قبل 24 ساعة من المباراة المنتظرة بين النشامى ومحاربي الساموراي في تصفيات مونديال الماليزي صبح الدين لكووورة: لهذه الأسباب قمت بتغيير المرمى في المباراة الشهيرة بين الأردن واليابان!نفذت القانون بدقة .. لأن علامة الجزاء انخفضت عن مستوى أرضية الملعبلو تأثرت بإحتجاجات زيكو لاعتزلت التحكيم نهائياًتغيير المرمى لم يؤثر على النتيجة .. وهذا هو الدليلأحد لاعبي (النشامى) اقتنع بوجهة نظري ودعاني لزيارة الأردن
25 مارس 2013
صبح الدين يتحدث لكووورة
صبح الدين يتحدث لكووورة
محمد صبح الدين .. إسم لن يغيب بسهولة عن ذاكرة كرة القدم الأردنية التي مازالت تستذكر سيناريو المباراة الشهيرة بين منتخب (النشامى) والمنتخب الياباني في دور الثمانية لنهائيات كأس الأمم الآسيوية التي دارت رحاها في الصين عام 2004 ،يوم أتخذ الحكم الماليزي قراراً (تاريخياً) بتغيير المرمى أثناء تنفيذ الركلات الترجيحية التي كانت تميل الكفة فيها لصالح (أبناء المدرب الراحل محمود الجوهري)، قبل أن تنقلب الآمور بصورة درامة بعد تغيير المرمى ويخرج اليابانيون بفوز (عصيب) مهد لهم الطريق لإحراز اللقب القاري وذرف على إثره الأردنيون دموع الحسرة !
وحرصاً من موقع (كووورة) على استيضاح دوافع وتداعيات القرار الشهير الذي ما زال يثير الجدل حتى الآن في الساحة الكروية الآسيوية، فقد إنتهزنا فرصة زيارة صبح الدين إلى مملكة البحرين مؤخراً في مهمة رسمية كونه مراقباً معتمداً للحكام لدى الإتحاد الآسيوي وأجرينا معه هذا الحوار الأول مع نوعه مع إحدى وسائل الإعلام العربية والذي ينشر قبل 24 ساعة من موعد المباراة المرتقبة التي ستجمع المنتخبين الأردني والياباني في عمان مساء الثلاثاء ضمن التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم القادمة في البرازيل؟
مضى أكثر من 8 سنوات على المباراة الشهيرة التي جمعت المنتخبين الأردني والياباني في دور الثمانية لبطولة كأس الأمم الآسيوية .. كيف تتذكر تلك المباراة التي مازالت حتى الآن عالقة في الذاكرة الكروية الآسيوية؟
نعم ، مازلت أتذكر تلك المباراة ،لكني أتذكرها شأنها شأن أي مباراة قمت بإدارتها خلال مسيرتي التحكيمية الطويلة.
لكن قرارك الشهير بتغيير المرمى اثناء تسديد الركلات الترجيحية كان مثيراً للجدل، والجميع يرغب في معرفة السر الكامن وراء هذا القرار غير المفهوم بنظر الكثيرين؟
في الوقت الذي أتفهم فيه حق الجماهير الكروية في التساؤل عن أسباب إتخاذ قرارات الحكام، فإنني استغرب كثيرا الضجة التي ثارت حول ذلك القرار الذي اعتبره بنظري قراراً عادياً مثل أي قرار يتخذه الحكم ويراعي فيه تطبيق القانون ، وما حدث أنه اثناء تنفيذ الركلات الترجيحية وتساقط الأمطار بغزارة على الملعب، فإن العلامة المخصصة لتنفيذ ركلات الجزاء قد تضررت وأضحت تلك المنطقة منخفضة عن مستوى الملعب، وعندها كان من الواجب عليّ أن أتدخل لمعالجة الموقف، فكان قرار تغيير المرمى هو الحل الوحيد.
نتفهم جيداً حرصك على تطبيق القانون ،لكن الملفت أنك لم تتخذ قرار تغيير المرمى إلا بعد الإحتجاجات المتتالية من الجانب الياباني وتحديداً المدرب البرازيلي زيكو، ألم يتأثر قرارك بتلك الإحتجاجات؟
إطلاقاً، فأنا أضع تطبيق القانون نصب عيني على الدوام، ولا يمكن أبداً أن أتخذ قراراً مبينا على ضغوطات من أي طرف كان، لأنني لو سمحت لنفسي بفعل ذلك الأمر كنت سأعتزل التحكيم نهائياً مباشرة بعد تلك المباراة، لأنني وقتها لا إستحق إرتداء شارة التحكيم ولا مواصلة مشواري في هذه المهنة التي تقوم أساساً على توخي أقصى درجات العدالة والنزاهة والحرص على تطبيق القانون (روحاً ونصاً).
وكيف تعاملت مع ردود الفعل التي أعقبت المباراة؟
تعاملت معها بهدوء شديد، وواقعية مبنية على أن قرارات الحكام لا يمكن أبداً أن ترضي جميع الأطراف.
الجماهير الأردنية مازالت تستذكر تلك المباراة بحزن شديد، وهي تعتقد أن قرار تغيير المرمى كان السبب في عدم فوز منتخبهم والتأهل إلى الدور قبل النهائي للمسابقة، كيف تعلق على ذلك الأمر؟
أود أن أقول في هذا الإطار أن ضميري مرتاح تماماً ، فما يهمني بالدرجة الأولى أن أكون قد طبقت القانون ،ومن يعتقد أن قرار تغيير المرمى ساهم في خسارة الفريق الأردني فهذ كلام غير دقيق، لأنه وبعد تغيير المرمى فإن المنتخب الأردني تمكن من تسجيل ركلتين بنجاح، وأخفق المنتخب الياباني بركلة واحدة، أتمنى من الجماهير الأردنية أن تعي تلك الحقيقة.
وهل سبق لك أن اوضحت وجهة نظرك بصورة مباشرة لزملائك من الحكام الأردنيين حتى ينقلوا الصورة بدورهم إلى الوسط الكروي المحلي؟
لم تسنح لي فرصة اللقاء مع الحكام الأردنيين ، لكن بعد مرور نحو ثلاثة أعوام من الحادثة، كنت في مهمة تحكيمية لإدارة إحدى المباريات في قطر،وقد تصادف وجودي آنذاك مع أحد لاعبي المنتخب الأردني (لا أذكر إسمه)، وسألني عن قرار تغيير المرمى، وشرحت له حيثيات إتخاذ القرار من كافة الجوانب.
وكيف كانت ردة فعله بناء على تلك الإيضاحات؟
هو اقتنع تماماً بوجهة نظري، ودعاني إلى زيارة الأردن.
وهل من الممكن أن تلبي الدعوة؟
أتمنى ذلك، الأردن بلد مسلم ،وسمعت الكثير عن معالمه السياحية والحضارية، وأتمنى أن تتاح لي فرصة زيارته في أقرب فرصة.