فرحة الاردن
الادارة العامة
ما هو التشتت الذهني الناتج عن فرط الحركة (الطاقة الحركية)؟
يعرف أيضاً باضطراب التشتت الذهني(فقد التركيز) أو فرط (زيادة) الحركة وهي حالة شائعة نوعا ما و تؤثر بشكل رئيسي على سلوك الطفل وقد يصاحبها مشاكل في نمو الطفل العقلي والاجتماعي والنفسي نتيجة هذا السلوك.
ما هي أعــراض المرض؟
يظهر الأطفال في هذه الحالة كثرة الحركة وتهوراً مع قلة انتباه ويكون ذلك بشكل مستمر أو قد يكون قلة الانتباه بمفرده. وتظهر هذه الإعراض في أكثر من موضع مثل المدرسة والمنزل كما تظهر أيضا في أكثر من نشاط واحد مثل الوظائف المدرسية والعلاقات الاجتماعية، وهذا النشاط الزائد يكون أكبر من المتوقع لعمر الطفل وتسبب تدهورا واضحا في حياة الطفل اليومية.
هناك ثلاثة أنواع فرعية لهذا المرض:
1ـ النوع الأول , فرط النشاط المتهور:
في هذا النوع يميل الطفل إلى الملل والركض في الأوقات غير المناسبة ويجد صعوبة في اللعب بهدوء ويتكلم بكثرة ، ويمكن أن يقاطع غيره من الأطفال بانتظار دوره في اللعب وفي المحادثة وكذلك في الانتظام بالصف.
2ـ النوع الثاني ، عدم الانتباه:
يكون لدى الطفل مشكلة في التركيز والانتباه ويرتكب أخطاء بإهماله ويمكن أن لا يصغي أو يتابع تلقي تعليمات كما يمكن أن يشرد بسهولة. يمكن أن ينسى جدول النشاطات اليومية وأن يضيع أشياء مهمة مثل الكتب المدرسية أو الألعاب ويجد صعوبة في تنظيم النشاطات.
3ـ النوع الثالث: المختلط:
في هذه الحالة يكون لدى الطفل صفات النوعين الاثنين السابقين.
يمكن أن يكون لدى الأطفال المصابين بالـ " تشتت " مشاكل مثل القلق والضغط واضطرابات التوجه وصعوبات التنسيق مع الأطفال الآخرين ، وقد يكون لدى البعض منهم صعوبات في القراءة.
ملاحظة:
معظم الأطفال وخصوصا تحت سن الخامسة يكونوا قليلي الانتباه وقلقين ولكن هذا لايعني بالضرورة أنهم مصابون بالتشتت الذهني الناتج عن الطاقة الحركية المفرطة.
ما هي أسباب هذا المرض؟
سببه غير معروف ويعتقد بحدوث تغيرات في أجزاء الدماغ المسئولة عن التحكم والتركيز ، وبالرغم من أن السبب الرئيسي غير معروف فانه يعتقد بأن عوامل متعددة تزيد من خطر تطور " التشتت " لدى الطفل وهذه تشمل:
* الجينات (الوراثة):
أظهرت بعض الدراسات أن بعض الجينات مرتبطة بـ " التشتت " ومن المرجح حدوث " التشتت " عند طفل إن كان فرد آخر من العائلة مثل الأم أو الأب أو الأخ مصابا بها.
* مشاكل جنينية (قبل الولادة):
عندما تتناول الأم الكحول أو تدخن أو تأخذ الهيروين أثناء الحمل فان هذا يزيد من خطر ظهور " التشتت " عند طفلها.
* مشاكل الولادة:
ويقصد بذلك حدوث مشاكل أثناء الولادة مثل الولادة العسيرة (الصعبة) وقد يتسبب هذا في نقص وصول الأكسجين إلى المخ ، ويزداد خطر ظهور التشتت عند الأطفال الذين يولدون بوزن قليل جداً.
* الحرمان الشديد:
إن تعرض الطفل في بداية حياته إلى حرمان شديد يزيد من خطر ظهور المرض.
