فرحة الاردن
الادارة العامة
خرائط المفاهيم
أهميتها واستخداماتها التعليمية وكيفية تصميمها
لمحة تاريخية
مفهومها
فرضيتها
أهميتها
استخداماتها
خصائصها
مكوناتها
صنعها
البرامج
لمحة تاريخيةأهميتها واستخداماتها التعليمية وكيفية تصميمها
لمحة تاريخية
مفهومها
فرضيتها
أهميتها
استخداماتها
خصائصها
مكوناتها
صنعها
البرامج
لعلنا نبدأ مع المعلم الأول صلى الله عليه وسلم ومع مهارة من مهارات التدريس النبوية يحكيها لنا احد تلامذته:
أخرج البخاري في صحيحه (8/164)عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : "خط النبي خطا مربعا ، وخط خطا في الوسط خارجا منه ، وخط خططا صغارا و هذا الذي في الوسط وقال : هذا الإنسان ، وهذا أجله محيط به ، أو قد أحاط به ، وهذا الذي خارج منه أمله ، وهذه الخطط الصغار الأعراض ، فإن أخطأه هذا نهشه هذا."
والرسم التالي هو تخطيط مرسوم وشرح بصري يعكس ما ورد ذكره في الحديث السابق:
أخرج البخاري في صحيحه (8/164)عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : "خط النبي خطا مربعا ، وخط خطا في الوسط خارجا منه ، وخط خططا صغارا و هذا الذي في الوسط وقال : هذا الإنسان ، وهذا أجله محيط به ، أو قد أحاط به ، وهذا الذي خارج منه أمله ، وهذه الخطط الصغار الأعراض ، فإن أخطأه هذا نهشه هذا."
والرسم التالي هو تخطيط مرسوم وشرح بصري يعكس ما ورد ذكره في الحديث السابق:
هذه لفتة مهمة، واستخدام تربوي مبكر للوسائل التعليمية، وكشف عن أهمية التدريس البصري في إيصال مفهوم معين. وهذا ليس بعيدا عن خريطة المفاهيم. بل إن هذا الرسم هو عبارة عن تمثيل معرفي أو خريطة ذهنية مصغرة لمفهوم محدد عن الإنسان وعلاقته بالأجل والأمل. هذا مجرد مثال واحد من أمثلة كثيرة تعكس الطرق والأساليب النبوية التربوية المتقدمة والفعالة "فبأبي هو وأمي، ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه" (أخرجه مسلم من حديث معاوية بن الحكم السلمي).
تمثيل المعلومات من خلال المخططات العقليةومن هنا نعرف أن تمثيل المعلومات من خلال المخططات العقلية ليس شيئا جديدا؛ ولكن المحاولات الجادة لدراسته بطرق بحثية بغية التعرف على طبيعة هذا التمثيل ودوره في العمليات العقلية جاءت متأخرة في نهاية الخمسينات من القرن العشرين. فقد أبدى علماء النفس المعرفيون-بالذات- اهتماما بموضوع التصور (أو التخيل) العقلي باعتباره نوعا من العمليات العقلية ذات العلاقة بالعديد من الأنشطة العقلية الأخرى مثل التفكير والتذكر وفهم اللغة وتكوين المفاهيم. ويتوفر الآن العديد من الاقتراحات والطرق لتمثيل المعلومات من خلال مخططات تنظيمية تساعد العقل على الفهم وعلى طول فترة الاحتفاظ بهذه المعلومات (انظر جدول 1).
