فرحة الاردن
الادارة العامة
الأخطل الصغير
( 1303 - 1388 هـ)
( 1885 - 1968 م)
سيرة الشاعر:
بشارة بن عبدالله الخوري.
ولد في بيروت، وفيها توفي.
درس في مدارس الإكليركية الأرثوذكسية، والحكمة، في بيروت، والمزار في غزير، كما درس في مدرسة الفرير.
أتقن اللغة الفرنسية، كما أتقن العربية على يد الأستاذ عبدالله البستاني.
عمل في مطلع شبابه في جريدة «المصباح» لصاحبها نجيب حبيقة.
أصدر مجلة «البرق» عام 1908 (أسبوعية أدبية سياسية) فكان رئىس تحريرها، حولها بعد عشر سنوات إلى جريدة يومية، ثم عادت أسبوعية عام 1930، إلى أن عطلتها السلطة الفرنسية نهائىاً بعد عامين.
أسس عام 1911 حزب الشبيبة اللبنانية، كما انضم عام 1913 إلى جمعية أرز لبنان، المناهضة للحكم العثماني.
انتخب عام 1925 نقيباً للصحافة اللبنانية، كما انتخب عام 1930 رئيساً لبلدية برج حمود، وفي عام 1932 انتخب عضوًا في المجمع العلمي العربي بدمشق.
مثل لبنان في حفلات تأبين عظماء الأمة العربية بقصائده منهم: أحمد شوقي، وفيصل الأول، وإبراهيم هنانو وغيرهم، كما شارك في مهرجانات أخرى.
عرّف نفسه إلى جمهور الشعر العربي بهذا اللقب: الأخطل الصغير بعد أن وقع إحدى قصائده بهذا الاسم المستعار.
حصل على عدة أوسمة، في حياته وبعد رحيله: وسام المعارف (الفرنسي) من درجة ضابط: 1921، وبويع أميرًا للشعراء عام 1961 بقاعة الأونيسكو في بيروت في حفل كبير أقيم لتكريمة، ومنح وسام الأرز يوم وفاته: 1968.
كرمته مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري بأن أقامت مهرجاناً وحلقة دراسية عن فنه الشعري وأصدرت طبعة كاملة لإبداعاته، في بيروت
1998.
الإنتاج الشعري:
- صدر له ديوان: «الهوى والشباب» - دار المعارف - بيروت 1953، وديوان «شعر الأخطل الصغير» - بيروت 1961، و«الأخطل الصغير: الديوان الكامل» - إعداد وتقديم سهام إيليا أبو جودة - مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري - الكويت 1998.
نشر الكثير من قصائده في صحف: البرق - الحكمة - الآداب - الجمهور - الحوادث - الصياد - العاصفة - العرفان - المكشوف - المعرض. (وجميعها بيروتية، وقد
ضمتها الطبعة الأخيرة من ديوانه).
أعماله الأخرى:
- صدر له من بقايا الذاكرة، ومجموعة مختارة من المقالات السياسية والاجتماعية والأدبية. (نشرت ضمن الأعمال الكاملة التي أصدرتها مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري - بيروت 1998).
يحمل شعر الأخطل الصغير أهم ملامح الشعر العربي في نهضته الحديثة بعد شوقي، حيث تتلاقى الأصول القديمة (التراثية) وتطلعات التحديث. في شعره تتجلى قضايا العصر، وتسود حاجات المجتمع، كما تبرز الأنا والتجربة الخاصة، ويلتقي عروض الخليل، كما تهوّم الصور الرومانسية والإيقاعات الخفيفة. يقول في الأغراض الموروثة، ولكنه يجوب عوالم خاصة ويلوّن وفق حلمه الطبيعي.
مصادر الدراسة:
1 - إيليا الحاوي: الأخطل الصغير شاعر الجمال والزوال (ط 3) بيروت 1981.
2 - سهام أبو جودة: الأخطل الصغير، سيرته وأدبه - مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري - بيروت 1998.
3 - عبداللطيف شرارة: الأخطل الصغير - دراسة تحليلية (سلسلة شعراؤنا) دار صادر - بيروت 1965.
4 - نعمات أحمد فؤاد: شاعر الهوى والشباب - مكتبة الخانجي - القاهرة 1954.
5 - الدوريات: إحسان عباس: دور الأخطل الصغير في الشعر العربي المعاصر - مجلة الآداب (بيروت) - العدد 6 عام 1961. عناوين القصائد:
( 1303 - 1388 هـ)
( 1885 - 1968 م)
سيرة الشاعر:
بشارة بن عبدالله الخوري.
ولد في بيروت، وفيها توفي.
درس في مدارس الإكليركية الأرثوذكسية، والحكمة، في بيروت، والمزار في غزير، كما درس في مدرسة الفرير.
أتقن اللغة الفرنسية، كما أتقن العربية على يد الأستاذ عبدالله البستاني.
عمل في مطلع شبابه في جريدة «المصباح» لصاحبها نجيب حبيقة.
أصدر مجلة «البرق» عام 1908 (أسبوعية أدبية سياسية) فكان رئىس تحريرها، حولها بعد عشر سنوات إلى جريدة يومية، ثم عادت أسبوعية عام 1930، إلى أن عطلتها السلطة الفرنسية نهائىاً بعد عامين.
أسس عام 1911 حزب الشبيبة اللبنانية، كما انضم عام 1913 إلى جمعية أرز لبنان، المناهضة للحكم العثماني.
انتخب عام 1925 نقيباً للصحافة اللبنانية، كما انتخب عام 1930 رئيساً لبلدية برج حمود، وفي عام 1932 انتخب عضوًا في المجمع العلمي العربي بدمشق.
مثل لبنان في حفلات تأبين عظماء الأمة العربية بقصائده منهم: أحمد شوقي، وفيصل الأول، وإبراهيم هنانو وغيرهم، كما شارك في مهرجانات أخرى.
عرّف نفسه إلى جمهور الشعر العربي بهذا اللقب: الأخطل الصغير بعد أن وقع إحدى قصائده بهذا الاسم المستعار.
حصل على عدة أوسمة، في حياته وبعد رحيله: وسام المعارف (الفرنسي) من درجة ضابط: 1921، وبويع أميرًا للشعراء عام 1961 بقاعة الأونيسكو في بيروت في حفل كبير أقيم لتكريمة، ومنح وسام الأرز يوم وفاته: 1968.
كرمته مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري بأن أقامت مهرجاناً وحلقة دراسية عن فنه الشعري وأصدرت طبعة كاملة لإبداعاته، في بيروت
1998.
الإنتاج الشعري:
- صدر له ديوان: «الهوى والشباب» - دار المعارف - بيروت 1953، وديوان «شعر الأخطل الصغير» - بيروت 1961، و«الأخطل الصغير: الديوان الكامل» - إعداد وتقديم سهام إيليا أبو جودة - مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري - الكويت 1998.
نشر الكثير من قصائده في صحف: البرق - الحكمة - الآداب - الجمهور - الحوادث - الصياد - العاصفة - العرفان - المكشوف - المعرض. (وجميعها بيروتية، وقد
ضمتها الطبعة الأخيرة من ديوانه).
أعماله الأخرى:
- صدر له من بقايا الذاكرة، ومجموعة مختارة من المقالات السياسية والاجتماعية والأدبية. (نشرت ضمن الأعمال الكاملة التي أصدرتها مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري - بيروت 1998).
يحمل شعر الأخطل الصغير أهم ملامح الشعر العربي في نهضته الحديثة بعد شوقي، حيث تتلاقى الأصول القديمة (التراثية) وتطلعات التحديث. في شعره تتجلى قضايا العصر، وتسود حاجات المجتمع، كما تبرز الأنا والتجربة الخاصة، ويلتقي عروض الخليل، كما تهوّم الصور الرومانسية والإيقاعات الخفيفة. يقول في الأغراض الموروثة، ولكنه يجوب عوالم خاصة ويلوّن وفق حلمه الطبيعي.
مصادر الدراسة:
1 - إيليا الحاوي: الأخطل الصغير شاعر الجمال والزوال (ط 3) بيروت 1981.
2 - سهام أبو جودة: الأخطل الصغير، سيرته وأدبه - مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري - بيروت 1998.
3 - عبداللطيف شرارة: الأخطل الصغير - دراسة تحليلية (سلسلة شعراؤنا) دار صادر - بيروت 1965.
4 - نعمات أحمد فؤاد: شاعر الهوى والشباب - مكتبة الخانجي - القاهرة 1954.
