-
- إنضم
- 13 فبراير 2010
-
- المشاركات
- 49
-
- مستوى التفاعل
- 0
-
- النقاط
- 0
-
- العمر
- 61
ملحمة بيولف
وردت في الأدب القديم الكثير من القصائد الوثنية حيث تعد هذه القصائد من العوامل المساعدة على الاحتفاظ ببعض الأساطير القديمة وقد يكون أن ملوك الأنجلوسكسون كانوا يحرصون على نسبة أنفسهم إلى أسلاف من قدامى ملوك طوائفهم حيث كان شعراؤهم يحققون لهم هذه النزعة وكان الشاعر يسمى عندهم (شوب ) وتربط بين الشاعر والملك وبين الشاعر والقبيلة رابط الولاء التي لا يفصمها إلا الموت .
وأقدم شعر وصلنا لذلك أبيات نظمها راع يدعى كاديمون حيث كان يتولى رعاية البقر يملكه دير في مدينة هويبي (شمال انجلترا) قيل انه رأى في منامه أن رجلا أمره أن يتغنى بعظمة الكون فتغنى بهذه الأبيات :
ألان يجب علينا أن نمجد حارس المملكة السماوية
يجب أن نمجد سلطان الخالق ونثني على إبداعه
جلت قدرة رب المجد ذلك السيد الخالد الصمد
سبحانه جعل لكل شيء مثير للإعجاب بداية
انه هو السيد الأعلى انه راعي البشر المقدس
خلق السماوات أول ما خلق وجعلها سقفا لدنيا البشر
ثم اخذ هذا السيد الأبدي المبدع القدير يزين عالم الدنيا
سبحانه زين الأرض من اجل حياة البشر
وهناك قصائد مشابهة تسود فيها روح معاني التوراة والإنجيل وفترات من حياة المسيحيين ومنها : قصيدة الهائم لشاعر مجهول يتخيل فيها شاعرا من أتباع الملوك فقد سيده وأبى أن يبيع ولاءه لغيره وهام على وجهه لا يهنأ براحة البال ويرمز بذلك إلى أن كل شيء إلى فناء. وهناك قصائد أخرى تتناول نفس المعاني ومن ذلك قصيدة عنوانها ديور deor)) وفيها ينعى الشاعر على سيده انه تنكر له لأنه هرم واستغنى عنه بشاعر ناشئ وأسلمه لعناء الوحدة والآم العزلة .
وملحمة بيوليف تعتبر أهم ما وصل من شعراء الانجليز لما تتضمنه من عرض لعناصر الحضارة الانجليزية والاسكندينافية وما فيهما من وثنية ومسيحية
ملجمة بيولف لم يعرف بالتحديد مؤلفها بل هي من إنتاج عدد من الشعراء وهناك آراء تقول أن صاحبها هو( بيدا) الذي عاش في مملكة نورثمبريا .
وتدور أحداث هذه الملحمة في :
مغامرات بيولف في بلاد الدانيين ويبدأ بعرض قصة شولد رأس أسرة الشولدنج أي أبناء شولد الذين تولوا حكم الدانيين
وتروي هذه القصة إن البحر قذف بشولد إلى ارض الدانيين وهو طفل عليل وعاش بينهم وتوالت الأعوام وتحول الطفل العليل إلى رجل قوي ولاه الدانيون حكمهم حتى طواه الموت فأبى الدانيون إن يواروا جثمانه التراب ولكنهم القوا به إلى البحر ليذهب من حيث جاء .
وتدور الأحداث بأن هناك شخصا يدعى جرندل وهو شيطان ووحش يسمع كلمات المدح والثناء فتملأ قلبه غيظا وحنقا على خروثجار احد خلفاء الدانيين فيشتد غيظه إلى أن استطاع أن يدمر السعادة التي يتمتع به الدانيون وهكذا ظل يحاول تدمير السعادة على مدى اثنتي عشرة سنة .
