ابتسام سيف
عضو جديد
عن أبي هريرة قال: أصبت بثلاث مصيبات في الإسلام لم أصب بمثلهن: موت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت صويحبه، وقتل عثمان والمزود.
قالوا: وما المزود يا أبا هريرة؟
قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقال: « يا أبا هريرة أمعك شيء؟ »
قال: قلت: تمر في مزود.
قال: « جيء به »
فأخرجت تمرا فأتيته به قال: فمسه ودعا فيه.
قال: « أدع عشرة » فدعوت عشرة فأكلوا حتى شبعوا، ثم كذلك حتى أكل الجيش كله، وبقي من التمر معي في المزود.
فقال: « يا أبا هريرة إذا أردت أن تأخذ منه شيئا فأدخل يدك فيه، ولا تكفه ».
قال: فأكلت منه حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وأكلت منه حياة أبي بكر كلها، وأكلت منه حياة عمر كلها، وأكلت منه حياة عثمان كلها، فلما قتل عثمان انتهب ما في يدي وانتهب المزود، ألا أخبركم كم أكلت منه؟ أكلت منه أكثر من مائتي وسق.
الوسق :مقداره ستون صاعاً بصاع النبي صلى الله عليه وسلم= 130.56 كيلو غرام .
حدثنا أبو إسحاق عن سعيد بن الحرث بن عكرمة، عن جده نوفل بن الحرث بن عبد المطلب أنه استعان رسول الله في التزويج فأنكحه امرأة فالتمس شيئا فلم يجده، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا رافع وأبا أيوب بدرعه فرهناها عند رجل من اليهود بثلاثين صاعا من شعير، فدفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه.
قال: فطعمنا منه نصف سنة، ثم كلناه فوجدناه كما أدخلناه.
قال نوفل: فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: « لو لم تكله لأكلت منه ما عشت ».
تكله : اي توزنه
حدثنا واثلة بن الخطاب عن أبيه، عن جده واثلة بن الأسقع قال: حضر رمضان ونحن في أهل الصفة فصمنا، فكنا إذا أفطرنا أتى كل رجل منا رجل من أهل البيعة فانطلق به فعشاه، فأتت علينا ليلة لم يأتنا أحد وأصبحنا صياما، وأتت علينا القابلة فلم يأتنا أحد، فانطلقنا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم - فأخبرناه بالذي كان من أمرنا، فأرسل إلى كل امرأة من نسائه يسألها هل عندهاشيء؟ فما بقيت منهن امرأة إلا أرسلت تقسم ما أمسى في بيتها ما يأكل ذو كبد.
فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: « فاجتمعوا » فدعا وقال: « اللهم إني أسألك من فضلك ورحمتك فإنها بيدك لا يملكها أحد غيرك ».
فلم يكن إلا ومستأذن يستأذن فإذا بشاة مصلية ورغف، فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعت بين أيدينا، فأكلنا حتى شبعنا.
فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إنا سألنا الله من فضله ورحمته فهذا فضله، وقد ادخر لنا عنده رحمته ».
اصحاب الصفة : هم فقراء المسلمين من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذين لم تكن لهم منازل يسكنونها، فكانوا يأوون إلى مكان مظلّل في المسجد النبوي بالمدينة المنورة، وعُرفوا بأضياف الإسلام .
عن أنس بن مالك قال: قالت أم سليم: إذهب إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقل: إن رأيت أن تغدي عندنا فافعل، فجئته فبلغته فقال: « ومن عندي؟ »
قلت: نعم.
قال: « انهضوا ».
قال: فجئته فدخلت على أم سليم وأنا لدهش لمن أقبل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: فقالت أم سليم: ما صنعت يا أنس؟
فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على إثر ذلك فقال: « هل عندك سمن؟ »
قالت: نعم، قد كان منه عندي عكة فيها شيء من سمن.
قال: « فأت بها »
قالت: فجئت بها، ففتح رباطها ثم قال: « بسم الله، اللهم أعظم فيها البركة ».
