فرحة الاردن
الادارة العامة
سنتعرف اليوم على مؤرخ كبير من أبرز مؤرخي المسلمين بعد الطبري، ألا هو ابن الأثير الذي اشتهر بمصنفاته المشهورة التي أرّخ فيها الأحداث.
تخصص بفرعين من العلوم وتعمّق فيهما وهما: الحديث والتاريخ، رغم إجادته للعديد من العلوم الشرعية كالفقه وقراءات القرآن، وقد أصبح إماما في حفظ الحديث ومعرفته، حافظا للتواريخ المتقدمة والمتأخرة، خبيرا بأنساب العرب وأخبارهم، عارفا بالرجال وأنسابهم، لاسيما الصحابة.
اسم مؤرخنا عز الدين أبو الحسن علي بن الأثير، ولد سنة 555 للهجرة الموافق لسنة 1160 ميلادية، في بيت علم بجزيرة قرب الموصل بالعراق، وكان أوسط أخوته، فأخوه الأكبر مجد الدين بن الأثير كان عالما في الحديث، وأخوه الأصغر ضياء الدين بن الأثير كان عالما في الأدب وبلاغة القرآن، وقد أتقن صنعة الكتابة، واشتهر بجودة أسلوبه وجمال بيانه.
توافرت لابن الأثير المادة التاريخية التي استعان بها في مصنفاته، بفضل صلته الوثيقة بحكام الموصل، وأسفاره العديدة، في طلب العلم، وقيامه ببعض المهام الرسمية من قبل حاكم الموصل، ومصاحبته صلاح الدين الأيوبي في غزواته، ومدارسته الكتب وإفادته منها، ودأبه في القراءة والتحصيل، وبعد أن جمع المادة العلمية قام بصياغتها وتهذيبها وترتيب أحداثها، فاستطاع أن يؤلف أربعة من أكبر المراجع التاريخية ، وتراجم الرجال، والأنساب، لذا اعتبر من أبرز المؤرخين المسلمين بعدالطبري.
أشهر مصنفاته على الإطلاق التي قامت عليها شهرته ومنزلته العلمية، هو " الكامل قي التاريخ " ويتضمن الأخبار التاريخية منذ بدء الخليقة ، وحتى سنة 1231 أي قبل وفاته بسنتين فقط.
ومن كتبه الأخرى : " أسد الصحابة في معرفة الصحابة" ترجم فيه لـ ( 7554) صحابيا من صحابة الرسول الكريم محمد وفق الترتيب الألفبائي، وعرّف بهم وبمواقفهم، والمشاهد التي شهدوها مع النبي، وذكر تاريخ وفاتهم.
وله أيضا كتاب " التاريخ الباهر في الدولة الأتابكية " وهو في تاريخ الدول، وقصد بها الدولة التي أسسها عماد الدين الزنكي سنة 521 هجرية، وكتاب " اللباب في تهذيب الأنساب".
أصدقائي ..
أصدقائي ..
أرجو أن نتخذ من هؤلاء العلماء القدوة في حب العلم والتعب من أجله حتى نرفع شأن مجتمعنا وأمتنا ..
فما رأيكم
؟