أما خروثجار فقد حزن لذلك ولم يستطع منعه لا بالقوة او بالحيلة وأخذت مأساة خروثجار تزداد كآبة حتى سمع بذلك بيولف ابن أخت هوجلاك ملك الجيات فقرر بيولف التصدي لهذا الوحش ويمد يد العون إلى خروثجار ولقي من شيوخ قبيلته مشجعا له على تنفيذ عزمه فوقع اختياره على أربعة عشر رجلا من الفرسان وسار بهم إلى شواطئ الدانيين .
وعلم الملك بمقصدهم فرحب بهم وصرح لهم خروثجار بعاطفة الألم التي تغمره بسبب ما يلقاه من غارات جرندل وفي ساعة متأخرة من الليل اقبل جرندل منحدرا من فوق الجبل يهز الأرض بقدميه ولما دنا من بهو القصر حطم بابه وانقض على هندشيو
أحد رجالات الجيات وقتله في لحظة ثم استدار إلى بيولف وقبض عليه ودار بين الاثنين صراعا كاد يدك القصر على من فيه دون أن يقهر احدهما وتسرب اليأس إلى نفس جرندل ورأى انه عرضة لخطر ماحق فأراد الهرب لكن بيولف شدد من قبضته فحاول الوحش أن يجذب ذراعه جذبة قوية لكن ذراعه نزعت من جسمه وصرخ صرخة الم مروعة وترك ذراعه في يد خصمه وولى مدبرا نحو المخبأ الذي قدم منه ودم الموت ينزف من ذراعه المبتورة التي بقيت في يد بيولف .
وما كاد الصباح ينبلج حتى كان كثير من المحاربين يقصون اثر هذا الوحش وتتبعوا اثر الدم إلى بحيرة قد اختلطت دماؤه بمياهها فعرفوا أن الوحش قد غاص فيها ولا بد أدركه الهلاك وسر خروثجار بهذا النبأ .
وفي نفس الليلة علمت أم الوحش بذلك فذهبت إلى قصر الملك وخطفت اقرب الناس إليه وهو أشير وأخذت يد ابنها التي كانت معلقة في سقف البهو وعادت إلى المستنقعات .
ولما أقبل الصباح علم الملك بذلك تألم ألما شديدا وأمر باستدعاء بيولف فأقبل مسرعا ووصف له الملك المخبأ الذي تسكنه أم جرندل وسار بيولف ورجاله في صحبة الملك وبعض الدانيين سار في المستنقعات حتى غاص فيها واذا بأم الوحش تلقاه وتجره إلى قاع الماء ودار بينهما صراع رهيب وكاد يروح ضحيتها فاستخدم سيفه فلم ينفعه وغدا بغير سيف إلا أن الحظ وافاه ورأى سيفا كبيرا معلقا على مقربة منه وفي لمحة خاطفة استولى عليه وهوى به على أم جرندل فقتلها ثم لمح جثة ابنها فبتر رأسه بهذا السيف وعاد به إلى الملك خروثجار
وفي مغامرة أخرى من الملحمة تدور أحداثها حول الصراع بين بيولف والتنين ويتحدث عن نهاية البطل :
مات الملك "هوجلاك"
في إحدى غاراته على الفرنج وخلفه في الملك ابنه "هياردريد" ووقف "بيولف" إلى جانب الملك الجديد يعاضده ويناصره وظل كذلك حتى مات "هياردريد" أيضا في أثناء معركة بينه وبين السويد وبموت " هياردريد" آل الملك إلى بيولف وصحت نبوءة ملك الدانيين وظل بيولف ملكا على الجيات خمسين عاما
