• مرحبًا بكم في منصة منتديات صقر الجنوب التعليمية!
    أهلا ومرحبا بكم في مجتمعنا أنت حاليا تشاهد المعهد كزائر و التي لاتعطيك سوى خيارات التصفح المحدودة الاشتراك لدينا مجاني ولايستغرق سوى لحظات قليلة حتى تتمكن من المشاركة والتفاعل معنا

مفاهيم ينبغي أنْ تُصحح

Mansor_alsawalqa

الإدارة العامة
إنضم
28 أغسطس 2009
المشاركات
5,071
مستوى التفاعل
96
النقاط
48
الإقامة
معان الابية
الفرق بين بر غير المقاتلين المحاربين للإسلام والمسلمين من الكفار وبين موالاتهم والتودد إليهم





فبر أهل الذمة غير المحاربين ولا المعينين للمحاربين يكون بالآتي

أم التودد وموالاة أهل الذمة المنهيان عنهم فيكونان بالآتي

آثار في النهي عن موادة وموالاة الذميين دعك عن الكفار المحاربين

نماذج لعدم موالاة وموادة الكفار الذميين


من الأمور التي عمت بها البلوى في هذا العصر الذي اختلت فيه الموازين، واختلطت فيه المفاهيم، وزالت فيه هيبة الدين من النفوس موالاة قطاع من المسلمين للكفار المحاربين الغاصبين دعك عن موالتهم وتوددهم لغير المقاتلين المحاربين والتعاون والتنسيق معهم بله والتجسس لصالحهم والحكم نيابة عنهم.
يخلط كثير من الناس بقصد وبغير قصد بين البر والإحسان للفقراء من الكفار الذمبين وبين التودد والموالاة لهم ولغيرهم من الكفار معاهدين كانوا أم محاربين.
فالبر والإحسان للفقراء والمحتاجين والسائلين من الكفار الذمبين جائز سيما للوالدين وذوي الأرحام منهم بحكم الله عز وجل: "لا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ"1، "وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ"2.
وبحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ستفتحون مصرَ، فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحماً"، أو قال: "ذمة وصهراً"3.
قال النووي: (قال العلماء: "الرحم" التي لهم كون هاجر أم إسماعيل منهم، و"الصهر" كون مارية أم إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم)4.
وقال صلى الله عليه وسلم: "استوصوا بأهل الذمة خيراً".
وعن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما قالت: قدمت عليَّ أمي وهي مشركة في عهد6 رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: قدمت عليَّ أمي وهي راغبة7، أفأصل أمي؟ قال: نعم، صلي أمك"8.
أما الكفار المحاربون، وهم جل الكفار اليوم، فقد نهانا الله عز وجل عن ودادهم وموالاتهم والإحسان إليهم قائلاً: "إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ"9.
بل منع الله عز وجل من التودد لأهل الذمة مع أمره بالإحسان إليهم والوصاية بهم خيراً، قائلاً: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ"10.
فبر أهل الذمة والإحسان إليهم مطلوب مأمور به، والتودد لهم وموالاتهم منهي عنهما موعود عليهما، فما هو الفرق بين الإحسان والبر لأهل الذمة وبين التودد لهم وموالاتهم؟
قال الإمام القرافي رحمه لله وهو يتحدث عن الفرق بين قاعدة بر أهل الذمة وبين قاعدة التودد لهم في كتابه "الفروق"11: (وإذا كان عهد الذمة بهذه المثابة تعين علينا أن نبرهم بكل أمر لا يكون ظاهره يدل على مودات القلوب، ولا تعظيم شعائر الكفر، فمتى أدى إلى أحد هذين امتنع ما نهى عنه في الآية وغيرها، ويتضح ذلك بالمثل).
ثم أخذ يمثل لكل من برهم والتودد إليهم.
إلى أن قال: وبالجملة برهم والإحسان إليهم مأمور به، وودهم وتوليهم منهي عنه، فهما قاعدتان إحداهما محرمة والأخرى مأمور بها).


