• مرحبًا بكم في منصة منتديات صقر الجنوب التعليمية!
    أهلا ومرحبا بكم في مجتمعنا أنت حاليا تشاهد المعهد كزائر و التي لاتعطيك سوى خيارات التصفح المحدودة الاشتراك لدينا مجاني ولايستغرق سوى لحظات قليلة حتى تتمكن من المشاركة والتفاعل معنا

عندما يتحول الذم مدحا

إنضم
13 فبراير 2011
المشاركات
9,052
مستوى التفاعل
498
النقاط
0
الإقامة
الاردن الحبيب
كان لهارون الرشيد جارية حسناء يهيم بها حباً ويشغف بها غراماً و على هذا الحب الذي أحبها به كانت
سمراء اللون خفيفة الروح جذابة الملامح تدعى(( خالصة )) ومن شدة غرام الرشيد بها صار لا يفارقها
لا ليلاً و لا نهاراً و قد وهبها الجواهر الغالية و الاحجار الكريمة وقلدها بالعقود النادرة وحلاها بأجمل ما
تتحلى به امرأة من فاخر الحلى والحلل من ذات الطراز الموشى بالذهب الخالص المنظوم بالدر والياقوت
وفي ذات يوم دخل أبو نواس على الخليفة وهو جالس عند خالصة فامتدحه بقصيدته النونية العصماء .
فلم يلتفت إليه الرشيد ولم يعره التفاتاً تشجعه على اتمام القصيدة بل ظل مشغولاً بمداعبة الفتاة الحسناء
فاشتد الغيظ بأبي نواس و تشاجرت الوساوس في صدره حتى جعلته كالأبكم لا يبدي و لايعيد ...
وانصرف من حضرة الخليفة وهو حانق على خالصة ولما انتهى إلى باب المقاصير الخاصة بها كتب
على الباب يقول شعراً :


لقد ضاع شعري على بابكم كما ضاع عقد على خالصة








ثم انصرف و هو كالمحموم من شدة غيظه .
وفي الصباح مر بعض الخدم المخلصين لخالصة فقرأ ما على بابها من الشعر فذهب إليها و أخبرها
به فلم تصدق قولهم وذهبت بنفسها إلى الباب فقرأت الشعر فتهيجت بالغضب وقالت :
والله ما كتب هذا الشعر غير أبي نواس ثم تغيرت عليه حتى كاد يقتلها الغيظ منه .
ولما جاء إليها هارون الرشيد وجدها تبكي وهي في قهر شديد فسالها عن السبب فأرشدته إلى الشعر
وقالت : لا يجرأ أحد على كتابة هذا الشعر إلا أبي نواس .
قال الرشيد : بالحقيقة أن الخط خطه و لا بد من عقابه حتى لا يعود لمثل ذلك .
ثم نظر إلى أحد أتباعه وقال : عليّ بأبي نواس .
فذهب الخدم لإحضاره وجدوا جميعاً في طلبه ولما علم أبو نواس الغرض من هذا الطلب جاء حتى مر
من ناحية الباب حيث كان قد كتب الشعر فمحا تجويف العين في الموضعين من (( ضاع )) فصار أول
العين مثل الهمزة وصار البيت يقرأ هكذا :

لقد ضاء شعري على بابكم كما ضاء عقد على خالصة

ودخل على الخليفة فلما رآه استشاط غضباً وصاح به : ويحك يا أبو النواس ما هذا الذي كتبته على
باب خالصة .
فقال : ماهذا الذي تقول عنه يا مولاي ؟
اجاب : الشعر الذي هجوتها به .
فقال : حاشا لله ياأمير المؤمنين أن يحصل مني ما تقول .. إني يا مولاي مدحت وما هجوت ..وهيا
لنرى ما كتبت .
فقام الخليفة و هو يقول : تالله لئن لم يكن ما تقول فأنت مقتول .
ثم سار الخليفة و ابو نواس خلفه فلما وصل إلى الباب قرأ الشعر هكذا :

لقد ضاء شعري على بابكم كما ضاء عقد على خالصة

.

فأعجب الخليفة بهذه البداهة و أمر له بألف دينار فقال بعض من كان حاضراً :
إنه يا مولاي قد قلب العين همزة فمسح تجويفها في الوسط
فقال الرشيد : قد عرفت ذلك ولأجل هذا قد كافأته
 

فرحة الاردن

الادارة العامة
إنضم
18 ديسمبر 2011
المشاركات
20,820
مستوى التفاعل
443
النقاط
83
الإقامة
الاردن
يسلمووووو ع طرحك الرائع
يعطيك العافية
بنتظار جديدك
تقبلي مروري
 

الورده النقية

عضو مميز
إنضم
3 ديسمبر 2010
المشاركات
21,625
مستوى التفاعل
623
النقاط
0
الإقامة
في صقـرـر الجنوـوـوب
مشكوره ع الطـرح المميـز الله
يعطيـك المميـز ومآ ننحـرـرم من
جديدكـ الرائــع ~
دمـتي كمآ تح ـبين~
:eh_s(21)::eh_s(21):
 

نورس الحياة

الاداره العامه
إنضم
9 يوليو 2012
المشاركات
16,491
مستوى التفاعل
1,137
النقاط
0
العمر
49
و الله مهارة وبراعة في الشعر

بارك الله فيك لنقل القصة الجميلة للغاية

تحياتي وتقديري لشخصك المميز و الرائع
 
أعلى