ملاحظة:
بعض العوامل في تنشئة الطفل مثل فقر الوالدين ومشاهدة الكثير من التلفاز أو الفيديو أو الضغوطات العائلية.. الخ لا تسبب " التشتت " ولكن يمكن أن تجعل سلوك الطفل المصاب بالتشتت أسوء.
ما مدى انتشار مرض التشتت الذهني ؟
يؤثر " التشتت " في حوالي خمسة من كل مائة طفل في سن المدرسة في بريطانيا وهو أكثر بثلاثة أضعاف عند الذكور من الإناث وبالرغم من أنه يتم تشخيصه عادة عند الأطفال في العمر بن الثلاث والسبع سنوات فانه يحتمل أن لا يلاحظ إلا بعد فترة أطول من العمر وفي بعض الأحيان حتى سن البلوغ.
كيف يتم تشخيص المرض؟
لا يوجد اختبار سهل لتشخيصه ولكن إن شك معلم الصف أو طبيبه بوجود " تشتت " لدى الطفل فمن الأفضل عرض الطفل على أخصائي يمكنه إثبات ذلك بعمل تقييم شامل واختبارات خاصة وبدء أي معالجة ، وهذا الأخصائي يمكن أن يكون طبيب أطفال أو أخصائي طب نفسي للأطفال واليافعين أو طبيب نفسي للراشدين ويتوقف نوع الاختصاص على عمر الطفل.
قد يشمل التقييم مناقشات مع الطفل أو الوالدين أو فحص جسمي ويمكن أن يطلب الأخصائي تقري رمن المدرسة أو حتى أنه يمكن أن يطلب مراقبة الطفل عند تأديته بعض الأعمال. يمكن للممرضة أن تقوم بإجراء اختبارات أخرى خاصة.
هنالك بضعة أهداف لهذه الاختبارات وتشمل:
* التأكد بشكل قطعي إن كان لدى الطفل تشتت ذهني ناتج عن الطاقة الحركية المفرطة.
* التأكد من عدم وجود أسباب اخرى تفسر سلوك الطفل مثل صعوبة السمع أو صرع أو مشكلة في الغدة درقية... الخ
* تحديد وجود أي مشكلة نفسية اخرى عند الطفل مثل القلق النفسي أو تقليل قدر نفسه أو صعوبة التعلم.
وحتى يتمكن الطبيب من تشخيص وجود " التشتت " بشكل أكيد فانه يتوجب عليه تنفيذ معايير صارمة فمثلاً أعراض عدم الاهتمام أو فرط النشاط والعدوانية يجب أن تكون موجودة لدى الطفل لمدة ستة أشهر على اقل تقدير وأنها تسبب مشاكل في حياة الطفل وبنفس الوقت تختلف عن ما هو متوقع لعمره ، كما يجب أن يكون ذلك قد بدأ قبل سن السابعة وموجود في أكثر من موضع مثل البيت والمدرسة. إضافة لذلك فقد تحتاج بعض الأسباب عند الطفل إلى بحث للتأكد من وجودها او عدم وجودها مثل الاكتئاب أو القلق.
ما هي خيارات المعالجة؟
تعتمد المعالجات الموصى بها على شدة الحالة وكذلك عمر الطفل وفي أفضل الحالات يجب أن تشمل فريقاً من المحترفين وذوي الخبرة المتدربين على " التشتت " ، كما يمكن أن يضم الفريق طبيباً ومعلماً وممرضة وأخصائي اجتماعي مهني و طبيب أو معالج نفسي ، وسيشمل العلاج معالجات دوائية وغير دوائية.
المعالجات " غير الدوائية" للتشتت الذهني الناتج عن الطاقة الحركية المفرطة:
وتستعمل بشكل عام للأطفال قبل سن المدرسة أو أكبر ، إذا كانت الحالة بين المتوسطة والخفيفة وتشمل الخطوة الأولى للعلاج إحالة الوالدين إلى برنامج تدريب خاص للتعامل مع الحالة وفي بعض الأحيان تتم إحالة الطفل إلى برنامج " علاج جماعي " هدفه تحسين السلوك و يتضمن برنامج الوالدين أشياء مثل:
* تعلم مهارات للتحكم بالسلوك وتخفيف مشكلته.