قال: فقال: « اقلبيها » فقلبتها فعصرها نبي الله صلى الله عليه وسلم وهو يسمي، فأخذت نقع قدر فأكل منها بضع وثمانون رجلا، وفضل فضلة فدفعها إلى أم سليم فقال: « كلي وأطعمي جيرانك ».
وقد رواه مسلم في الأطعمة .
عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن عمه عثمان بن حنيف قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءه رجل ضرير فشكا إليه ذهاب بصره فقال: يا رسول الله ليس لي قائد وقد شق علي.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إئت الميضأة فتوضأ، ثم صل ركعتين، ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي فينجلي بصري، اللهم فشفعه في وشفعني في نفسي ».
قال عثمان: فوالله ما تفرقنا ولا طال الحديث بنا حتى دخل الرجل كأنه لم يكن به ضر قط.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتى رجل أهله فرأى ما بهم من الحاجة فخرج إلى البرية.
فقالت امرأته: اللهم ارزقنا ما نعتجن ونختبز.
قال: فإذا الجفنة ملأى خميرا، والرحى تطحن، والتنور ملأى خبزا وشواء.
قال: فجاء زوجها فقال: عندكم شيء؟
قالت: نعم رزق الله، فرفع الرحى فكنس ما حوله، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: « لو تركها لدارت إلى يوم القيامة ».
ثبت في صحيح مسلم من حديث عكرمة بن عمار عن أبي كثير الغبري، عن أبي هريرة أنه سأل من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو لأمه فيهديها الله، فدعا لها، فذهب أبو هريرة فوجد أمه تغتسل خلف الباب فلما فرغت قالت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، فجعل أبو هريرة يبكي من الفرح، ثم ذهب فأعلم بذلك رسول الله وسأل منه أن يدعو لهما أن يحببهما الله إلى عباده المؤمنين، فدعا لهما فحصل ذلك.
قال أبو هريرة: فليس مؤمن ولا مؤمنة إلا وهو يحبنا، وقد صدق أبو هريرة في ذلك - رضي الله عنه وأرضاه -.
اللهم صلي وسلم وبارك على نبيك محمد صلى الله عليه وسلم.
قالوا: وما المزود يا أبا هريرة؟
قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقال: « يا أبا هريرة أمعك شيء؟ »
قال: قلت: تمر في مزود.
قال: « جيء به »
فأخرجت تمرا فأتيته به قال: فمسه ودعا فيه.
قال: « أدع عشرة » فدعوت عشرة فأكلوا حتى شبعوا، ثم كذلك حتى أكل الجيش كله، وبقي من التمر معي في المزود.
فقال: « يا أبا هريرة إذا أردت أن تأخذ منه شيئا فأدخل يدك فيه، ولا تكفه ».
قال: فأكلت منه حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وأكلت منه حياة أبي بكر كلها، وأكلت منه حياة عمر كلها، وأكلت منه حياة عثمان كلها، فلما قتل عثمان انتهب ما في يدي وانتهب المزود، ألا أخبركم كم أكلت منه؟ أكلت منه أكثر من مائتي وسق.
الوسق :مقداره ستون صاعاً بصاع النبي صلى الله عليه وسلم= 130.56 كيلو غرام .
حدثنا أبو إسحاق عن سعيد بن الحرث بن عكرمة، عن جده نوفل بن الحرث بن عبد المطلب أنه استعان رسول الله في التزويج فأنكحه امرأة فالتمس شيئا فلم يجده، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا رافع وأبا أيوب بدرعه فرهناها عند رجل من اليهود بثلاثين صاعا من شعير، فدفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه.
قال: فطعمنا منه نصف سنة، ثم كلناه فوجدناه كما أدخلناه.
قال نوفل: فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: « لو لم تكله لأكلت منه ما عشت ».
