نورس الحياة
الاداره العامه
-
- إنضم
- 9 يوليو 2012
-
- المشاركات
- 16,486
-
- مستوى التفاعل
- 1,137
-
- النقاط
- 0
-
- العمر
- 49
[shr71=https://fbcdn-sphotos-e-a.akamaihd.net/hphotos-ak-frc1/s403x403/999731_553915287999842_1582530163_n.jpg]null[/shr71]
من دلائل عظمة القرآن وإعجازه أنه حينما ذكر الزواج ،
لم يذكر الحب وإنما ذكر المودة والرحمة والسكن ..
سكَن النفوس بعضها إلى بعض
وراحة النفوس بعضها إلى بعض
وقيام الرحمة وليس الحب .. والمودة وليس الشهوة
قال تعالى: { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا
إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً …}
[الروم : 21]
إنها الرحمة والمودة .. مفتاح البيوت
والرحمة تحتوي على الحب بالضرورة ..
والحب لا يشتمل على الرحمة ، بل يكاد بالشهوة أن ينقلب عدواناً .
والرحمة أعمق من الحب وأصفى وأطهَر ..
والرحمة عاطفة إنسانية راقية مركبة ، ففيها الحب ،
وفيها التضحية ، وفيها إنكار الذات ، وفيها التسامح ،
وفيها العطف ، وفيها العفو ، وفيها الكرم
وكُلُنا قادرون على الحب بحكم الجِبِلَّة البشرية
وقليل منا هم القادرون على الرحمة
وبين ألف حبيبة هناك واحدة يمكن أن ترحم ،
والباقي طالِبات هوى ونشوة ولذة
ولذلك جاء كتاب الحكمة الأزلية الذي تنزل علينا من الحق ..
يذكرنا عند الزواج بالرحمة والمودة والسكن ..
ولم يذكر كلمة واحدة عن الحب ،
محطِماً بذلك صَنَم العصر ومعبوده الأول ،
كما حطم أصنام الكعبة من قديم
والذين خبروا الحياة وباشروا حلوها ومُرَّها ، وتَمرَّسوا بالنساء
يعرفون مدى عمق وأصالة وصدق هذه الكلمات المنزلة
وليس في هذه الكلمات مصادرة للحب ، أو إلغاء للشهوة ..
وإنما هي توكيد ، وبيان بأن ممارسة الحب والشهوة بدون
إطار من الرحمة والمودة والشرعية هو عبَث لابد أن ينتهي إلى الإحباط
والحيوانات تمارس الحب والشهوة وتتبادل الغزل ..
وإنما الإنسان وحده هو الذي امتاز بهذا الإطار من المودة
والرحمة والرأفة ، لأنه هو وحده الذي استطاع أن يستعلي
على شهواته .. فيصوم وهو جائع ، ويتعفف وهو مشتاق ..
والرحمة ليست ضعفاً .. و إنما هي غاية القوة ،
لأنها استعلاء على الحيوانية والبهيمية والظلمة الشهوانية
الرحمة هي النور .. والشهوة هي النار
وأهل الرحمة هم أهل النور والصفاء والبهاء ، وهم الوجهاء حقاً .
والقسوة جبن .. والرحمة شجاعة
ولا يؤتَى الرحمة إلا كل شجاعِ .. كريم .. نبيل
ولا يشتغل بالإنتقام والتنكيل إلا أهل الصغار والخِسَّة والوَضاعة .
والرحمة هي خاتم الجنة على جباه السعداء الموعودين من أهل الأرض .. تعرفهم بسيماهم وسَمْتِهم ووضاءَتهم
وعلامة الرحيم هي ..
الهدوء ، والسكينة ، والسماحة ، ورحابة الصدر ، والحلم ،
والوداعة ،والصبر ، والتريث ، ومراجعة النفس قبل الإندفاع في
ردود الأفعال ، وعدم التهالك على الحظوظ العاجلة والمنافع الشخصية ..
والتنزه عن الغِل ، وضبط الشهوة ، وطول التفكير ، وحب الصمت ،
والإئتناس بالخلوة ، وعدم الوحشة من التوحُّد ..
لأن الرحيم له من داخله نور يؤنسه ، ولأنه في حوار دائم مع الحق ،
وفي بَسطة دائمة مع الخلق .
والرحماء قليلون ، وهم أركان الدنيا وأوتادها التي يحفظ بها الله
الأرض ومن عليها ..
ولا تقوم القيامة إلا حينما تنفد الرحمة من القلوب ، ويتفشى الغِلّ ،
وتسود المادية الغليظة ، وتنفرد الشهوات بمصير الناس ،
فينهار بنيان الأرض وتتهدم هياكلها من القواعد .
اللهم إني أسألك رحمةً ..