وفي الفترة الأخيرة من حكمه حدث أن احد العبيد الآبقين استولى على كنز يملكه تنين شرس ولما لم يجد التنين كنزه ثار وغضب واخذ يدمر كل ما يتعرض سبيله انتقاما لكنزه المسلوب وأزعج ذلك "بيولف " فقرر إن يتولى بنفسه مصارعه هذا التنين ليخلص شعبه من عدوانه وأمر بان يصنع له ترس من اقوي أنواع الحديد ليقي نفسه به من التنين الذي كان ينفث من فمه وانفه لهبا وهاجا شديد الفتك ولما اعد الترس استصحب معه احد عشر رجلا انتقاهم من خيره رجاله وسار بهم يبحث عن مأوى التنين وكان إحساسا خفيا داخله بان حياته قد وصلت إلى نهايتها فودع قومه بخطبة طويلة استعرض فيها ماضي حياته واستذكر ما عرض له شبابه من حوادث وما وقع له في حرب السويد وما جرى في بيت ملك الجيات ثم ودع رفاقه الأحد عشر وطلب منهم إن ينتظروه لأنه قرر إن يصارع التنين وحده ونادى التنين إذ كان هاجعا في كهفه ثم هجم عليه بجرأة وشجاعة غير انه لم يستطع احتمال وهج اللهب الذي كان التنين ينفثه وخانه سيفه في تلك الساعة الحرجة فلم يسعفه وفزع رفاقه الأحد عشر لما راوه من هول الموقف وفقدوا صوابهم ففروا إلى الغابات المجاورة ولم يثبت منهم غير"ويجلاف " الذي اخذ يؤنبهم على جبنهم وعلى تخليهم عن زعيمهم في ساعة الحرج والشده وبادر "ويجلاف " الى نجده قريبه وزعيمه فطعن التنين طعنه قاتله في مؤخره جسمه وفي هذه اللحظة استطاع بيولف أن يضرب ضربه قاضيه فشطر التنين شطرين لكنه كان- مع الأسف- قد جرح جرحا مميتا
أمر الملك" بيولف" قريبه " ويجلاف" ان يدخل كهف التنين وان يحمل ما يستطيع من كنوزه ونفذ " ويجلاف" أمرمليكه وجاء بكنوز رائعة اخذ" بيولف" يتأملها وهو يشكر الالهه التي أعانته على أن ينتصر على التنين ويعود إلى شعبه بهذه الكنوز الثمينة ولما عاد إلى شعبه أوصى بان يقام له نصب عال فوق تل "خرونساس" تذكارا له كما أوصى بكل دروعه وأسلحته لويجلاف قريبه تقديرا لوفائه وبطولته وما كاد يفرغ من وصيته حتى قضى نحبه
وانفجر مرجل غضب ويجلاف وفاض حزنه واخذ يؤنب رفاقه بعنف وقسوة على ما كان منهم من جبن وفرار ثم بعث بمن يعلن في الشعب خبر موت مليكه البطل وقام رسوله خطيبا في جموع الشعب يرثي الملك ويعدد مآثره ويتنبأ بما يلاقي الشعب بعده من مصاعب ومتاعب وذكر بالتفصيل قصه ما جرى بين الفرنج والسويد
اجتمع محاربو الجيات في الميدان الذي دارت فيه رحى المعركة بين "بيولف" والتنين وقرروا أن لعنة الذهب قد تحققت فيهم وأمرهم " ويجلاف" ان يخرجوا ما بقي من الكنز وان يلقوا التنين في عرض الماء ثم حملوا جثه الملك إلى تل " خرونساس" حيث أقيم النصب الذي أوصى به وفوق التل أقيمت محرقه كبرى وزينت بالأسلحة ووضعت فوقها جثة البطل وأشعلت فيها النار وأخذت تلتهمها بين بكاء الشعب وعويله ثم جمع ما تخلف من رماد جثه الملك الراحل ودفن وأقيم فوقه نصب عال تذكارا له وتحته دفن الشعب كنوزا التنين التي دفعوا لها أغلى ثمن وهو حياة الملك البطل العظيم وامتطى اثنا عشر فارسا جيادهم واخذوا يطوفون حول النصب يرثون مليكهم ويذكرون جليل مآثره وأعماله ويمجدون فضائله التي كان يتغنى بها بين الملوك .
هذان جزءان منفصلان من ملحمة بيولف نلاحظ فيهما الصراع بين البطل الذي يعمل ما يستطيع كي يظفر بإعجاب معاصريه على أن يسلك سبيل البطولة .