الترجمة العربية
Hanf
Concept webs
Spider maps
الرسوم التخطيطية الدائرية للمفهومEuler
جدول 1: من طرق تمثيل المعلومات من خلال المخططات العقليةالباحث
الاسم الأصلي للطريقةالشبكات الدلاليةCollins
Quillian
Semantic Networks
شبكات المفهومQuillian
Semantic Networks
Hanf
Concept webs
Spider maps
الرسوم التخطيطية الدائرية للمفهومEuler
Concept Circle Diagrams
خريطة الشكل V Gowin
Vee Diagram
خرائط العقل / الذهنيةBuzan
Mind Maps
Mental maps
خريطة المفاهيم Mental maps
Novak
Concepts Map
ولعل من أول المحاولات في هذا المجال هو ما يعرف بنظرية الشبكات الدلالية Semantic Networks للباحثين كولينز Collins وكويليان Quillian في بداية الستينات والتي تم تطويرها كنظرية لفهم التعلم الإنساني لتراكيب اللغة على شكل شبكات متداخلة. أما الخريطة الذهنية Mind Map فهي مخطط يستخدم ليمثل أفكار أو وظائف أو أشياء موصلة ببعض ومنظمة بشكل مُشع radial حول فكرة أساسية واحدة. ويعتبر عالم النفس البريطاني توني بوزان Tony Buzan من ابرز من كتب عن الخريطة الذهنية واهميتها. وهناك مصطلح آخر يستخدم معظم الأحيان كمرادف للخريطة الذهنية وهو خرائط المفاهيم Concepts Map. حيث قام نوفاك Novak في عام 1972 بتطوير هذا المصطلح (خرائط المفاهيم) مع فريق من الباحثين في جامعة Cornell في أمريكا، وذلك لقياس التغيرات والتطورات للبنية المعرفية لدى التلاميذ حين تعلمهم للمفاهيم في العلوم الطبيعية. ولم يكن هناك وسيلة لفهم ما يدور داخل مخ كل تلميذ من معرفة إلا من خلال استخدام طريقة التمثيل والتصوير التخطيطي والتي أدت إلى ولادة هذه الطريقة. وخرائط المفاهيم عبارة عن أشكال تخطيطية تربط المفاهيم ببعضها البعض بشكل هرمي عن طريق خطوط أو أسهم يكتب عليها كلمات تسمى كلمات الربط لتوضيح العلاقة بين مفهوم وآخر. والفرق بين خريطة المفاهيم وبين الخريطة الذهنية هو أن الخريطة الذهنية أكثر تبسيطا وتدور حول فكرة مركزية رئيسية واحدة، ويكون تصميمها بشكل عنكبوتي حيث تكون الفكرة الرئيسية في الوسط وتخرج منها التفريعات بشكل مشع radial من جميع الجهات وتأخذ الطابع البنائي الشجري tree structure ، بعكس خريطة المفاهيم التي تكون حول عدة مفاهيم في حيز قضية محددة في مجال معرفي ما، ويكون تصميمها بشكل هرمي hierarchy structure، حيث تكون الفكرة الرئيسية في الأعلى ومن ثم تنظم فيه المفاهيم في مستويات هرمية (مرتبية) رأسية متعاقبة بدأ من المفاهيم العامة الشاملة وانتهاءً بالمفاهيم والأمثلة الفرعية، ويجب أن تكون الخطوط الموصلة بين كل مفهوم ذا علاقة دالة بمعنى أن يتضمن كل خط كلمة رابطة توضح طبيعة ونوعية العلاقة بين مفهوم وآخر. والحقيقة أن خريطة المفاهيم انسب لتناول الموضوعات المعرفية والعلمية وهي أكثر تعقيدا وتنظيما من الخريطة الذهنية. لاحظ الفرق التالي بين مثال للخرائط الذهنية ومثال خرائط المفاهيم:
شكل 1: مثال لخريطة ذهنية مبسطة
مفهوم خريطة المفاهيم
خريطة المفاهيم هي مخطط ثنائي البعد تنظم فيه المفاهيم في مستويات هرمية (مرتبية) متعاقبة بدأ من المفاهيم العامة الشاملة وانتهاءً بالمفاهيم والأمثلة الفرعية بحيث تتضح في هذا المخطط العلاقات الرأسية بين المفاهيم العامة والفرعية والعلاقات الأفقية بين المفاهيم في كل مستوى من المستويات الهرمية بشكل بصري ومحسوس. ويعبر عن المفاهيم في هذا المخطط بذكر أسمائها concept labels أما العلاقات بين هذه المفاهيم فتكون باستخدام خطوط وأسهم، ويتم كتابة كلمات أو أحداث (أفعال) على هذه الخطوط والأسهم لتوضح طبيعة العلاقة بين هذه المفاهيم، وتسمى هذه الكلمات بالكلمات الرابطة linking words.