* تعلم مزيد من الطرق الفعالة للتواصل مع الطفل.
* مساعدة الوالدين على فهم عواطف وسلوك طفله.
وقد يُطلب من معلم الصف في المدرسة الاشتراك في عملية المعالجة حيث أنه يمكنه استخدام تقنيات معينة في غرفة الصف لمساعدة الطفل على التعلم وتأدية وظائفه بشكل أفضل. قد يساعد العلاج العائلي أيضا وفي حالات " التشتت " الشديدة أو حيث لا تنفع العلاجات السابق ذكرها فانه ينصح بالأدوية.
المعالجات " الدوائية" للتشتت الذهني الناتج عن الطاقة الحركية المفرطة:
هنالك ثلاثة أدوية رئيسية مخصصة في بريطانيا لمعالجة " التشتت " ، الأول هو " ميثيلفينيدات " ـ واسمه التجاري ريتالين ـ وهو الدواء الأكثر شيوعاً في الاستخدام ، والدوائيين الآخرين هما "أتوموكستين و ديكسامفيتامين " ولا تعطى الأدوية عادة للأطفال تحت سن الستة سنوات وتتم المعالجة الدوائية تحت إشراف أخصائي في "الاضطرابات السلوكية في مرحلة الطفولة ".
ما مـدى فعاليـة الـدواء؟
يستخدم دواء " التشتت " منذ سنوات عديدة ويعطي نتائج جيدة وقد أظهرت عدة دراسات أن العلاج الدوائي مع برامج التدريب السلوكي المكثفة أو بدون هذه البرامج يكون فعالاً أكثر من برامج التدريب السلوكي لوحدها.
ما هي فترة المعالجـة الدوائيـة؟
يحتاج معظم الأطفال إلى استمرار المعالجة الدوائية الى فترة الدراسة الثانوية وعند الوصول إلى سن المراهقة ينصح الطفل بعمل تجربة إيقاف العلاج الدوائي للتأكد من استمرارية الحاجة إلى الدواء. قد تسبب الـ " ميثيلفينيدات " تأثيرات جانبية غير مقبولة أو قد لا يكون هذا الدواء فعالاً وفي مثل هذه الحالة يمكن استخدام أحد الدوائيين الاثنين المذكورين سابقاً والـ " ديكسامفيتامين" هو نوع أخر من الأدوية يعمل على مادة كيميائية تسمى ( نورادرالين ) في المخ. قد يجد بعض الأطفال والمراهقين صعوبة في الاستمرار بتناول أدويتهم ولكن الاستمرار في أخذ الدواء حسب توصية الطبيب أمراً شديد الأهمية.
هنالك أدوية اخرى يمكن استعمالها في علاج " التشتت " ولكن ينصح بها عادة إذا لم تعط الأدوية السابقة نتائج جيدة.
هل الأدوية آمنة؟
إن استخدام الدواء في علاج " التشتت " أمر مثير للجدل لأن بعض الأشخاص يخافون من فعالية الدواء وكذلك احتمالات التأثيرات الجانبية كما أن هناك احتمالات إساءة استعماله وعلى أية حال فان الإرشادات الحديثة من " المعهد الدولي للصحة والتميز السريري "NICE تفيد بأنها لا زالت مفيدة ومهمة في معالجة حالات التشتت الشديد وفي الأشكال الأخف عند فشل المعالجات الأخرى. إن فوائد الأدوية تتفوق بالأهمية على مخاطرها على الأطفال الذين لديهم " تشتت " في عمر أكثر من ستة سنوات وفي المراهقة ولا يبدوا أن للأدوية أثراً إدماني عند استخدامها للأطفال ، ورغم وجود تقارير عن إساءة استخدام الأدوية من قبل أطفال ومراهقين إلا أن الأرجح هو أن خطر استخدام مخدرات الشوارع مثل الكوكايين لدى مصابين بالتشتت غير معالج هو أكبر من خطر سوء استخدام الأدوية الموصوفة. على العموم فان الدراسات العلمية وسنوات من الخبرة أظهرت أن هذه الأدوية بشكل عام آمنة وفعالة.