وهذا ملخص لاخر ما قرأت املا ان ينال الاعجاب
وردت في الأدب القديم الكثير من القصائد الوثنية حيث تعد هذه القصائد من العوامل المساعدة على الاحتفاظ ببعض الأساطير القديمة وقد يكون أن ملوك الأنجلوسكسون كانوا يحرصون على نسبة أنفسهم إلى أسلاف من قدامى ملوك طوائفهم حيث كان شعراؤهم يحققون لهم هذه النزعة وكان الشاعر يسمى عندهم (شوب ) وتربط بين الشاعر والملك وبين الشاعر والقبيلة رابط الولاء التي لا يفصمها إلا الموت .
وأقدم شعر وصلنا لذلك أبيات نظمها راع يدعى كاديمون حيث كان يتولى رعاية البقر يملكه دير في مدينة هويبي (شمال انجلترا) قيل انه رأى في منامه أن رجلا أمره أن يتغنى بعظمة الكون فتغنى بهذه الأبيات :
ألان يجب علينا أن نمجد حارس المملكة السماوية
يجب أن نمجد سلطان الخالق ونثني على إبداعه
جلت قدرة رب المجد ذلك السيد الخالد الصمد
سبحانه جعل لكل شيء مثير للإعجاب بداية
انه هو السيد الأعلى انه راعي البشر المقدس
خلق السماوات أول ما خلق وجعلها سقفا لدنيا البشر
ثم اخذ هذا السيد الأبدي المبدع القدير يزين عالم الدنيا
سبحانه زين الأرض من اجل حياة البشر
وهناك قصائد مشابهة تسود فيها روح معاني التوراة والإنجيل وفترات من حياة المسيحيين ومنها : قصيدة الهائم لشاعر مجهول يتخيل فيها شاعرا من أتباع الملوك فقد سيده وأبى أن يبيع ولاءه لغيره وهام على وجهه لا يهنأ براحة البال ويرمز بذلك إلى أن كل شيء إلى فناء. وهناك قصائد أخرى تتناول نفس المعاني ومن ذلك قصيدة عنوانها ديور deor)) وفيها ينعى الشاعر على سيده انه تنكر له لأنه هرم واستغنى عنه بشاعر ناشئ وأسلمه لعناء الوحدة والآم العزلة .
وملحمة بيوليف تعتبر أهم ما وصل من شعراء الانجليز لما تتضمنه من عرض لعناصر الحضارة الانجليزية والاسكندينافية وما فيهما من وثنية ومسيحية
ملجمة بيولف لم يعرف بالتحديد مؤلفها بل هي من إنتاج عدد من الشعراء وهناك آراء تقول أن صاحبها هو( بيدا) الذي عاش في مملكة نورثمبريا .
وتدور أحداث هذه الملحمة في :
مغامرات بيولف في بلاد الدانيين ويبدأ بعرض قصة شولد رأس أسرة الشولدنج أي أبناء شولد الذين تولوا حكم الدانيين
وتروي هذه القصة إن البحر قذف بشولد إلى ارض الدانيين وهو طفل عليل وعاش بينهم وتوالت الأعوام وتحول الطفل العليل إلى رجل قوي ولاه الدانيون حكمهم حتى طواه الموت فأبى الدانيون إن يواروا جثمانه التراب ولكنهم القوا به إلى البحر ليذهب من حيث جاء .
وتدور الأحداث بأن هناك شخصا يدعى جرندل وهو شيطان ووحش يسمع كلمات المدح والثناء فتملأ قلبه غيظا وحنقا على خروثجار احد خلفاء الدانيين فيشتد غيظه إلى أن استطاع أن يدمر السعادة التي يتمتع به الدانيون وهكذا ظل يحاول تدمير السعادة على مدى اثنتي عشرة سنة .
