مہجہرد إنہسہآن
ادارة الموقع
هل تحاسب نفسك ؟؟؟؟؟
عن أنس بن مالك قال : سمعت عمر بن الخطاب يوما – وقد خرجت معه حتى دخل حائطا - فسمعته يقول وبيني وبينه جدار ، وهو في جوف الحائط : " أمير المؤمنين!! بخ بخ ، والله لتتقين الله أو ليعذبنك " .
وقال الحسن البصري : " المؤمن قوام على نفسه ، يحاسب نفسه لله عزوجل ، وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا ، وإنما شقّ الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة ".
وفي قوله الله تعالى { ولا أقسم بالنفس اللوامة } ( القيامة : 2 ) قال الحسن البصري : " لا تلقى المؤمن إلا يعاتب نفسه : ماذا أردت بكلمتي ؟ ماذا أردت بأكلتي ؟ ماذا أردت بشربتي ؟ والفاجر يمضى قدما لا يعاتب نفسه ".
عن عطاء قال: " دخلتُ على فاطمة بنت عبد الملك بعد وفاة عمر بن عبد العزيز ، فقلت لها : يا بنت عبد الملك ، أخبريني عن أمير المؤمنين ، قالت : " أفعل، ولو كان حيّاً ما فعلت ! إن عمر رحمه الله كان قد فرغ نفسه وبدنه للناس، كان يقعد لهم يومه ، فإن أمسى وعليه بقية من حوائج يومه وصله بليله ، إلى أن أمسى مساء وقد فرغ من حوائج يومه ، فدعا بسراجه الذي كان يسرج له من ماله ، ثم قام فصلى ركعتين ، ثم أقعى واضعاً رأسه على يده تتسايل دموعه على خده ، يشهق الشهقة فأقول : قد خرجت نفسه ، وانصدعت كبده ، فلم يزل كذلك ليلته حتى برق له الصبح ، ثم أصبح صائماً ، قالت: فدنوت منه. فقلت : " يا أمير المؤمنين ، رأيت شيئا منك البارحة ما رأيته قبل ذلك ، فما كان منك ؟ " قال: " أجل، فدعيني وشأني وعليك بشأنك " ، قالت: فقلت له : " إني أرجو أن أتعظ " ، قال: " إذن أخبرك، أني نظرت إليّ فوجدتني قد وليت أمر هذه الأمة صغيرها وكبيرها ، وأسودها وأحمرها، ثم ذكرت الغريب الضائع ، والفقير المحتاج ، والأسير المفقود وأشباههم في أقاصي البلاد وأطراف الأرض ، فعلمت أن الله سائلني عنهم ، فخفت على نفسي خوفاً دمعت له عيناي، ووجل له قلبي ، فأنا كلما ازددت لها ذكراً ازددت لهذا وجلاً ، وقد أخبرتك فاتعظي الآن أو دعي " .
وعن أبي سليمان رحمه الله قال : " أفضل الأعمال خلاف هوى النفس " .
وقال مالك بن دينار : " رحم الله امرأ قال لنفسه : ألست صاحبة كذا ؟ ألست صاحبة كذا ؟ ثم ذمّها ثم خطمها – والخطام هو ما تُقاد به الإبل - ثم ألزمها كتاب الله ، فكان له قائدًا ". وكان رحمه الله يجاهد نفسه أشد المجاهدة ، ثم يقول لنفسه : " إني والله ما أريد بك إلا الخير
وقال إبراهيم التيمي : " مثلت نفسي في الجنة ، آكل من ثمارها ، وأشرب من أنهارها ، ثم مثلت نفسي في النار ، آكل من زقّومها ، وأشرب من صديدها ، وأعالج سلاسلها وأغلالها ، فقلت لنفسي : يا نفس ،أي شيء تريدين ؟ فقالت : أريد أن أرد إلى الدنيا فأعمل صالحا ،قلت : فأنت في الأمنية فاعملي " .
إنّ وعد اللَّه بإظهار هذا الدّين يتطلّب من المسلمين أن يقوموا بما يُرضي اللَّه سبحانه عنهم ليستحقّوا أن يمنّ عليهم بنصره ونسأل اللَّه أن يجعل بشارة النصر تتحقّق على أيدينا، وفي هذه الأيام حتّى يشفي صدورنا ويُذهب غيظ قلوبنا ويُخزي الكافرين، إنّه على ما يشاء قدير