
ونشر ما يعرف بـ"نادي جبل الهيكل" على موقعه الإلكتروني صورة للحجرين، ويظهر في الصورة التي حصلت "إسلام أون لاين.نت" عليها حجران كبيران محملان في شاحنة، ويبدوا أنهما حجرا الأساس اللذان ترغب الجماعات اليهودية بوضعهما كما هو متوقع يوم غد الثلاثاء للإعلان عن بدء بناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى.
كما كتبت العبارة التي تحملها الصورة في الدعوات التي وزعت لحضور افتتاح كنيس الخراب اليوم قرب الأقصى، وأرفقت الدعوات بعبارات توراتية تؤكد أن الصعود إلى جبل الهيكل واجب ديني على الجميع المشاركة فيه، لما للمكان من "قدسية عند الرب".
"كنيس الخراب".. ماذا ينتظر المسلمون ؟
يحاول الصهاينة منذ أمد بعيد طمس الطابع الإسلامي لمدينة القدس، وإضفاء الصبغة اليهودية عليها؛ تمهيدًا لبناء المعبد داخل مدينة داود المزعومة، وذلك بإحداث المتاحف الصهيونية التي تتحدث عن تاريخ مصطنع للشعب اليهودي داخل البلدة العتيقة، ومن خلال الأنفاق التي أصبحت كنسًا ومزاراتٍ يؤمّها اليهود من الأصقاع كافة، والتي باتت تهدِّد بيوت المقدسيين والمسجد الأقصى بأسواره ومعالمه، والتي تشكِّل شبكة عنكبوتية أوجدت مدينة بأكملها أسفل البلدة العتيقة.
وقد أقام الصهاينة خلال السنوات الأخيرة عددًا من الكنس الصهيونية والمتاحف التي حلَّت محل الأوقاف الإسلامية بجوار المسجد الأقصى، مثل:
- كنيس حمام العين يوهيل يتسحاق (خيمة إسحاق): بناه الصهاينة على أنقاض حمام العين، وأسموه يوهيل يتسحاق، أي: خيمة إسحاق افتتح في عام 2008م.
- كنيس مصلى المدرسة التنكزية: تُعد المدرسة التنكزية أحد معالم المسجد الأقصى بناها تنكز الناصري خلال العام 724 هجري، قام الصهاينة بتحويلها إلى كنيس خلال عام 2008م.
- كنيس قدس الأقداس مقابل قبة الصخرة: أحد الكنس الموجودة داخل نفق الحائط الغربي، وهي تقابل قبة الصخرة، قام الصهاينة خلال نهاية العام 2008م بتحويلها إلى كنيس يهودي!.
- كنيس قنطرة ويلسون أسفل المدرسة التنكزية: سُميت بذلك نسبة إلى مكتشفها تشارلز ويلسون عام 1865م، وحولها الصهاينة خلال العام 2005م إلى كنيس تقام فيه حفلات الزواج والبلوغ!.
- قافلة الأجيال: متحف صهيوني تم افتتاحه في عام 2006م أسفل المدرسة التنكزية، يتكون من ثلاثة فصول وسبعة فضاءات يبث تاريخًا مزورًا لليهود على طول 3500 عام.
- متحف البيت المحروق: أحد المتاحف التهويدية الموجودة في حارة الشرف داخل القدس العتيقة، يحاول الصهاينة من خلاله بث فكرة الوجود اليهودي خلال 70 ميلاديًّا وملكيتهم للأراضي!
- قلعة داود: قلعة باب الخليل، قلعة قديمة جدًّا في القدس، بناها هيرودس لأول مرة، والقلعة اليوم إسلامية بحتة حولها الصهاينة إلى متحف لتنطلق منه كل رحلات التهويد!.
وغيرها الكثير في محيط الأقصى؛ حتى بات عدد الكنس في البلدة العتيقة يضاهي عدد المساجد والكنائس فيها، ومن هذه الكُنُس التي ما زالت تُبنى لتخدم قضية التهويد والمزاعم الصهيونية القائمة على أساس نبوءات حاخامات مزعومة.
