• مرحبًا بكم في منصة منتديات صقر الجنوب التعليمية!
    أهلا ومرحبا بكم في مجتمعنا أنت حاليا تشاهد المعهد كزائر و التي لاتعطيك سوى خيارات التصفح المحدودة الاشتراك لدينا مجاني ولايستغرق سوى لحظات قليلة حتى تتمكن من المشاركة والتفاعل معنا

اطلقوا ثمامة

إنضم
13 فبراير 2011
المشاركات
9,052
مستوى التفاعل
498
النقاط
0
الإقامة
الاردن الحبيب
في أول حملة عسكرية لتأديب الخصوم والأعداء بعد غزوة الأحزاب وبني قريظة ، أرسل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ محمد بن مسلمة ـ رضي الله عنه ـ في ثلاثين راكبا لشن الغارة على القبائل النجدية من بني بكر بن كلاب الذين كانوا يقطنون القرطاء ، على مسافة سبع ليالٍ من المدينة ، وكان ذلك في العاشر من المحرم من السنة السادسة من الهجرة ، فسار إليهم يكمن النهار ويسير بالليل حتى دهمهم على غِرَّة ، فقتل منهم عشرة وفر الباقون ، وغنم المسلمون إبلهم وماشيتهم ..
وفي طريق عودة المسلمين أسروا ثمامة بن أثال الحنفي سيد بني حنيفة، وهم لا يعرفونه ، فقدموا به المدينة وربطوه بسارية من سواري المسجد ، وقد اطلع عليه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فعرفه وكلمه ، ثم أمر بإطلاق سراحه ، وقد تأثر ثمامة بجو المسجد ورؤيته للصحابة ، وموقف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الكريم بالعفو عنه وإطلاق سراحه ، فبادر بإعلان إسلامه ..

عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : ( بعث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ خيلاً قِبَل نجد ، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال ، فربطوه بسارية من سواري المسجد ، فخرج إليه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : ما عندك يا ثمامة ؟ ، فقال : عندي خير يا محمد ، إن تقتلني تقتل ذا دم ، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت .. فتُرِك حتى كان الغد فقال : ما عندك يا ثمامة ؟ ، فقال : ما قلت لك ، إن تنعم تنعم على شاكر .. فتركه حتى كان بعد الغد فقال : ما عندك يا ثمامة ؟ ، فقال : عندي ما قلت لك ، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : أطلقوا ثمامة .. فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، يا محمد : والله ما كان على الأرض وجه أبغض إليَّ من وجهك فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إليَّ ، والله ما كان من دين أبغض إليَّ من دينك فأصبح دينك أحب دين إليَّ ، والله ما كان من بلد أبغض إليَّ من بلدك فأصبح بلدك أحب البلاد إليَّ ، وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى ؟ ، فبشره رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأمره أن يعتمر .. فلما قدم مكة قال له قائل : صبوت (خرجت من دينك) ؟ ، قال : لا ولكن أسلمت مع محمد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ )(البخاري) ..

وقد برَّ ثمامة ـ رضي الله عنه ـ بقسَمِه ، فحبس عن أهل مكة ما كان يأتيهم منه من منافعهم وطعامهم ، فلما أضر بهم كتبوا إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : إن عهدنا بك وأنت تأمر بصلة الرحم وتحض عليها، وإن ثمامة قد قطع عنا ميرتنا وأضرَّ بنا ، فإن رأيت أن تكتب إليه أن يخلى بيننا وبين ميرتنا فافعل ..
فاستجاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لرجاء قومه بالرغم أنه في حالة حرب معهم ، وكتب إلى سيد بني حنيفة ثمامة : ( أن خَلِّ بين قومي وبين ميرتهم ) .. فامتثل ثمامة أمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وسمح لبني حنيفة باستئناف إرسال المحاصيل إلى مكة ، فارتفع عن أهلها الخوف من المجاعة .

قال الحافظ ابن حجر : " وفي قصة ثمامة من الفوائد : ربط الكافر في المسجد ، والمنِّ على الأسير الكافر ، وتعظيم أمر العفو عن المسيء ، لأن ثمامة أقسم أن بغضه انقلب حباً في ساعة واحدة لما أسداه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إليه من العفو والمن بغير مقابل ، وفيه الاغتسال عند الإسلام ، وأن الإحسان يزيل البغض ويثبت الحب ، وأن الكافر إذا أراد عمل خير ثم أسلم شرع له أن يستمر في عمل ذلك الخير، وفيه الملاطفة بمن يرجى إسلامه من الأسارى إذا كان في ذلك مصلحة للإسلام ـ ولا سيما من يتبعه على إسلامه العدد الكثير من قومه ـ .. وفيه بعث السرايا إلى بلاد الكفار وأسر من وجد منهم، والتخيير بعد ذلك في قتله أو الإبقاء عليه .. " ..

وفي قصة ثمامة ـ رضي الله عنه ـ ظهر عِظم أمر العفو عن المسيء كما قال الله تعالى : { وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } (فصلت:34). فقد صار ـ رضي الله عنه ـ من فضلاء الصحابة ، وهدى الله به خلقاً كثيراً من قومه ، وظل ما امتدت به الحياة وفيَّاً لدينه ، حافظاً لعهد نبيه ، فلما التحق الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالرفيق الأعلى ، لم يرتد مع من ارتد من أهل اليمامة ، وقال لقومه محذرا لهم من مسيلمة الكذاب : " يا بني حنيفة إياكم وهذا الأمر المظلم الذي لا نور فيه ، إنه والله لشقاء كتبه الله ـ عز وجل ـ على من أخذ به منكم ، وبلاء على من لم يأخذ به ، ثم قال : يا بني حنيفة إنه لا يجتمع نبيان في وقت واحد ، وإن محمدا رسول الله لا نبي بعده .." ..
وكان ذلك التحول في حياة ثمامة ـ رضي الله عنه ـ أثر من آثار حكمة وأخلاق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين قال: ( أطلقوا ثمامة ) ..


موقع مقالات اسلام ويب
 

فرحة الاردن

الادارة العامة
إنضم
18 ديسمبر 2011
المشاركات
20,820
مستوى التفاعل
443
النقاط
83
الإقامة
الاردن
بارك الله فيك على النقل
تقديري لك
 

الشمس المشرقة

عضو جديد
إنضم
11 مارس 2013
المشاركات
653
مستوى التفاعل
9
النقاط
0
جزاك الله خيرا
يا رب كل كلمة نقلتيها تكون في ميزان حسناتك
 

اولادي حياتي

عضو جديد
إنضم
16 نوفمبر 2011
المشاركات
2,783
مستوى التفاعل
114
النقاط
0
العمر
47
الإقامة
عيون الطيبين
يعطيك ألف عافية على مستوى الطرح الراقي المفيد
 

أبو همام

عضو مميز
إنضم
30 يوليو 2011
المشاركات
13,238
مستوى التفاعل
580
النقاط
113
الإقامة
Tafila Hashemite
أختــــي الغاليه ميس
جزاااااكِ الله الجنــــه ونعيمها
وجعل ما تطرحين في ميزان حسناتكِ يارب
تقبلي ودي واحترامي
 
أعلى