5 - الدوريات: إحسان عباس: دور الأخطل الصغير في الشعر العربي المعاصر - مجلة الآداب (بيروت) - العدد 6 عام 1961. عناوين القصائد:
- هند وأمُّهـــــــا
- الريــــال المــزيـــف
- عُــمــرُ وَنُعـــم
- حكمة الدهــــر
هند وأمُّهـــــــا
أتَتْ هِندُ تشكـو إلى أُمِّهـــــــــــــــــا ___________________________________
فَسُبحــــــــــــــــــانَ مَنْ جَمَعَ النَّ ___________________________________
فقـالـتْ لهـا: إنَّ هـــــــــــــذا الضُّحى ___________________________________
أتـانـي وَقَبَّلنـي قُبـلَتَيــــــــــــــــن ___________________________________
وفرَّ فَلَمَّا رآنـي الـــــــــــــــــــدُّجى ___________________________________
حَبـانِيَ مَنْ شَعـرِهِ خُصلَتَيـــــــــــــــــن ___________________________________
ومـا خـافَ يـا أمِّ بـل ضَمَّنــــــــــــــي ___________________________________
وألقى عـلى مَبْسمــــــــــــــــي نَجْمَتَيْن ___________________________________
وَ ذَوَّبَ مِنْ لَونِهِ ســــــــــــــــــــائلاً ___________________________________
وَكَحَّلنـي مِنهُ فـي الـمُقـلَتَيـــــــــــــن ___________________________________
وجئتُ إلى الرَّوض يـا رَوضَتـــــــــــــــي ___________________________________
وَهَمَّ لـيفعـلَ كـــــــــــــــــــالأوّلَيْن ___________________________________
فخبَّأتُ وَجهـــــــــــــــــــــــي ولَكِنَّهُ ___________________________________
إلى الصَّدر يـا أمِّ مَدّ الـيـديـــــــــــن ___________________________________
ويـا دَهشـتـي حـيـن فَتَّحتُ عَيـنــــــــــي ___________________________________
وشـاهدتُ فـي الصَّدرِ رُمّانَتَيــــــــــــــن ___________________________________
ومـا زال بــــــــــــي الغُصنُ حتَّى انحنى ___________________________________
عـلى قـدَمـي سـاجـداً سَجـدَتَيــــــــــــن ___________________________________
وكـان عـلى رأسهِ وَردتـــــــــــــــــانِ ___________________________________
فقـدَّمَ لـي تَيـنِكَ الـوَردَتَيــــــــــــــن ___________________________________
وَخِفْتُ مـــــــــــــــــنَ الغُصنِ إذ تَمتَمَت ___________________________________
بأُذْنـيَ أوراقُهُ كِلْمتَيـــــــــــــــــــن ___________________________________
فرُحْتُ إلى الـبحـــــــــــــــر للإبْتِرادِ ___________________________________
فَحَمَّلنـي وَيْحَهُ مَوجَتَيــــــــــــــــــــن ___________________________________
فـمـا سـرتُ إلا وقـد ثـارتـــــــــــــا ___________________________________
بِردْفَيَّ كـالـبحـر رَجْرَاجَتَيـــــــــــــــن ___________________________________
هـوَ الـبَحـرُ يـا أمِّ كـم مــــــــــن فتىً ___________________________________
غريـقٍ وكـم مِنْ فتًى بـيـــــــــــــنَ بَيْن ___________________________________
فهـا أنـا أشكـو إلـيكِ الجـمــــــــــيعَ ___________________________________
فبـالله يـا أُمِّ مـــــــــــــــاذا تَرَيْنْ ___________________________________
فقـالـت، وقـد ضَحِكَتْ، أمُّهـــــــــــــــا ___________________________________
وَمـاسَتْ مـنَ العُجْبِ فـي بُردَتَيــــــــــــن ___________________________________
ـــــــــــــــــــــعَرَفتُهُمُ واحداً ___________________________________
وَ ذُقتُ الَّذي ذُقتِهِ مَرَّتـيـــــــــــــــــن ___________________________________
الريــــال المــزيـــف
ويحَ الفقـيرِ فـمـا تـراه يُلاقــــــــــي ___________________________________
سُدَّت عـلـيـه مـنـــــــــــــافذُ الأرزاقِ ___________________________________
عصَفت بـه و بِسْرِبِه ريحُ الشَّقـــــــــــــا ___________________________________
فتسـاقطُوا كتســـــــــــــــاقُطِ الأوراق ___________________________________
فإذا بصُرتَ بـه عجـــــــــــــــبتَ لشمعَةٍ ___________________________________
كـالزَّعفران تجـولُ فـي الأســـــــــــواق ___________________________________
عَلَقُ الـمـجـاعةِ مَصَّ بعضَ دمــــــــــــائه ___________________________________
وتعسُّفُ الـحُكَّام مـصَّ الـبـاقـــــــــــــي ___________________________________
أخذَ الشَّقـا يـدَهـا فســـــــــــارت خَلفَه ___________________________________
واللّيلُ ممدُودٌ عـلى الآفـــــــــــــــاق ___________________________________
سـارت، فـمـاسَ الخـيـزرانُ بقـدِّهــــــــا ___________________________________
وَ رَنَتْ، فذابَ السِّحـرُ فــــــــــي الأحداق ___________________________________
وتلـوحُ آثـارُ النَّعـيـم بخدِّهــــــــــــا ___________________________________
كـالفجـر قبـل تكـامـلِ الإشــــــــــراق ___________________________________
أخذ الشَّقـا يـدَهـا فإن هــــــــــي فكَّرت ___________________________________
بـمـصـيرهـا صُعِقَت مـن الإشفـــــــــــاق ___________________________________
ووهتْ عزيـمتُهـا فألقتْ نفسَهـــــــــــــا ___________________________________
فــــــــــــــوق الثَّرى وشكتْ إلى الخل ___________________________________
تشكـو بـمدْمعِهـا و ذُلّ فؤادهــــــــــــا ___________________________________
وبـمـا تُحسُّ بـه مـنَ الإحـــــــــــــراق ___________________________________
يـا ربِّ قـالـت وهْي جـاثــــــــــــيةٌ لهُ ___________________________________
إن شئتَ حُلَّ مـن الـحـيـاة وثـاقـــــــــي ___________________________________
قـد عـشـتُ عُمـري مــــــــــا عُرفتُ بريبةٍ ___________________________________
وعبـدتُ بعـدكَ عفَّتـي و خَلاقـــــــــــــي ___________________________________
والآنَ والأيـامُ مـلأى بــــــــــــالأذى ___________________________________
قـد أصـبحتْ وِقْراً عـلى الأعـنــــــــــاق ___________________________________
زوجـي يُحـارب فـي الـتُّخـوم وطفلـتــــــي ___________________________________
فـوق الفراشِ تزيـدُ فـي إرهـاقــــــــــي ___________________________________
مِنْ أمِّهـا تبـغـي الغِذاء لجسمهــــــــــا ___________________________________
مـن أمِّهـا تبـغـي الـدَّواء الـواقـــــــي ___________________________________
وطَرقتُ أبـــــــــــــوابَ الكرام فأوصدوا ___________________________________
أبـوابَهُمْ فرَجَعْتُ بـالإخـفــــــــــــــاق ___________________________________
سـامَ الفتى عِرضـي فـيـا لكَ مـــــــن فتىً ___________________________________
كـاســـــــــــــي الغنى عَارٍ مِنَ الأخلاق ___________________________________
هَبْ أنَّ أُختَكَ والزَّمـانُ أصـابـهـــــــــــا ___________________________________
مـثلـي أصـابت سـافلَ الأعــــــــــــراق ___________________________________
أفكـان سَرّكَ أن تـرى إحســــــــــــــانَهُ ___________________________________
ثَمـن العفَافِ لضمَّةٍ و عِنــــــــــــــــاق ___________________________________
خَفِّفْ عـلى عُنُقـي الضَّعـــــــــــيفةِ واتّئدْ ___________________________________
إنـي رأيـتُكَ آخذاً بخنـاقـــــــــــــــي ___________________________________
إنَّ الرِّيـال غِنىً ولكـن عِفَّتــــــــــــــي ___________________________________
فـوق الغنى ونفــــــــــــــائس الأعْلاق ___________________________________
أأصـونُ عِرضـي؟ وابنـتـي؟ وحـيـاتُهــــــا ___________________________________
وعـلاجهـا يحتـاجُ للإنفـــــــــــــــاق ___________________________________
أنـا إن أعفَّ قتلـتُهـــــــــــا فعَلامَ لا ___________________________________
تحـيـا بـمـاءِ تَعَفُّفِي الـمُهـــــــــــراق ___________________________________
لا لا تـمـوتُ فإنَّهـا لـــــــــــــبريئةٌ ___________________________________
حسنـاءُ مـا شبَّتْ عـن الأطـــــــــــــواق ___________________________________
إنـي مُفـارقَةُ ابنـتـي أو عِفَّتـــــــــــي ___________________________________
فعـلى كلا الـحـالـيـــــــــــنِ مُرُّ فراقِ ___________________________________
والـذَّنـبُ للأيَّام فـي حدَثَانهــــــــــــا ___________________________________
والـذَّنـبُ للأخلاق غـيرُ رواقــــــــــــي ___________________________________
ربّاهُ حِلـمكَ فـالـمـصـائبُ جــــــــــــمَّةٌ ___________________________________