كنيس ها حوربا.. كنيس الخراب
يبنى هذا الكنيس في مدينة القدس العتيقة كأحد المعالم البارزة جدًّا والمرتفعة فيها، بجانب المسجد العمري الكبير داخل البلدة العتيقة في القدس الشريف على أنقاض حارة الشرف الإسلامية؛ التي قام الصهاينة بتحويلها إلى حارة اليهود بعد أن هدمت وبدِّلت معالمها، ويعدُّ هذا الكنيس أكبر كنيس يهودي بارز في البلدة القديمة، ويتألَّف من أربع طوابق، ويتميَّز هذا الكنيس بشكله الضخم، وقبته المرتفعة جدًّا التي تقارب ارتفاع كنيسة القيامة، وتغطي على قبة المصلَّى القبلي داخل المسجد الأقصى للناظر للمسجد من اتجاه الغرب.
تاريخ كنيس الخراب
لا شك أنَّ الروايات التاريخية اليهودية تسعى إلى عرض التاريخ العبري من خلال نبوءات حاخامات يهود أرادوا إيهام العالم أنَّ له موطئ قدم في الأحياء الإسلامية والمسيحية بمدينة القدس، وما هذه الروايات إلا محض افتراء وكذب تبرِّر لهم سرقة التراث الإسلامي، وسط صمت الدول والحكومات العربية والإسلامية، ولا مبالاة الدول والحكومات الغربية، وربما تورطها في إعطاء الضوء الأخضر لبعض تلك الخطط.
ولن ننساق وراء هذه الروايات الصهيونية المغرضة الساعية إلى تغيير معالم مدينة القدس وتهويدها، ولكننا في معرض الحديث عنها وإبراز وكشف زيفها وبعدها عن الواقع، وفيما يلي عرض لتلك الرواية الصهيونية:
النبوءة الصهيونية وفق أحد حاخاماتهم:
تبدأ المزاعم الصهيونية في إعادة بناء هذا الكنيس من رواية لأحد الحاخامات عرفت بنبوءة إيليا بن شلومو زلمان المعروف بجاؤون فيلنا (ר "אליהו בן שלמה זלמן)، والتي ادعى فيها في القرن الثامن عشر ميلادي، أن بناء المعبد (الهيكل) يكون في النصف الثاني من الشهر الثالث من العام 2010م، كما أشار فيلنا إلى أن بناء المعبد (الهيكل) يأتي بعد تدشين معبد حوربا (كنيس الخراب) الموجود في الحي اليهودي في مدينة القدس العتيقة.
وقد ادّعى بعض الصهاينة بأن بناء هذا الكنيس، هو بشارة إلى أن الهيكل سيبنى مرةً أخرى، وقد روج بعض المستوطنين الصهاينة لهذه الأوهام على أمل منهم أن تأتي الساعة التي ينقضُّون فيها على المسجد الأقصى بعد أن فرغوا من بناء كنيس الخراب.هذه الادعاءات والأوهام التي تمثلت في بناء كنيس الخراب، واقتراب الموعد الحاسم لبناء الهيكل باتت تمثل دستورًا يطبق على الأرض عند المتدينين الصهاينة وبعض السياسيين لدى الدولة العبرية.
بداية القصة وفصولها:
يعود تاريخ هذا الكنيس، حسب رواية بعض حاخامات اليهود إلى القرن الثامن عشر ميلادي؛ حيث قَدِمَتْ مجموعة من اليهود بلغ تعدادهم بين 300 إلى 1000 شخص من بولندا (الأشكيناز) في 14 تشرين الأول/أكتوبر 1700 م، وقاموا بجمع أموال طائلة لرشوة بعض عمال الدولة العثمانية؛ للحصول على تصريح(1) حتى يقوموا ببناء معبد حوربا، لكن المجموعة فشلت في دفع ثمن الأرض التي تم شراؤها، الأمر الذي دفع أصحاب الحقوق إلى التحرك للمطالبة بأراضيهم؛ نتيجة لذلك تركت المجموعة اليهودية مبنى المعبد من دون أن تكمل بناءه، وتحول الكنيس إلى خراب، وظلَّ 89 عامًا والمعبد خرابًا؛ ولذلك سمي بـ(كنيس الخراب) نسبة للخرابة التي أحدثها هدم المعبد.
