• مرحبًا بكم في منصة منتديات صقر الجنوب التعليمية!
    أهلا ومرحبا بكم في مجتمعنا أنت حاليا تشاهد المعهد كزائر و التي لاتعطيك سوى خيارات التصفح المحدودة الاشتراك لدينا مجاني ولايستغرق سوى لحظات قليلة حتى تتمكن من المشاركة والتفاعل معنا

شرح سورة الفاتحة للصف الأول الأساسي

نورس الحياة

الاداره العامه
إنضم
9 يوليو 2012
المشاركات
16,491
مستوى التفاعل
1,137
النقاط
0
العمر
49
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

أقدم لكم أحباب الله تفسير سورة الفاتحة


" بسم الله الرحمن الرحيم "


" بِسْمِ اللَّهِ " أي : أبتدئ بكل اسم لله تعالى ، لأن لفظ " اسم " مفرد مضاف ،

فيعم جميع الأسماء الحسنى .


" اللَّهِ " هو المألوه المعبود ، المستحق لإفراده بالعبادة ، لما اتصف به من صفات

الألوهية وهي صفات الكمال .



" الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " اسمان دالان على أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي

وسعت كل شيء ، وعمت كل حي ، وكتبها للمتقين المتبعين ، لأنبيائه ورسله .

فهؤلاء لهم الرحمة المطلقة ، ومن عداهم ، فله نصيب منها .

واعلم أن من القواعد المتفق عليها بين سلف الأمة وأئمتها ، الإيمان بأسماء الله

وصفاته ، وأحكام الصفات .

فيؤمنون مثلا ، بأنه رحمن رحيم ، ذو الرحمة التي اتصف بها ، المتعلقة بالمرحوم .

فالنعم كلها ، أثر من آثار رحمته ، وهكذا في سائر الأسماء .

يقال في العليم : إنه عليم ذو علم ، يعلم به كل شيء ، قدير ، ذو قدرة يقدر على كل شيء .



" الحمد لله رب العالمين "

" الْحَمْدُ لِلَّهِ " هو الثناء على الله بصفات الكمال ، وبأفعاله الدائرة بين الفضل والعدل ،

فله الحمد الكامل ، بجميع الوجوه .

" رَبِّ الْعَالَمِينَ " الرب ، هو المربي جميع العالمين .

وهم من سوى الله ، بخلقه إياهم ، وإعداده لهم الآلات ، وإنعامه عليهم بالنعم العظيمة ،

التي لو فقدوها ، لم يكن لهم البقاء .

فما بهم من نعمة ، فمنه تعالى .

وتربيته تعالى لخلقه .

نوعان : عامة وخاصة .

فالعامة : هي خلقه للمخلوقين ، رزقهم ، وهدايتهم لما فيه مصالحهم ،ا لتي فيها

بقاؤهم في الدنيا .

والخاصة : تربيته لأوليائه ، فيربيهم بالإيمان ، ويوفقهم له ، ويكملهم ، ويدفع عنهم

الصوارف ، والعوائق الحائلة بينهم وبينه .

وحقيقتها: تربية التوفيق لكل خير ، والعصمة من كل شر .

ولعل هذا المعنى ،هو السر في كون أكثر أدعية الأنبياء بلفظ الرب .

فإن مطالبهم كلها داخلة تحت ربوبيته الخاصة .

فدل قوله " رَبِّ الْعَالَمِينَ " على انفراده بالخلق والتدبير ، والنعم ، وكمال غناه .

وتمام فقر العالمين إليه ، بكل وجه واعتبار .



" مالك يوم الدين "

" مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ " المالك : هو من اتصف بصفة الملك التي من آثارها أن يأمر وينهى ،

ويثيب ويعاقب ، ويتصرف بمماليكه بجميع أنواع التصرفات ، وأصناف الملك ليوم الدين ،

وهو يوم القيامة ، يوم يدان الناس فيه بأعمالهم ، خيرها وشرها ، لأن في ذلك اليوم ،

يظهر للخلق تمام الظهور ،كمال ملكه وعدله وحكمته ، وانقطاع أملاك الخلائق .

حتى إنه يستوي في ذلك اليوم ، الملوك والرعايا والعبيد والأحرار .