اذاً فالمخططات المفاهيمية تمثل العلاقات ذات المعنى بين المفاهيم التي تمثل قضايا معينة، والقضية عبارة عن اسمين أو أكثر لمفهوم يرتبط بكلمات ذات وحدة معاني واحدة. فمخطط المفهوم ببساطة هو عبارة عن مفهومين تربطهما كلمة وصل لعمل قضية proposition. مثلاً: عبارة " السماء زرقاء" مخطط بسيط يشكل قضية واضحة عن المفهومين " السماء" ← "زرقاء".
وتعمل مخططات المفاهيم على توضيح الأفكار الرئيسية التي ينبغي التركيز عليها عند أي مهمة تعليمية محددة لدى المعلم والمتعلم، وتوضيح المسارات والممرات التي يمكن أن يسلكها المعلم والمتعلم للربط بين معاني المفهوم ضمن القضايا. ولأن التعلم الهادف يتقدم بسهولة عندما تكون المفاهيم الجديدة مصنفة تحت مفاهيم اعم وأكثر شمولية، فإنه ينبغي ان تكون مخططات المفاهيم ذات طبيعة هرمية. فالمفاهيم الأكثر شمولية والأكثر عمومية تكون في أعلى المخطط، أما المفاهيم الأقل شمولية والأقل تحديداً فتكون أسفل الهرم. مع العلم أنه يمكن لأي مفهوم فرعي في خريطة مفاهيم ما أن يكون مفهوماً رئيسياً في خريطة مفاهيم أخرى. وهذه الصفة المطاطية تجعل إمكانية تمدد وكبر حجم الخريطة ممكناً.
الفرضية التي تقوم عليها خرائط المفاهيماذاً فالمخططات المفاهيمية تمثل العلاقات ذات المعنى بين المفاهيم التي تمثل قضايا معينة، والقضية عبارة عن اسمين أو أكثر لمفهوم يرتبط بكلمات ذات وحدة معاني واحدة. فمخطط المفهوم ببساطة هو عبارة عن مفهومين تربطهما كلمة وصل لعمل قضية proposition. مثلاً: عبارة " السماء زرقاء" مخطط بسيط يشكل قضية واضحة عن المفهومين " السماء" ← "زرقاء".
وتعمل مخططات المفاهيم على توضيح الأفكار الرئيسية التي ينبغي التركيز عليها عند أي مهمة تعليمية محددة لدى المعلم والمتعلم، وتوضيح المسارات والممرات التي يمكن أن يسلكها المعلم والمتعلم للربط بين معاني المفهوم ضمن القضايا. ولأن التعلم الهادف يتقدم بسهولة عندما تكون المفاهيم الجديدة مصنفة تحت مفاهيم اعم وأكثر شمولية، فإنه ينبغي ان تكون مخططات المفاهيم ذات طبيعة هرمية. فالمفاهيم الأكثر شمولية والأكثر عمومية تكون في أعلى المخطط، أما المفاهيم الأقل شمولية والأقل تحديداً فتكون أسفل الهرم. مع العلم أنه يمكن لأي مفهوم فرعي في خريطة مفاهيم ما أن يكون مفهوماً رئيسياً في خريطة مفاهيم أخرى. وهذه الصفة المطاطية تجعل إمكانية تمدد وكبر حجم الخريطة ممكناً.