وأنـا بـواحدةٍ يضـيـقُ نطـاقــــــــــــي ___________________________________
لـو شئتَ مـوتـاً لابنـتـي لأخذتَهــــــــا ___________________________________
وجعـلـتَ طُهـري قُدْوةً لرفـاقـــــــــــــي ___________________________________
لكـن ْأردتَ بقـاءهـا وأردتَ لــــــــــــي ___________________________________
فقـري أتُظـمِئُنـي وأنـتَ السَّاقــــــــــي؟ ___________________________________
وَمَشَتْ لـمـوعـده بـمـاء جُفُونهـا الـــــــ ___________________________________
ـقَرْحَى وَجَمْرِ فُؤادهـا الخــــــــــــــفَّاق ___________________________________
تـرعى السَّفـالةُ فـي مَجـاهلِ قَلـبــــــــه ___________________________________
وتُطلُّ إن شَبعَتْ مـنَ الآمــــــــــــــــاق ___________________________________
ومتى يُحـاولْ حَجـبَ مَكْنـونـــــــــــــاتِه ___________________________________
يُلـبِسْ مُحَيَّاهُ حجـابَ نفـــــــــــــــــاق ___________________________________
قنصَ الفتـاةَ بفقـرهـا وشقـائهــــــــــا ___________________________________
«وبـمـا تكـابـد مـن أسـىً وتُلاقـــــــي» ___________________________________
حتى إذا اختلـيـا انثنى بـوصـالهـــــــا ___________________________________
وقـد انثنـتْ بِريـالِهِ الـــــــــــــبرَّاق ___________________________________
رَجَعَت وفـي يـدهـا الرِّيـالُ ورأسُهــــــــا ___________________________________
لـحـيـائهـا متـــــــــــــواصلُ الإطراق ___________________________________
وكأنّهـا خطرت لهـا ابنـتُهـا ومـــــــــا ___________________________________
تلقـاه مـن ألـم الطَّوى الــــــــــمِقْلاق ___________________________________
فأصـابـهـا مـــــــــــثلُ الجُنُون فتَمْتَمَتْ ___________________________________
بُشـراكِ إنـي عُدتُ بـالـتِّريـــــــــــــاق ___________________________________
هُو ذا الرِّيـالُ فإنَّه نِعْمَ الــــــــــــذي ___________________________________
يَهَبُ الشفـاءَ لنـا ونعـمَ الرَّاقــــــــــي ___________________________________
هُو ذا الرِّيـالُ وقـد تألَّقَ مـاحقـــــــــاً ___________________________________
دُجنَ الهـمـوم وقـد أردنَ مُحـاقــــــــــي ___________________________________
- هـو ذا الرِّيـالُ ولـم يكُن لـولا ابنـتـي ___________________________________
لـيَسـومَنـي نُكْراً عــــــــــــلى الإطلاق ___________________________________
ومضتْ إلى الطَّبَّاخ تلجـمُ مـا بـهـــــــــا ___________________________________
لِفَتـاتِهـا مـن لاعج الأشـــــــــــــواق ___________________________________
- قـالـت - وأدَّتْهُ الرِّيـالَ - ألا اعْطِنـــي ___________________________________
بعضَ الغِذا واردُدْ عـلـيَّ الـبـاقـــــــــي ___________________________________
- أسـرعْ فإنَّكَ إن تُؤخِّرْنـــــــــــــي تذُقْ ___________________________________
مـن جُوعهـا بنـتـي أمـــــــــــــرَّ مذاق ___________________________________
نَقَفَ الرِّيـالَ بإصـبَعَيــــــــــــــهِ وَجَسَّهُ ___________________________________
وانهـالَ بـالإرعـــــــــــــاد والإبراق ___________________________________
- قُبحـاً لـوجهكِ - سَيِّدي أتَسُبُّنـــــــــــي ___________________________________
عفـواً وتَحْسَبُنـي مــــــــــــــنَ السُّرَّاق؟ ___________________________________
- لا فـالرِّيـــــــــــــالُ مُزَيَّفٌ- أمُزيَّفٌ؟ ___________________________________
صـاحتْ وقـد سَقَطت مـنَ الإرهــــــــــــاق ___________________________________
سقَطت عـلى قَدم الشَّقـا فبكتْ لهــــــــــا ___________________________________
عـيـنُ العـلى ومكــــــــــــارم الأخلاق ___________________________________
وبكى عَفَافُ الآنسـاتِ عفـافَهـــــــــــــا ___________________________________
خلَلَ السُّجـوفِ بـمدمعٍ مُهـــــــــــــــراق ___________________________________
يـا طـيرَ عفَّتِهـا فديـتُكَ طـــــــــــائراً ___________________________________
هلاَّ حذِرتَ حـبـــــــــــــــــائلَ الفُسّاق ___________________________________
طَلَعتْ عـلـيـهـا الشَّمسُ وهْي سَجـيــــــــنةٌ ___________________________________
وفتـاتُهـا ضَيفٌ عـلى الأســـــــــــــواق ___________________________________
أمَّا الأثـيـمُ فلا تزالُ شبــــــــــــاكُهُ ___________________________________
مَنصُوبةً لنــــــــــــــــــواعس الأحداق ___________________________________
يُسقى الرَّحـيـقَ بأكؤُسٍ ولـــــــــــــواحظٍ ___________________________________
واللهُ يكلأُ - «وهْوَ نِعـمَ الـواقــــــــي» ___________________________________
عُــمــرُ وَنُعـــم
أخـاكَ يـا شعـرُ فهــــــــــــــــذا عُمَرُ ___________________________________
وهـذه «نُعْمٌ» وتلكَ الـــــــــــــــــذِّكَرُ ___________________________________
لـوحـان مـن فجـر الصِّبــــــــــا و وردهِ ___________________________________
غذَّاهُمـا قـلـــــــــــــــــبٌ وروّى محْجَر ___________________________________
يـختـالُ مِنْ نشـوَته تحتهـمــــــــــــــا ___________________________________
مـا غرَّدا عُودُ الشَّبـــــــــــــابِ الأخضر ___________________________________
فرخـان فـي وكْرٍ تلاقى جــــــــــــــانحٌ ___________________________________
وجـانحٌ و مـنْقَرٌ و مِنقــــــــــــــــــر ___________________________________
يـختلسُ القُبـلةَ مـن مَبسِمِهــــــــــــــا ___________________________________
هل تعـرفُ العُصـفـورَ كـيفَ يــــــــــنقُر؟ ___________________________________
وهْو إذا أمعَنَ فـي ارتشـافهـــــــــــــا ___________________________________
عـلَّمـنـا كــــــــــــــــيفَ يذوبُ السُّكَّر ___________________________________
رسـالةٌ مِنْ فـمهِ لفَمهـــــــــــــــــــا ___________________________________
كذا رسـالاتُ الهــــــــــــــــوى تُختصَر ___________________________________
إيـهٍ أبـا الخطّاب مـا أحـلى الهـــــــوى ___________________________________
تَنظِمُ مــــــــــــــــــــنْ نَوَّارهِ وتَنثُ ___________________________________
فَبَعضُهُ يحـلُمُ فــــــــــــــــــي أوراقِه ___________________________________
وبعضُهُ عــــــــــــــــــلى الرُّبى مُبَعثَر ___________________________________
مـلأتَ أُفْق الـحُبِّ عطراً وَ سَنـــــــــــــاً ___________________________________
وصُوراً للـوحـي فـيـهـــــــــــــــا سُور ___________________________________
الجَّنةُ الزَّهـراء مـا تـــــــــــــــرسمُهُ ___________________________________
والخمـرةُ العذراءُ مــــــــــــــا تَعتصر ___________________________________
والنَّغمُ الخـالـدُ مـــــــــــــــا تُنشدُهُ ___________________________________
والـمـثلُ الشَّاردُ مـــــــــــــــا تَبتَكر ___________________________________
ـــــــــــــــالطّربُ السَّمحُ إذا دار ___________________________________
أوْ سبَقٌ فـالشَّاعـرُ الــــــــــــــــمُغَبِّر ___________________________________
حـلِّق ولا تَحفلْ أأزرى حـــــــــــــــاسدٌ ___________________________________
أو انـبرى لـحَتفهِ شُوَيعـــــــــــــــــر ___________________________________
عـابَ عـلى الـبُلـبـلِ مـا يــــــــــطرحُهُ ___________________________________
مـن ريشِهِ وهْو بــــــــــــــــــه يأتزر ___________________________________
قُل لـي: بنُعـمٍ وبأتـرابٍ لهـــــــــــــا ___________________________________
يلعَبنَ مـا شـاء الصِّبــــــــــــا والأشَر ___________________________________
لـيلةُ ذي دَورْانَ هل كـانـت كـمــــــــــا ___________________________________
حَدَّثتَ أم أخـــــــــــــــــــــيلةٌ وصُوَر ___________________________________
وَ«نُعـمُ» هَلْ كـانـت كـمـــــــــا صَوَّرتَ أم ___________________________________
بـالغَ فـي تلـويـنهـا الــــــــــــمُصَوِّر ___________________________________
وذلكَ «الـمِجَنُّ»؟ مــــــــــــــــا أوهَنَهُ ___________________________________
يكـادُ مـن رِقَّتهِ يَنـــــــــــــــــــتَثر ___________________________________
يـا للـمـنى أعـنْ يَمـيـنٍ كـــــــــــاعبٌ ___________________________________