فبر أهل الذمة غير المحاربين ولا المعينين للمحاربين يكون بالآتي12

1. البر والإحسان إلى ضعفائهم وفقرائهم.
2. إطعام جائعهم.
3. كسوة عاريهم.
4. كفالة العجزة منهم.
5. عدم التعدي عليهم وعلى أموالهم وممتلكاتهم.
6. الحرص على هدايتهم بدعوتهم إلى الإسلام وإزالة ما علق بأذهانهم من شبه.
7. الدفاع عنهم إذا هوجموا من قبل الأعداء.
8. مراعاة حقوق الجيرة.


أما التودد وموالاة أهل الذمة المنهيان عنهما فيكونان بالآتي

1. بدؤهم بالسلام.
2. عدم اضطرارهم إلى أضيق الطرق.
3. إخلاء المجالس لهم والتوسعة لهم فيها.
4. القيام عند لقائهم.
5. تلقيبهم ونداؤهم بالألقاب والأسماء العظيمة.
6. اتخاذهم مستشارين ووزراء وبطانة.
7. أن يكون المسلم خادماً لهم: سائقاً، طباخاً....إلخ.
8. تهنئتهم في أعيادهم.
9. دخول كنائسهم.
10. تهنئتهم في مناسباتهم المختلفة والدعاء لهم بطول العمر والتوفيق.
11. الإستعانة بهم في شيء من أمور المسلمين نحو كتابة وجباية.
12. الاستطباب عندهم من غير حاجة.
قال ابن مفلح رحمه الله في الآداب الشرعية13: (قال أصحابنا: ويُكره أنْ يستعين مسلم بذمي في شيء من أمور المسلمين مثل كتابة وعمالة وجباية خراج، وقسمة وغنيمة، وحفظ ذلك ونقله إلاَّ لضرورة).
وقال في "الرعاية الكبرى": (ولا يكون بواباً ولا جلاداً ونحوهما).
إلى أن قال: (ولأن في الاستعانة بهم في ذلك من المفسدة مالا يخفى، وهي ما يلزم عادة، أو ما يفضي إليه من تصديرهم في المجالس، والقيام لهم، وجلوسهم فوق المسلمين، وابتدائهم بالسلام أو مافي معناه، ورده عليهم من غير الوجه الشرعي، وأكلهم من أموال المسلمين ما أمكنهم لخيانتهم واعتقادهم حلها وغير ذلك، ولأنه إذا مُنع من الإستعانة بهم في الجهاد مع حُسن رأيهم في المسلمين والأمن منهم، وقوة المسلمين على المجموع لا سيما مع الحاجة إليهم على قول14، فهذا في معناه وأولى للزومه وافضائه إلى ما تقدم من المحرمات بخلاف هذا.
وبهذا يظهر التحريم هنا، وأن تحرم الاستعانة بهم على القتال.
وقد نهى الله سبحانه وتعالى المؤمنين أن يتخذوا الكفار بطانة لهم، فقال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ".
وبطانة الرجل تشبيه ببطانة الثوب الذي يلي بطنه لأنهم يستنبطون أمره ويطلعون عليه بخلاف غيرهم، وقولم: "مِّن دُونِكُمْ" أي: من غير أهل ملتكم).


آثار في النهي عن موادة وموالاة الذميين دعك عن الكفار المحاربين15

ذكر ابن مفلح عدداً من الآثار تنهي وتحذر عن موالاة وموادة الكفار الذميين إليك طرفاً منه16:
1. روى الإمام أحمد بإسناد صحيح عن أبي موسى قال: قلت لعمر رضي الله عنه: إن لي كاتباً نصرانياً، قال: مالك قاتلك الله؟ أما سمعت الله يقول: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ"17 ألا اتخذت حنيفاً؟ قال: قلت: يا أمير المؤمنين، لي كتابته، وله دينه، قال: لا أكرمهم إذا أهانهم الله، ولا أعزهم إذا أذلهم الله، ولا أُدنيهم إذا أقصاهم الله".
وفي رواية البيهقي: "فانتهرني، وضرب على فخدي".
2. وروى أحمد عن عمر رضي الله عنه أنه قال: "لا تستعملوا اليهود والنصارى، فانهم يستحلون الرشا في دينهم".
3. وقال الإمام أحمد في رواية أبي طالب وقد سأله: يُستعمل اليهودي والنصراني في أعمال المسلمين مثل الخراج؟ فقال: لا يُستعان بهم في شئ.
4. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ في"الصراط المستقيم" :ولهذا كان السلف يستدلون بهذه الآية18 على ترك الاستعانة بهم في الولايات.
وقال أيضاً: لا يجوز استعمالهم على المسلمين فإنه يوجب من إعلائهم على المسلمين خلاف ما أمر الله وروسله، والنبي صلى الله عليه وسلم قد نهى أنْ يبدأوا بالسلام، وأمرهم إذا لقيهم المسلمون أنْ يضطروهم إلى أضيق الطريق".

- لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا سلم عليكم أحدهم فقولوا وعليكم
الراوي: - المحدث: ابن القيم - المصدر: أحكام أهل الذمة - الصفحة أو الرقم: 3/1327
خلاصة حكم المحدث: صحيح

- لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام ، وإذا لقيتم أحدهم في الطريق فاضطروهم إلى أضيقه
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 1602
خلاصة حكم المحدث: صحيح

وقال: الإسلام يعلو ولا يُعلى عليه، وقد مُنِعوا من تعلية بنائهم على المسلمين فكيف إذا كانوا ولاة على المسلمين فيما يقبض منهم، ويصرف إليهم، وفيما يُؤمرون به من الأمور المالية، ويقبل خبرهم في ذلك، فيكونون هم الآمرين الشاهدين عليهم؟ هذا من أعظم ما يكون من مخالفة الله ورسوله.
وقال: كان صلاح الدين ـ الأيوبي ـ وأهل بيته يذلون النصارى، ولم يكونوا يستعملون منهم أحداً و لهذا كانوا مؤيدين منصورين على الأعداء مع قلة المال والعدد.
حتى قام بعض الملوك فأعطاهم بعض مدائن19 المسلمين.
ورحم الله القائل:
كل العدوات قد ترجى مودتها إلاّ عداوة من عاداك في الدين


نماذج لعدم موالاة وموادة الكفار الذميين



1. كان عمر رضي الله عنه يقول في أهل الذمة: (أهينوهم ولا تظلموهم ، فقد سبوا الله مسبة ما سبه إياها أحد من البشر ).2. أقسم الصحابي الجليل عاصم بن ثابت رضي الله عنه على الله أنْ لا يمس مشركاً ولا يمسه مشرك.
فقد أبر الله قسمه حياً وميتاً عندما حال الدبر نهاراً، والسيل ليلاً بينه وبين من يريد أن يأخذ جمجمته بثمن بخس.
3. كان الإمام أحمد يغمض عينيه إذا رأى ذمياً ببغداد.
4. لما أتى الإمام أبو الوليد الطرطوشي رحمه الله الخليفة بمصر وجد عنده وزيراً راهباً سلـَّم إليه قياده، وأخذ يسمع رأيه، وينفذ كلماته المسمومة في المسلمين، وكان هو مما يسمع قوله فيه، فلما دخل عليه في صورة المغضب والوزير الراهب بازائه جالس أنشده:
ياأيها الملك الذي جـوده يطلبه القاصد والراغب
إن الذي شرفت من أجله يزعم هذا إنه كــاذب
فاشتد غضب الخليفة عند سماع الأبيات، وأمر بالراهب فسحب وضرب وقتل وأقبل على الشيخ أبي الوليد فأكرمه وعظمه بعد عزمه على أذيته،فلما استحضر الخليفة تكذيب الراهب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سبب شرفه وشرف آبائه وأهل السموات والأرض بعثه ذلك على البعد عن السكون إليه والمودة له وأبعده عن منازل العز إلى ما يليق به من الذل والصغار.
قلت إذا كان هذا النهي والتحذير والوعيد عن موادة وموالاة الكفار الذميين غير المحاربين فمن باب أولى وبالأحرى معاداة ومنافرة الكفار المحاربين للإسلام والمسلمين؟
أيها المسلمون حكاماً ومحكومين اعلموا وعوا أنه لا صلاح لهذه الأمة قط إلاّ بما صلح به أولها وكان صلاح أولها بموالاة أولياء الله، ومعاداة والتبرء من أعداء الله من الكافرين والمنافقين فهلا اقتدينا واهتدينا بسلفنا الصالح وتمسكنا بسنة نبينا الخاتم؟!
اللهم هل بلغت اللهم فأشهد.
والحمد لله أولاً وآخراً والصلاة والسلام على من خُتِمت به الرسالات وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان.
 
أعلى