تكله : اي توزنه
حدثنا واثلة بن الخطاب عن أبيه، عن جده واثلة بن الأسقع قال: حضر رمضان ونحن في أهل الصفة فصمنا، فكنا إذا أفطرنا أتى كل رجل منا رجل من أهل البيعة فانطلق به فعشاه، فأتت علينا ليلة لم يأتنا أحد وأصبحنا صياما، وأتت علينا القابلة فلم يأتنا أحد، فانطلقنا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم - فأخبرناه بالذي كان من أمرنا، فأرسل إلى كل امرأة من نسائه يسألها هل عندهاشيء؟ فما بقيت منهن امرأة إلا أرسلت تقسم ما أمسى في بيتها ما يأكل ذو كبد.
فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: « فاجتمعوا » فدعا وقال: « اللهم إني أسألك من فضلك ورحمتك فإنها بيدك لا يملكها أحد غيرك ».
فلم يكن إلا ومستأذن يستأذن فإذا بشاة مصلية ورغف، فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعت بين أيدينا، فأكلنا حتى شبعنا.
فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إنا سألنا الله من فضله ورحمته فهذا فضله، وقد ادخر لنا عنده رحمته ».
اصحاب الصفة : هم فقراء المسلمين من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذين لم تكن لهم منازل يسكنونها، فكانوا يأوون إلى مكان مظلّل في المسجد النبوي بالمدينة المنورة، وعُرفوا بأضياف الإسلام .
عن أنس بن مالك قال: قالت أم سليم: إذهب إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقل: إن رأيت أن تغدي عندنا فافعل، فجئته فبلغته فقال: « ومن عندي؟ »
قلت: نعم.
قال: « انهضوا ».
قال: فجئته فدخلت على أم سليم وأنا لدهش لمن أقبل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: فقالت أم سليم: ما صنعت يا أنس؟
فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على إثر ذلك فقال: « هل عندك سمن؟ »
قالت: نعم، قد كان منه عندي عكة فيها شيء من سمن.
قال: « فأت بها »
قالت: فجئت بها، ففتح رباطها ثم قال: « بسم الله، اللهم أعظم فيها البركة ».
قال: فقال: « اقلبيها » فقلبتها فعصرها نبي الله صلى الله عليه وسلم وهو يسمي، فأخذت نقع قدر فأكل منها بضع وثمانون رجلا، وفضل فضلة فدفعها إلى أم سليم فقال: « كلي وأطعمي جيرانك ».
وقد رواه مسلم في الأطعمة .
عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن عمه عثمان بن حنيف قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءه رجل ضرير فشكا إليه ذهاب بصره فقال: يا رسول الله ليس لي قائد وقد شق علي.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إئت الميضأة فتوضأ، ثم صل ركعتين، ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي فينجلي بصري، اللهم فشفعه في وشفعني في نفسي ».
قال عثمان: فوالله ما تفرقنا ولا طال الحديث بنا حتى دخل الرجل كأنه لم يكن به ضر قط.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتى رجل أهله فرأى ما بهم من الحاجة فخرج إلى البرية.
فقالت امرأته: اللهم ارزقنا ما نعتجن ونختبز.
قال: فإذا الجفنة ملأى خميرا، والرحى تطحن، والتنور ملأى خبزا وشواء.
قال: فجاء زوجها فقال: عندكم شيء؟
قالت: نعم رزق الله، فرفع الرحى فكنس ما حوله، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: « لو تركها لدارت إلى يوم القيامة ».
ثبت في صحيح مسلم من حديث عكرمة بن عمار عن أبي كثير الغبري، عن أبي هريرة أنه سأل من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو لأمه فيهديها الله، فدعا لها، فذهب أبو هريرة فوجد أمه تغتسل خلف الباب فلما فرغت قالت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، فجعل أبو هريرة يبكي من الفرح، ثم ذهب فأعلم بذلك رسول الله وسأل منه أن يدعو لهما أن يحببهما الله إلى عباده المؤمنين، فدعا لهما فحصل ذلك.
قال أبو هريرة: فليس مؤمن ولا مؤمنة إلا وهو يحبنا، وقد صدق أبو هريرة في ذلك - رضي الله عنه وأرضاه -.
اللهم صلي وسلم وبارك على نبيك محمد صلى الله عليه وسلم.