وعَن شمـالٍ كـــــــــــــــــــاعبٌ ومُعْصر ___________________________________
فَمِنْ هُنـا حـيثُ تـندَّى الزَّهــــــــــــــرُ ___________________________________
وَمِنْ هُنـا حــــــــــــــــيثُ تدلَّى الثَّمَر ___________________________________
وأنـتَ لا تألـو دُعـابـاً فـي الهـــــــوى ___________________________________
شمٌّ وتقبـــــــــــــــــــيلٌ و أشْيَا أُخر ___________________________________
قـالـوا الـحِجـازُ مُجـدِبٌ لَمَّا عــــــــمُوا ___________________________________
وَ«نُعـمُ» فـيـــــــــــــــــه روضةٌ ونَهَر ___________________________________
إن زقَّتِ العـودَ أنـاشـيـدَ الهــــــــــوى ___________________________________
حنَّ لهـا العـودُ وجُنَّ الـوتــــــــــــــر ___________________________________
أو صـفَّقتْ للَّهـوِ فـي أتـرابـهـــــــــــا ___________________________________
مـاجَ لهـا الـوادي وغنَّى الشَّجـــــــــــر ___________________________________
الـحُبُّ مذبـوحٌ عـلى أقـدامهـــــــــــــا ___________________________________
والـحسنُ فـي ألـحـاظهـــــــــــــا يُكَبِّر ___________________________________
تعَرَّتِ الشَّمسُ عـلى وَجْنَتهـــــــــــــــــا ___________________________________
وانشقَّ - لَو تَعـلـمُ أيـنَ - القـــــــــمَر ___________________________________
العِنَبُ الأحـمـرُ مسفُوحٌ عـــــــــــــــلى ___________________________________
شَفَتِهـا، مـا الأقحـوانُ الأصـــــــــفَرُ؟! ___________________________________
والـوردةُ الـبـيضـاءُ أو قُلْ نَهدُهــــــــا ___________________________________
ـــــــــــــــــــــكأنهُ مِنْ خُيَلاء ___________________________________
مِن ثـمـرِ الفِرْصـاد فـــــــــي ذُروتِه الرْ ___________________________________
رَيّانةِ الـمعطـارِ «كَبْشٌ» أحـمــــــــــــر ___________________________________
أو أنَّهُ رأسُ مـلاكٍ أشقــــــــــــــــــرٍ ___________________________________
يحـمـلُهُ صدرٌ حنـونٌ أشقـــــــــــــــــر ___________________________________
دَغدغهُ أخـو هـوىً فـمَدَّ مــــــــــــــــن ___________________________________
لسـانِه و راحَ شَهْداً يـــــــــــــــــقطُر ___________________________________
رِفقـاً أبـا الخطَّاب جـاوزتَ الـــــــــمُنى ___________________________________
فهلْ تـرى فـي الأُفق تـاجــــــــــاً يُضفَر ___________________________________
أشـرِفْ مـن الـذُّروة كـم فـي سفحهــــــــا ___________________________________
للطَّير مِنْ أجنحةٍ تَكــــــــــــــــــــسَّر ___________________________________
ثلاثةٌ مـا عـشـتَ عـاشــــــــــــت للعُلى ___________________________________
الـحُبُّ ثُمَّ الشِّعـرُ ثُمَّ الـمِنـــــــــــــبر ___________________________________
لـولاكَ والشِّعـرُ الـذي أبــــــــــــدعتَهُ ___________________________________
مـا «نُعـمُ»، مــــــــــا دورانُ، إلا أثر ___________________________________
لـولا «جـمـيلٌ» لـم تكـن «بُثـيـــــــنةٌ» ___________________________________
ولـم تكـن عبـلةُ لـولا عـنـتـــــــــــر ___________________________________
مـا الـحُسنُ لـولا الشِّعـرُ إلا زهـــــــرةٌ ___________________________________
يلهـو بـهـا فـي لـحظتـيـــــــــن النَّظر ___________________________________
لكـنهـا إن أدركتْهـــــــــــــــــا رقّةٌ ___________________________________
مـن شـاعـرٍ أو دمعةٌ تـــــــــــــــنحدر ___________________________________
سـالـت دمـاءُ الخُلـد فـي أوراقهــــــــا ___________________________________
ونـام تحت قـدمـيـهـا القـمــــــــــــر ___________________________________
فـاعجـبْ لِذِي حُسنٍ يُجـافـي شـاعـــــــــراً ___________________________________
يشقى عـلى تخلـيـدهِ ويـــــــــــــــنفُر ___________________________________
والشعـرُ روحُ الله فـي شــــــــــــــاعِرٍ ___________________________________
ذلك يُوحـيـه وهــــــــــــــــــذا يَنشُر ___________________________________
غذاؤُهُ الأخلاق فـي بُرْعُمهـــــــــــــــا ___________________________________
ومـاؤُهُ مـاء الـحـيـاءِ الأطهـــــــــــر ___________________________________
الـحكـمةُ الغرَّاء مـن أسمـــــــــــــائه ___________________________________
و عَدْنُ مـن أوطـانه وعبْقــــــــــــــــر ___________________________________
لهُ عـلى الآفـاق فتحٌ زاهـــــــــــــــرٌ ___________________________________
وفـي عُبـاب الـمـاء فتحٌ أزهــــــــــــر ___________________________________
يُمضـيـهـمـا مـنه خـيـالٌ مـــــــــــاردٌ ___________________________________
أبـو الفُتُوحـات الـذي لا يُقهـــــــــــر ___________________________________
تعـلَّق العـلـمُ عـلى أسبـابـــــــــــــهِ ___________________________________
فحـلَّقَ الطَّودُ وقـال الـحجـــــــــــــــر ___________________________________
لـو أنصـفَ الشِّعـرُ وقـــــــــــــد فجَّرتَه ___________________________________
جـداولاً يسطَعُ مـنهـــــــــــــــا الشَّرر ___________________________________
تُجذِّفُ الأحـلامُ فـي ألـــــــــــــــواحه ___________________________________
ويـتعـرَّى عـــــــــــــــــــندهُنَّ السَّحَر ___________________________________
لـو أنصـف الشِّعـرُ لكـنـتَ قُبـــــــــــلةً ___________________________________
معسُولةً فـي ثَغره يـا عُمــــــــــــــــر ___________________________________
أو أنصَفَتْ «نُعْمُ» وقـد أبرزتهــــــــــــا ___________________________________
للفتـنةِ الكبرى مـثـــــــــــــالاً يُؤثَر ___________________________________
فـي بـدعةٍ للشِّعـر لـم يَحـلـم بـهـــــــا ___________________________________
«قـيسٌ» ولـم يـنهَدْ لهـا «كُثــــــــــيِّر» ___________________________________
تداولـتْهـــــــــــــــــــا هضبةٌ فهَضبةٌ ___________________________________
ونـاوَلـتهـــــــــــــــا للخُلُود الأعصُر ___________________________________
لـو أنصـفَتْ لكَشَفَتْ عـن صدرِهـــــــــــــا ___________________________________
تـوَّدُ لــــــــــــــــو تُطبَعُ تلكَ الأسطر ___________________________________
وصَفّقت «لِعُمَرٍ» قـــــــــــــــــــــائلةً ___________________________________
بنـاظري الأسـودِ هـــــــــــــذا الأسمَر ___________________________________
حكمة الدهــــر
ألقيت في تأبين جبران خليل جبران حكـمةُ الـدهـر أن نعـيشَ سُكـــــــــــارى ___________________________________
فـاجـمعـا لـي الكؤوسَ والأوتـــــــــارا ___________________________________
واجلُواهـا دنـيـا ممتّعةَ الـحُسْـــــــــــ ___________________________________
ـنِ، كـمـا تجلــــــــــوان إحدى العذارى ___________________________________
هـي كـالـورد تحـمِل الشـوك والعِطْــــــــ ___________________________________
ـرَ، وإن خُيّر اللـبـيبُ اختــــــــــــارا ___________________________________
كلُّنـا كلُّنـا نجـاذبـهـا الـوَصْـــــــــــ ___________________________________
ـلَ، ونجنـي اللـذائذَ الأبكـــــــــــارا ___________________________________
إنّمـا ذاك يرفع الصـوت فــــــــــي النّا ___________________________________
دي وهـذا يُلقـي عـلـيـهـا ستـــــــــارا ___________________________________
فـانهـبِ العـيشَ لا أبـا لكَ نهـبــــــــاً ___________________________________
واطَّرحْ عـنك وجهكَ الـمستعـــــــــــــارا ___________________________________
لستَ مهـمـا عـمّرتَ غـيرَ جنـــــــــــــاحٍ ___________________________________
حطَّ فـي الـدوح لـحظةً ثـم طـــــــــــارا ___________________________________
أو خـيـالٍ بـدا عـلى الرقعة الـبَيْـــــــ ___________________________________
ـضـاءِ للنـاظريـن ثـم تـــــــــــــوارى ___________________________________
هـبْكَ جـبرانَ يُلـبس الأدبَ السِّحْـــــــــــ ___________________________________
ـرَ، فـيأتـي بـالـمعجزات كبــــــــــارا ___________________________________
يغسل الأنفسَ الجـريحة بـالـدَّمْـــــــــــ ___________________________________
ـعِ، فـيكـسـو تلك الجـراح افتـــــــرارا ___________________________________