كلهم مذعنون لعظمته ، خاضعون لعزته ، منتظرون لمجازاته ، راجون ثوابه ، خائفون

من عقابه ، فلذلك خصه بالذكر ، وإلا ، فهو المالك ليوم الدين وغيرة من الأيام .



" إياك نعبد وإياك نستعين "

وقوله " إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ " أي : نخصك وحدك بالعبادة والاستعانة .

لأن تقديم المعمول يفيد الحصر ، وهو إثبات الحكم للمذكور ، ونفيه عما عداه .

فكأنه يقول : نعبدك ، ولا نعبد غيرك ، ونستعين بك ، ولا نستعين بغيرك .

وتقديم العبادة على الاستعانة ، من باب تقديم العام على الخاص ، واهتماما

بتقديم حقه تعالى على حق عبده .

و " العبادة " اسم جامع لما يحبه الله ويرضاه من الأعمال ، والأقوال الظاهرة والباطنة .

و " الاستعانة " هي الاعتماد على الله تعالى في جلب المنافع ، ودفع المضار ، مع

الثقة به في تحصيل ذلك .

والقيام بعبادة الله والاستعانة بهما هو الوسيلة للسعادة الأبدية ، والنجاة من جميع

الشرور ،فلا سبيل إلى النجاة إلا بالقيام بهما .

وإنما تكون العبادة عبادة ، إذا كانت مأخوذة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

مقصودا بها وجه الله .


فبهذين الأمرين تكون عبادة .


وذكر " الاستعانة " بعد " العبادة " مع دخولها فيها ، لاحتياج العبد في جميع عباداته إلى

الاستعانة بالله تعالى .

فإنه إن لم يعنه الله ، لم يحصل له ما يريده من فعل الأوامر ، واجتناب النواهي .



" اهدنا الصراط المستقيم "

ثم قال تعالى : " اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ " أي : دلنا وأرشدنا ، ووفقنا إلى الصراط

المستقيم ، وهو الطريق الواضح الموصل إلى الله ، وإلى جنته ، وهو معرفة الحق

والعمل به ، فاهدنا إلى الصراط واهدنا في الصراط .


فالهداية إلى الصراط ، لزوم دين الإسلام ، وترك ما سواه من الأديان .

والهداية في الصراط ، تشمل الهداية لجميع التفاصيل الدينية علماً وعملاً .

فهذا الدعاء ، من أجمع الأدعية ، وأنفعها للعبد ولهذا وجب على الإنسان أن يدعو الله

به في كل ركعة من صلاته ، لضرورته إلى ذلك .



" صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين "

وهذا الصراط المستقيم هو " صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ " من النبيين والصديقين

والشهداء والصالحين.

" غَيْرِ " صراط " الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ " الذين عرفوا الحق وتركوه كاليهود ونحوهم .

و " لا" صراط " الضَّالِّينَ " الذين تركوا الحق على جهل وضلال ، كالنصارى ونحوهم .

فهذه السورة ، على إيجازها ، قد احتوت على ما لم تحتو عليه سورة من سور القرآن .

فتضمنت أنواع التوحيد الثلاثة : توحيد الربوبية يؤخذ من قوله " رَبِّ الْعَالَمِينَ " .

وتوحيد الإلهية وهو إفراد الله بالعبادة، يؤخذ من لفظ " اللَّهِ "

ومن قوله " إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ " .

وتوحيد الأسماء والصفات ، وهو إثبات صفات الكمال لله تعالى ، التي أثبتها لنفسه ،

وأثبتها له رسوله من غير تعطيل ولا تمثيل ولا تشبيه ، وقد دل على ذلك لفظ

" الْحَمْدُ " كما تقدم.

وتضمنت إثبات النبوة في قوله " اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ " لأن ذلك ممتنع بدون الرسالة .

وإثبات الجزاء على الأعمال في قوله " مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ " وأن الجزاء يكون بالعدل ، لأن الدين

معناة الجزاء بالعدل .

وتضمنت إثبات القدر ، وأن العبد فاعل حقيقة ، خلافا للقدرية والجبرية .

بل تضمنت الرد على جميع أهل البدع والضلال في قوله " اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ "

لأنه معرفة الحق والعمل به .

وكل مبتدع وضال فهو مخالف لذلك .

وتضمنت إخلاص الدين لله تعالى ، عبادة ، واستعانة في قوله :

" إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ " .

والحمد لله رب العالمين .
 
أعلى