فرحة الاردن
الادارة العامة
أصدقاء موقعنا الأعزّاء، سنتحدّث اليوم عن عالم فذّ من عباقرة العُلماء المسلمين.. وعلى
الرغم من أنّ اسمه يحتلّ مكانة مهمّة من الأدب في ميدان الجغرافيا والرحلات، إلا أنّه ومن خلال
المصنّفات التي سنراها، يتبيّن أنذه كان رياضياً وفلكياً وفيزيائياً، وفيلسوفاً، وشاعراً وأديباً،
وعالم اجتماع ومؤرّخاً!!
هل عرفتم من هو عالمنا الجليل ؟
إنّه البيروني العالمِ في كلّ فروع المعرفة الإنسانية، والمؤلِّف الذي شملت مؤلّفاته كلّ دائرة العلوم
المعاصرة له، والتي تحتلّ بينها العلوم الرياضية والفيزيائية مكانة الصدارة !
مَن هو البيروني :
هو محمد بن أحمد أبو الريحان البيروني الخوارزمي، ولد في 4 سبتمبر عام 973م ، في إحدى ضواحي خوارزم في فارس (أوزبكستان حالياً) .
* أبو الريحان البيروني.
ويُعتبر البيروني عالماً في الرياضيات، والطبيعيات، والفلك، والطّب، بالإضافة إلى كونه مؤرخاً ولغوياً
وأديباً، وعلى الرغم من اطّلاعه الواسع على مختلف مجالات المعرفة في عصره، فإنّ اهتمامه كان مركزاً
أكثر على الرياضيات والفلك. ويُعدّه أعلام المستشرقين من العباقرة المسلمين
العالميين واسعي الاطلاع.
* ساهم البيروني في مختلف العلوم.
إسهاماته العلمية :
ساهم البيروني في مُختلف العلوم، فقد حدَّد بدقة خطوط الطول والعرض، وناقش مسألة ما إذا كانت الأرض تدور حول محورها أم لا، وبحث في الوزن النوعي، وقدّر بدقة كثافة 18 نوعاً من الأحجار الكريمة والمعادن، وتوصّل إلى أنّ سرعة الضوء
أكبر من سرعة الصوت، كما شرح كيفية عمل الينابيع الطبيعية والآبار الارتوازية .
وعالِمنا البيروني من ألمع علماء زمانه في الرياضيات، إلى جانب اشتغاله بالفلك، وقد بحث في هيئة العالم وأحكام النجوم، ووضع طريقة لاستخراج مقدار محيط الأرض سُميت بـ"قاعدة البيروني" ووصف ظواهر الشفق وخسوف القمر، وكسوف الشمس وغير ذلك من الظواهر الطبيعية، إلى جانب إلمامه بعلم المثلثات، وهو من الذين بحثوا في التقسيم
الثلاثي للزاوية.
* العالِم البارع في علم الرياضيات .
* إحدى مؤلّفات البيروني.
موضوعات مؤلّفاته
ترك البيروني مؤلّفات عدّة، تزيد عن مئة وخمسين كتاباً، ذكر أغلبها في رسالته المعروفة (بالفهرس) تتناول مواضيع متنوعة منها: الجغرافيا،
والرياضيات، والفلك.
أشهر أعماله:
* كتاب الآثار الباقية عن القرون الخالية.
* القانون المسعودي في الهيئة والنجوم.
* تاريخ الهند.
* كتاب التفهيم لأوائل صناعة التنجيم.
وقد كتبه على شكل سؤال وجواب، ووّضحه
بالأشكال والرسوم.
وترك البيروني عدة رسائل في الهندسة، والحساب، والفلك، والآلات العلمية، والطب، والصيدلة، وكانت له مراسلات مع "ابن سينا".
وقد تُرجمت معظم كتبه من اللغة العربية إلى اللغة السنسكريتية " هي لغة هندية قديمة "، ثمّ إلى اللغات الفرنسية، والألمانية، والإنجليزية، ونشرت في القرنين التاسع عشر والعشرين.
وقد وصفه المستشرِق الألماني "سخاو ": "أعظم عقلية عرفها التاريخ".
العلم على فراش الموت!
* لم ينسى العلم حتى وهو على فراش الموت .
وبعد إنجازات مبهرة وحياة علمية حافلة بالعطاء، وفي رجب عام 440هـ / في يوم 12 ديسمبر 1048م، توفي البيروني رحمه الله، وفي خبر وفاته ،يقول أبو الحسن علي بن عيسى : دخلت على أبي الريحان وهو يجود بنفسه، فقال لي: كيف قلتَ لي يومًا في حساب الجدّات الفاسدة؟ فقلت له إشفاقًا عليه: أفي هذه الحالة؟ قال: يا هذا، أُودِّع الدنيا وأنا عالِم بهذه المسألة، أَلاَ يكون خيرًا من أن أخلِّيها وأنا جاهل بها؟
فأعدتُ ذلك عليه وحفظ، وعلّمني ما وعد، وخرجْت من عنده، وأنا في الطريق
فسمعْت الصراخ عليه!!