يسكب النِّقسَ والـبـيـان عـــــــــلى الطِّرْ ___________________________________
سِ، فـيـطـوي عـلى الظلام النهــــــــارا ___________________________________
يُرسل الفكرةَ النقــــــــــــــــيّة عَذْرا ___________________________________
ءَ، ويُرخـي الضحى عـلـيـهـــــــــا إِزارا ___________________________________
يـتعـلّى حتى يجـوزَ مدى الـوَهْــــــــــــ ___________________________________
ـمِ، وحتى يُهَتِّكَ الأســـــــــــــــــرارا ___________________________________
أفَتَرْجـو شُفِيـتَ مـن مـرض الغَفْــــــــــــ ___________________________________
ــــــــــــــــلةِ أن يضفروا لرأسكَ غا ___________________________________
هـبكَ جـبرانَ وهـو إنجـيلُ هـذا الــــــــ ___________________________________
ـعَصرِ فـاضت آيـاتُه أنـــــــــــــــوارا ___________________________________
ذلك الإرث مـن فَلاسفة الأَجْــــــــــــــ ___________________________________
ـيـالِ حـابت بـه الـــــــــــحظوظُ نِزارا ___________________________________
ذلك الجـدولُ الـذي يـمـلأ الــــــــــوا ___________________________________
دي اخضراراً والضفَّتـيـن ازدهــــــــــارا ___________________________________
تستحـمُّ النفـوسُ فـيـه فلا تَبْــــــــــــ ___________________________________
ـرحُ إلا جـوانحـاً أطهــــــــــــــــارا ___________________________________
وتـوُّد النجـومُ لـو سُمّرَ اللَّيْـــــــــــــ ___________________________________
ـلُ، فـظلَّتْ لشجــــــــــــــــــوِهِ سُمّارا ___________________________________
أفتـرجـو شُفِيـتَ مـن مـرض الغَـفْــــــــــ ___________________________________
ــــــــــــــــلةِ أن يضفروا لرأسك غار ___________________________________
هـبكَ جـبرانَ يرسم الفكر ألــــــــــــوا ___________________________________
حـاً تطـوف العقـولُ فـيـهـا سُكــــــــارى ___________________________________
تتـنزَّى أرواحُهــــــــــــــــا خلَلَ الخَطْ ___________________________________
طِ كـمـا ثـار فـي الـحديـد الأســــــارى ___________________________________
و لكـادتْ لروعة الفـن تَرْفَضْــــــــــــــ ___________________________________
ضُ وراحت تشقُّ عـنهـا الإطـــــــــــــارا ___________________________________
يبعث الـدارجـيـن فـي الأعصر الغُبْـــــــ ___________________________________
ـرِ وكـانـوا عـلى رحـاهـا غبـــــــــارا ___________________________________
فإذا هـم مـواثلٌ نفضـــــــــــــوا الأرْ ___________________________________
مـاسَ عـنهـم ومزَّقـوا الأدهـــــــــــارا ___________________________________
أَفَتـرجـو شُفـيـت مـن مـرض الغَفْــــــــــ ___________________________________
ــــــــــــــــلة أن يضفروا لرأسكَ غار ___________________________________
مُتْ إذا شئتَ أن تكـون أديبــــــــــــــاً ___________________________________
أو فبَدِّلْ بـغـير لـبنـــــــــــــانَ دارا ___________________________________
بـلـدٌ قُسّمتْ حظوظُ بنـيــــــــــــــــــه ___________________________________
فأصـبنـا مـن بِيضِهـا الأصـفــــــــــارا ___________________________________
أنفٌ للـبـلاد أن تحـمـلَ العــــــــــــا ___________________________________
رَ رضـيـنـا أن نعتبَ الأقــــــــــــدارا ___________________________________
لـيس مـا تـرشح الشفـاهُ ابتسـامــــــــاً ___________________________________
لـو تأمَّلـتَ بـل جـراحــــــــــــاً حِرارا ___________________________________
ولقـد يُعذرَ الأديبُ متى ضِيـــــــــــــــ ___________________________________
ـمَ إذا أرسلَ العتـــــــــــــابَ اضطرارا ___________________________________
أيـهـا العبقـريُّ يـا شـــــــــــرفَ الأَرْ ___________________________________
زِ، كفى الأرزَ إن ذُكرتَ فَخـــــــــــــارا ___________________________________
ويحَ لـبنـانَ كلـمـا ذَرَّ نجــــــــــــــمٌ ___________________________________
فـيـه ولّى عـن أفقِه وأنــــــــــــــارا ___________________________________
ضمَّك الشـيـخُ فكرةً وتـرابـــــــــــــــاً ___________________________________
لـيـــــــــــــــــته ضمَّ غصنَه والهَزار
أتَتْ هِندُ تشكـو إلى أُمِّهـــــــــــــــــا ___________________________________
فَسُبحــــــــــــــــــانَ مَنْ جَمَعَ النَّ ___________________________________
فقـالـتْ لهـا: إنَّ هـــــــــــــذا الضُّحى ___________________________________
أتـانـي وَقَبَّلنـي قُبـلَتَيــــــــــــــــن ___________________________________
وفرَّ فَلَمَّا رآنـي الـــــــــــــــــــدُّجى ___________________________________
حَبـانِيَ مَنْ شَعـرِهِ خُصلَتَيـــــــــــــــــن ___________________________________
ومـا خـافَ يـا أمِّ بـل ضَمَّنــــــــــــــي ___________________________________
وألقى عـلى مَبْسمــــــــــــــــي نَجْمَتَيْن ___________________________________
وَ ذَوَّبَ مِنْ لَونِهِ ســــــــــــــــــــائلاً ___________________________________
وَكَحَّلنـي مِنهُ فـي الـمُقـلَتَيـــــــــــــن ___________________________________
وجئتُ إلى الرَّوض يـا رَوضَتـــــــــــــــي ___________________________________
وَهَمَّ لـيفعـلَ كـــــــــــــــــــالأوّلَيْن ___________________________________
فخبَّأتُ وَجهـــــــــــــــــــــــي ولَكِنَّهُ ___________________________________
إلى الصَّدر يـا أمِّ مَدّ الـيـديـــــــــــن ___________________________________
ويـا دَهشـتـي حـيـن فَتَّحتُ عَيـنــــــــــي ___________________________________
وشـاهدتُ فـي الصَّدرِ رُمّانَتَيــــــــــــــن ___________________________________
ومـا زال بــــــــــــي الغُصنُ حتَّى انحنى ___________________________________
عـلى قـدَمـي سـاجـداً سَجـدَتَيــــــــــــن ___________________________________
وكـان عـلى رأسهِ وَردتـــــــــــــــــانِ ___________________________________
فقـدَّمَ لـي تَيـنِكَ الـوَردَتَيــــــــــــــن ___________________________________
وَخِفْتُ مـــــــــــــــــنَ الغُصنِ إذ تَمتَمَت ___________________________________
بأُذْنـيَ أوراقُهُ كِلْمتَيـــــــــــــــــــن ___________________________________
فرُحْتُ إلى الـبحـــــــــــــــر للإبْتِرادِ ___________________________________
فَحَمَّلنـي وَيْحَهُ مَوجَتَيــــــــــــــــــــن ___________________________________
فـمـا سـرتُ إلا وقـد ثـارتـــــــــــــا ___________________________________
بِردْفَيَّ كـالـبحـر رَجْرَاجَتَيـــــــــــــــن ___________________________________
هـوَ الـبَحـرُ يـا أمِّ كـم مــــــــــن فتىً ___________________________________
غريـقٍ وكـم مِنْ فتًى بـيـــــــــــــنَ بَيْن ___________________________________
فهـا أنـا أشكـو إلـيكِ الجـمــــــــــيعَ ___________________________________
فبـالله يـا أُمِّ مـــــــــــــــاذا تَرَيْنْ ___________________________________
فقـالـت، وقـد ضَحِكَتْ، أمُّهـــــــــــــــا ___________________________________
وَمـاسَتْ مـنَ العُجْبِ فـي بُردَتَيــــــــــــن ___________________________________
ـــــــــــــــــــــعَرَفتُهُمُ واحداً ___________________________________
وَ ذُقتُ الَّذي ذُقتِهِ مَرَّتـيـــــــــــــــــن ___________________________________
الريــــال المــزيـــف
ويحَ الفقـيرِ فـمـا تـراه يُلاقــــــــــي ___________________________________
سُدَّت عـلـيـه مـنـــــــــــــافذُ الأرزاقِ ___________________________________
عصَفت بـه و بِسْرِبِه ريحُ الشَّقـــــــــــــا ___________________________________
فتسـاقطُوا كتســـــــــــــــاقُطِ الأوراق ___________________________________
فإذا بصُرتَ بـه عجـــــــــــــــبتَ لشمعَةٍ ___________________________________
كـالزَّعفران تجـولُ فـي الأســـــــــــواق ___________________________________
عَلَقُ الـمـجـاعةِ مَصَّ بعضَ دمــــــــــــائه ___________________________________
وتعسُّفُ الـحُكَّام مـصَّ الـبـاقـــــــــــــي ___________________________________
أخذَ الشَّقـا يـدَهـا فســـــــــــارت خَلفَه ___________________________________