أما خروثجار فقد حزن لذلك ولم يستطع منعه لا بالقوة او بالحيلة وأخذت مأساة خروثجار تزداد كآبة حتى سمع بذلك بيولف ابن أخت هوجلاك ملك الجيات فقرر بيولف التصدي لهذا الوحش ويمد يد العون إلى خروثجار ولقي من شيوخ قبيلته مشجعا له على تنفيذ عزمه فوقع اختياره على أربعة عشر رجلا من الفرسان وسار بهم إلى شواطئ الدانيين .
وعلم الملك بمقصدهم فرحب بهم وصرح لهم خروثجار بعاطفة الألم التي تغمره بسبب ما يلقاه من غارات جرندل وفي ساعة متأخرة من الليل اقبل جرندل منحدرا من فوق الجبل يهز الأرض بقدميه ولما دنا من بهو القصر حطم بابه وانقض على هندشيو
أحد رجالات الجيات وقتله في لحظة ثم استدار إلى بيولف وقبض عليه ودار بين الاثنين صراعا كاد يدك القصر على من فيه دون أن يقهر احدهما وتسرب اليأس إلى نفس جرندل ورأى انه عرضة لخطر ماحق فأراد الهرب لكن بيولف شدد من قبضته فحاول الوحش أن يجذب ذراعه جذبة قوية لكن ذراعه نزعت من جسمه وصرخ صرخة الم مروعة وترك ذراعه في يد خصمه وولى مدبرا نحو المخبأ الذي قدم منه ودم الموت ينزف من ذراعه المبتورة التي بقيت في يد بيولف .
وما كاد الصباح ينبلج حتى كان كثير من المحاربين يقصون اثر هذا الوحش وتتبعوا اثر الدم إلى بحيرة قد اختلطت دماؤه بمياهها فعرفوا أن الوحش قد غاص فيها ولا بد أدركه الهلاك وسر خروثجار بهذا النبأ .
وفي نفس الليلة علمت أم الوحش بذلك فذهبت إلى قصر الملك وخطفت اقرب الناس إليه وهو أشير وأخذت يد ابنها التي كانت معلقة في سقف البهو وعادت إلى المستنقعات .
ولما أقبل الصباح علم الملك بذلك تألم ألما شديدا وأمر باستدعاء بيولف فأقبل مسرعا ووصف له الملك المخبأ الذي تسكنه أم جرندل وسار بيولف ورجاله في صحبة الملك وبعض الدانيين سار في المستنقعات حتى غاص فيها واذا بأم الوحش تلقاه وتجره إلى قاع الماء ودار بينهما صراع رهيب وكاد يروح ضحيتها فاستخدم سيفه فلم ينفعه وغدا بغير سيف إلا أن الحظ وافاه ورأى سيفا كبيرا معلقا على مقربة منه وفي لمحة خاطفة استولى عليه وهوى به على أم جرندل فقتلها ثم لمح جثة ابنها فبتر رأسه بهذا السيف وعاد به إلى الملك خروثجار
وفي مغامرة أخرى من الملحمة تدور أحداثها حول الصراع بين بيولف والتنين ويتحدث عن نهاية البطل :
مات الملك "هوجلاك"
في إحدى غاراته على الفرنج وخلفه في الملك ابنه "هياردريد" ووقف "بيولف" إلى جانب الملك الجديد يعاضده ويناصره وظل كذلك حتى مات "هياردريد" أيضا في أثناء معركة بينه وبين السويد وبموت " هياردريد" آل الملك إلى بيولف وصحت نبوءة ملك الدانيين وظل بيولف ملكا على الجيات خمسين عاما
