فرحة الاردن
الادارة العامة
قَد كَان يُنذرُ بالغَياب رسَولَهُ
فـ ظنَنت مَرسول الغياب من الظنون
وحمَلت وَعد الراحَلين على يدي
وفُتنَت بالحُب المُطرّز والمجُون
غَردتُ فَي دنَيا المحَبة قصتي
اسمَعتَهم نَغَم الصَبابَة والفتون
ورأيت فَردوس الحَياة قصيدة
بيضَاء طاهَرة تسَر النَاظرين
وسهَرت بين دفاتَري ورسائلي
وخَططت اشواقي بروح الياسمين
اُنثى يدندن بالهيام فؤادها
ويُثيرها سَهر اللَيالي والسَكون
الصَبح يعَشق ثغرهَا في صحَوه
وُيسابق الإصَباحَ من فرط الحَنين
قَد طوق العَطر المُكثف نَحرها
حَتى انحَنت في اَثر مسَراها الجَفون
حَسنَاء كيف يُصيبَ حبُاً جَوفها
او كَيف يوغَر قلَبها جُرحٌ دفين ؟
لَو اظرمَت يدَها حَريقَة معَبد
غَفر القَتيل لكفهَا ماَقد يكَون
حتَى حمَام السِلم يصَدح حوَلها
نغمَ السَلام وطُهر كل العالَمين
كَيف الغَياب يُصيب انَثى مثلها
ويُميتها طُول انتَظاَر الغائبين
عجَباً , يصَيب الحُب جَوف حمَامة
فيها الحياة , و لأجلها ماقد يكون
الحُب عَدلُ الله في الاَرض التَي
جَار القَوي بهَا وذَل المُستكَين
لَو اذعنَت كُل الدنَا في حجَرها
فالحَب دسَتورٌ سَرى عبر الَقرون
كُن مَن تكن في الاَرض يسَري قدره
فالحُب محكَوم بَكَل العالمَين
كُل الدمَوع تشَابهَت في سرها
وانَينكم هو نفسهُ ذاك الانين
اوَراقنا تبكَي رسائلها التي
جف الكلام بها ومالاقت معين
والهاتف النقال يشكو هجره
والصمت حُزنٌ في مسَاء الحالمين
صَار الغِناء يُخيفنا ويريبنا
ويقَظ مضجَعنا حديث العاشقين
والعَطر حُمّى ان اصاَبت لحَظة
من ذكَريات قَد افلّت من سنين
الآن نَبكي جهلنَا في مامضَى
نبكَي الامان ,
نبكي وعَود الكاذبين
قَد كَان يُنذرُ بالغَياب رسَولَهُ
فـ ظنَنت مَرسول الغياب من الظنون
وعزائُنا ان الدموع تشابهت
وانيننَا هو نفسه ذاك الانين
فالحُب عَدلُ الله في الاَرض التَي
جَار القَوي بهَا وذَل المُستكَين
أتمنى تنال على إعجابكم