واللّيلُ ممدُودٌ عـلى الآفـــــــــــــــاق ___________________________________
سـارت، فـمـاسَ الخـيـزرانُ بقـدِّهــــــــا ___________________________________
وَ رَنَتْ، فذابَ السِّحـرُ فــــــــــي الأحداق ___________________________________
وتلـوحُ آثـارُ النَّعـيـم بخدِّهــــــــــــا ___________________________________
كـالفجـر قبـل تكـامـلِ الإشــــــــــراق ___________________________________
أخذ الشَّقـا يـدَهـا فإن هــــــــــي فكَّرت ___________________________________
بـمـصـيرهـا صُعِقَت مـن الإشفـــــــــــاق ___________________________________
ووهتْ عزيـمتُهـا فألقتْ نفسَهـــــــــــــا ___________________________________
فــــــــــــــوق الثَّرى وشكتْ إلى الخل ___________________________________
تشكـو بـمدْمعِهـا و ذُلّ فؤادهــــــــــــا ___________________________________
وبـمـا تُحسُّ بـه مـنَ الإحـــــــــــــراق ___________________________________
يـا ربِّ قـالـت وهْي جـاثــــــــــــيةٌ لهُ ___________________________________
إن شئتَ حُلَّ مـن الـحـيـاة وثـاقـــــــــي ___________________________________
قـد عـشـتُ عُمـري مــــــــــا عُرفتُ بريبةٍ ___________________________________
وعبـدتُ بعـدكَ عفَّتـي و خَلاقـــــــــــــي ___________________________________
والآنَ والأيـامُ مـلأى بــــــــــــالأذى ___________________________________
قـد أصـبحتْ وِقْراً عـلى الأعـنــــــــــاق ___________________________________
زوجـي يُحـارب فـي الـتُّخـوم وطفلـتــــــي ___________________________________
فـوق الفراشِ تزيـدُ فـي إرهـاقــــــــــي ___________________________________
مِنْ أمِّهـا تبـغـي الغِذاء لجسمهــــــــــا ___________________________________
مـن أمِّهـا تبـغـي الـدَّواء الـواقـــــــي ___________________________________
وطَرقتُ أبـــــــــــــوابَ الكرام فأوصدوا ___________________________________
أبـوابَهُمْ فرَجَعْتُ بـالإخـفــــــــــــــاق ___________________________________
سـامَ الفتى عِرضـي فـيـا لكَ مـــــــن فتىً ___________________________________
كـاســـــــــــــي الغنى عَارٍ مِنَ الأخلاق ___________________________________
هَبْ أنَّ أُختَكَ والزَّمـانُ أصـابـهـــــــــــا ___________________________________
مـثلـي أصـابت سـافلَ الأعــــــــــــراق ___________________________________
أفكـان سَرّكَ أن تـرى إحســــــــــــــانَهُ ___________________________________
ثَمـن العفَافِ لضمَّةٍ و عِنــــــــــــــــاق ___________________________________
خَفِّفْ عـلى عُنُقـي الضَّعـــــــــــيفةِ واتّئدْ ___________________________________
إنـي رأيـتُكَ آخذاً بخنـاقـــــــــــــــي ___________________________________
إنَّ الرِّيـال غِنىً ولكـن عِفَّتــــــــــــــي ___________________________________
فـوق الغنى ونفــــــــــــــائس الأعْلاق ___________________________________
أأصـونُ عِرضـي؟ وابنـتـي؟ وحـيـاتُهــــــا ___________________________________
وعـلاجهـا يحتـاجُ للإنفـــــــــــــــاق ___________________________________
أنـا إن أعفَّ قتلـتُهـــــــــــا فعَلامَ لا ___________________________________
تحـيـا بـمـاءِ تَعَفُّفِي الـمُهـــــــــــراق ___________________________________
لا لا تـمـوتُ فإنَّهـا لـــــــــــــبريئةٌ ___________________________________
حسنـاءُ مـا شبَّتْ عـن الأطـــــــــــــواق ___________________________________
إنـي مُفـارقَةُ ابنـتـي أو عِفَّتـــــــــــي ___________________________________
فعـلى كلا الـحـالـيـــــــــــنِ مُرُّ فراقِ ___________________________________
والـذَّنـبُ للأيَّام فـي حدَثَانهــــــــــــا ___________________________________
والـذَّنـبُ للأخلاق غـيرُ رواقــــــــــــي ___________________________________
ربّاهُ حِلـمكَ فـالـمـصـائبُ جــــــــــــمَّةٌ ___________________________________
وأنـا بـواحدةٍ يضـيـقُ نطـاقــــــــــــي ___________________________________
لـو شئتَ مـوتـاً لابنـتـي لأخذتَهــــــــا ___________________________________
وجعـلـتَ طُهـري قُدْوةً لرفـاقـــــــــــــي ___________________________________
لكـن ْأردتَ بقـاءهـا وأردتَ لــــــــــــي ___________________________________
فقـري أتُظـمِئُنـي وأنـتَ السَّاقــــــــــي؟ ___________________________________
وَمَشَتْ لـمـوعـده بـمـاء جُفُونهـا الـــــــ ___________________________________
ـقَرْحَى وَجَمْرِ فُؤادهـا الخــــــــــــــفَّاق ___________________________________
تـرعى السَّفـالةُ فـي مَجـاهلِ قَلـبــــــــه ___________________________________
وتُطلُّ إن شَبعَتْ مـنَ الآمــــــــــــــــاق ___________________________________
ومتى يُحـاولْ حَجـبَ مَكْنـونـــــــــــــاتِه ___________________________________
يُلـبِسْ مُحَيَّاهُ حجـابَ نفـــــــــــــــــاق ___________________________________
قنصَ الفتـاةَ بفقـرهـا وشقـائهــــــــــا ___________________________________
«وبـمـا تكـابـد مـن أسـىً وتُلاقـــــــي» ___________________________________
حتى إذا اختلـيـا انثنى بـوصـالهـــــــا ___________________________________
وقـد انثنـتْ بِريـالِهِ الـــــــــــــبرَّاق ___________________________________
رَجَعَت وفـي يـدهـا الرِّيـالُ ورأسُهــــــــا ___________________________________
لـحـيـائهـا متـــــــــــــواصلُ الإطراق ___________________________________
وكأنّهـا خطرت لهـا ابنـتُهـا ومـــــــــا ___________________________________
تلقـاه مـن ألـم الطَّوى الــــــــــمِقْلاق ___________________________________
فأصـابـهـا مـــــــــــثلُ الجُنُون فتَمْتَمَتْ ___________________________________
بُشـراكِ إنـي عُدتُ بـالـتِّريـــــــــــــاق ___________________________________
هُو ذا الرِّيـالُ فإنَّه نِعْمَ الــــــــــــذي ___________________________________
يَهَبُ الشفـاءَ لنـا ونعـمَ الرَّاقــــــــــي ___________________________________
هُو ذا الرِّيـالُ وقـد تألَّقَ مـاحقـــــــــاً ___________________________________
دُجنَ الهـمـوم وقـد أردنَ مُحـاقــــــــــي ___________________________________
- هـو ذا الرِّيـالُ ولـم يكُن لـولا ابنـتـي ___________________________________
لـيَسـومَنـي نُكْراً عــــــــــــلى الإطلاق ___________________________________
ومضتْ إلى الطَّبَّاخ تلجـمُ مـا بـهـــــــــا ___________________________________
لِفَتـاتِهـا مـن لاعج الأشـــــــــــــواق ___________________________________
- قـالـت - وأدَّتْهُ الرِّيـالَ - ألا اعْطِنـــي ___________________________________
بعضَ الغِذا واردُدْ عـلـيَّ الـبـاقـــــــــي ___________________________________
- أسـرعْ فإنَّكَ إن تُؤخِّرْنـــــــــــــي تذُقْ ___________________________________
مـن جُوعهـا بنـتـي أمـــــــــــــرَّ مذاق ___________________________________
نَقَفَ الرِّيـالَ بإصـبَعَيــــــــــــــهِ وَجَسَّهُ ___________________________________
وانهـالَ بـالإرعـــــــــــــاد والإبراق ___________________________________
- قُبحـاً لـوجهكِ - سَيِّدي أتَسُبُّنـــــــــــي ___________________________________
عفـواً وتَحْسَبُنـي مــــــــــــــنَ السُّرَّاق؟ ___________________________________
- لا فـالرِّيـــــــــــــالُ مُزَيَّفٌ- أمُزيَّفٌ؟ ___________________________________
صـاحتْ وقـد سَقَطت مـنَ الإرهــــــــــــاق ___________________________________
سقَطت عـلى قَدم الشَّقـا فبكتْ لهــــــــــا ___________________________________
عـيـنُ العـلى ومكــــــــــــارم الأخلاق ___________________________________
وبكى عَفَافُ الآنسـاتِ عفـافَهـــــــــــــا ___________________________________
خلَلَ السُّجـوفِ بـمدمعٍ مُهـــــــــــــــراق ___________________________________
يـا طـيرَ عفَّتِهـا فديـتُكَ طـــــــــــائراً ___________________________________
هلاَّ حذِرتَ حـبـــــــــــــــــائلَ الفُسّاق ___________________________________
طَلَعتْ عـلـيـهـا الشَّمسُ وهْي سَجـيــــــــنةٌ ___________________________________
وفتـاتُهـا ضَيفٌ عـلى الأســـــــــــــواق ___________________________________
