اتعبني غلاك
عضو جديد
-
- إنضم
- 28 يونيو 2012
-
- المشاركات
- 9,046
-
- مستوى التفاعل
- 214
-
- النقاط
- 0
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-image:url('http://up.z7mh.com/upfiles/g4c63849.bmp');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
كم من أختٍ لنا إذا أُنكِرَ عليها في أمر! أو قيلَ لها تصرُّفكِ هذا فيهِ فظاظة أو غلظة أو أو ؛ أجابت مباشرة:
" أنا طبعي هكذا"!
معذرةً أخيّة! توقّفي .....
وتأمّلي هذا التّقسيم :
-من الطّبائع ما جُبل عليها المرء أصلاً ، وتعتبرُ طبيعةً وسجيّةً فيه!
وهذا يظهر في قصّة الأشجِّ بن قيس ، الذي أسلمَ وقومه في السّنة السّابعة من الهجرة ، ثم قدم إلى النبيّ-صلّى الله عليه وسلّم- في المدينة في السّنة التاسعة ، فسبقه قومه إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلتقوا به أما هوَ فقد تباطأ كي يغتسل ويصلح من هندامه ويتعطّر ثم دخل المسجد!
فإذا بقومه يلتفون حولَ رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- وإذا بالرسول-صلّى الله عليه وسلّم- يرقبه وينادي عليه آلأشج ؟ قال : نعم ، قال: ها هنا يا الأشج .. وأشار إلى جواره وكان بجواره أبو بكر وعمر وعلي فأفسح له أبو بكر رضي الله عنه فجلس الأشج بجوار رسول الله فوضع يده على كتفه وقال له إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله ، الحلم والأناة. فقال الأشج : أخصلتان جبلت عليهما أم اكتسبتهما ؟ قال رسول الله : بل جبلك الله عليهما يا الأشج.
-ومنها ما لم يفطر عليها الإنسان ويستطيع أن يغيّرها وأن يكتسبَ ما يُضادّها وأن يرقى إليها بالتّمرين والتّدريب!
كأن تقرِّر إحدانا أن تُصبحَ سمحةً هيّنةً ليّنة وهي في أصلها فظّة سيّئة! فهي تستطيع أن تُغيِّرَ ذلك؛ ومصداقُ هذا ما جاءَ عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حينَ قال:
" إنّما الصّبرُ بالتصبُّر "، " إنّما الحلمُ بالتحلُّم " ، " ومن يتحرَّى الخيرَ يُعطَه ، ومن يتوقَّ الشرَّ يوقَه"!
وسُبحانه من إلـه! إذ لو تأمّلنا أشدَّ وأشرسَ مخلوقاتِ الله (الأسد)!
لوجدناه معَ التّدريب والتّمرين ؛ ينصاعُ لمدرِّبِه ، ويستسلم لهُ استسلامَ الضّعيفِ الليِّن!
عجبي!
ماذا حصل لذاكَ الأسد الذي جُبِلَ على الشدَّة والافتراس!؟
لقد تخلّى عن طبعه ، وغيَّرَ من سلوكه حينَ مُرِّنَ ودُرِّبَ!
وقد علَّقَ الإمام الغزاليّ-رحمه الله في كتابه إحياء علوم الدين ، ج3 ، ص55 ، تعليقاً في غاية النّباهة ، قال:
"لَوْ كَانَتِ الْأَخْلَاقُ لَا تَقْبَلُ التَّغْيِيرَ لَبَطَلَتِ الْوَصَايَا وَالْمَوَاعِظُ وَالتَّأْدِيبَاتُ وَلَمَا قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (حَسِّنُوا أَخْلَاقَكُمْ)! وَكَيْفَ يُنْكَرُ هَذَا فِي حَقِّ الْآدَمِيِّ وَتَغْيِيرُ خُلُقِ الْبَهِيمَةِ مُمْكِنٌ إِذْ يُنْقَلُ الْبَازِي مِنَ الِاسْتِيحَاشِ إلى الأنس والكلب من شره الأكل إلى التأدب والإمساك والتخلية وَالْفَرَسُ مِنَ الْجِمَاحِ إِلَى السَّلَاسَةِ وَالِانْقِيَادِ وَكُلُّ ذَلِكَ تَغْيِيرٌ لِلْأَخْلَاقِ"!.
