نورس الحياة
الاداره العامه
-
- إنضم
- 9 يوليو 2012
-
- المشاركات
- 16,488
-
- مستوى التفاعل
- 1,137
-
- النقاط
- 0
-
- العمر
- 49
رسالة من لاجئ فلسطيني إلى لاجئ سوري ....
ستكون الخيمة مزعجة في الليلة الأولى، ثم في السنة الأولى،
بعد ذلك ستصير ودودةً كواحدٍ من العائلة، لكن حاذر أن تقع في حبها؛ كما فعلنا.
لا تبتهج إن رأيتهم يقيمون لكم مركزاً صحياً، أو مدرسةً ابتدائية،
هذا خبرٌ غير سارّ أبداً ! وإيّاك أن تتورط بمطالبات غبية مثل بناء
بيوت بسيطة بدل الخيام، أو بخطوط مياه وكهرباء، ذلك يعني
أنك بدأت تتعايش...وهنا مَقتل… اللاجىء، وهنا أيضاً مَقبرته!
ولا تُدرّب أولادك على الصبر، الصبر حيلة العاجز، وذريعة مَن تَخلّى،
واللاجىء يموت إن لم ينظر خلفه مرّتين في اللحظة الواحدة.
أنت لستَ ابن "هناك"؛ تَذَكّر هذا دائماً؛ أنت لك "هنا" جميل ولا يُخان،
..لا تنم ليلةً دون أن تُعدّد محاسنه لأطفالك، واقرأ عليهم كيف مات
الناس، وكيف ذُبحوا على شاشات التلفزيون لأنهم لم يُصفّقوا للخِطاب،
وقل لهم إنك تنام بين أشجارٍ غريبةٍ، لأنك لم تشأ أن تُلدغَ من "أسدٍ" واحدٍ مَرّتين !
سيبيعك الناس لبعضهم، تلك هواية السياسيين، وسيجيؤك المتضامنون من كل البلاد، ستصير أنتَ شعارهم الانتخابي، ويتقربون بك إلى الله، وستزداد همّة الناس في تفقّدك في "رمضان" وفي الأعياد والمناسبات الدينية !والبعض سيصوّر أطفالك منهكين وجائعين وزوجتك النائمة الآن في الظلّ لــ تكون موضوعاً لصورةٍ تفوز بجائزةٍ دولية !
ستتعلّمون لغات جديدة، ومشاعر جديدة، وستنشأ علاقةٌ مُلتبسةٌ مع المنفى، وقد تشعر في ليلةٍ ماكرةٍ بأنه لا ينقصهُ شيء ليكون كافياً كوطن ..؛ لكنك سرعان ما ستنتبه : الأشجار هنا لا تخضرّ كما يجب، والملح ليس مالحاً، والذين ماتوا لن يغفروا لي، وتعود تنظر للوراء مرّتين !
وهنا سيتقدمُ ابنك –الذي صار رجلاً دون أن تنتبه – ليحمل عنك الذاكرة، .. ويحمل حُلمك الذي أنقض ظهرك !ربما يا صديقي أن الأمر سيبدو مُعقّداً في البداية؛ لكنّه واضحٌ: أنت "هناك" لأن الـ "هنا" متوعكةٌ، وقد يطول غيابك ليلتين، لكنك لستَ في رحلةٍ للبحث عن هويّة جديدةٍ، ولن تُفكّر حتماً في مدّ سلك كهرباء الى الخيمة؛ ..
تلك خطيئتنا نحنُ، حين قُلنا: الخيمة ضيّقةٌ ونحتاج خيمتين إضافيتين !
واسمعني، فأنا أفوقك خبرة بـ 63 عاماً في هذه "المهنة": لا تلتقط الصور التذكارية مع سفراء النوايا الحسنة، ولا تشكو لهم حرارة الطقس أو من الحصى في الخبز، وحاذر أن تطالب بخيمةٍ أفضل، ليس ثمة خيمة أفضل من خيمة''
منقووول..اعجبني
ستكون الخيمة مزعجة في الليلة الأولى، ثم في السنة الأولى،
بعد ذلك ستصير ودودةً كواحدٍ من العائلة، لكن حاذر أن تقع في حبها؛ كما فعلنا.
لا تبتهج إن رأيتهم يقيمون لكم مركزاً صحياً، أو مدرسةً ابتدائية،
هذا خبرٌ غير سارّ أبداً ! وإيّاك أن تتورط بمطالبات غبية مثل بناء
بيوت بسيطة بدل الخيام، أو بخطوط مياه وكهرباء، ذلك يعني
أنك بدأت تتعايش...وهنا مَقتل… اللاجىء، وهنا أيضاً مَقبرته!
ولا تُدرّب أولادك على الصبر، الصبر حيلة العاجز، وذريعة مَن تَخلّى،
واللاجىء يموت إن لم ينظر خلفه مرّتين في اللحظة الواحدة.
أنت لستَ ابن "هناك"؛ تَذَكّر هذا دائماً؛ أنت لك "هنا" جميل ولا يُخان،
..لا تنم ليلةً دون أن تُعدّد محاسنه لأطفالك، واقرأ عليهم كيف مات
الناس، وكيف ذُبحوا على شاشات التلفزيون لأنهم لم يُصفّقوا للخِطاب،
وقل لهم إنك تنام بين أشجارٍ غريبةٍ، لأنك لم تشأ أن تُلدغَ من "أسدٍ" واحدٍ مَرّتين !
سيبيعك الناس لبعضهم، تلك هواية السياسيين، وسيجيؤك المتضامنون من كل البلاد، ستصير أنتَ شعارهم الانتخابي، ويتقربون بك إلى الله، وستزداد همّة الناس في تفقّدك في "رمضان" وفي الأعياد والمناسبات الدينية !والبعض سيصوّر أطفالك منهكين وجائعين وزوجتك النائمة الآن في الظلّ لــ تكون موضوعاً لصورةٍ تفوز بجائزةٍ دولية !
ستتعلّمون لغات جديدة، ومشاعر جديدة، وستنشأ علاقةٌ مُلتبسةٌ مع المنفى، وقد تشعر في ليلةٍ ماكرةٍ بأنه لا ينقصهُ شيء ليكون كافياً كوطن ..؛ لكنك سرعان ما ستنتبه : الأشجار هنا لا تخضرّ كما يجب، والملح ليس مالحاً، والذين ماتوا لن يغفروا لي، وتعود تنظر للوراء مرّتين !
وهنا سيتقدمُ ابنك –الذي صار رجلاً دون أن تنتبه – ليحمل عنك الذاكرة، .. ويحمل حُلمك الذي أنقض ظهرك !ربما يا صديقي أن الأمر سيبدو مُعقّداً في البداية؛ لكنّه واضحٌ: أنت "هناك" لأن الـ "هنا" متوعكةٌ، وقد يطول غيابك ليلتين، لكنك لستَ في رحلةٍ للبحث عن هويّة جديدةٍ، ولن تُفكّر حتماً في مدّ سلك كهرباء الى الخيمة؛ ..
تلك خطيئتنا نحنُ، حين قُلنا: الخيمة ضيّقةٌ ونحتاج خيمتين إضافيتين !
واسمعني، فأنا أفوقك خبرة بـ 63 عاماً في هذه "المهنة": لا تلتقط الصور التذكارية مع سفراء النوايا الحسنة، ولا تشكو لهم حرارة الطقس أو من الحصى في الخبز، وحاذر أن تطالب بخيمةٍ أفضل، ليس ثمة خيمة أفضل من خيمة''
منقووول..اعجبني