أمَّا الأثـيـمُ فلا تزالُ شبــــــــــــاكُهُ ___________________________________
مَنصُوبةً لنــــــــــــــــــواعس الأحداق ___________________________________
يُسقى الرَّحـيـقَ بأكؤُسٍ ولـــــــــــــواحظٍ ___________________________________
واللهُ يكلأُ - «وهْوَ نِعـمَ الـواقــــــــي» ___________________________________
عُــمــرُ وَنُعـــم
أخـاكَ يـا شعـرُ فهــــــــــــــــذا عُمَرُ ___________________________________
وهـذه «نُعْمٌ» وتلكَ الـــــــــــــــــذِّكَرُ ___________________________________
لـوحـان مـن فجـر الصِّبــــــــــا و وردهِ ___________________________________
غذَّاهُمـا قـلـــــــــــــــــبٌ وروّى محْجَر ___________________________________
يـختـالُ مِنْ نشـوَته تحتهـمــــــــــــــا ___________________________________
مـا غرَّدا عُودُ الشَّبـــــــــــــابِ الأخضر ___________________________________
فرخـان فـي وكْرٍ تلاقى جــــــــــــــانحٌ ___________________________________
وجـانحٌ و مـنْقَرٌ و مِنقــــــــــــــــــر ___________________________________
يـختلسُ القُبـلةَ مـن مَبسِمِهــــــــــــــا ___________________________________
هل تعـرفُ العُصـفـورَ كـيفَ يــــــــــنقُر؟ ___________________________________
وهْو إذا أمعَنَ فـي ارتشـافهـــــــــــــا ___________________________________
عـلَّمـنـا كــــــــــــــــيفَ يذوبُ السُّكَّر ___________________________________
رسـالةٌ مِنْ فـمهِ لفَمهـــــــــــــــــــا ___________________________________
كذا رسـالاتُ الهــــــــــــــــوى تُختصَر ___________________________________
إيـهٍ أبـا الخطّاب مـا أحـلى الهـــــــوى ___________________________________
تَنظِمُ مــــــــــــــــــــنْ نَوَّارهِ وتَنثُ ___________________________________
فَبَعضُهُ يحـلُمُ فــــــــــــــــــي أوراقِه ___________________________________
وبعضُهُ عــــــــــــــــــلى الرُّبى مُبَعثَر ___________________________________
مـلأتَ أُفْق الـحُبِّ عطراً وَ سَنـــــــــــــاً ___________________________________
وصُوراً للـوحـي فـيـهـــــــــــــــا سُور ___________________________________
الجَّنةُ الزَّهـراء مـا تـــــــــــــــرسمُهُ ___________________________________
والخمـرةُ العذراءُ مــــــــــــــا تَعتصر ___________________________________
والنَّغمُ الخـالـدُ مـــــــــــــــا تُنشدُهُ ___________________________________
والـمـثلُ الشَّاردُ مـــــــــــــــا تَبتَكر ___________________________________
ـــــــــــــــالطّربُ السَّمحُ إذا دار ___________________________________
أوْ سبَقٌ فـالشَّاعـرُ الــــــــــــــــمُغَبِّر ___________________________________
حـلِّق ولا تَحفلْ أأزرى حـــــــــــــــاسدٌ ___________________________________
أو انـبرى لـحَتفهِ شُوَيعـــــــــــــــــر ___________________________________
عـابَ عـلى الـبُلـبـلِ مـا يــــــــــطرحُهُ ___________________________________
مـن ريشِهِ وهْو بــــــــــــــــــه يأتزر ___________________________________
قُل لـي: بنُعـمٍ وبأتـرابٍ لهـــــــــــــا ___________________________________
يلعَبنَ مـا شـاء الصِّبــــــــــــا والأشَر ___________________________________
لـيلةُ ذي دَورْانَ هل كـانـت كـمــــــــــا ___________________________________
حَدَّثتَ أم أخـــــــــــــــــــــيلةٌ وصُوَر ___________________________________
وَ«نُعـمُ» هَلْ كـانـت كـمـــــــــا صَوَّرتَ أم ___________________________________
بـالغَ فـي تلـويـنهـا الــــــــــــمُصَوِّر ___________________________________
وذلكَ «الـمِجَنُّ»؟ مــــــــــــــــا أوهَنَهُ ___________________________________
يكـادُ مـن رِقَّتهِ يَنـــــــــــــــــــتَثر ___________________________________
يـا للـمـنى أعـنْ يَمـيـنٍ كـــــــــــاعبٌ ___________________________________
وعَن شمـالٍ كـــــــــــــــــــاعبٌ ومُعْصر ___________________________________
فَمِنْ هُنـا حـيثُ تـندَّى الزَّهــــــــــــــرُ ___________________________________
وَمِنْ هُنـا حــــــــــــــــيثُ تدلَّى الثَّمَر ___________________________________
وأنـتَ لا تألـو دُعـابـاً فـي الهـــــــوى ___________________________________
شمٌّ وتقبـــــــــــــــــــيلٌ و أشْيَا أُخر ___________________________________
قـالـوا الـحِجـازُ مُجـدِبٌ لَمَّا عــــــــمُوا ___________________________________
وَ«نُعـمُ» فـيـــــــــــــــــه روضةٌ ونَهَر ___________________________________
إن زقَّتِ العـودَ أنـاشـيـدَ الهــــــــــوى ___________________________________
حنَّ لهـا العـودُ وجُنَّ الـوتــــــــــــــر ___________________________________
أو صـفَّقتْ للَّهـوِ فـي أتـرابـهـــــــــــا ___________________________________
مـاجَ لهـا الـوادي وغنَّى الشَّجـــــــــــر ___________________________________
الـحُبُّ مذبـوحٌ عـلى أقـدامهـــــــــــــا ___________________________________
والـحسنُ فـي ألـحـاظهـــــــــــــا يُكَبِّر ___________________________________
تعَرَّتِ الشَّمسُ عـلى وَجْنَتهـــــــــــــــــا ___________________________________
وانشقَّ - لَو تَعـلـمُ أيـنَ - القـــــــــمَر ___________________________________
العِنَبُ الأحـمـرُ مسفُوحٌ عـــــــــــــــلى ___________________________________
شَفَتِهـا، مـا الأقحـوانُ الأصـــــــــفَرُ؟! ___________________________________
والـوردةُ الـبـيضـاءُ أو قُلْ نَهدُهــــــــا ___________________________________
ـــــــــــــــــــــكأنهُ مِنْ خُيَلاء ___________________________________
مِن ثـمـرِ الفِرْصـاد فـــــــــي ذُروتِه الرْ ___________________________________
رَيّانةِ الـمعطـارِ «كَبْشٌ» أحـمــــــــــــر ___________________________________
أو أنَّهُ رأسُ مـلاكٍ أشقــــــــــــــــــرٍ ___________________________________
يحـمـلُهُ صدرٌ حنـونٌ أشقـــــــــــــــــر ___________________________________
دَغدغهُ أخـو هـوىً فـمَدَّ مــــــــــــــــن ___________________________________
لسـانِه و راحَ شَهْداً يـــــــــــــــــقطُر ___________________________________
رِفقـاً أبـا الخطَّاب جـاوزتَ الـــــــــمُنى ___________________________________
فهلْ تـرى فـي الأُفق تـاجــــــــــاً يُضفَر ___________________________________
أشـرِفْ مـن الـذُّروة كـم فـي سفحهــــــــا ___________________________________
للطَّير مِنْ أجنحةٍ تَكــــــــــــــــــــسَّر ___________________________________
ثلاثةٌ مـا عـشـتَ عـاشــــــــــــت للعُلى ___________________________________
الـحُبُّ ثُمَّ الشِّعـرُ ثُمَّ الـمِنـــــــــــــبر ___________________________________
لـولاكَ والشِّعـرُ الـذي أبــــــــــــدعتَهُ ___________________________________
مـا «نُعـمُ»، مــــــــــا دورانُ، إلا أثر ___________________________________
لـولا «جـمـيلٌ» لـم تكـن «بُثـيـــــــنةٌ» ___________________________________
ولـم تكـن عبـلةُ لـولا عـنـتـــــــــــر ___________________________________
مـا الـحُسنُ لـولا الشِّعـرُ إلا زهـــــــرةٌ ___________________________________
يلهـو بـهـا فـي لـحظتـيـــــــــن النَّظر ___________________________________
لكـنهـا إن أدركتْهـــــــــــــــــا رقّةٌ ___________________________________
مـن شـاعـرٍ أو دمعةٌ تـــــــــــــــنحدر ___________________________________
سـالـت دمـاءُ الخُلـد فـي أوراقهــــــــا ___________________________________
ونـام تحت قـدمـيـهـا القـمــــــــــــر ___________________________________
فـاعجـبْ لِذِي حُسنٍ يُجـافـي شـاعـــــــــراً ___________________________________
يشقى عـلى تخلـيـدهِ ويـــــــــــــــنفُر ___________________________________
والشعـرُ روحُ الله فـي شــــــــــــــاعِرٍ ___________________________________
ذلك يُوحـيـه وهــــــــــــــــــذا يَنشُر ___________________________________
غذاؤُهُ الأخلاق فـي بُرْعُمهـــــــــــــــا ___________________________________
ومـاؤُهُ مـاء الـحـيـاءِ الأطهـــــــــــر ___________________________________