اللهم إني أسألك مودة تدوم ..
اللهم إني أسألك سكناً عطوفاً وقلباً طيبا ..
اللهم لا رحمة إلا بك ومنك وإليك ..
د.مصطفى محمود |
من دلائل عظمة القرآن وإعجازه أنه حينما ذكر الزواج ،
لم يذكر الحب وإنما ذكر المودة والرحمة والسكن ..
سكَن النفوس بعضها إلى بعض
وراحة النفوس بعضها إلى بعض
وقيام الرحمة وليس الحب .. والمودة وليس الشهوة
قال تعالى: { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا
إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً …}
[الروم : 21]
إنها الرحمة والمودة .. مفتاح البيوت
والرحمة تحتوي على الحب بالضرورة ..
والحب لا يشتمل على الرحمة ، بل يكاد بالشهوة أن ينقلب عدواناً .
والرحمة أعمق من الحب وأصفى وأطهَر ..
والرحمة عاطفة إنسانية راقية مركبة ، ففيها الحب ،
وفيها التضحية ، وفيها إنكار الذات ، وفيها التسامح ،
وفيها العطف ، وفيها العفو ، وفيها الكرم
وكُلُنا قادرون على الحب بحكم الجِبِلَّة البشرية
وقليل منا هم القادرون على الرحمة
وبين ألف حبيبة هناك واحدة يمكن أن ترحم ،
والباقي طالِبات هوى ونشوة ولذة
ولذلك جاء كتاب الحكمة الأزلية الذي تنزل علينا من الحق ..
يذكرنا عند الزواج بالرحمة والمودة والسكن ..
ولم يذكر كلمة واحدة عن الحب ،
محطِماً بذلك صَنَم العصر ومعبوده الأول ،
كما حطم أصنام الكعبة من قديم
والذين خبروا الحياة وباشروا حلوها ومُرَّها ، وتَمرَّسوا بالنساء
يعرفون مدى عمق وأصالة وصدق هذه الكلمات المنزلة
وليس في هذه الكلمات مصادرة للحب ، أو إلغاء للشهوة ..
وإنما هي توكيد ، وبيان بأن ممارسة الحب والشهوة بدون
إطار من الرحمة والمودة والشرعية هو عبَث لابد أن ينتهي إلى الإحباط
والحيوانات تمارس الحب والشهوة وتتبادل الغزل ..
وإنما الإنسان وحده هو الذي امتاز بهذا الإطار من المودة
والرحمة والرأفة ، لأنه هو وحده الذي استطاع أن يستعلي
على شهواته .. فيصوم وهو جائع ، ويتعفف وهو مشتاق ..
والرحمة ليست ضعفاً .. و إنما هي غاية القوة ،
لأنها استعلاء على الحيوانية والبهيمية والظلمة الشهوانية
الرحمة هي النور .. والشهوة هي النار
وأهل الرحمة هم أهل النور والصفاء والبهاء ، وهم الوجهاء حقاً .
والقسوة جبن .. والرحمة شجاعة
ولا يؤتَى الرحمة إلا كل شجاعِ .. كريم .. نبيل
ولا يشتغل بالإنتقام والتنكيل إلا أهل الصغار والخِسَّة والوَضاعة .
والرحمة هي خاتم الجنة على جباه السعداء الموعودين من أهل الأرض .. تعرفهم بسيماهم وسَمْتِهم ووضاءَتهم
وعلامة الرحيم هي ..
الهدوء ، والسكينة ، والسماحة ، ورحابة الصدر ، والحلم ،
والوداعة ،والصبر ، والتريث ، ومراجعة النفس قبل الإندفاع في
ردود الأفعال ، وعدم التهالك على الحظوظ العاجلة والمنافع الشخصية ..
والتنزه عن الغِل ، وضبط الشهوة ، وطول التفكير ، وحب الصمت ،
والإئتناس بالخلوة ، وعدم الوحشة من التوحُّد ..
لأن الرحيم له من داخله نور يؤنسه ، ولأنه في حوار دائم مع الحق ،
وفي بَسطة دائمة مع الخلق .
والرحماء قليلون ، وهم أركان الدنيا وأوتادها التي يحفظ بها الله
الأرض ومن عليها ..
ولا تقوم القيامة إلا حينما تنفد الرحمة من القلوب ، ويتفشى الغِلّ ،
وتسود المادية الغليظة ، وتنفرد الشهوات بمصير الناس ،
فينهار بنيان الأرض وتتهدم هياكلها من القواعد .
اللهم إني أسألك رحمةً ..
اللهم إني أسألك مودة تدوم ..
اللهم إني أسألك سكناً عطوفاً وقلباً طيبا ..
اللهم لا رحمة إلا بك ومنك وإليك ..
د.مصطفى محمود |
.