وتعجبُني مقولة سمعتُها من الشّيخ أبو إسحاق الحويني-حفظه الله- في سلسلة مدرسة الحياة على شرحه لكتاب صيد الخاطر ، قال:
أهلُ اليقظة: يزيحون العلة ثم يمضون بلا تردد وبلا التفات - فلو توقفَ بهم ركب الطبع ؛ لضجُّوا!
وركب الطبع يعني مثلاً : أنتَ إذا تخاصمتَ مع أحدٍ و نحاول أن نلين قلبك تقول : أصل أنا عصبي!
هكذا وضعت عقبة بيننا و بينك ، كأننا نطرق على الحديد البارد!
"فلا تركب جوادَ الطّبعِ ؛ فإنَّ جوادَ الطَّبعِ يسيرُ معَ ركبِ الشّيطان"!
وعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان من أشدِّ النّاس ، و كان من أصلبهم فى الجاهليّة!
و كان من أكثرِ النّاس بُكاءاً فى الإسلام!
رقَّ طبعُه ؛ لأنه استسلمَ للشّرع!
و هذا هو الفرق ما بين أهل الالتزام على الحقيقة ، وأهل الجهل حتى و لو تزيوا بزي الالتزام!
وهذه آفة نعانى منها كثيرًا ... ، رجل متسنن أعفى لحيته ، قصّر قميصه ، يحضُر الصّلاة فى الجماعات ، سيماهُ سيمة أهل التدين والالتزام كثير منهم يركب جواد الطبع!
مع أن المفترض أن يكون أسيرًا فى يد الشريعة ؛ هى التى توجهه و تأمره و تنهاه!
و يُعرف قدر العبد و التزامه بهذه الخصيصة!
فلا تقل : " أنا طبعي كده "!
" أنا جبلت على هذا "!
لأنَّ الله عز وجل أرسلَ رسوله -صلّى الله عليه و سلم- ليحملك على مكارمِ الأخلاق ، حتى و لو كانت خلافَ الطّبع . . . هذا هو كلامُ ابن الجوزي . .
" لو توقَّفَ قليلا و فكَّر ؛ لركبَ جوادَ الطبع و لرجع القهقرا"!
وقد راقَ لي حسمُ د. بدر عبد الحميد للأمر ، قال:
" الأخلاق الحميدة الفاضلة تكون طبعاً وتكون تطبعا , ولكن الطبع بلا شك أحسن من التطبع , لأن الخلق الحسن إذا كان طبيعياً صار سجية للإنسان وطبيعة له.
وليس على الإنسان إلا السعي في تغيير ما يراه من خلق سيء وإعلاء الأخلاق الطيبة الحسنة وان يطلب من ربه دائما أن يهديه لأحسن الأخلاق .كان النبي صلى الله عليه وسلم يفتتح صلواته بهذا الدعاء : " اللهم اهدني لأحسن الأخلاق فإنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت ، واصرف عني سيء الأخلاق فإنه لا يصرف سيء الأخلاق إلا أنت" . (صحيح أبي داود ( 738 ) ).
فعلى الإنسان أن يسعى لإبقاء الطبع أو التطبع الحميد ، ويحاول جاهداً أن يتخلص من الطبع أو التطبع المذموم"!
إذن:
فلتنصرف أخيّتُنا من الآن فصاعداً عن قولِها : " أنا طبعي هكذا" ، " أنا رُبّيتُ على ذا " ، " هذه جبلّة فيَّ لا تتغيَّر"!
ولتجعل نُصبَ عينيها قولَهُ تعالى:
{إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} الرعد 11 .