هل للنظام الغذائي دورا في حالات التشتت؟
استخدمت العديد من الحميات لمعالجة " التشتت "ولعدة سنوات وقد أخذت هذه أشكالا عدة:
* إضافة عناصر غذائية يعتقد أنها ناقصة مثل الحموض الدسمة أو 3 ميغا أو 6
* الحد من مكونات صناعية وإضافات أخرى يعتقد بأنها ضارة مثل الصبغات الملونة أو الإضافات الصناعية
ومع ذلك فان إرشادات " المعهد الدولي للصحة والتميز السريري " في طبعتها للعام 2008 خلصت إلى نتيجة أنه لا يوجد دليل جيد او قوي على أن تغيرات الحمية يمكن أن تساعد الأطفال الذين لديهم " تشتت ذهني ناشط عن فرط النشاط الحركي " ولكنها تنصح " بأن يتضمن تقييم التشتت الاستفسار عن الطعام والشراب الذي يظهر أنه يؤثر على السلوك الحركي المفرط ، وإذا كان هناك صلة واضحة فانه يتوجب على أخصائي الرعاية الصحية نصح الوالدين لعمل سجل يومي للطعام والشراب ولسلوك " التشتت " وإذا دعم هذا السجل العلاقة بين الطعام والشراب والسلوك عندها يجب الإحالة إلى أخصائي التغذية.
وباختصار فان النظام الغذائي لا يسبب " التشتت " وتغيره لن يفيد في كثير من الحالات ، ولكن في حالات أخرى يمكن أن يستجيب الطفل إلى تغير النظام الغذائي أو أن يتأثر سلبياً بأطعمة معينة أو مواد مضافة وعندما يجد الأهل أن مكون طعام معين يجعل سلوك الطفل أسوأ فعليهم مراقبة ذلك ومناقشته طبيبهم أو خبير التغذية.
هل تتوفر أشياء أخرى للأطفال الأكبر سنا أو للراشدين؟
ربما تفيد المعالجة النفسية للأطفال الأكبر من خلال العلاج السلوكي المعرفي CBTأو تدريب المهارات الاجتماعية والهدف من هذه التقنيات هو إعطاء الطفل مزيداً من المعلومات عن سبب تصرفه ورد الفعل بالطريقة التي يفعلونها ، ثم يقدم لهم استراتيجيات وطرق لمساعدتهم في تحسين سلوكهم ونشاطاتهم اليومية. أما بالنسبة للراشدين (البالغين) فانه ينصح بالمعالجة الدوائية كجزء من برنامج علاجي شامل يدخل في مكوناته العلاج النفسي وتقديم النصح حول الإدارة السلوكية والمساعدة في التعلم والعمل.
ما هو الإنذار و تطور المرض؟
يستمر ثمانية من كل عشرة أطفال في معاناة الأعراض في سنين مراهقتهم وينخفض الرقم إلى خمسة من كل عشرة أطفال في معاناة بعض الأعراض في سن الرشد ومع تقدم العمر يمكن أن تتبدل الأعراض ، فمثلاً الطفل الذي كان يعاني دائماً من القلق يمكن أن يشعر بالكثير من التوتر الداخلي في سن البلوغ كما يرجح أن تخف حدة الأعراض وتأثيراتها مع مرور الوقت.
إن احتمال حدوث مشاكل لمرضى التشتت في سن الرشد مثل البطالة وصعوبة إقامة علاقات وإدمان المواد المخدرة والجريمة يكون أعلى من المعدل الطبيعي وهكذا فان الغرض من المعالجة لتحسين السلوك في سن مبكرة هو التخفيف من حدوث هذه المشاكل في المستقبل.