-
- إنضم
- 23 أبريل 2012
-
- المشاركات
- 254
-
- مستوى التفاعل
- 3
-
- النقاط
- 0
د. فـايـز ا بـو ا لـكا س
تناول حديثــُنا شجونـًا عدة
وذكرَ لي أنه ذات يوم ..
فـَتـحَ جريـدتـَه المفضّلـة َ و قرأ َ ما خط َّ هـذا الكاتب ، و ألقى بنظـرة ٍ
على ما نظـَـمَ من الشـّـِعر ذاك . فهـذا كـَتبَ المَقالَ و ليتـَهُ ماقالَ ،
و ذاك نظـَم َ القصيدة ، و لم تكـُنْ إلا ( سواليف الحصيدة ) ...
قال إخوانـُنـا في مصـر : " هل هي وكـالة ٌ بلا بـَوّاب " ؟
وقـال هو : هل هي حديقة العيـد ، يرتادُهـا كلّ ُ مزركش ٍ أو مُرتـَد ٍ
لثوبٍ جَـديد ، فتنهـالُ عليه ِ هناك التحيـّات ُ و يكثرُ المديـح ، و يقـِلّ ُ
أو ينـدُرُ الصـِدقُ والقولُ الرجيـح ؟ فمنهم من أخطـأ المقصِـد ، ومنهـم
من جـَهـِل المَور ِد ، ثم يبـدأ ُ صاحبُنـا بدوْره ِ ردَّ المديـح بالمكاييل ،
و يتشعـّبُ حوله القال ُ و القيل ، والويلُ لمن خالفَ التيـّار ، أو نقــَدَ بالحق ّ ِ تصـرّ ُفَ الزُوّار ! فينسَـحـِب ُ ساعتهـا اللبيب ، كيلا يتعرّضُ
لـِلـَفـْح ِ اللهيب .
لكلّ حدائق الدنيـا أسـوارٌ و أبواب ، و لها حُرّاسٌ و حـُجـّاب ، يمنعون المتطفلين من ثقل الحضـور ، و العابثين من إلقـاء الأذى أو قطف
الزهور ، أو على حساب الغير حُبّ الظهـور ! فيهـا أماكن للترويح ،
و فيها المكـانُ الهاديء و المقعـدُ المـُريح . فيهـا صالاتٌ لـلإجتماعات
و قاعاتٌ لعقـد النـدوات و ترى لكل زائر مقـامه ، و لكل حاجب ٍ
دستوره الذي يمتلك ُ زمـامـه .
حدائقنـا اليوم أ ُخـِذتْ بالسنين فلم يعـُدْ فيها يـُفـْرَقُ بين الغثّ ِ و السمين .
و كان أن غابَ الزُوّارُ الأوائل ، و ظهـرَ ثمـّة َ من كان للفكر عائل !
و هُنا لا مسـؤول يُـنبيك َ عن الحـالة ِ ولا سـائل .
و في مثل هذه الاجـواء ، التي تركـَت ْ بها المعرفـَة ُ في أرضنا الأرجاء
و عرَجـَتْ إلى أقطـار ِ السمـاء ، حـارَ الحليـمُ بنفسـه ! فأيـنَ تـُـراهُ
يحُط ّ ُ رحالَ أ ُنـْسِــه ؟ أيدخلُ الحديقة مع الداخلين ، أم يكتفي بحدائق نفـْســِه... و كملجـأ ٍ أمين ؟ فـإن اختارَ الأولى حَوقـَلَ و صبَر ، وإن اختار الثانية أصابه الضّجَـر ! ولكي يفوز بفضل الخـَياريـْن ، قرّر بين حين ٍ و آن زيارة الحديقـة ، لعلـّه ُ يُنيـرُ لرُوّادهـا الحقيقـة ، ولكن من خلال احتفاظـه بحقـّـِه في الإنزواء ، فقد لا ينفع ُ الداءَ هناك الدواءُ...
تناول حديثــُنا شجونـًا عدة
وذكرَ لي أنه ذات يوم ..
فـَتـحَ جريـدتـَه المفضّلـة َ و قرأ َ ما خط َّ هـذا الكاتب ، و ألقى بنظـرة ٍ
على ما نظـَـمَ من الشـّـِعر ذاك . فهـذا كـَتبَ المَقالَ و ليتـَهُ ماقالَ ،
و ذاك نظـَم َ القصيدة ، و لم تكـُنْ إلا ( سواليف الحصيدة ) ...
قال إخوانـُنـا في مصـر : " هل هي وكـالة ٌ بلا بـَوّاب " ؟
وقـال هو : هل هي حديقة العيـد ، يرتادُهـا كلّ ُ مزركش ٍ أو مُرتـَد ٍ
لثوبٍ جَـديد ، فتنهـالُ عليه ِ هناك التحيـّات ُ و يكثرُ المديـح ، و يقـِلّ ُ
أو ينـدُرُ الصـِدقُ والقولُ الرجيـح ؟ فمنهم من أخطـأ المقصِـد ، ومنهـم
من جـَهـِل المَور ِد ، ثم يبـدأ ُ صاحبُنـا بدوْره ِ ردَّ المديـح بالمكاييل ،
و يتشعـّبُ حوله القال ُ و القيل ، والويلُ لمن خالفَ التيـّار ، أو نقــَدَ بالحق ّ ِ تصـرّ ُفَ الزُوّار ! فينسَـحـِب ُ ساعتهـا اللبيب ، كيلا يتعرّضُ
لـِلـَفـْح ِ اللهيب .
لكلّ حدائق الدنيـا أسـوارٌ و أبواب ، و لها حُرّاسٌ و حـُجـّاب ، يمنعون المتطفلين من ثقل الحضـور ، و العابثين من إلقـاء الأذى أو قطف
الزهور ، أو على حساب الغير حُبّ الظهـور ! فيهـا أماكن للترويح ،
و فيها المكـانُ الهاديء و المقعـدُ المـُريح . فيهـا صالاتٌ لـلإجتماعات
و قاعاتٌ لعقـد النـدوات و ترى لكل زائر مقـامه ، و لكل حاجب ٍ
دستوره الذي يمتلك ُ زمـامـه .
حدائقنـا اليوم أ ُخـِذتْ بالسنين فلم يعـُدْ فيها يـُفـْرَقُ بين الغثّ ِ و السمين .
و كان أن غابَ الزُوّارُ الأوائل ، و ظهـرَ ثمـّة َ من كان للفكر عائل !
و هُنا لا مسـؤول يُـنبيك َ عن الحـالة ِ ولا سـائل .
و في مثل هذه الاجـواء ، التي تركـَت ْ بها المعرفـَة ُ في أرضنا الأرجاء
و عرَجـَتْ إلى أقطـار ِ السمـاء ، حـارَ الحليـمُ بنفسـه ! فأيـنَ تـُـراهُ
يحُط ّ ُ رحالَ أ ُنـْسِــه ؟ أيدخلُ الحديقة مع الداخلين ، أم يكتفي بحدائق نفـْســِه... و كملجـأ ٍ أمين ؟ فـإن اختارَ الأولى حَوقـَلَ و صبَر ، وإن اختار الثانية أصابه الضّجَـر ! ولكي يفوز بفضل الخـَياريـْن ، قرّر بين حين ٍ و آن زيارة الحديقـة ، لعلـّه ُ يُنيـرُ لرُوّادهـا الحقيقـة ، ولكن من خلال احتفاظـه بحقـّـِه في الإنزواء ، فقد لا ينفع ُ الداءَ هناك الدواءُ...