__________________
لأستسهلنَّ الصّعبَ أو أدركَ المُنى ... فما انقادتِ الآمالُ إلّا لصابرِ ..
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
كم من أختٍ لنا إذا أُنكِرَ عليها في أمر! أو قيلَ لها تصرُّفكِ هذا فيهِ فظاظة أو غلظة أو أو ؛ أجابت مباشرة:
" أنا طبعي هكذا"!
معذرةً أخيّة! توقّفي .....
وتأمّلي هذا التّقسيم :
-من الطّبائع ما جُبل عليها المرء أصلاً ، وتعتبرُ طبيعةً وسجيّةً فيه!
وهذا يظهر في قصّة الأشجِّ بن قيس ، الذي أسلمَ وقومه في السّنة السّابعة من الهجرة ، ثم قدم إلى النبيّ-صلّى الله عليه وسلّم- في المدينة في السّنة التاسعة ، فسبقه قومه إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلتقوا به أما هوَ فقد تباطأ كي يغتسل ويصلح من هندامه ويتعطّر ثم دخل المسجد!
فإذا بقومه يلتفون حولَ رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- وإذا بالرسول-صلّى الله عليه وسلّم- يرقبه وينادي عليه آلأشج ؟ قال : نعم ، قال: ها هنا يا الأشج .. وأشار إلى جواره وكان بجواره أبو بكر وعمر وعلي فأفسح له أبو بكر رضي الله عنه فجلس الأشج بجوار رسول الله فوضع يده على كتفه وقال له إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله ، الحلم والأناة. فقال الأشج : أخصلتان جبلت عليهما أم اكتسبتهما ؟ قال رسول الله : بل جبلك الله عليهما يا الأشج.
-ومنها ما لم يفطر عليها الإنسان ويستطيع أن يغيّرها وأن يكتسبَ ما يُضادّها وأن يرقى إليها بالتّمرين والتّدريب!
كأن تقرِّر إحدانا أن تُصبحَ سمحةً هيّنةً ليّنة وهي في أصلها فظّة سيّئة! فهي تستطيع أن تُغيِّرَ ذلك؛ ومصداقُ هذا ما جاءَ عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حينَ قال:
" إنّما الصّبرُ بالتصبُّر "، " إنّما الحلمُ بالتحلُّم " ، " ومن يتحرَّى الخيرَ يُعطَه ، ومن يتوقَّ الشرَّ يوقَه"!
وسُبحانه من إلـه! إذ لو تأمّلنا أشدَّ وأشرسَ مخلوقاتِ الله (الأسد)!
لوجدناه معَ التّدريب والتّمرين ؛ ينصاعُ لمدرِّبِه ، ويستسلم لهُ استسلامَ الضّعيفِ الليِّن!
عجبي!
ماذا حصل لذاكَ الأسد الذي جُبِلَ على الشدَّة والافتراس!؟
لقد تخلّى عن طبعه ، وغيَّرَ من سلوكه حينَ مُرِّنَ ودُرِّبَ!
وقد علَّقَ الإمام الغزاليّ-رحمه الله في كتابه إحياء علوم الدين ، ج3 ، ص55 ، تعليقاً في غاية النّباهة ، قال:
"لَوْ كَانَتِ الْأَخْلَاقُ لَا تَقْبَلُ التَّغْيِيرَ لَبَطَلَتِ الْوَصَايَا وَالْمَوَاعِظُ وَالتَّأْدِيبَاتُ وَلَمَا قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (حَسِّنُوا أَخْلَاقَكُمْ)! وَكَيْفَ يُنْكَرُ هَذَا فِي حَقِّ الْآدَمِيِّ وَتَغْيِيرُ خُلُقِ الْبَهِيمَةِ مُمْكِنٌ إِذْ يُنْقَلُ الْبَازِي مِنَ الِاسْتِيحَاشِ إلى الأنس والكلب من شره الأكل إلى التأدب والإمساك والتخلية وَالْفَرَسُ مِنَ الْجِمَاحِ إِلَى السَّلَاسَةِ وَالِانْقِيَادِ وَكُلُّ ذَلِكَ تَغْيِيرٌ لِلْأَخْلَاقِ"!.