وفي الفترة الأخيرة من حكمه حدث أن احد العبيد الآبقين استولى على كنز يملكه تنين شرس ولما لم يجد التنين كنزه ثار وغضب واخذ يدمر كل ما يتعرض سبيله انتقاما لكنزه المسلوب وأزعج ذلك "بيولف " فقرر إن يتولى بنفسه مصارعه هذا التنين ليخلص شعبه من عدوانه وأمر بان يصنع له ترس من اقوي أنواع الحديد ليقي نفسه به من التنين الذي كان ينفث من فمه وانفه لهبا وهاجا شديد الفتك ولما اعد الترس استصحب معه احد عشر رجلا انتقاهم من خيره رجاله وسار بهم يبحث عن مأوى التنين وكان إحساسا خفيا داخله بان حياته قد وصلت إلى نهايتها فودع قومه بخطبة طويلة استعرض فيها ماضي حياته واستذكر ما عرض له شبابه من حوادث وما وقع له في حرب السويد وما جرى في بيت ملك الجيات ثم ودع رفاقه الأحد عشر وطلب منهم إن ينتظروه لأنه قرر إن يصارع التنين وحده ونادى التنين إذ كان هاجعا في كهفه ثم هجم عليه بجرأة وشجاعة غير انه لم يستطع احتمال وهج اللهب الذي كان التنين ينفثه وخانه سيفه في تلك الساعة الحرجة فلم يسعفه وفزع رفاقه الأحد عشر لما راوه من هول الموقف وفقدوا صوابهم ففروا إلى الغابات المجاورة ولم يثبت منهم غير"ويجلاف " الذي اخذ يؤنبهم على جبنهم وعلى تخليهم عن زعيمهم في ساعة الحرج والشده وبادر "ويجلاف " الى نجده قريبه وزعيمه فطعن التنين طعنه قاتله في مؤخره جسمه وفي هذه اللحظة استطاع بيولف أن يضرب ضربه قاضيه فشطر التنين شطرين لكنه كان- مع الأسف- قد جرح جرحا مميتا
أمر الملك" بيولف" قريبه " ويجلاف" ان يدخل كهف التنين وان يحمل ما يستطيع من كنوزه ونفذ " ويجلاف" أمرمليكه وجاء بكنوز رائعة اخذ" بيولف" يتأملها وهو يشكر الالهه التي أعانته على أن ينتصر على التنين ويعود إلى شعبه بهذه الكنوز الثمينة ولما عاد إلى شعبه أوصى بان يقام له نصب عال فوق تل "خرونساس" تذكارا له كما أوصى بكل دروعه وأسلحته لويجلاف قريبه تقديرا لوفائه وبطولته وما كاد يفرغ من وصيته حتى قضى نحبه
وانفجر مرجل غضب ويجلاف وفاض حزنه واخذ يؤنب رفاقه بعنف وقسوة على ما كان منهم من جبن وفرار ثم بعث بمن يعلن في الشعب خبر موت مليكه البطل وقام رسوله خطيبا في جموع الشعب يرثي الملك ويعدد مآثره ويتنبأ بما يلاقي الشعب بعده من مصاعب ومتاعب وذكر بالتفصيل قصه ما جرى بين الفرنج والسويد
اجتمع محاربو الجيات في الميدان الذي دارت فيه رحى المعركة بين "بيولف" والتنين وقرروا أن لعنة الذهب قد تحققت فيهم وأمرهم " ويجلاف" ان يخرجوا ما بقي من الكنز وان يلقوا التنين في عرض الماء ثم حملوا جثه الملك إلى تل " خرونساس" حيث أقيم النصب الذي أوصى به وفوق التل أقيمت محرقه كبرى وزينت بالأسلحة ووضعت فوقها جثة البطل وأشعلت فيها النار وأخذت تلتهمها بين بكاء الشعب وعويله ثم جمع ما تخلف من رماد جثه الملك الراحل ودفن وأقيم فوقه نصب عال تذكارا له وتحته دفن الشعب كنوزا التنين التي دفعوا لها أغلى ثمن وهو حياة الملك البطل العظيم وامتطى اثنا عشر فارسا جيادهم واخذوا يطوفون حول النصب يرثون مليكهم ويذكرون جليل مآثره وأعماله ويمجدون فضائله التي كان يتغنى بها بين الملوك .
هذان جزءان منفصلان من ملحمة بيولف نلاحظ فيهما الصراع بين البطل الذي يعمل ما يستطيع كي يظفر بإعجاب معاصريه على أن يسلك سبيل البطولة .
وهذا ملخص لاخر ما قرأت املا ان ينال الاعجاب
