فرحة الاردن
الادارة العامة
اسمحوا أن أقدّم لكم نفسي مباشرة ، بدلاً من أن يحدثكم الآخرون عني ، كما جرت العادة.
سأعود بكم إلى الوراء ، تحديدا إلى ما يزيد عن 800 سنة ، وسأتنقّل معكم في عدة بلدان نشأت أو درست فيها أو قمت برحلات علمية إليها أو عملت بها ، وسأحدثكم عن مهنتي واكتشافاتي وأشهر مؤلفاتي .
إنها فرصتكم لكي تتعلموا تقديم أنفسكم لأصدقائكم وللمجتمع ، بطريقة واضحة وشاملة ومختصرة في نفس الوقت.
اسمي بالكامل هو
اسمي بالكامل هو
ضياء الدين أبو محمد عبدالله بن أحمد المالقي.
اشتهرتُ
بابن البيطار لأن والدي كان "بيطارا" أي طبيبا بيطريا مهمته علاج الحيوانات المريضة.
ولدت في
مدينة "مالقة" بالأندلس عام 593 هـ أي في سنة 1196 م ، والأندلس هي نفس دولة إسبانيا اليوم ، حيث فتحها العرب المسلمون سنة 897 هجرية وأقاموا فيها دولة استمرت 800 عام عرفت بتميزها في مجالات العلم، وجمال بنائها المعماري، وطبعيتها الخلابة.
كنت منذ نعومة أظفاري أحب الطبيعة الجميلة بما فيها من أشجار وأزهار ونبات، وهو ما انعكس على حياتي المستقبلية حتى صرت من أشهر العشابين في زمني.
والعشّاب (نسبة إلى العشب) وكانت هذه التسمية تطلق في زماننا على العالِم في مجال النباتات وتصنيع الأدوية المستخرجة منها، وهي مهنة قريبة من عمل الصيدلي في زمانكم.
ومما أسهم في نبوغي العلمي أن العرب كانوا متقدمين في مجال الكيمياء والطب والعلوم في تلك الفترة التي عرف فيها علماء آخرون مثل "ابن النفيس" وغيره ...
تتلمذتُ على يد عالم أندلسي من إشبيلية اسمه (أبو العباس النباتي)، ولما بلغت العشرين من عمري سافرت إلى المغرب والجزائر وتونس للتعرف النباتات وفوائدها الطبية، ودراستها عن قرب في أرضها.
كنت لا اعتمد أي دواء أسمع عنه إلا بعد أن أعاين النبات التي يستخرج منها بالمشاهدة والنظر، ثم بالفحص في مختبري الخاص.
كنت لا اعتمد أي دواء أسمع عنه إلا بعد أن أعاين النبات التي يستخرج منها بالمشاهدة والنظر، ثم بالفحص في مختبري الخاص.
عينني السلطان الأيوبي الملك الكامل رئيسا للعشابين ( أو رئيسا لقسم الصيدلة ) عندما وصلت مصر بعد أن ذاعت شهرتي في هذا المجال، ثم انتقلت لدمشق في عهد الملك الصالح (ابن الكامل) حيث درست نباتات سوريا ثم واصلت رحلاتي العلمية إلى دول آسيا الوسطى واليونان ، وهو ما زاد من حجم اطلاعي العلمي وتراكم خبرتي.
ألّفتُ عدداً من الكتب اعتبرت مراجع للعلماء في مجال علم الدواء ، لكن أهمها:
(الجامع لمفردات الأدوية والأغدية)، وصفت فيه أكثر من 1400 عقار منها 300 نوع من صنعي، وكتاب (المغني في الأدوية المفردة) والذي بحثت فيه أثر الدواء في كل عضو من الجسم كالأذن والعين والمعدة.