• مرحبًا بكم في منصة منتديات صقر الجنوب التعليمية!
    أهلا ومرحبا بكم في مجتمعنا أنت حاليا تشاهد المعهد كزائر و التي لاتعطيك سوى خيارات التصفح المحدودة الاشتراك لدينا مجاني ولايستغرق سوى لحظات قليلة حتى تتمكن من المشاركة والتفاعل معنا

كيف نساعد الأطفال على الحفظ والتذكر

نورس الحياة

الاداره العامه
إنضم
9 يوليو 2012
المشاركات
16,491
مستوى التفاعل
1,137
النقاط
0
العمر
49
كيف نساعد الأطفال على الحفظ والتذكر؟

الاحتفاظ بالخبرة الماضية شرط من شروط التكيف، والأشياء والمواقف و الحوادث التي يواجهها الإنسان لا تزول صورها بمجرد انقضائها وغيابها، بل تترك آثارا يحتفظ بها ويطلق عليها اسم (ذكريات)، وان التلميذ الذي يشاهد تجربة أجراها المعلم أمامه واطلع على نتيجتها يحتفظ بهذه الخبرة ويستطيع أن يستعيدها حين يسأله المعلم عنها.

إن استعادة الخبرات السابقة التي تمر بالإنسان عبارة عن نشاط نفسي يسمى التذكر، وطبيعي أن يسبق التذكر عمل تثبيت الخبرة ليتم الاحتفاظ بها واستعادتها، ولذلك فان التثبيت (أو الحفظ) والتذكر لاينفصلان.

واختيار أكثر الظروف ملائمة للوصول بقدرات الطفل واستعداداته إلى أقصى حد ممكن لهذه المفاهيم.

ويعتبر التذكر والنسيان وجهين لوظيفة واحدة فالتذكر هو الخبرة السابقة مع قدرة الشخص في لحظته الراهنة على استخدامها. أما النسيان فهو الخبرة السابقة مع عجز الشخص في اللحظة الراهنة عن استعادتها واستخدامها.

والذاكرة كغيرها من الفعاليات العقلية تنمو وتتطور، وتتصف ذاكرة الطفل في السادسة بأنها آلية، معنى ذلك إن تذكر الطفل لا يعتمد على فهم المعنى وإنما على التقيد بحرفية الكلمات، وتتطور ذاكرة الطفل نحو الذاكرة المعنوية (العقلية) التي تعتمد على الفهم والإدراك والتفسير الشخصي للأشياء بمرور الوقت.

إن التذكر المعنوي لا يتقيد بالكلمات وإنما بالمعنى والفكرة، وبفضله يزداد حجم مادة التذكر ليصل إلى 5 ـ 8 أصناف. كما أن الرسوخ يزداد وكذلك الدقة في الاسترجاع، ويساعد على نمو الذاكرة المعنوية نضج الطفل العقلي وقدرته على إدراك العلاقة بين عناصر الخبرة وتنظيمها وفهمها.

ويتطور التذكر من الشكل العضوي إلى الإرادي مع الاستمرار بالممارسة وزيادة النضج.

إن الطفل في بداية المرحلة يعجز عن استدعاء الذكريات بصورة إرادية وتوجيهها والسيطرة عليها ويبدو هذا واضحا في إجابته على الأسئلة المطروحة عليه إذ نجده يسترجع فيضا من الخبرات التي لا ترتبط بالسؤال. وتدريجيا يصبح قادرا في أواخر المرحلة على التذكر الإرادي القائم على استدعاء الذكريات المناسبة للظروف الراهنة واصطفاء ما يناسب الموقف.

وذاكرة الطفل ذات طبيعة حسية مشخصة في البداية.. فهو يتذكر الخبرات التي تعطى له بصورة مشخصة ومحسوسة وعلى شكل أشياء واقعية فلو عرضنا أمام الطفل أشياء وصورا مشخصة وكلمات مجردة، وطلبنا منه بعد عرضها مباشرة أن يذكر ماحفظه منها، لوجدناه يذكر الأشياء والصور والأسماء المشخصة أكثر من تذكره للأعداد والكلمات المجردة ولهذا السبب يستطيع طفل المدرسة الابتدائية (لاسيما السنوات الأربع الأول) الاحتفاظ بالخبرات التي اكتسبها عن طريق الحواس.