وتعجبُني مقولة سمعتُها من الشّيخ أبو إسحاق الحويني-حفظه الله- في سلسلة مدرسة الحياة على شرحه لكتاب صيد الخاطر ، قال:
أهلُ اليقظة: يزيحون العلة ثم يمضون بلا تردد وبلا التفات - فلو توقفَ بهم ركب الطبع ؛ لضجُّوا!
وركب الطبع يعني مثلاً : أنتَ إذا تخاصمتَ مع أحدٍ و نحاول أن نلين قلبك تقول : أصل أنا عصبي!
هكذا وضعت عقبة بيننا و بينك ، كأننا نطرق على الحديد البارد!
"فلا تركب جوادَ الطّبعِ ؛ فإنَّ جوادَ الطَّبعِ يسيرُ معَ ركبِ الشّيطان"!
وعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان من أشدِّ النّاس ، و كان من أصلبهم فى الجاهليّة!
و كان من أكثرِ النّاس بُكاءاً فى الإسلام!
رقَّ طبعُه ؛ لأنه استسلمَ للشّرع!
و هذا هو الفرق ما بين أهل الالتزام على الحقيقة ، وأهل الجهل حتى و لو تزيوا بزي الالتزام!
وهذه آفة نعانى منها كثيرًا ... ، رجل متسنن أعفى لحيته ، قصّر قميصه ، يحضُر الصّلاة فى الجماعات ، سيماهُ سيمة أهل التدين والالتزام كثير منهم يركب جواد الطبع!
مع أن المفترض أن يكون أسيرًا فى يد الشريعة ؛ هى التى توجهه و تأمره و تنهاه!
و يُعرف قدر العبد و التزامه بهذه الخصيصة!
فلا تقل : " أنا طبعي كده "!
" أنا جبلت على هذا "!
لأنَّ الله عز وجل أرسلَ رسوله -صلّى الله عليه و سلم- ليحملك على مكارمِ الأخلاق ، حتى و لو كانت خلافَ الطّبع . . . هذا هو كلامُ ابن الجوزي . .
" لو توقَّفَ قليلا و فكَّر ؛ لركبَ جوادَ الطبع و لرجع القهقرا"!
وقد راقَ لي حسمُ د. بدر عبد الحميد للأمر ، قال:
" الأخلاق الحميدة الفاضلة تكون طبعاً وتكون تطبعا , ولكن الطبع بلا شك أحسن من التطبع , لأن الخلق الحسن إذا كان طبيعياً صار سجية للإنسان وطبيعة له.
وليس على الإنسان إلا السعي في تغيير ما يراه من خلق سيء وإعلاء الأخلاق الطيبة الحسنة وان يطلب من ربه دائما أن يهديه لأحسن الأخلاق .كان النبي صلى الله عليه وسلم يفتتح صلواته بهذا الدعاء : " اللهم اهدني لأحسن الأخلاق فإنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت ، واصرف عني سيء الأخلاق فإنه لا يصرف سيء الأخلاق إلا أنت" . (صحيح أبي داود ( 738 ) ).
فعلى الإنسان أن يسعى لإبقاء الطبع أو التطبع الحميد ، ويحاول جاهداً أن يتخلص من الطبع أو التطبع المذموم"!
إذن:
فلتنصرف أخيّتُنا من الآن فصاعداً عن قولِها : " أنا طبعي هكذا" ، " أنا رُبّيتُ على ذا " ، " هذه جبلّة فيَّ لا تتغيَّر"!
ولتجعل نُصبَ عينيها قولَهُ تعالى:
{إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} الرعد 11 .
__________________
لأستسهلنَّ الصّعبَ أو أدركَ المُنى ... فما انقادتِ الآمالُ إلّا لصابرِ ..
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]