وفاء معلم
عضو جديد
-
- إنضم
- 13 يونيو 2013
-
- المشاركات
- 1,621
-
- مستوى التفاعل
- 202
-
- النقاط
- 0
هم كانوا ونحن صرنا...
بداية أستميح الأخت * فرحة الأردن * عذرا
فقد أبحت لنفسي أن أوظف من عبارات
موضوعها * لماذا تغيّر طعم التّفاح * ما
أعانني على اكتمال صور مشهد موضوعي...
فالعذر منها..
فقد أبحت لنفسي أن أوظف من عبارات
موضوعها * لماذا تغيّر طعم التّفاح * ما
أعانني على اكتمال صور مشهد موضوعي...
فالعذر منها..
*** كانوا يبدؤون يومهم بجد... يصابحون شمس حزيران التي
كانت أكثر صرامة في انتزاع العرق من مسامات جلودهم،
فيومهم هادئ لا يعكّر صفوه إلا خبر عن وفاة قريب أو
فاجعة تصيب أحدهم.. ولا يفترقون إلا ساعات
النّوم.. فالسهرة واحدة منذ أخبار الثامنة
وحتى نهاية إرسال التّلفاز.
++ ينتظرون مسلسلات زهير النوباني الذي كان يتقمّص فيها
أدوارا تثير فيهم حميّة العربي، وأنين الثكالى... فطالما
كالوا له الدعوات السّاخطة لاحتكاره أموال النّاس
بالباطل، وقرصنته بعرقهم، فكان زهير النّوباني
(الممثّل) أعتق رمز للشّر... قبل أن يعرف
النّاس أنّ في الغيب رجلا يدعى
" جورج بوش" وكان محمود
أبو غريب أحكم عقل في
حلّ المعضلات.
++ وكان رافع شاهين رحمه الله حافزا للتفكير عند بعضهم
من خلال فكّر واربح، بعيدا عن " ستار أكاديمي "
وطالما انتظروا دريد لحّام ليكشف لهم "
وين الغلط " وقد يختمون سهراتهم
بجولة مصارعة أو مباراة لمحمد
علي كلاي... وبعدها يغلق
التلفاز شاشته في موعد
محدّد كأيّ مكان آخر،
ليترك فرصة كافية
للنّوم.
++ كانت الحياة أكثر فقرا وبردا وجوعا، لكنها كانت دائمة
الخضرة.. فالصحوة على صوت مازن القبّج في حديثه
عن النباتات التي كانت تعني لهم ليس فقط الحياة
بمعناها.. بل ترتبط بمصير أبنائهم المتشربين
عشق ثراها... وفي ساعات الظهر
يستمعون لكوثر النّشاشيبي..
+ + وكانت ساعات الجوفيال الأكثر حداثة في يد الأب العجوز
من أغلى الأجهزة.. والتوجيهي محكّ وتحدّ، فإمّا يفرزك
على كادر الأرض و" الطّوريّة " أو تطرق بعده أبواب
الجامعة الأردنية التي كانت نهاية العلم.... ومنتهى
المنى، بيد أنّها بلا شقيقات..وفضاؤها بلا منافس
فلم تكن الجامعات الروسيّة بعد، قد شقّ بذار
شهاداتها ديارنا...
++ كانت رائحة البامية تتسرب من شبابيك البيوت، فتملأ
الطرقات، فليسوا بحاجة للتنبؤ بطعام هذا أو ذاك طالما
أنّ الحيّ كلّه أسرة واحدة مترابطة ومتعاضدة في
شتّى الظروف.. وزيارة الطبيب في حالات الشّدة
القصوى، فمناعة أجسادهم نابعة من قناعتهم
بأنّ اليد التي تأكل ممّا تزرع لا تعوزها
العافية... وكانت القضامة المالحة
توصف علاجا للمغص.....
الذي كان يزورهم غبّا...
++ وكانت أقلام البك الأحمر هي وسيلة التعبير عن الحب
قبل عصر " المسجات الموباليّة ".. وحلو العرس
يوزّع في كؤوس زجاجيّة تسمى " مطبقانيّات "..
وكان الخبز يصنع في البيوت، والأغنام تدقّ...
أجراسها مع الفجر مؤذنة بالانطلاق.. أمّا
التهنئة أو التعزيّة فواجب لا يتخلّف
عنه أحد،..فيصحبون معهم
" كيس سكّر "
حسبما كان معهودا لديهم
ولزيارة المرضى كانوا
يأخذون "القرشلّة"
هكذا هم كانوا..
++ كانت لهجات النّاس أحلى.. وقلوبهم أكبر.. وطموحاتهم
ساذجة.. ومذاق أيّامهم أشهى، وطعم الشمس أطيب..
وكانت حبّات المطر أكثر اكتنازا بالماء.. والمزراب
يخزّن ماء الشّتاء في البرميل... والبرد يجعل
أصابع التّلاميذ حمراء ترجف .. والثلج لم
يكن يخلف موعده.. وللّوز أزهار
طبيعيّة... والعقل هو الجوهر...
والقلب مفتاحه..
+ + فلو حدّثت أحدهم عن " العدسات اللاصقة " لاعتبرك
مرتدّا أو زنديقا تستحقّ الرّجم... ولو همس أحدهم
أنّه بالإمكان خلع جهاز الهاتف من شروشه
لنحمله في جيوبنا لصار له أتباع ..
ولو حدّثتهم عن " الكيوي "
فلا يذهب بهم التفكير
لأبعد ممّا يلمّعون
به أحذيتهم...