مصطلح خرائط المفاهيم - كما سبق أن ذكرنا- هو من تطوير نوفاك Novak و جوين Gowin وهو ترجمة للأفكار التي اقترحها اوزوبل Ausubel في سنة 1963 الخاصة بفكرة المنظمات المتقدمة Advance Organizers والتي يستهدف فيها مساعدة المتعلمين على ربط المعلومات الجديدة بما لديهم من تراكيب معرفية سابقة. هذه المعارف السابقة التي يحملها التلاميذ في اذهانهم هي -على رأي اوزوبل- العامل الهام والحاسم في التعلم. وبالتالي يمكن من خلال المنظم المتقدم احتواء حقائق المادة التعليمية الجديدة وتفصيلاتها باعتبار أن المنظم المتقدم يعمل على توجيه تعلم الطلبة وربط المعلومات الموجودة في البنية المعرفية بالمعلومات المراد تعلمها. إن عقل المتعلم بناء معرفي منظم، يتكون من بُنى (جمع بُنية) معرفية منظمة من المفاهيم والأفكار الكبرى تترتب في هذه الأبنية بشكل هرمي، حيث تحتل الأفكار الكبرى والمفاهيم العريضة Themes رأس الهرم ومناطقه العليا، وبالنزول إلى قاعدة الهرم تتدرج المفاهيم من الكبير إلى الصغير فالأصغر، ويمثل كل بناء منها وحدة تطور معرفي تبرز ما لدى المتعلم من استعدادات وقابليات وخبرات وأفكار، يسميها جانييه الإمكانات Capabilities ويتفاعل الفرد ويتعلم ويُنتج في ضوء هذه الإمكانات. وتتأثر قدرة الطالب على تعلّم المفاهيم الجديدة بشكل كبير على المفاهيم التي تعلّمها مسبقا والتي تكون ذات علاقة بالمفهوم الجديد، ويجب أن ترتبط المعرفة الجديدة بالسابقة حتى تكون ذات معنى، وهذا يتطلب أيضا خلو المعرفة الجديدة والقديمة من المفهومات الخاطئة التي إن وجدت فإنها ستشكّل مانعا لتكوين التعلم ذي المعنى. ولهذا؛ فان خريطة المفاهيم يمكن ان تعمل عمل المنظم المتقدم، من حيث قدرتها على تنظيم المعلومات ومعالجتها في بنية معرفية متكاملة
الأهميةالتعليمية لخرائط المفاهيم
خرائط المفاهيم ونحوها من المخططات والخرائط الذهنية هي من الأدوات الفاعلة في تمثيل المعرفة والبناء عليها، فهي أدوات هامة لجعل التعلم المخفي عادة مرئيا ومشاهدا سواء للشخص نفسه أو للآخرين. وهي وسائل للتفكير الناقد والإبداعي،وتساعد في تحقيق التعلم ذي المعنى، وهو التعلم الحقيقي الذي نبتغيه نمطا من أنماط التعلم المدرسي. وبعض البحوث أشارت إلى أن مثل هذه المخططات ترسّخ لدى المتعلم منهجا للتفكير المنظم الذي يتواءم مع طبيعة الدماغ. فهي تقنية تصويرية تحاكي الطريقة التي يعمل بها الدماغ البشري وحسب بيولوجية عمله. بالإضافة لذلك، تحفز الخرائط الذهنية والمفاهيمية الشخص على استخدام وتوظيف فصي الدماغ الأيمن والأيسر مما يرفع من كفاءة التعلم. فعملية الانشغال بتصميم خريطة ما يستلزم استخدام وظائف النصف الأيسر من الدماغ المسئول عن تعلم الكلمات والأرقام والكتابة والمنطق والتحليل وتستلزم في الوقت ذاته استخدام وظائف النصف الأيمن المسئول عن الصور والألوان والفنون والتخيل وأبعاد المكان والمشاعر (انظر شكل 3). ومن ناحية أخرى، تنسجم خرائط المفاهيم مع النظرية البنائية Constructivism في التعلم حيث يبني المتعلم نسخته الخاصة به من المعرفة، فخريطة المفاهيم من الناحية النظرية تعبير عن الإطار المعرفي للفرد محتوىً وتنظيماً ، أي تمثل أو تعبر عن البنية المعرفية للفرد من حيث مكوناتها وما بين هذه المكونات من علاقات. وبعض الدراسات على الذاكرة أشارت إلى أن تطوير صور ذهنية للمعلومات اللفظية يؤدي إلى مستويات أفضل للتذكر، لاسيما وان 40 ٪ من الناس يصنفون كمتعلمين بصريين. لذا يتعلم الناس بشكل أفضل عندما تقدم لهم المعلومات والمفاهيم بشكل مرئي أو بصري.