ابتسام سيف
عضو جديد
في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كانت امرأة ضعيفة بسيطة فقيرة تنظف المسجد وتعتني به متطوعة من تلقاء نفسها، ثم غابت عن المسجد أياماً فافتقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أين فلانة؟ فقالوا يا رسول الله إنها قد ماتت! فانزعج النبي صلى الله عليه وسلم وقال: هلا آذنتموني حتى أشهد جنازتها!! غير أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم استقّلوا بشأنها واستصغروا أمرها، فمن تكون هذه المرأة، وما قيمتها ليسأل رسول الله عنها! وهي امرأة ضعيفة تعمل في صنعة هامشية! فقال صلى الله عليه وسلم : دلّوني على قبرها .. فتوجه إلى قبرها فصلى عليها صلى الله عليه وسلم وقال : إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أصحابها وان الله ينورها بصلاتي عليهم.
لقد وزن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك المرأة بموازين البشر، فهم يقومون الشخص بماله، أو منصبه أو عشيرته وأحياناً بلباسه ونوع حذائه، فيضع النبي صلى الله عليه وسلم قاعدة جديدة: ( إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا أجسادكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) ، فليس المهم عند الله جمال الوجه، ولو كان الجمال مقصوداً لخلقنا كيوسف عليه السلام الذي أُعطي نصف جمال الكون، ولو كان كمال الجسد مقصوداً لخلقنا كآدم عليه السلام الذي كان طوله أربعين متراً! ولو كان المال يوزن به البشر لكان قارون الذي خسف الله به الأرض هو أقربنا إلى الله تعالى وأحبنا إليه، ولكن الله تعالى لا يزن الناس بهذا كله بل يزنهم بما وقر واستقر في قلوبهم من طهر ونقاء من محبة وإخلاص، من عفة وترفع عن المحارم ثم صدقته الأعمال الظاهرة. إذ النوايا وحدها ليست كافية في إثبات الأعمال الصالحة.
إن ميزان الله تعالى لا يقوم على المظهرية الخداعة، ولا المظاهر البراقة بل ميزان الله تعالى فعل وأداء وواقع بلا وعود أو تسويف. يقول النبي صلى الله عليه وسلم الخلق عيال الله وأحبهم إلى الله أنفقهم لعياله)، وإذا كنا من خلق الله فنحن جميعاً عيال الله تعالى أي أن عمدتنا واتكالنا عليه وأحب الناس إلى الله أكثرهم رعاية واهتماماً وتيسيراً ومساعدة للخلق.
لقد درج الناس على تقديس المظاهر والاهتمام بها وهي بلا شك مهمة لكن إن أضيف إليها تحسين الباطن. وتعود الناس احترام صاحب المال لماله! والأجمل أن يكون مع المال تقوى الله تعالى، فنعم المال الصالح بيد الرجل الصالح، وتوازن الناس تعظيم صاحب المنصب لمنصبه، فيضحكون إذا ضحك، ويهزون رؤوسهم إذا تكلم، ويؤيدون إذا اقترح، ويثنون عليه إذا فكّر ،ويتراكضون إذا أشار، ويعتذرون عنه إذا تأخر، ويمتدحونه إذا بكّر! كل ذلك لا عن قناعة بما قدم أو أخر ولكن لقمة العيش مُرة!! أما النبي صلى الله عليه وسلم فلا يعرف إلا الحق ولا يُعلم إلا الحق، ولا يدلك إلا على الحق فيقول وقوله حق: يُؤتى بالرجل السمين العظيم يوم القيامة لا يزن جناح بعوضة.
منقول للفائده من مقالات الدكتور محمد نوح
ابتسام سيف
لقد وزن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك المرأة بموازين البشر، فهم يقومون الشخص بماله، أو منصبه أو عشيرته وأحياناً بلباسه ونوع حذائه، فيضع النبي صلى الله عليه وسلم قاعدة جديدة: ( إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا أجسادكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) ، فليس المهم عند الله جمال الوجه، ولو كان الجمال مقصوداً لخلقنا كيوسف عليه السلام الذي أُعطي نصف جمال الكون، ولو كان كمال الجسد مقصوداً لخلقنا كآدم عليه السلام الذي كان طوله أربعين متراً! ولو كان المال يوزن به البشر لكان قارون الذي خسف الله به الأرض هو أقربنا إلى الله تعالى وأحبنا إليه، ولكن الله تعالى لا يزن الناس بهذا كله بل يزنهم بما وقر واستقر في قلوبهم من طهر ونقاء من محبة وإخلاص، من عفة وترفع عن المحارم ثم صدقته الأعمال الظاهرة. إذ النوايا وحدها ليست كافية في إثبات الأعمال الصالحة.
إن ميزان الله تعالى لا يقوم على المظهرية الخداعة، ولا المظاهر البراقة بل ميزان الله تعالى فعل وأداء وواقع بلا وعود أو تسويف. يقول النبي صلى الله عليه وسلم الخلق عيال الله وأحبهم إلى الله أنفقهم لعياله)، وإذا كنا من خلق الله فنحن جميعاً عيال الله تعالى أي أن عمدتنا واتكالنا عليه وأحب الناس إلى الله أكثرهم رعاية واهتماماً وتيسيراً ومساعدة للخلق.
لقد درج الناس على تقديس المظاهر والاهتمام بها وهي بلا شك مهمة لكن إن أضيف إليها تحسين الباطن. وتعود الناس احترام صاحب المال لماله! والأجمل أن يكون مع المال تقوى الله تعالى، فنعم المال الصالح بيد الرجل الصالح، وتوازن الناس تعظيم صاحب المنصب لمنصبه، فيضحكون إذا ضحك، ويهزون رؤوسهم إذا تكلم، ويؤيدون إذا اقترح، ويثنون عليه إذا فكّر ،ويتراكضون إذا أشار، ويعتذرون عنه إذا تأخر، ويمتدحونه إذا بكّر! كل ذلك لا عن قناعة بما قدم أو أخر ولكن لقمة العيش مُرة!! أما النبي صلى الله عليه وسلم فلا يعرف إلا الحق ولا يُعلم إلا الحق، ولا يدلك إلا على الحق فيقول وقوله حق: يُؤتى بالرجل السمين العظيم يوم القيامة لا يزن جناح بعوضة.
منقول للفائده من مقالات الدكتور محمد نوح
ابتسام سيف