الـحكـمةُ الغرَّاء مـن أسمـــــــــــــائه ___________________________________
و عَدْنُ مـن أوطـانه وعبْقــــــــــــــــر ___________________________________
لهُ عـلى الآفـاق فتحٌ زاهـــــــــــــــرٌ ___________________________________
وفـي عُبـاب الـمـاء فتحٌ أزهــــــــــــر ___________________________________
يُمضـيـهـمـا مـنه خـيـالٌ مـــــــــــاردٌ ___________________________________
أبـو الفُتُوحـات الـذي لا يُقهـــــــــــر ___________________________________
تعـلَّق العـلـمُ عـلى أسبـابـــــــــــــهِ ___________________________________
فحـلَّقَ الطَّودُ وقـال الـحجـــــــــــــــر ___________________________________
لـو أنصـفَ الشِّعـرُ وقـــــــــــــد فجَّرتَه ___________________________________
جـداولاً يسطَعُ مـنهـــــــــــــــا الشَّرر ___________________________________
تُجذِّفُ الأحـلامُ فـي ألـــــــــــــــواحه ___________________________________
ويـتعـرَّى عـــــــــــــــــــندهُنَّ السَّحَر ___________________________________
لـو أنصـف الشِّعـرُ لكـنـتَ قُبـــــــــــلةً ___________________________________
معسُولةً فـي ثَغره يـا عُمــــــــــــــــر ___________________________________
أو أنصَفَتْ «نُعْمُ» وقـد أبرزتهــــــــــــا ___________________________________
للفتـنةِ الكبرى مـثـــــــــــــالاً يُؤثَر ___________________________________
فـي بـدعةٍ للشِّعـر لـم يَحـلـم بـهـــــــا ___________________________________
«قـيسٌ» ولـم يـنهَدْ لهـا «كُثــــــــــيِّر» ___________________________________
تداولـتْهـــــــــــــــــــا هضبةٌ فهَضبةٌ ___________________________________
ونـاوَلـتهـــــــــــــــا للخُلُود الأعصُر ___________________________________
لـو أنصـفَتْ لكَشَفَتْ عـن صدرِهـــــــــــــا ___________________________________
تـوَّدُ لــــــــــــــــو تُطبَعُ تلكَ الأسطر ___________________________________
وصَفّقت «لِعُمَرٍ» قـــــــــــــــــــــائلةً ___________________________________
بنـاظري الأسـودِ هـــــــــــــذا الأسمَر ___________________________________
حكمة الدهــــر
ألقيت في تأبين جبران خليل جبران حكـمةُ الـدهـر أن نعـيشَ سُكـــــــــــارى ___________________________________
فـاجـمعـا لـي الكؤوسَ والأوتـــــــــارا ___________________________________
واجلُواهـا دنـيـا ممتّعةَ الـحُسْـــــــــــ ___________________________________
ـنِ، كـمـا تجلــــــــــوان إحدى العذارى ___________________________________
هـي كـالـورد تحـمِل الشـوك والعِطْــــــــ ___________________________________
ـرَ، وإن خُيّر اللـبـيبُ اختــــــــــــارا ___________________________________
كلُّنـا كلُّنـا نجـاذبـهـا الـوَصْـــــــــــ ___________________________________
ـلَ، ونجنـي اللـذائذَ الأبكـــــــــــارا ___________________________________
إنّمـا ذاك يرفع الصـوت فــــــــــي النّا ___________________________________
دي وهـذا يُلقـي عـلـيـهـا ستـــــــــارا ___________________________________
فـانهـبِ العـيشَ لا أبـا لكَ نهـبــــــــاً ___________________________________
واطَّرحْ عـنك وجهكَ الـمستعـــــــــــــارا ___________________________________
لستَ مهـمـا عـمّرتَ غـيرَ جنـــــــــــــاحٍ ___________________________________
حطَّ فـي الـدوح لـحظةً ثـم طـــــــــــارا ___________________________________
أو خـيـالٍ بـدا عـلى الرقعة الـبَيْـــــــ ___________________________________
ـضـاءِ للنـاظريـن ثـم تـــــــــــــوارى ___________________________________
هـبْكَ جـبرانَ يُلـبس الأدبَ السِّحْـــــــــــ ___________________________________
ـرَ، فـيأتـي بـالـمعجزات كبــــــــــارا ___________________________________
يغسل الأنفسَ الجـريحة بـالـدَّمْـــــــــــ ___________________________________
ـعِ، فـيكـسـو تلك الجـراح افتـــــــرارا ___________________________________
يسكب النِّقسَ والـبـيـان عـــــــــلى الطِّرْ ___________________________________
سِ، فـيـطـوي عـلى الظلام النهــــــــارا ___________________________________
يُرسل الفكرةَ النقــــــــــــــــيّة عَذْرا ___________________________________
ءَ، ويُرخـي الضحى عـلـيـهـــــــــا إِزارا ___________________________________
يـتعـلّى حتى يجـوزَ مدى الـوَهْــــــــــــ ___________________________________
ـمِ، وحتى يُهَتِّكَ الأســـــــــــــــــرارا ___________________________________
أفَتَرْجـو شُفِيـتَ مـن مـرض الغَفْــــــــــــ ___________________________________
ــــــــــــــــلةِ أن يضفروا لرأسكَ غا ___________________________________
هـبكَ جـبرانَ وهـو إنجـيلُ هـذا الــــــــ ___________________________________
ـعَصرِ فـاضت آيـاتُه أنـــــــــــــــوارا ___________________________________
ذلك الإرث مـن فَلاسفة الأَجْــــــــــــــ ___________________________________
ـيـالِ حـابت بـه الـــــــــــحظوظُ نِزارا ___________________________________
ذلك الجـدولُ الـذي يـمـلأ الــــــــــوا ___________________________________
دي اخضراراً والضفَّتـيـن ازدهــــــــــارا ___________________________________
تستحـمُّ النفـوسُ فـيـه فلا تَبْــــــــــــ ___________________________________
ـرحُ إلا جـوانحـاً أطهــــــــــــــــارا ___________________________________
وتـوُّد النجـومُ لـو سُمّرَ اللَّيْـــــــــــــ ___________________________________
ـلُ، فـظلَّتْ لشجــــــــــــــــــوِهِ سُمّارا ___________________________________
أفتـرجـو شُفِيـتَ مـن مـرض الغَـفْــــــــــ ___________________________________
ــــــــــــــــلةِ أن يضفروا لرأسك غار ___________________________________
هـبكَ جـبرانَ يرسم الفكر ألــــــــــــوا ___________________________________
حـاً تطـوف العقـولُ فـيـهـا سُكــــــــارى ___________________________________
تتـنزَّى أرواحُهــــــــــــــــا خلَلَ الخَطْ ___________________________________
طِ كـمـا ثـار فـي الـحديـد الأســــــارى ___________________________________
و لكـادتْ لروعة الفـن تَرْفَضْــــــــــــــ ___________________________________
ضُ وراحت تشقُّ عـنهـا الإطـــــــــــــارا ___________________________________
يبعث الـدارجـيـن فـي الأعصر الغُبْـــــــ ___________________________________
ـرِ وكـانـوا عـلى رحـاهـا غبـــــــــارا ___________________________________
فإذا هـم مـواثلٌ نفضـــــــــــــوا الأرْ ___________________________________
مـاسَ عـنهـم ومزَّقـوا الأدهـــــــــــارا ___________________________________
أَفَتـرجـو شُفـيـت مـن مـرض الغَفْــــــــــ ___________________________________
ــــــــــــــــلة أن يضفروا لرأسكَ غار ___________________________________
مُتْ إذا شئتَ أن تكـون أديبــــــــــــــاً ___________________________________
أو فبَدِّلْ بـغـير لـبنـــــــــــــانَ دارا ___________________________________
بـلـدٌ قُسّمتْ حظوظُ بنـيــــــــــــــــــه ___________________________________
فأصـبنـا مـن بِيضِهـا الأصـفــــــــــارا ___________________________________
أنفٌ للـبـلاد أن تحـمـلَ العــــــــــــا ___________________________________
رَ رضـيـنـا أن نعتبَ الأقــــــــــــدارا ___________________________________
لـيس مـا تـرشح الشفـاهُ ابتسـامــــــــاً ___________________________________
لـو تأمَّلـتَ بـل جـراحــــــــــــاً حِرارا ___________________________________
ولقـد يُعذرَ الأديبُ متى ضِيـــــــــــــــ ___________________________________
ـمَ إذا أرسلَ العتـــــــــــــابَ اضطرارا ___________________________________
أيـهـا العبقـريُّ يـا شـــــــــــرفَ الأَرْ ___________________________________
زِ، كفى الأرزَ إن ذُكرتَ فَخـــــــــــــارا ___________________________________
ويحَ لـبنـانَ كلـمـا ذَرَّ نجــــــــــــــمٌ ___________________________________
فـيـه ولّى عـن أفقِه وأنــــــــــــــارا ___________________________________
ضمَّك الشـيـخُ فكرةً وتـرابـــــــــــــــاً ___________________________________
لـيـــــــــــــــــته ضمَّ غصنَه والهَزار