إيمـ حرف منسي ــــان
عضو جديد
كان لهارون الرشيد جارية حسناء يهيم بها حباً ويشغف بها غراماً و على هذا الحب الذي أحبها به كانت
سمراء اللون خفيفة الروح جذابة الملامح تدعى(( خالصة )) ومن شدة غرام الرشيد بها صار لا يفارقها
لا ليلاً و لا نهاراً و قد وهبها الجواهر الغالية و الاحجار الكريمة وقلدها بالعقود النادرة وحلاها بأجمل ما
تتحلى به امرأة من فاخر الحلى والحلل من ذات الطراز الموشى بالذهب الخالص المنظوم بالدر والياقوت
وفي ذات يوم دخل أبو نواس على الخليفة وهو جالس عند خالصة فامتدحه بقصيدته النونية العصماء .
فلم يلتفت إليه الرشيد ولم يعره التفاتاً تشجعه على اتمام القصيدة بل ظل مشغولاً بمداعبة الفتاة الحسناء
فاشتد الغيظ بأبي نواس و تشاجرت الوساوس في صدره حتى جعلته كالأبكم لا يبدي و لايعيد ...
وانصرف من حضرة الخليفة وهو حانق على خالصة ولما انتهى إلى باب المقاصير الخاصة بها كتب
على الباب يقول شعراً :
لقد ضاع شعري على بابكم كما ضاع عقد على خالصة
ثم انصرف و هو كالمحموم من شدة غيظه .
وفي الصباح مر بعض الخدم المخلصين لخالصة فقرأ ما على بابها من الشعر فذهب إليها و أخبرها
به فلم تصدق قولهم وذهبت بنفسها إلى الباب فقرأت الشعر فتهيجت بالغضب وقالت :
والله ما كتب هذا الشعر غير أبي نواس ثم تغيرت عليه حتى كاد يقتلها الغيظ منه .
ولما جاء إليها هارون الرشيد وجدها تبكي وهي في قهر شديد فسالها عن السبب فأرشدته إلى الشعر
وقالت : لا يجرأ أحد على كتابة هذا الشعر إلا أبي نواس .
قال الرشيد : بالحقيقة أن الخط خطه و لا بد من عقابه حتى لا يعود لمثل ذلك .
ثم نظر إلى أحد أتباعه وقال : عليّ بأبي نواس .
فذهب الخدم لإحضاره وجدوا جميعاً في طلبه ولما علم أبو نواس الغرض من هذا الطلب جاء حتى مر
من ناحية الباب حيث كان قد كتب الشعر فمحا تجويف العين في الموضعين من (( ضاع )) فصار أول
العين مثل الهمزة وصار البيت يقرأ هكذا :
لقد ضاء شعري على بابكم كما ضاء عقد على خالصة
ودخل على الخليفة فلما رآه استشاط غضباً وصاح به : ويحك يا أبو النواس ما هذا الذي كتبته على
باب خالصة .
فقال : ماهذا الذي تقول عنه يا مولاي ؟
اجاب : الشعر الذي هجوتها به .
فقال : حاشا لله ياأمير المؤمنين أن يحصل مني ما تقول .. إني يا مولاي مدحت وما هجوت ..وهيا
لنرى ما كتبت .
فقام الخليفة و هو يقول : تالله لئن لم يكن ما تقول فأنت مقتول .
ثم سار الخليفة و ابو نواس خلفه فلما وصل إلى الباب قرأ الشعر هكذا :
لقد ضاء شعري على بابكم كما ضاء عقد على خالصة
.
فأعجب الخليفة بهذه البداهة و أمر له بألف دينار فقال بعض من كان حاضراً :
إنه يا مولاي قد قلب العين همزة فمسح تجويفها في الوسط
فقال الرشيد : قد عرفت ذلك ولأجل هذا قد كافأته
سمراء اللون خفيفة الروح جذابة الملامح تدعى(( خالصة )) ومن شدة غرام الرشيد بها صار لا يفارقها
لا ليلاً و لا نهاراً و قد وهبها الجواهر الغالية و الاحجار الكريمة وقلدها بالعقود النادرة وحلاها بأجمل ما
تتحلى به امرأة من فاخر الحلى والحلل من ذات الطراز الموشى بالذهب الخالص المنظوم بالدر والياقوت
وفي ذات يوم دخل أبو نواس على الخليفة وهو جالس عند خالصة فامتدحه بقصيدته النونية العصماء .
فلم يلتفت إليه الرشيد ولم يعره التفاتاً تشجعه على اتمام القصيدة بل ظل مشغولاً بمداعبة الفتاة الحسناء
فاشتد الغيظ بأبي نواس و تشاجرت الوساوس في صدره حتى جعلته كالأبكم لا يبدي و لايعيد ...
وانصرف من حضرة الخليفة وهو حانق على خالصة ولما انتهى إلى باب المقاصير الخاصة بها كتب
على الباب يقول شعراً :
لقد ضاع شعري على بابكم كما ضاع عقد على خالصة
ثم انصرف و هو كالمحموم من شدة غيظه .
وفي الصباح مر بعض الخدم المخلصين لخالصة فقرأ ما على بابها من الشعر فذهب إليها و أخبرها
به فلم تصدق قولهم وذهبت بنفسها إلى الباب فقرأت الشعر فتهيجت بالغضب وقالت :
والله ما كتب هذا الشعر غير أبي نواس ثم تغيرت عليه حتى كاد يقتلها الغيظ منه .
ولما جاء إليها هارون الرشيد وجدها تبكي وهي في قهر شديد فسالها عن السبب فأرشدته إلى الشعر
وقالت : لا يجرأ أحد على كتابة هذا الشعر إلا أبي نواس .
قال الرشيد : بالحقيقة أن الخط خطه و لا بد من عقابه حتى لا يعود لمثل ذلك .
ثم نظر إلى أحد أتباعه وقال : عليّ بأبي نواس .
فذهب الخدم لإحضاره وجدوا جميعاً في طلبه ولما علم أبو نواس الغرض من هذا الطلب جاء حتى مر
من ناحية الباب حيث كان قد كتب الشعر فمحا تجويف العين في الموضعين من (( ضاع )) فصار أول
العين مثل الهمزة وصار البيت يقرأ هكذا :
لقد ضاء شعري على بابكم كما ضاء عقد على خالصة
ودخل على الخليفة فلما رآه استشاط غضباً وصاح به : ويحك يا أبو النواس ما هذا الذي كتبته على
باب خالصة .
فقال : ماهذا الذي تقول عنه يا مولاي ؟
اجاب : الشعر الذي هجوتها به .
فقال : حاشا لله ياأمير المؤمنين أن يحصل مني ما تقول .. إني يا مولاي مدحت وما هجوت ..وهيا
لنرى ما كتبت .
فقام الخليفة و هو يقول : تالله لئن لم يكن ما تقول فأنت مقتول .
ثم سار الخليفة و ابو نواس خلفه فلما وصل إلى الباب قرأ الشعر هكذا :
لقد ضاء شعري على بابكم كما ضاء عقد على خالصة
.
فأعجب الخليفة بهذه البداهة و أمر له بألف دينار فقال بعض من كان حاضراً :
إنه يا مولاي قد قلب العين همزة فمسح تجويفها في الوسط
فقال الرشيد : قد عرفت ذلك ولأجل هذا قد كافأته