وأعيدت الأرض المحيطة به لأصحابها، وهم عائلة فلسطينية من آل البكري، وفي عام 1808م، جاء إلى القدس مجموعة يهود من تلاميذ (جاؤون فيلنا)(2) حاولوا بناء الكنيس من جديد، إلا أنهم فشلوا في ذلك لمنع السلطات العثمانية عملية البناء كون الأراضي المحيطة يسكنها عرب ومسلمون؛ حتى جاء زلزال عام 1834م، لينتهز اليهود الفرصة ويُسمح لهم ببناء الكنيس من جديد في عام 1836م؛ حيث تحركت عائلة الثري اليهودي روتشلد- المعروف بتمويله للبناء اليهودي في فلسطين- بتمويل إعادة بناء هذا المعبد، وظلَّت هناك بعض القضايا العالقة على مساحة هذا الكنيس والأراضي المحيطة به التي يسكنها أهل القدس.
وشرع اليهود في بناء هذا الكنيس في عام 1857م، وقد اكتمل بناء الكنيس في 1864م؛ حيث استمر البناء ببطء طوال ثماني سنوات.
وظل الكنيس على حاله حتى 25/5/1948م عندما حاصر الجيش الأردني بقيادة عبد الله التل مجموعة من قوات الهاجانا، وطلب من الصليب الأحمر أن يخرج جميع المتمركزين داخل كنيس حوربا؛ حتى لا تقوم القوات الأردنية بقصف الكنيس، فاستغل الصهاينة الكنيس كمعسكر حربي، ورفضت قوات الهاجانا الخروج من الكنيس، وفي 26/5/1948م أعطى عبد الله التل قوات الهاجانا مهلة 12 ساعة للخروج، وإلا يقصف الكنيس، وبالفعل تمَّ طرد عصابات الهاجانا التي تمركزت داخله.
بعد أن احتل الصهاينة مدينة القدس العتيقة عام 1967م بدأت تظهر المطالبات بإعادة بناء كنيس حوربا من جديد، إلا أن حاخامات الدولة اكتفوا ببناء قوس تذكاري لهذا الكنيس، كونه لا يشكل معلما مهمًّا، وظل الحال على هذا حتى بدأت النظرة الصهيونية للمدينة تأخذ طابع الإسراع ببناء المعبد، وتحويل المدينة إلى مدينة يهودية بالمنظور والتاريخ، ظهرت فكرة إعادة إحياء بناء كنيس حوربا من جديد في بداية عام 2000م، على الرغم من وجود معارضة من العلمانيين وبعض اليهود المتدينين، إلا أنَّ المشروع أُقرّ في بدايات العام 2003م، وقدِّرت تكلفة المشروع بـ(7.3 ملايين دولار) تدفع الحكومة الصهيونية منها 2.8 مليون دولار، والمتبقي يدفعه المتبرعون.
المنظمات الفاعلة
تتواصل محاولات المستوطنين المستمرة لاقتحام المسجد الأقصى، ووضع صورة مجسمة لهيكل سليمان المزعوم، وبالتزامن مع تزايد عدد الجماعات اليهودية الساعية لبناء الهيكل، وهدم المسجد الأقصى والمعروفة باسم (أمناء الهيكل).
ومن أبرز المنظمات الصهيونية الفاعلة اليوم من أجل تنظيم زيارات اليهود للحرم القدسي والتحضير العملي لمشروع بناء الهيكل:
(أنصار الهيكل)- (الحركة لبناء الهيكل)- (معهد الهيكل)- (حاي وكيام)- (نساء من أجل الهيكل)- (حراس الهيكل) وغيرها.
المصدر : الحقيقة الدولية