ولذلك ينصح باعتماد طرق التدريس في تلك الصفوف بوجه خاص على استخدام الوسائل الحسية والممارسة العملية المشخصة للوصول إلى خبرات واضحة أكثر ثباتا في الذهن.

ويظل تذكر المادة المحسوسة مسيطرا خلال المرحلة الابتدائية بأكملها ولا يزداد مردود تذكر الكلمات التي تحمل معنى مجردا إلا في المرحلة المتوسطة.

المفاهيم المحسوسة والمجردة

إن اكتساب الطفل للمفاهيم بمافيها المفاهيم المجردة ونمو التفكير والقدرة على إدراك العلاقات والفهم ينمي لديه وبشكل واضح إمكانية تذكر المادة الكلامية، كما يزداد مردود الذاكرة ويطول المدى الزمني للتذكر، وهو في السابعة من العمر يستطيع أن يحفظ مثلا 10 أبيات من الشعر وابن التاسعة 13 بيتا ويصل العدد إلى سبعة عشر بيتا في الحادية عشرة.

وهناك عوامل مساعدة لترسيخ المعلومات و معرفتنا بها تساعدنا في تحسين طرائق الحفظ والتذكر وبالتالي التقليل من حدوث النسيان ومساعدة الطفل في نشاطه المدرسي التعليمي.

وأهم هذه العوامل:

الفهم والتنظيم: تدل التجارب حول الحفظ والنسيان إن نسبة النسيان تكون كبيرة في المواد التي لا نفهمها أو التي تم حفظها بشكل حرفي، لذلك فان الذاكرة المعنوية التي تعتمد في الحفظ على الفهم اثبت من الذاكرة الآلية التي تتقيد بحرفية المادة وتعتمد في التثبيت على التكرار،كما إن إدراك العلاقات يلعب دورا مهما في التثبيت لذلك فان الطفل يحفظ الأمور المعللة أكثر من غيرها.

ويساعد التنظيم والربط بين أجزاء المادة وعناصرها على جعلها وحدة متماسكة ويزيد من إمكانية تذكرها وحفظها ويمكن أن يتم الربط بينها وبين الخبرات السابقة وبذلك يتم للطفل إدخالها منظومة معلوماته، وهكذا يربط التلميذ بين الجمع والضرب (الضرب اختصار الجمع) وبين الضرب والقسمة حيث إن (35 مقسومة على 7) عملية ضرب من نوع آخر.

وفي مادة الجغرافيا مثلا يربط بين الموقع والمناخ والمياه وبين هذه كلها والنشاط البشري،و بشكل عام إن الذاكرة القائمة على فهم الأفكار وتنظيمها أقل تعرضا للنسيان من الذاكرة الآلية القائمة على التكرار البحت.

إن الإدراك الواضح لموضوع ما يساعد على تثبيته، وتسهم في الوضوح عوامل متعددة منها إشراك الحواس لاسيما حاستي السمع والبصر،و من هنا أتت أهمية الوسائل الحسية لتلاميذ المرحلة الابتدائية.

و يلعب الانتباه دورا في تعميق الإدراك وتوضيحه كما يسيء للفهم إن الإدراك العرضي المشتت لا يصل بالتلميذ إلى الخبرة المعطاة وإثارة الاهتمام بها والعناية بعرضها بشكل يجذبه.

العامل الانفعالي: إن الطفل يتذكر ماهو ممتع بالنسبة له بصورة أفضل ولمدة أطول كما يستخدمه في نشاطه. ولهذا ينصح عادة بإثارة الدافع للتعلم لدى الطفل حين يراد له تعلم خبرة ما.

إن وجود الدافع يجعل اكتسابه للخبرة مصدرا لانفعال سار ناتج عن إشباعه، واستنادا إلى هذا العامل الانفعالي تعطي طرق التعليم ألان أهمية كبيرة لدور التعزيز في تقدم التعلم ، ويعتبر الخوف والقلق من الانفعالات التي تعيق الإدراك والانتباه وتشوشهما وبالتالي فإنها تعيق التثبيت والتذكر.

الزمن بين التخزين والتذكر :كلما كان هذا المدى قصيرا كان التذكر أقوى وأوضح، فالطفل ينسى معلوماته القديمة (باستثناء الخبرات المصحوبة بشحنة انفعالية قوية) أكثر من الخبرات الجديدة، ولكن استخدام المعلومات القديمة في مواقف متكررة ينفي عنها صفة القدم ويجعلها سهلة التذكر، كما إن الحفظ القائم على الفهم وإدراك العلاقات يضمن تثبيتا طويل الأجل.