++ فهم أناس طيّبون ... لا يحتكرون الفرحة، ولا
يبخلون بالبسمة... وكل ما يكرهون ويمقتون
وضعوه تحت مسمييّن اثنين هما " الحرام
والعيب " وهما معيارهم في
القبول أو الرّفض....
فهم كانوا .. ونحن أصبحنا
نكتب عنهم..
كانت أكثر صرامة في انتزاع العرق من مسامات جلودهم،
فيومهم هادئ لا يعكّر صفوه إلا خبر عن وفاة قريب أو
فاجعة تصيب أحدهم.. ولا يفترقون إلا ساعات
النّوم.. فالسهرة واحدة منذ أخبار الثامنة
وحتى نهاية إرسال التّلفاز.
++ ينتظرون مسلسلات زهير النوباني الذي كان يتقمّص فيها
أدوارا تثير فيهم حميّة العربي، وأنين الثكالى... فطالما
كالوا له الدعوات السّاخطة لاحتكاره أموال النّاس
بالباطل، وقرصنته بعرقهم، فكان زهير النّوباني
(الممثّل) أعتق رمز للشّر... قبل أن يعرف
النّاس أنّ في الغيب رجلا يدعى
" جورج بوش" وكان محمود
أبو غريب أحكم عقل في
حلّ المعضلات.
++ وكان رافع شاهين رحمه الله حافزا للتفكير عند بعضهم
من خلال فكّر واربح، بعيدا عن " ستار أكاديمي "
وطالما انتظروا دريد لحّام ليكشف لهم "
وين الغلط " وقد يختمون سهراتهم
بجولة مصارعة أو مباراة لمحمد
علي كلاي... وبعدها يغلق
التلفاز شاشته في موعد
محدّد كأيّ مكان آخر،
ليترك فرصة كافية
للنّوم.
++ كانت الحياة أكثر فقرا وبردا وجوعا، لكنها كانت دائمة
الخضرة.. فالصحوة على صوت مازن القبّج في حديثه
عن النباتات التي كانت تعني لهم ليس فقط الحياة
بمعناها.. بل ترتبط بمصير أبنائهم المتشربين
عشق ثراها... وفي ساعات الظهر
يستمعون لكوثر النّشاشيبي..
+ + وكانت ساعات الجوفيال الأكثر حداثة في يد الأب العجوز
من أغلى الأجهزة.. والتوجيهي محكّ وتحدّ، فإمّا يفرزك
على كادر الأرض و" الطّوريّة " أو تطرق بعده أبواب
الجامعة الأردنية التي كانت نهاية العلم.... ومنتهى
المنى، بيد أنّها بلا شقيقات..وفضاؤها بلا منافس
فلم تكن الجامعات الروسيّة بعد، قد شقّ بذار
شهاداتها ديارنا...
++ كانت رائحة البامية تتسرب من شبابيك البيوت، فتملأ
الطرقات، فليسوا بحاجة للتنبؤ بطعام هذا أو ذاك طالما
أنّ الحيّ كلّه أسرة واحدة مترابطة ومتعاضدة في
شتّى الظروف.. وزيارة الطبيب في حالات الشّدة
القصوى، فمناعة أجسادهم نابعة من قناعتهم
بأنّ اليد التي تأكل ممّا تزرع لا تعوزها
العافية... وكانت القضامة المالحة
توصف علاجا للمغص.....
الذي كان يزورهم غبّا...
++ وكانت أقلام البك الأحمر هي وسيلة التعبير عن الحب
قبل عصر " المسجات الموباليّة ".. وحلو العرس
يوزّع في كؤوس زجاجيّة تسمى " مطبقانيّات "..
وكان الخبز يصنع في البيوت، والأغنام تدقّ...
أجراسها مع الفجر مؤذنة بالانطلاق.. أمّا
التهنئة أو التعزيّة فواجب لا يتخلّف
عنه أحد،..فيصحبون معهم
" كيس سكّر "
حسبما كان معهودا لديهم
ولزيارة المرضى كانوا
يأخذون "القرشلّة"
هكذا هم كانوا..
++ كانت لهجات النّاس أحلى.. وقلوبهم أكبر.. وطموحاتهم
ساذجة.. ومذاق أيّامهم أشهى، وطعم الشمس أطيب..
وكانت حبّات المطر أكثر اكتنازا بالماء.. والمزراب
يخزّن ماء الشّتاء في البرميل... والبرد يجعل
أصابع التّلاميذ حمراء ترجف .. والثلج لم
يكن يخلف موعده.. وللّوز أزهار
طبيعيّة... والعقل هو الجوهر...
والقلب مفتاحه..
+ + فلو حدّثت أحدهم عن " العدسات اللاصقة " لاعتبرك
مرتدّا أو زنديقا تستحقّ الرّجم... ولو همس أحدهم
أنّه بالإمكان خلع جهاز الهاتف من شروشه
لنحمله في جيوبنا لصار له أتباع ..
ولو حدّثتهم عن " الكيوي "
فلا يذهب بهم التفكير
لأبعد ممّا يلمّعون
به أحذيتهم...
++ فهم أناس طيّبون ... لا يحتكرون الفرحة، ولا
يبخلون بالبسمة... وكل ما يكرهون ويمقتون
وضعوه تحت مسمييّن اثنين هما " الحرام
والعيب " وهما معيارهم في
القبول أو الرّفض....
فهم كانوا .. ونحن أصبحنا
نكتب عنهم..