الذكاء :إن تأثير الذكاء يتجلى في قدرة الطفل الذكي على فهم المعنى والتنظيم والإدراك الواضح والربط بالمعلومات السابقة، وهذه كلها عوامل تسهم في التثبيت والحفظ والشخص الذكي يأنف من الذاكرة الآلية ولا يقبل على حفظ أي شيء لا يفهمه.

إن تعليم الأطفال الأساليب المجدية في الحفظ يساعد إلى حد كبير على تحقيق نتائج جيدة في تذكر معلوماتهم وقد تثبت جدوى هذه الأساليب حيث تعتمد على الفهم والتنظيم لمحتوى المادة المدروسة.

ومن أهم الأساليب:

ـ إذا كانت مادة الحفظ نصا أو موضوعا فان أفضل طريقة للحفظ هي وضع خطة للنص أو الموضوع وإبراز الفكرة الرئيسية والأفكار الفرعية وجمع المعطيات في تصنيفات ومجموعات مع اختيار تسمية أو عنوان للمجموعة ثم الوقوف على العلاقات الجوهرية بين المجموعات والربط بين أجزاء الموضوع.

ـ استخدام الرسوم والمخططات والرسوم الهندسية والصور القائمة على أساس الشرح الكلامي.

ـ استخدام المادة الواجب حفظها في حل مسائل تتعلق بها ومن شتى الأنواع.

ـ التكرار ويعتبر طريقة مناسبة للحفظ إذا توفرت بعض الشروط التي تبعد الحفظ الآلي، لذلك لابد من الاستخدام العقلاني للتكرار ويكون بمراعاة الأمور التالية:

توزيع المراجعات بحيث تفصل بين تكرار وآخر فترة من الراحة (الفاصل يجب أن يكون مناسبا يسمح بالراحة ولا يكون طويلا يؤدي إلى إضاعة آثار المرة السابقة) هذا التكرار الموزع أفضل من التكرار المتلاحق، والفاصل يمنح راحة تقضي على عاملي التعب والملل اللذين يشتتان الانتباه.

ويعتبر النوم فترة راحة مثالية لان النوم خال تماما من الفعاليات المقحمة التي يواجهها الإنسان في يقظته، ويفضل أن تقرأ المادة قبل النوم مرة واحدة ثم تعاد قراءتها مرة ثانية في الصباح فهذا أجدى من قراءتها عدة مرات تتخللها نشاطات مقحمة ويزيد التأثير السلبي للفعاليات المقحمة كلما كان التشابه كبيرا بينها وبين المعلومات الأصلية المراد حفظها فحفظ درس في اللغة العربية يعرقله درس يليه باللغة الإنجليزية مثلا، ويقل التأثير السلبي كلما كانت الفعاليات السابقة واللاحقة مختلفة.

ـ إذا كانت المادة المطلوب حفظها محدودة المحتوى وذات وحدة (مثلا أبيات قليلة يمثل مضمونها حدثا واحدا) فان الطريقة الجزئية الكلية هي الأفضل في التكرار ويقصد بها تكرار المادة كلها في كل مرة أما إذا كانت المادة طويلة (قصيدة طويلة) أو موضوعا متشعب الجوانب فيفضل الطريقة الجزئية القائمة على تقسيم القصيدة إلى أجزاء ويشترط أن يكون لكل جزء وحدة أو فكرة رئيسية.

ـ لا يجوز أن يكون التكرار آليا بل مصحوب بنشاط عقلي يتمثل في الانتباه والفهم وربط الأجزاء في تنظيم عقلي يبرز تسلسل الأفكار وترابطها كما يربطها بالخبرات السابقة.

إن هذه المفاهيم والأفكار يمكن أن تساعدنا كثيرا في خلق ظروف مجدية للتعلم وفق مراحل متعددة سهلة الإدراك ترافق النضج العقلي والفكري للطفل، وصولا إلى المبتغى في التذكر والحفظ على الوجه المطلوب.
 

نورس الحياة

الاداره العامه
إنضم
9 يوليو 2012
المشاركات
16,491
مستوى التفاعل
1,137
النقاط
0
العمر
49
آهلا بتواجدك آبو بشار
وبارك الله فيك
 
أعلى